وَقْعَة الأمير قاسِم
وأهدى الأمير بشير إلى ولده قاسم، نائبه في بلاد جبيل، «جفتًا» جديدًا بمناسبة موسم
صيد
الحجل. وكان قاسم قد أمن شر عصابة الشدياق سركيس، واستراح من غاراتها على مقاطعته، فخرج
صباح يوم من منتصف آب يطارد حجال المنطقة الساحلية في بلاد جبيل، بعد أن طارد الرعية
عند
قطف الشرانق وجبى ما جبى من الأموال، وأدَّى لوالده «الأكياس» كاملة غير منقوصة …
خرج من بعشتا
١ مصعدًا في ذلك النهر الشتوي، وتفرقت رجاله في الجبلين من عن يمينه ومن عن
شماله، وظل الموكب مصعدًا حتى بلغ طريق السكة عن نهر غلبون، فانعطف صوب «الصليب» يقصد
وادي
عين كفاع، حيث تكثر الحجال في تلك الأرض الحمراء التربة، الصوانية الحصى.
مرَّ موكب الأمير متفرقًا في «الوطا»
٢ حيث تملك الإمارة كثيرًا من أشجار الزيتون، ولا يزال يُعرَف عند حكومة اليوم
باسم زيتون الميري أو البكليك، فذهب بعضٌ نزولًا، وراح فريق طلوعًا، واتبعت جماعة الطريق
العام، حتى بلغت النهر الذي هو التخم
٣ الشمالي لمقاطعة بلاد جبيل التي يحكمها المير قاسم.
لم تكن تلك أول مرة يجيء فيها الأمير قاسم هذه المنطقة، فأكثر الناس يعرفونه؛ لأنهم
إليه
يرجعون في قضاياهم كلها.
وكان قد سرى خبر قدوم المير للصيد فتحسَّبوا، ظنُّوا تلك الزيارة خدعة فاستعدُّوا.
الملسوع يخاف من جرَّة الحبل، ومَن يدري ما ينوي الأمير، فقد يتظاهر بصيد الطيور وتكون
غايته صيد الناس، أو محصولاتهم وأموالهم على الأقل، فوقف الشعب حذرًا، وتذكَّرت عصابة
الشدياق سركيس، وفي الليلة الظلماء يُفتقَد البدر …
وكان أبو ناصيف في مرصاده على «شير الكروم»
٤ يتظاهر بأنه يقطع الحطب، ولكنه يراقب الرائح والجائي.
ولما ظهر المير عند غبالين،
٥ انحدر أبو ناصيف إلى الوطا، ووقف في قارعة الطريق ليرى أين يتوجه سعادة المير
الصغير، ولكي يتأكد إذا كان هو، أو أن هناك أحدًا غيره من هذه السلالة المباركة …
رأى رجلًا أدكن
٦ اللون، قصير القامة، ممتلئ الجسم، ضخم الشفتين، فقال في نفسه: هذا هو.
– تفضلوا يا إخوان، حوِّلوا، كلوا عنبًا وتينًا …
هكذا ابتدرهم أبو ناصيف ببساطة أُعجِبَ بها المير قاسم الكريم الوديع، فشكر هذا الفلاح
على كرمه الطبيعي، فهو يعرف عادات البلاد وكرم أهليها. والبلاد تُعرَف من أمثالها، والمثل
عندهم يقول: فلان كرم على درب.
ابتسم المير قاسم لبو ناصيف وقال له: زاد فضلك يا عم. أكلنا من خيرك. كيف حالكم؟
– العفو، كله من خير سيدنا المير، اللحم الذي على أكتافنا من خير سعادته … فلولا
حكمه
العادل ما بقي عندنا غلة، ولكنه — طوَّل الله عمره — ربَّى القمل في رءوس
٧ عصابة الشدياق سركيس، وأراحنا من شرها.
– إذن أنتم في راحة؟
– الحمد لله، الحمد لله ألف مرة. تأمَّلْ هذا الكرم. كرم على درب، وعناقيده ما قُطِف
منها
واحد، هذا كله من الأمن والحكم العادل.
فالتفت الأمير قاسم إلى أحد مرافقيه وقال له: فلاح نبيه، يصلح خطيبًا في قاعة العمود.
٨
فأجابه ذاك: ليست الفصاحة وقفًا على المتعلمين، ففي الأميين مَن هو أبرع وألسن.
وهرول أبو ناصيف وقطف بضعة عناقيد وقدَّمها بيديه الثنتين للأمير على أنه لا يعرفه،
فأخذ
الأمير حبتين وأكلها ثم قال: الله يفيض رزقك.
فأجاب أبو ناصيف بوداعة وسذاجة: حلَّت البركة.
وانحدر المير نحو النهر، وراح أبو ناصيف صوب القطين. سار فوق الطريق يرافق الموكب
عن كثب،
٩ ينتظر المفرق ليرى هل يذهب الأمير قاسم طلوعًا أو نزولًا، ولما سمعه يقول
لرفيقه: «اليوم تتفرج
١٠ على دير القطين. ما أوعر واديه!»
١١ عرف وجهة الأمير قاسم، فلم يَعُدْ ينتظر وأسرع إلى الشدياق سركيس، الفحَّام
الجديد، ينبئه بتشريف سعادته.
وكان الشدياق سركيس يمهد تراب المشحرة،
١٢ فتابع عمله وهو يردد بكل برودة: أهلًا وسهلًا بسعادة المير، يا هلا هلا. اليوم
يومك يا سيدنا المير.
وبعد ساعة كان المير يصعد في عقبة
١٣ الدير، فلا تستقر قدمه حتى يزحل عن عتب
١٤ الطريق …
وبعد تعب عظيم دخل في الباب الضيق وهو يقول: شباب، الله يعطيكم العافية.
فأجابه الشدياق سركيس، بعد أن التفت إليه، وعاد إلى عمله: العافية تجيك. تفضَّل خذ
راحتك.
يا طنوس هات الإبريق، ربما كان العمُّ عطشانًا.
– معي رفيقان. ها هما.
– أهلًا وسهلًا، عندنا ماء يسقي خمسين.
– ومن أين لكم الماء في هذه الجبال الجرداء؟
– وعدنا المير، الله يطوِّل عمره، عندما كنا نجرُّ له نبع الصفا، أنه سيجرُّ لنا المياه
من الجرد.
فقال الأمير قاسم: ربما صحَّ فيكم قول المثل: أسقيك بالوعد يا كمُّون.
١٥
– لو لم تكن ضيفنا سمعت ما لا يرضيك، ميرنا، الله يحفظه، إذا قال فعل. وما يحوجه إلى
وعد
بلا وفا لتكون عداوة بلا سبب؟ وابنه المير قاسم نسَّانا رحمة المير يوسف وحبه
للفلاحين.
وأقبل الإبريق على يد رجل تخاله زنجيًّا لكثرة ما عليه من الفحم والتراب وغيره، فقال
للمير، وهو يقدِّم له الإبريق: غض النظر … لا تؤاخذنا يا سيدنا، إبريق الفحَّامين وسخ
ظاهرًا، ولكنه نظيف باطنًا.
فابتسم المير، وقال، وهو يتهيأ للشرب: مثل قلوبكم. صحة البدن
١٦ يا مهذَّب.
– بدنك صحَّ، الله يطوِّل عمرك.
وهمَّ الفحَّامون بالأكل فتربَّعوا
١٧ على الأرض، ثم صلَّبوا والتفتوا إلى المير ورفيقيه وقالوا لهم بصوت واحد
تقريبًا: تفضلوا شاركونا.
فقال المير: صحة وعافية، سبق الفضل.
– تفضلوا. انطحوا الزاد.
١٨
– صحتين.
– كلوا معنا لقمة حتى يصير بيننا وبينكم خبز وملح.
– أكلنا من خيركم. ثم نهض المير وهو يقول: نتفرَّج على الدير بهذه الفرصة. الجفت أمانة
عندكم.
فقال الشدياق سركيس: محفوظة.
ومشى المير معه الرجلان، وما ابتعدوا قليلًا حتى قال الشدياق سركيس لرجاله: أنا عليَّ
بالمير، وأنتم عليكم بالاثنين. بو ناصيف أنت تدفر
١٩ الطويل من رجاله بغتةً فيستريح في النهر … وأنتم كتِّفوا
٢٠ الشب وخذوا سلاحه. وأنت يا طنوس، صوِّب جفت المير إلى صدره متهدِّدًا إذا مانع
أو عارض. إياك أن تطلق النار مهما حدث.
فتعجب الرجل كيف لا يطلق النار وفتح فمه، فقال له الشدياق: هس هس هذا شغلي.
وقبل أن يبلغوا المرامي
٢١ كان الشدياق سركيس دليل المير في ذلك المتحف الطبيعي. دَلَّه على المغاور
وسمَّها له بأسمائها. وعلى وعلى … وبعد هنيهة أعطى الإشارة لرجاله، فكان «الطويل» يتدحرج
من
علوِّ مئتي متر، وكان الشب مكتوف اليدين بحبل «المشحرة»، وكان الأمير قاسم فاتحًا فمه
مندلق
٢٢ الشفة السفلى، فصاح به الشدياق سركيس: سلِّم تسلَم.
فصاح الأمير قاسم: سلَّمت يا سيدي.
وقال الشدياق سركيس: وأنت سَلِمت. نحن يا مير لا نغدر بأحد، نحن لسنا أمراء لنقتل
الناس
بالقهوة كما يفعل والدك. نحن لا نؤمِّن الناس ونغدر بهم. هات خنجرك.
فهزَّ المير قاسم برأسه، بينما كانت يده تُخرِج خنجره من حزامه.
وبينا كان بعض رجال المير يصعدون في النهر، رأوا «الطويل»، وقد صبغت دماؤه حصى النهر
البيضاء.
فقال لهم، وهو يلفظ روحه: المير … فوق … في المغارة …
فتعالى صفير الاستغاثة كعزيف الجن، وكانت الكهوف تردِّد الصدى الذي تقشعرُّ له
الأبدان.
أما مرافقو الأمير فصوَّبوا بنادقهم من الجبل المناوح ليرموا الكهف، فصاح بهم الشدياق
سركيس: إياكم ثم إياكم. المير لا يزال حيًّا. إن اعتديتم اعتدينا، ورميناه إليكم لتأخذوه
ميتًا. يا سيدنا المير، أعطهم صوتك. قل لهم ماذا تريد.
فصاح المير قاسم: اتركوني. ارجعوا.
قال ارجعوا وأشار بيده إلى المجهول، ففهموا أن عليهم أن يستمدوا من جبيل قوة تستطيع
مقاومة العصابة، فعاد فريق منهم إلى جبيل بعدما كان الخبر سبقهم إلى الأسكلة،
٢٣ فالتقوا بعسكر النجدة في غرفين،
٢٤ فانضموا إليهم وعادوا جميعًا إلا واحدًا جدَّ في السير إلى بتدين حاملًا إلى
المير الكبير ذاك النبأ المشئوم.
أما المير قاسم فقعد على حائط المرمى المهدَّم.
كان واجمًا ولكنه رابط الجأش، يفكر بالحكم وعواقبه الوخيمة
٢٥ ونهايته المروعة.
أليس هو الآن مع الموت على موعد؟ ما عليه لو مات، ولكنها موتة لئيمة، أمير وابن المير
بشير الذي دوَّخ البلاد والأقاليم المجاورة تأسره عصابة! هذا كثير. وإذا بلغ الخبر والدي
فماذا يقول عني؟ إنه لا يهمُّه موتي، فالموت عند الوالد أرخص من الفجل! ولكنها سمعة رديئة
ولطخة لا تُمحى.
وأفاق الأمير من غيبوبة هذا التفكير على صوت الشدياق سركيس يدعوه إلى المسير، فمشى
معه
حتى بلغا متكأً أمام المغارة الكبيرة وهناك أجلسه، وما كان أشد دهشة المير حين رأى رجالًا
عديدين يخرجون من بطن ذاك الكهف البعيد المدى شاكي السلاح كالقنافذ،
٢٦ فقال لهم: أنا أعزل، والأعزل لا يحتاج إلى هذا الجمهور.
فقام الشدياق سركيس إلى جفت المير وقدَّمه إليه قائلًا: هذا جفتك يا سيدنا، تفضل.
وهذا
خنجرك.
فأبى الأمير قاسم أن يستردَّ سلاحه، وأراد أن يطول الأخذ والرد، ولكن الشدياق سركيس
أراد
أن يقصر مسافة المحاورة فقال له: يا سيدنا المير، أنا عرفتك وأنت لم تعرفني، والدك يطلب
رأسي، وإني أشكره على جعله سعره غاليًا جدًّا. أما أنا فلا أطلب رأسك، إن رأسك يبقى لك
ملكًا خالصًا صحيحًا شرعيًّا لا ينازعك فيه منازع. نحن قطَّاع طرق كما تسمينا سعادتك،
ولكن
في العصابات وقطَّاع الطرق أناسًا ضميرهم حيٌّ، لا يأكلون مال اليتيم والأرملة، ولا يبلصون
٢٧ الفقراء ليظلوا متحكمين برقاب العباد.
نحن نعاهدك على حفظ دمك، وعلى صون كرامتك، والأيام هي التي تحكم بيننا. تفضل اذهب
حرًّا
طليقًا لا يمسُّك أحد.
فتعجَّب الأمير من ذلك، ولكنه لم يهمَّ بشيء. تحيَّر في وجهه الارتباك العنيف، وكما
يعمل
كلُّ مَن يقع في معضلة
٢٨ سوداء قاتمة المداخل والمخارج هكذا فعل هو، فلم يبد ولم يعد …
فقال له الشدياق سركيس: اذهب قلت لك. لا غدر ولا خديعة. أقسم لك بشرف «الفلاحين»
الذين لا
يغدرون ولا يدسُّون
٢٩ ولا يكيدون،
٣٠ إنك حُرٌّ طليق لا يمسُّك أحد منا، ولا أقول من رجالي؛ لأننا لا زعيم فينا،
كلنا واحد. تعاهدنا أمام هذا المذبح العاري المهجور على مقاومة الاستبداد المزدوج. كنا
في
حكم إقطاعي دنيوي هو حكم والدك، وصرنا اليوم تحت حكم إقطاعي ديني هو سلطة البطرك الحبيشي:
أسند لي حتى أحملَّك … والحاكمان المستبدَّان ابنا ضيعة واحدة … حرم البطرك البلاد كلها
ليرضي سعادة الوالد، ولكننا نحن لا يصعب علينا أن نتخلص.
ورأى الأمير يتحلحل بحذر، ينظر إلى رجليه نظرة، وإلى رجال العصابة ثنتين، فقال له
الشدياق: قلت لك هذا جفتك. هذا خنجرك. امشِ، وافعل بعد ذلك ما بدا لك. اشنقنا، خوزقنا،
إن
وقعنا في يدك. نحن نريد أن نعلِّمك درسًا مفيدًا ولا نريد أن نقتلك، نريد أن نعلمك ونعلم
والدك أن الشعب «شيء» وأن إرادته هي الغالبة. لا يد غير يد الشعب، مثلما ذهب فخر الدين
يذهب
والدك ويبقى شعب لبنان في بيوته، وكما ذهب بنو حماده عن بلاد جبيل تذهب أنت. بلاد جبيل
باقية إلى الأبد. أما المير قاسم فغيمة سارحة. نفخة هواء تبدِّدها. نحن ننتظر الرياح
حتى
تطيب … وإذا ذهب الشدياق سركيس تخلق لكم الأيام ألف سركيس. الشعب نبع قوي، والعائلة الحاكمة
نزَّازة
٣١ اطبخوا للشدياق سركيس أحمض
٣٢ ما عندكم. قم قلت لك.
وإذ لم يذهب المير قال سركيس لعصابته: شباب سلاحكم. فوقفوا واستعدوا … فقال الشدياق
للمير: رُح قلت لك.
– وماذا يصير إذا بقيت؟
– نحن لا نبقى.
قال هذا وأخذ جفت المير وهو يقول: لو كنت واثقًا من أنك لا تطعن في القفا
٣٣ لتركت لك جفتك، ولكن لا بأس هذا تذكار منك …
ثم قلبه وقرأ ما كُتب عليه بالحرف اللاتيني وقال: فبركة ممتازة. هذا يبقى عندي لأذكرك
به.
أما الخنجر فيبقى لك؛ لأنك لا تستطيع أن تستعمله متى بعدنا عنك. خاطرك يا مير. اسأل عنا
خاطر الوالد، وقل له: الشدياق سركيس لا يخرج من لبنان كما خرجت أنت، ولا يستعين بأحد
من
الغرباء على أميره كما استعنتْ أنت. الشدياق سركيس لا يخون عمه ولا يقتله، كما فعلت أنت،
ولا يعمي ولا يقطع الأيدي والألسنة ولا يشوِّه خلقة الله. قل له: الشدياق سركيس يظل يحاربك
في لبنان، ومَن يصبر إلى المنتهى يخلص، كما قال آخِر شهداء قهوتكم المطران يوسف اسطفان
في
آخِر وعظة.
شباب! تهيَّئوا. إن تجارتنا بالفحم ربَّت لنا أعظم ثروة. خاطرك يا سيدنا.
وكان الأمير صامتًا كالصخر الجالس عليها.
ظلَّ قاعدًا ينظر إليهم وهم يتمشون في الجبل متجهين نحو الشرق كأنهم الأفاعي التي
لا
تزلق.
وبقي الأمير في مجلسه نحو نصف ساعة صامتًا معقود اللسان، كأنه زكريا
٣٤ حين خرج من الهيكل. وبعد ذلك الصمت الطويل قام وهو يقول ما لم يفهم.
مشى المير وقد أنسته الكارثة الفتى المشدود كتافًا، فصاح هذا به: نسيتني يا سيدي؟
فتنهَّد المير، ثم سار نحوه متعثرًا بأذيال عباءته، وفكَّ كتافه وسارا معًا، حتى إذا
مرَّا «بالطويل» المضرج بدمائه على حصى النهر البيضاء، ترحَّما عليه …
وكان بعض رجال الأمير كامنين ينتظرون ختام الرواية، فنهضوا من مجاثمهم، وساروا
معه.
وراء نهر غلبون
٣٥ التقى الأمير ورجاله بفصيلة قادمة لنجدته، فأمرها سعادته بالرجوع وكتمان الخبر،
وخصوصًا التفاصيل. ولكن السهم كان قد نفذ، والرسول المتجه إلى بتدين، عرين النمر اللبناني
الشرس، قد يكون قطع نصف الطريق، فعضَّ الأمير قاسم على جرحه، وبلغ جبيل منهوكًا تعبًا،
فلزم
قاعته خجلًا من رجاله.
حاول كثيرًا أن ينام ولكن النوم طار، ولا قرار على زأر من الأسد …