الأسوار: لحظات مصرية
«ما كنتَ تتصوَّر أن الأمر سيصل إلى هذا الحد، الجريمةُ أبعدُ من أن تَطوف بخاطرك، والقوَّة هي أسلوب التعامُل الوحيد، وأرض الخوف تُثمر — حين تُثمر — ذلًّا ومَهانة، ولا صوتَ لك. الشجيرات الصغيرة التي تتناثر في ساحة المعتقَل لا يَعبأ أحدٌ بتبيُّن تفاصيلها، وربما كانت نظرات الإشفاق أو الازدراء هي كلُّ ما يدلُّ عليه وجودُك في أعيُن الآخَرين.»
تدور أحداث هذه الرواية حول مجموعة من المعتقَلين، اختلفَت أسبابُ دخولهم السجن؛ فبعضهم دخَله ظلمًا، وبعضهم دخَله لارتكابه جُرمًا، وتَبايَنت صفاتهم وقِيَمهم؛ فمنهم المِثالي، والانتهازي، والخائن، والقوَّاد، وغير ذلك من صنوف البشر، لكن جمعَتهم فكرة واحدة؛ وهي إجراء قُرعةٍ يختارون من خلالها واحدًا منهم يموت حَرقًا فِداءً لهم، فيُرفَع العذابُ عنهم جميعًا مقابل هذه التضحية، ولكن الدهشة تَعقد ألسنتَهم بعد إجراء القُرعة؛ إذ تقع على اسم الأستاذ — الشخصية المِثالية بينهم — ثم يكتشفون أن جميع أوراق القُرعة تحمل اسمَ الأستاذ، وعندئذٍ يَطول الشكُّ الجميع. فهل سينجحون في اكتشاف الخائن الذي نفَّذ خطَّة التخلُّص من الأستاذ، أم يظلُّون جميعًا محلَّ شك؟ وما مصير الأستاذ؟ وكيف ستؤثِّر هذه التجرِبة على نُزلاء المعتقَل؟ هذا ما سنعرفه من خلال أحداث هذه الرواية المثيرة.