فيزياء مضادة
«أيُّ أمرٍ عظيم …
أن أكونَ هناك؟
حيثُ أُشاهِد كلَّ شيء؛
ما يُريده المرءُ، حقًّا، وما لا يُريده.
هناكَ …
أتربَّصُ بالحقيقةِ وهي تحتجِب
خلفَ الضباب.»
في هذا الديوان يخلع «الماجدي» جُبة الشِّعر ليقف حيث دماغ الكون والعدم، حارسًا وسادنًا وراهبًا؛ فيَطلُب من الحياة أن تَلوذ بالصمت وترتضي بانسحاب الطمأنينة والهدوء منها، لينتظر الجميع انشقاقَ سمائنا وتاريخنا، مُستعينًا بالخمر ليسدَّ بها فمَ الطبيعة الذي يريد ابتلاعنا في كل لحظة، ومُستغرقًا في جمع الورد الذي تُخلِّفه العاصفة، وفي لملمة الياقوت المُعتم في قلبه، منقِّبًا عن السر المُضمَر داخل المجنون؛ ذلك السر الذي جعله يرى الحقيقة ويَزهد فيها، بينما لا يزال يقف في مُنتصَف طريقه المفترَش باليأس والرماد، حاملًا كمنجتَه، وطالبًا من السومري أن يَحتفِظ بفأسه التي استطاع بها حرثَ ألغاز الأرض، مُؤكِّدًا على أن مجده الأوَّلي سيعود، وأن الثيران ستبعثِر حتمًا كل هذا الظلام.