مَن ذهبَ
مَن ذهبَ دونَ أن يلتفت … كانَ بالغَ التوغلِ.
مَن ذهبَ … كانَ يريدُ طعمَ الهاوية.
مَن ذهبَ، أخي الذي مات، الذي رأى
فوادَ العالمِ يخفقُ على السواحلِ فلم يجفل.
مَن ذهبَ، أنا، الذي رأيتُ ذلك فجفلت
أنا الذي صعقتني زينةُ الأَشنات والحصى،
الذي هزَّني انقراضُ الكواكبِ.
أنا المحاطُ بالكارثةِ تقفزُ في أَية لحظةٍ،
وتوقف تماسكي.
ذاتَ مرةٍ ذهبتُ بعيدًا
وتوغلتُ … توغلتُ ولكني التفتُّ
في منتصفِ الطريقِ ففقدتُ كلَّ ما شاهدته،
أما هو فقد أخذَ المشهدَ كاملًا.