أحاول دائمًا
أُحاول دائمًا أن أجمعَ الوردَ الذي
تُخلِّفُهُ العاصفةُ.
أحاولُ لمَّ الياقوتِ المُعتمِ في قلبي.
وفي عريني المفكَّكِ المدفونِ في الهواء
أُحاولُ دائمًا أن أُلاقي درويشَ الذهبِ
الذي يُعلِّق النارَ والكلماتِ على جُبتهِ.
أُحاولُ أن أتجمَّلَ
وأُحاولُ أن أرى المجنونَ في سرِّهِ؛
فمَن سواه رأى الحقيقة وزهدَ بها؟
مَن سواه، في هذه الوحشةِ، يقصُّ الزمانَ بلا
عناء؟
ومَن سواه لا يأبه بنا؟
أما أنا فما زلتُ في مُنتصَفِ الطريقِ أرفَعُ
كمَنجتي عاليًا،
وأبدو دائخًا ومُطوَّحًا،
أُذوِّبُ الفجرَ في بخاري،
وأنظرُ، بحسدٍ، إلى المجنونِ وهو يلعبُ في
السواقي، وأُطبِّلُ مُنتظرًا مصيري،
ولا أرى سوى الصُّلبانِ، صُلباني.
أما المجنونُ فيبتعدُ عني
أكثرَ فأكثر.