العصابة ترد بنفس اللعبة!
عندما انتهى «أحمد» من إرسال رسالة «عثمان» … نظر إلى «قيس» و«بو عمير» قائلًا: إنني أفكر في عملية أخرى!
لم يكن «كريج» موجودًا … فقد دخل إلى المطبخ لتجهيز شيءٍ يشربونه … لكن صوته جاء يقول إنني معكم، فاستمروا في حديثكم!
نظر الشياطين إلى بعضهم؛ فقد ذكرهم ذلك برقم «صفر» في المقر السري … قال «أحمد»: الآن سوف يعرض عليكم السيد «كريج» أحد الأفلام لتعرفوا ما حدث بدلًا من أن أشرح لكم … بعدها سوف أعرض عليكم ما أفكر فيه.
فجأةً أظلم المكان، ثم أضيئت شاشة في جانب منه. ابتسم الشياطين، إن كل ما يدور يذكرهم فعلًا بالمقر السري … ثم بدأ عرض الفيلم، كان يصور لقاء «أحمد» و«مونتي»، والحوار الذي دار بينهما … وعندما انتهى الفيلم جاءت بداية فيلم آخر … كان يصور «جلاكس» ولقاء المطعم … ثم ظهر «عثمان» و«شداد» و«مروان» … كان «قيس» و«بو عمير» يتابعان باهتمامٍ كامل … بينما كان «أحمد» يبتسم وهو يقول في نفسه: إن السيد «توماس كريج» نموذج آخر لرقم «صفر». ظهر «كريج» وكان يجلس قريبًا من «أحمد» الذي ابتسم وهمس: رأس الثعبان.
همس «كريج» يرد: بل الثعبان كله!
عندما انتهى عرض الفيلم الثاني أضيء المكان … فقال «بو عمير»: رائع! إنها عملية متابعة جيدة!
قال «قيس»: الآن نسمع ما فكرت فيه!
قال «أحمد»: فكرت في تنفيذ الفكرتَين معًا … فبينما «عثمان» في مزرعة التجارب يكون أحدنا قد أخذ مكان «مونتي».
مرت لحظات صمت … كان الجميع يفكرون … فجأة قطع «كريج» الصمت متسائلًا: من يستطيع أن يكون مكان «مونتي» وهو كما ترون أسود!
رد «أحمد» بسرعة: هذه ليست مشكلة … فنحن قادرون على التغلب عليها!
قال «بو عمير»: هي مغامرة ليست مأمونة العواقب … ولو انكشفت نكون قد انتهينا!
رد «أحمد»: إن حياتنا كلها مغامرة رائعة … والشياطين لا يترددون!
قال «كريج»: هذا صحيح … وما رأيته يُعطيني يقينًا أنكم قادرون على تنفيذ ما تفكرون فيه.
وقف «أحمد» فجأة ثم قال: دعونا نبدأ!
ظهرت الدهشة على وجه «كريج» وتساءل: الآن؟!
رد «أحمد» مبتسمًا: سوف نحقق الخطوة الأولى، وهي تجهيز «مونتي» الجديد … وأقترح أن يكون «قيس» هو صاحب الدور!
وقف «قيس» وهو يقول: إنني جاهز!
بسرعةٍ كان «أحمد» و«قيس» يدخلان إحدى الغرف. أخرج «أحمد» أدوات الماكياج وبدأ في رسم «مونتي» الجديد … صبغ «قيس» بلون مثل لون بشرة «مونتي» الحقيقي … ثم بدأ يرسم ملامحه … حتى شفتَيه الغليظتَين استطاع أن يعطيهما ظلالًا توحي بنفس التقاطيع … استغرقت العملية أكثر من ساعتَين … وعندما انتهى «أحمد» منها، نظر إلى «قيس» فضحك «قيس» وعلق: إنني لا أعرف نفسي.
ضحك «أحمد» هو الآخر وقال: انتظر قليلًا حتى أدعوك!
ثم خرج وأغلق الباب خلفه، كان «كريج» و«بو عمير» مشتبكان في حوارٍ فصمتا عندما رأياه … وابتسم «كريج» قائلًا: هل حضر العم «مونتي»!
ضحك «أحمد» وهو يقول: أعتقد أنه حضر!
ثم صاح: تفضل يا سيد «مونتي»، إن اللجنة في انتظارك!
لم يدخل «قيس» مباشرة فقد انتظر قليلًا … وعندما ظهر علت الدهشة وجه «كريج» وصاح: إنني لا أصدق!
بينما غرق «بو عمير» في الضحك، كان «قيس» بنفس ملامح «مونتي» كما شاهده في الفيلم، ثم أخذ يتكلم بنفس طريقته، وغرق الجميع في الضحك.
قال «كريج»: لا ينقصنا إلا ملابس «مونتي» ونضمن نجاح خطتنا كاملة.
قال «أحمد»: على السيد «كريج» أن يحصل لنا على ملابس «مونتي».
قال «كريج»: «مونتي» نفسه سوف يكون أمامنا آخر النهار في مقرنا الآخر!
ثم أضاف بعد لحظة: ينبغي أن يجلس العزيز «قيس» مع العم «مونتي» ليسأل عما يريد، ويسمع ما يريد أيضًا؛ فالمسألة ليست سهلة، فأي خطأ سوف يكشف «قيس» ويضيع المسكين «مونتي».
في نفس اللحظة سجل جهاز الاستقبال رسالة … كانت رسالة شفرية تقول: «٤٢ – ٣٢ – ٢ – ٥٤ «وقفة» ٥٨ – ٤٨ – ٢٠ «وقفة» ٤٤ – ٤٦ «وقفة» ٢٤ – ٢ – ٣٦ – ٥٤ «وقفة» ٢ – ٤٦ – ٤٨ – ٢٤ – ٢ – ٤٠ – ٥٤ «وقفة» ٤٤ – ٥٨ – ٤٦ – ٥٠ «وقفة» ٢ – ٥٠ «وقفة» ٢ – ٨ – ٥٢ – ٥٨ – ٥٢ «وقفة» ٥٨ – ٤٨ – ٥٨ – ٥٢ «وقفة» ٥٢ – ٤ – ٤٢ – ٥٨ «وقفة» ٤٠ – ٥٨ «وقفة» ٢ – ٤٦ – ٤٨ – ٢٢ – ٢٠ – ٣٦ – ٥٤ «وقفة» ٢ – ٥٨ – ٢ – ٤٨ «وقفة» ٢ – ١٤ – ٤ – ٢ – ٢٠ «وقفة» ٥٤ – ٢ – ٤٨ – ٥٨» انتهى!
كانت الدهشة مرسومةً على وجوه الشياطين وهم يتابعون طول الرسالة، جرى «أحمد» بعينيه على سطورها. وأشرق وجهه بالفرحة التي جعلت «قيس» يقول: أخبار طيبة!
نظر لهم «أحمد» وقال: فعلًا، وإن كانت لم تتأكد بعد!
سأل «كريج»: هل توصل إلى شيء؟!
وبدلًا من أن يرد، أخذ يقرأ الرسالة التي كانوا يتابعونها باهتمام شديد، وعندما انتهى منها قال «كريج»: يوجد بجوار هذا المكان قطار … ويمر كل ساعة … عظيم.
ثم شرد لحظة، بينما كان الآخرون يتابعونه … ثم قال: الاتجاه يمينًا … كيلو أو اثنين، عظيم.
ثم نظر إليهم وأضاف: إنه يحدد المكان بدقة كاملة، ونستطيع أن ننطلق من الآن، لنتأكد من موقع مزرعة التجارب … هل أنتم مستعدون؟!
أجاب «أحمد»: بالتأكيد، فقط ينبغي أن نصل إلى قرار بشأن «مونتي» الجديد.
نظر «كريج» في ساعة يده ثم قال: لا بأس، نستطيع أن نحقق الخطوتَين معًا … سوف أقوم بتوصيل «مونتي» الجديد إلى المقر … ﻓ «مونتي» الأصلي سوف يكون هناك في الساعة السادسة مساءً … وعليه أن يلتقي به … ويعرف منه ما يريد … في نفس الوقت … سوف يجد في المكتبة شرائط فيديو مسجلة ﻟ «مونتي» … يستطيع أن يدرسها جيدًا … وهو أيضًا يكون بذلك حلقة اتصال دائم بيننا جميعًا … في الوقت الذي نكون فيه في طريقنا إلى حيث البحث عن مزرعة التجارب!
عندما توقف «كريج» عن الكلام، قال «أحمد»: هذا تخطيط جيد … ويجب تنفيذه فورًا حتى لا نضيع وقتًا!
استعد الجميع … وقال «كريج» مبتسمًا: ينبغي أن أكون شخصًا آخر أنا أيضًا!
ضحك الشياطين، بينما بدأ «أحمد» بسرعةٍ في رسم خطوط سريعة بالماكياج جعلت «كريج» شخصًا آخر تمامًا … وقبل أن يغادروا المكان كانوا قد حددوا نقطة اللقاء عند نقطة «ع».
بسرعةٍ كان «أحمد» و«بو عمير» يأخذان طريقهما إلى الخارج … وعندما فتح «أحمد» الباب كانت هناك مفاجأةٌ في انتظاره، لقد وجد «عثمان» أمامه … لا يدري ماذا حدث له، مفاجأة غير متوقعة إلا أن شعورًا انتابه، ثم اندفع قائلًا: إن هذا ليس «عثمان»؛ ولذلك فرغم أن «عثمان» كان يبتسم أمامه إلا أن «أحمد» كان قد جذبه بقوة إلى الداخل ثم أغلق الباب … وقف «عثمان» ينظر له في دهشة، ثم قال: ماذا حدث؟!
كان الباقون ينظرون إلى «عثمان» و«أحمد» في دهشة، وقال «كريج»: ماذا هناك؟!
كان «أحمد» يتفحص «عثمان» الواقف أمامه، بجلبابه الأبيض وعمامته الضخمة، فكر بسرعةٍ ثم سأل «عثمان» بلغة الشياطين التي لا يعرفها سواهم … كان السؤال: ما هي أخبار المزرعة؟ لكن «عثمان» نظر له في ابتسامةٍ وتردد، ثم قال: ماذا تقول؟!
أعاد «أحمد» السؤال مرة أخرى، لكن «عثمان» وقف مترددًا لا يرد … فأيقن «أحمد» أنها خدعة … خرجت يده في حدةٍ إلى الشخص المزيف وضربه ضربةً قوية، وعلى أثرها تراجع حتى اصطدم بالحائط … في نفس اللحظة نظر الآخرون إليه … وقال «بو عمير»: أنت تضرب «عثمان»!
صرخ «أحمد»: إنه ليس «عثمان»، وهم يلعبون معنا نفس اللعبة التي نلعبها معهم!
كان الشخص المزيف ملقًى على الأرض، لكن عيني «أحمد» لم تفارقاه … انحنى ليجذبه في عنف … لكن يد الغريب كانت قد خرجت في عنف إلى «أحمد» فدفعته بعيدًا، وقبل أن يستطيع تحقيق حركة أخرى، كان «قيس» قد قفز إليه وضربه ضربةً عنيفةً جعلته يدور حول نفسه، في اللحظة التي أسرع فيها «بو عمير» وتلقاه بين ذراعيه في قوة، فلم يستطع التحرك … بسرعةٍ كان «أحمد» يحضر حقيبة الماكياج الصغيرة ويخرج منها سائلًا، وعندما وضعه على وجه «عثمان» ظهرت بشرته البيضاء، كان «كريج» يراقب ما يدور في دهشة … فهمس قائلًا: لقد أنقذتنا في الوقت المناسب!
وبدأ استجواب «عثمان» المزيف.