مقدمة الطبعة الأولى
كثر في الشرق الميل إلى مطالعة الروايات الأدبية، وكثر المشتغلون في كتابتها بين معرَّب ومصنف، لكن أكثر هؤلاء الكتبة اختار منها النوع الغرامي المحض الذي لا شيء فيه سوى الفكاهة، ولم يشتغل منهم بالروايات التاريخية إلا أفراد قلائل يعدون على الأصابع، في حين أن الروايات التاريخية تمتاز عما سواها بما تجمعه من لذة الفكاهة وفائدة التاريخ.
ولمَّا كان أعظم ما يهمنا من التاريخ ما تعلق بنا وقرب عهده منا، وكان له مساس حسي في أحوالنا الحاضرة ولا سيما السياسي منها، رأيت أن أقدم لقراء العربية عمومًا وللعثمانيين خصوصًا هذه الرواية التي اشتملت على ملخص تاريخ السلاطين العثمانيين الثلاثة سلفاء جلالة السلطان الحالي، وهم: عبد المجيد وعبد العزيز ومراد، وأن أودعها أنباءً كثيرة من أميالهم الشخصية ومذاهبهم السياسية، ولُمعًا كافية عن كبار رجال السلطنة في عهدهم، وقد دعوتها «أسرار القصور»؛ لأنها حوت كثيرًا من الأسرار غير المعلومة إلَّا لأفراد قليلين، وأملي كبير أنها ستحوز رضاء قرائها الكرام.
من باريس في الثلاثين من شهر أيار سنة ١٨٩٧م.