الفتنة الكبرى (الجزء الأول): عثمان
لا يُعَد وصفها ﺑ «الفتنة الكبرى» ضربًا من التهويل؛ فقد كادت الفتنة التي بدأت في عهد الخليفة الراشد «عثمان»، وامتدَّت إلى خلافة «علي» وبنيه، تعصف بالدولة الإسلامية، وما زالت هي وتبعاتها محلَّ دارسة؛ فقد تناولها العديد من الأقلام في محاولةٍ للوصول إلى بئر الحقيقة. ومن أبرز مَن تناولوها «طه حسين»، الذي حاول بأسلوبه الأدبي أن يناقش إحدى أخطر قضايا التاريخ الإسلامي وأكثرها حساسية. وقد سعى المؤلِّف إلى اتِّباع مذهب «الحياد التاريخي» بين الفريقَين، والتجرُّد من كل هوًى أو مَيل، ساعيًا إلى إبراز الأسباب الحقيقية وراء الفتنة التي أدَّت إلى مقتل «عثمان»، معتمدًا على تحليلاتٍ لواقع المجتمع الإسلامي آنذاك. وكالعادة، فقد أثارت آراؤه موجةً عنيفةً من الانتقادات الممتدة حتى اليوم، بينما أثنى عليه فريقٌ آخر ممن رأوا في منهجه واستنتاجاته إنصافًا وتلمُّسًا للحق.