مَنْ لهذا الأمر؟
ومهما تعظُم نفقة المجمع على رواتب أعضائه وطَبْع مجلته، فما أظنها تُجاوز بضعة آلاف من الجنيهات في السنة، وهي قليلة في جانب الفوائد الكثيرة التي تعود منه على اللغة العربية وأهلها.
أفلا تهزُّ الأريحية واحدًا أو أكثر من الأغنياء الذين يَغارون على اللغة، فيتبرعوا بوقف ما يكفي ريعُه للإنفاق على هذا المجمع؟ وألا لم يبق لإرواء الغليل من هذا القبيل سوى إحدى الحكومات في البلدان العربية. ومن أولى من حكومة مصر بهذا الأمر؟ إنها منهن أقدر وبشرف هذه المفخرة أحرى وأجدر. وقد سبق لها في خدمة اللغة العربية ما لا يُعَدُّ من المآثر والمحامد التي خلَّدت لها الفخر وأكسبتها جميل الثناء وجزيل الشكر مدى الدهر. وهي الآن — على الخصوص — قِبلة الأنظار وكعبة الآمال، ولعلها إذا سُئلت هذه المكرمة لا تتأخر عن إجابة السؤال.