أسرار القصور: سياسية، تاريخية، غرامية، أدبية
إن الهدف الأسمى للأدب هو أن يكون ناقوس خطر يدق أجراسه في الوقت المناسب. وقد أدَّت الرواية هذا الدور على الوجه الأمثل؛ حيث تولَّت الدعوة للإصلاح السياسي والاجتماعي بالعالم العربي، ولا سيما عندما كانت أحواله تدعوها لذلك. فشهدت نهاية القرن التاسع عشر بداية سلسلة من الأزمات المتواصلة، والتي أدت في نهاية المطاف إلى اندثار «الدولة العثمانية» عام ١٩٢٤م. وقد استطاع المؤلف وضع المشكلات التي مرَّت بها تلك الدولة منذ عهد السلطان «عثمان الثالث» وحتى عصر السلطان «عبد الحميد الثاني» في قالب روائيٍّ عاطفيٍّ؛ حيث تعرَّض لفساد الأسرة الحاكمة من خلال سرد ما ارتكبته من مخالفات أخلاقية واجتماعية، وعلى النقيض تمامًا كانت الطفلة «عائشة» التي عاشت بين الفقراء وكبرت لتدافع عن حقوقهم، على الرغم من أصولها التي تعود إلى البيت العثماني.