الشياطين قادمون!
لم يبذل «أحمد» مجهودًا كي يعبُرَ السلك الشائك إلى القصر، وقرَّر أن يُعدَّ خُطة مواجهة سريعة، يُنهي بها هذا الصراع؛ لأن القزم إذا طار، فلن يستطيع الوصول له بعد ذلك بسهولة. لذلك، قرر أن يُثيرَ الفزع في قلوبهم، كما كانوا يقصدون برسائلهم المتتابعة في مقر الشياطين وخارجه، فيُخرجهم عن طوْرِهم. وهذا بالفعل ما حدث.
فعلى شاشة جهاز الاتصال … رأى «بيتر» يمسح المنطقة بكاميرات المراقبة بحثًا عنه. وفجأة، ظهرَت له على الشاشة كرة نارية مكتوب تحتها: «الشياطين قادمون».
أصاب «بيتر» الفزع، فأمسك بياقة جاكت «فهد» … بعد أن فكَّه من قيده، ثم دفعه بفوهة المسدس إلى شاشة المراقبة، وسأله: ما هذا؟
نظر «فهد»، وابتسم ابتسامة سعادة لم يلحظها «بيتر»، وقال له: ما هذا؟
فسأله «بيتر»: أهناك غيركم في الغابة؟
فردَّ «فهد» قائلًا: لم نكن إلا اثنين … أنا وصديقي الهارب.
فسمع صوت «أحمد» يقول له: دعه يا «بيتر» … فهو لا يعرف شيئًا عمَّا يحدث … استشاط «بيتر» غضبًا، وخرج يجري حول الكارفان شاهرًا مسدسه صائحًا في غضب … اخرج لي … أين أنت؟ ثم عاد واتصل بقيادته، صارخًا فيهم: قلت لكم أريد معاونين فلم تُرسلوا لي … إنهم ليسوا اثنين، وليسوا عُزَّلًا. ولم تمرَّ ثوانٍ … إلا وكانت الطائرة الهليكوبتر تُحلِّق في سماء غابات الصنوبر، وقائدها «روجر» يحدِّث «بيتر» على جهاز الاستقبال. التقط «أحمد» كود الاتصال، ثم أرسل نفس الرسالة إلى قائد الطائرة … الذي رأى على التابلوه … وعلى شاشة المتابعة كرة نارية مكتوبًا حولها: «الشياطين قادمون».
فاتصل بمركز الاتصال الرئيسي يطلب منهم متابعة هذه الإشارة ورصدها لمعرفة مصدرها، ثم قام بمسحِ الغابة في مسارات دائرية متناقصة، حتى حلَّق فوق القصر الصغير لثوانٍ، ثم هبط في ساحته. ونزل مجموعة من الرجال … معتادو الحياة في الغابات، ومعهم مجموعة من الكلاب الشرسة، والتي علا صوتُ نباحها، مما جعل «فهد» يتراجع عن قراره بالفرار … ويغلق «أحمد» باب غرفة النوم التي كان جالسًا بها بالقصر. انتشر ثلاثة حراس على اتساع مساحة القصر، وخرج الباقون يجوبون الغابة … بحثًا عن الشياطين.
وذهب قائد الطائرة إلى «بيتر»، ومعه طبيب وحارس لاصطحاب «جو» و«فهد»؛ ﻓ «جو» يحتاج إلى رعاية خاصة. وسأله «بيتر»: وهل ستحملانه؟
فأجاب الطبيب: نعم إلى الطائرة.
في هذا الوقت علا نباحُ كلاب الصيد والحراسة، التي يُمسك بها رجال العصابة، فقد اقتربوا من الكارفان … مُحدِثين جلبة.
وكان «أحمد» يتابعهم على جهاز الاتصال، فرأى أنه وقت مناسب لإرسال رسالة أخرى.
وكانت ﻟ «بيتر» ومن معه … وكانت نفس الكرة النارية وتحذير «الشياطين قادمون». تغيَّر وجهُ «روجر»، وقرر اصطحاب «فهد» معه … فالأمر يبدو أكبر مما كانوا يتوقَّعون. وفي ساحة القصر الصغير … اجتمع الحرس في دائرة واسعة حول الطائرة … إلى أن ركب الطبيب ومعه «جو» وأحد الحراس … ثم نزل الحارس وبعده «روجر» ليصطحب «فهد».
شعر «أحمد» أن «فهد» في خطر … وهو سيكون وحده في خطر أيضًا، و«جو» سيضيع منهما … فقرَّر أن يُرسل رسالة أخرى، رغم أنه يعرف مدى خطورة ذلك؛ فأجهزة العصابة تتبَّع الرسائل والإشارات … مسحًا للمنطقة كلها. دارَت محركات الطائرة … وزاد هديرها … واتسعت دوامات الهواء حول المروحة … وتكثَّفت، وبدأت الطائرة تحلِّق مرتفعة لأعلى، وعند نقطة الثبات التي ستتخذ منها الطائرة اتجاه المسار … قرأ «روجر» على الشاشة المتابعة بالتابلوه رسالة تقول: «الطائرة ستنفجر بعد ثلاث دقائق … الشياطين قادمون.»
ارتبك الكابتن «روجر»، ونظر للطبيب الذي قال له: لا وقتَ للمجادلة في هذا، اهبط وناقش بعد ذلك. كان «فهد» يتابع حديثهم بلا مبالاة، ويُغمغم في نفسه: أنتم السابقون … ومن خلف ستائر ثقيلة تغطي زجاج نافذة غرفة النوم … تابع أحمد أسرع هبوط وأعجب لإخلاء الطائرة، فقد خرج الكابتن يجري من باب ومن الآخر الطبيب، تاركين «جو» بداخلها.
فسمع «فهد» صوت «أحمد»، يقول له: احمل «جو» … ودُرْ حول القصر … واترك قبل نزولك رسالة!
جرى رجال الحراسة مُبتعدين، ومنهم مَن انبطح أرضًا … وكانت هذه فرصة ﻟ «فهد» … لكي يهرب … وأن يدور حول القصر مبتعدًا عن أعين رجال العصابة. وكانت فرصة ﻟ «أحمد» أيضًا، والذي كان يتابع ما يحدث على جهاز الاتصال … فقد فتح باب القصر بحذر … وبلا صوت … رغم أن هدير مروحة الطائرة كان يملأ المكان.
وسحب «فهد» للداخل، والذي اندهش حين رآه، وقال: صدقني … كنت أشعر بذلك.
لم تنفجر الطائرة … مما أثار أعصاب «بيتر»، والذي كان يتابع ما يحدث على شاشة المراقبة. فعاود الاتصال بمركز قيادته يُخبرهم بما حدث … ويأمر رجاله بالتزام أماكنهم، ويُشيع صراخه هنا … وهناك.
وعاد كابتن «روجر» إلى الطائرة مرة أخرى يفحص أجهزتها، ويبحث فيها عن جسم غريب … لكنه لم يجد شيئًا … فطلب من الطبيب أن يحضر «جو» ويصعد إلى الطائرة، فقال له الطبيب: إن «جو» ليس مسئوليتي، فليبحث رجالكم عنه … وعن الآخر الذي كان معه.
كان «أحمد» يتابع ما يحدث في ترقُّب؛ فأعصابهم بدأت تتوتر … و«أحمد» لم يؤكد لهم أن الغابة مسكونة بالشياطين، فسيبحثون بداخل القصر … الذي من الواضح أنه لا يدخله أحد إلا في وجود الزعيم … ولا يفتح بابه الوحيد … إلا بأمر من «بيتر». وإن دخلوه الآن … فسيجدون إجابةً عن كل أسئلتهم؛ لذلك يجب إلهاءُ «بيتر» حتى لا يفكر في ذلك … وحتى يحضر الزعيم … فأرسلوا له رسالة أخرى.
طاش صوابُ «بيتر» لها، فركب سيارته. وعندما رأى الطائرة عن بُعد، صرَخ فيهم: اصعد أنت يا كابتن «روجر»، لا شأنَ لك ﺑ «جو» وبالفتى … سأحصل عليهما بطريقتي، ومَن يأتي إلى هنا قادر على أن يُضيفَني. لم يحتمل «روجر» سماعَ المزيد، فأسرع بالارتفاع بالطائرة. وعندما وصل إلى نقطة الثبات، وقبل أن تتخذ الطائرة مسارها … دوَّى صوتُ انفجار شديد، ولمعَت في السماء كتلةُ لهب. وتساقطَت الطائرة شظايا … تملأ المكان … والحرس يعاودون الجري هنا وهناك، و«فهد» يقول ﻟ «أحمد»: لقد زرعنا الفزع في نفوس أعوانهم هنا … المهم الآن الرأس المدبرة …
فقال له «أحمد»: الأهم، أن تَشتُّتَ تفكيرهم سيعطينا فرصة لإيجاد وسيلة للاتصال ﺑ «إلهام»، أو بالمنطقة.
تململ «جو» في هذه اللحظة، وطلب ماء ليشرب. فقال «فهد» في تأثر: هذا الرجل يحتاج للرعاية … وليس من الإنسانية تركه هكذا …
فقال «أحمد»: بالطبع لا … رغم أني أراه يتحسن على هذا الفراش الوثير، وتحت هذه الأغطية النافرة … الناعمة … ما رأيك لو تُحضر له بعض العصائر؟
فتحسَّس «فهد» جبينه … فوجد حرارته عادية … فابتسم راضيًا … وقال وهو ينصرف: وسأحضر لنا أيضًا … فأكمل «أحمد» مع قليل من الطعام يا «فهد».
حمد «بيتر» الله على أن شظايا الطائرة سقطَت بعيدًا عن المبنى وعن الأشجار، وإلا لتعرَّضَت المنطقة لحريق مروِّع. وأمر رجاله بالتوقف عن البحث حتى تأتيَه أوامر أخرى، ثم قام بالاتصال بقيادته، وأخبرهم بحريق الطائرة وموت «روجر» والطبيب … فسألوه: هل تأكدتَ من موتهم؟
بيتر: إن جثثَهما تفحمتَا تمامًا.
القيادة: و«جو» … والفتى؟
بيتر: لقد اختفيَا قبل صعود الطائرة. وحكى «بيتر» لهم عمَّا حدث قبل انفجارها، و«أحمد» يتابع كلَّ هذا بأجهزتهم وكأنه يجلس معهم … فالتقط كود الدخول على أجهزة اتصالهم … وحلَّ شفرته. ولمعَت عيناه و«فهد» يناوله عُلبة العصير، ويقول له: هناك جديد يا «أحمد»؟
أحمد: نعم، الضربة الكبرى! وهي بثُّ رسالة في مقعد القيادة. فيجب أن نحرِّك قادتهم، فحتى الآن لم يظهروا … وكأنهم يشعرون بما ندبِّره لهم.
فهد: ولكن قبل كل ذلك يجب الاتصال بالمنظمة، وبرقم «صفر».
وكان «أحمد» قد اعتمد على أن المسافة بينه وبين مركز القيادة عند «بيتر»، وخلوها من العوائق، جعلَته يستخدم موجة طويلة … لا تصعد إلى طبقات الجو العليا … فلا يمكن رصدها … ولكن في حالة مراسلة رقم «صفر» … فسيحتاج لاستخدام موجة قصيرة جدًّا؛ لبُعد المسافة، وهذه يمكن التقاطها ورصدها بسهولة … لذلك، فقد كان يؤجل هذه الخطوة قدر الإمكان … حتى يجد أفضل الحلول … ولكن «فهد» رأى أن يسارع بالاتصال … ولا داعيَ للموجة القصيرة … فما دامت «إلهام» كانت معهم على الطائرة، فمن المؤكد أن المنظمة تعرف أين هم … حتى ولو ظنوا أنهم لن يبقوا حتى الآن في هذه المنطقة … فسيرسلون أحد الشياطين، أو أحد العملاء لمحاولة الاتصال بنا … إلى أن يظهروا، وأين سيكون أولئك الآن، إلا في المنطقة الصناعية للولاية على حدود الغابة؟
ابتسم «أحمد» لصفاء ذهن «فهد»، ولكن آثرَ احتياطيًّا أن يُرسلَ موجاتٍ شفريةً … غير صريحة، فحتى لو التقطها «بيتر» … فلن يعرف مصدرَها، غير أنه أمرٌ لا يهمُّ.
وكانت الرسالة مختصرة للغاية … للسؤال عن وجود مَن يمكن مراسلته. وبإدارة مؤشر الموجات في الجهاز … التقط «فهد» موجة شفرية قديمة تخصُّهم … وقد كانت تقول: «رقم (٢) تنادي، أجب!»
فقال «فهد»: واضح أنهم يُرسلون هذه الرسالة منذ فترة … ولم يتلقَّوا بعدُ رسالتنا …
فقال «أحمد»: إذن علينا مراسلتهم؛ فقد فكَّروا بطريقتك. وعندما كان يُراسل «إلهام» كانت هناك جلبة عالية تصدر من آلة لقطع الأشجار، وكما تصور «فهد» … فإنهم يحصنون المنافذ البرية من وإلى الغابة؛ لأنهم يعرفون أن الهرب عن طريق المستنقعات … أمر غاية في الخطورة … ومما أدهشه … أنهم استفادوا من ارتفاع الأشجار، واستخدموها كأبراج مراقبة، بأن أقاموا على قممها أكشاكًا صغيرة مظللة، ومزودة بكشافات إضاءة. ما يدل على أن المراقبة ستكون ليلَ نهار، مما سيُصعب مهمةَ الشياطين في اصطياد الرءوس المدبِّرة للعصابة … داخل الغابة. وعليه … فمن الضروري وضع خطة تأخذ كلَّ هذه المعطيات في الحسبان، أولًا: لفتح شفرة لرجال المنظمة للوصول إليهم، للمعاونة في القبض على رجال العصابة.
ثانيًا: تأمين خروجهم من الغابة بعد انتهاء المهمة … بأقل خسائر.
لذلك، ربما أن … الطرق البرية كلها قد حصَّنها رجالُ العصابة بهذا الإحكام، فلم يَعُد أمامهم غير منطقة المستنقعات … وهي خالية تمامًا من الحراسة. فسأل «أحمد» عن رأيه في هذه الفكرة، وكان قد انتهى من تلقِّي رسالة «إلهام»، فأخبره بأن رقم «صفر» يداوم على الاتصال ﺑ «إلهام» و«مصباح»، وأن «مصباح» قد ألحق بمصنع لأجهزة الكمبيوتر في وادي السليكون ﺑ «سان فرانسيسكو»، كمراقب في قسم التغليف، وأنه يشكُّ في قزم يعمل في قسم الاختبارات. ومن مهام هذا القسم … التأكد من صلاحية الجهاز للعمل، وعدم وجود أية أعطال أو عيوب في الصناعة. وهذه هي الرحلة الوحيدة التي يتدخل فيها الإنسان … ويتعامل بيده مع الأجهزة. فإذا ظهر عيبٌ ما، فإنه يستبعد عن المراحل النهائية، وهي مراحل تثبيت الأغطية، ثم التغليف. ويقوم مهندس من المصنع بإصلاح هذا العطل، أو تلافي العيب.
وفي هذه المرحلة … تُضاف الدوائر المدسوسة على التصميم الأساسي للجهاز، وقد تتبَّع «مصباح» هذا الرجل خارج عمله، فلم يَصِل لشيء غير عادي في حياته. وهناك احتمالات … إما أن خبر مطاردتنا لهم جعلهم يأخذون حذرهم، أو أن شكَّه في هذا الرجل لمجرد أنه قزم … غيرُ منطقي، رغم أنه لمحَه أكثرَ من مرة يراقبه عن بُعد أثناء انشغاله في عمله. ومن الجائز أيضًا أن يكون هذا لأنه جديد عليهم، أو لملامحه العربية …
وكان رأيُ «فهد» أنه … ليس بالضرورة أن يكون أصحابُ هذه الرسائل أقزامًا، كما تقول رسالتهم، ولكنها على الأقل سمة … أخذها في الاعتبار، ولن تضرَّ إن لم تُفِد … فقال «أحمد»: على أي حال، فمن الواضح أنهم أعوان ينفذون مخططات قيادة … والقيادة لم نعرف عنها شيئًا حتى الآن … واصطيادها سيكون من موقعنا هنا. ولكن، أين «جو» يا «أحمد»؟
أحمد: هل تحسنَت حالتُه إلى هذا الحد؟
فهد: لا أعرف؟ إلا أني أظن أن هذا الرجل قد تحسَّن منذ الأمس، ولكن كان يمثِّل علينا. أثار هذا الظن «أحمد»، فاندفع جاريًا إلى دورة المياه … فلم يجد «جو»، فنادى «فهد» … وافترقَا يبحثان بين الغرف القليلة الواسعة جدًّا المكوِّنة للمبنى، ولكن لا أثرَ ﻟ «جو». فتساءل «فهد»: إذن، كيف خرج … وكيف فتح الباب؟
فقال «أحمد»: إن الخروج من هنا سهل، أما الدخول فغير ممكن لغير «بيتر». ثم عاد إلى جهاز الاتصال وأداره، وأصرَّ ألَّا يَبْرحَه إلا عندما يرى «جو» على شاشته. وجرى «فهد» إلى المطبخ … وقد كان يعمل بأجهزة الإعداد السريع للوجبات والمشروبات، التي أوحَت له بفكرة. فقام بفحصها الواحد تلوَ الآخر … وجرَّب تشغيلها … وقد صدق ظنُّه … فمعظم هذه الأجهزة لها استعمال مزدوج. وقد كان منها مثلًا ماكينة صُنْع القهوة … فلكل زرٍّ بها له وظيفة، إلا زرًّا واحدًا … أداره في اتجاه … ثم عكس الاتجاه، فانفتحَت في أرضية المطبخ طاقةٌ أدهشته.
إن هذا المبنى ليس بهذه البساطة، وكل ما فيه يدعو للتفكير … وعليهم التعامل معه بحذرٍ. ولكن، ماذا يوجد في هذا القبو؟ فهو لا يرى غير الظلام. وكان الحل الأسرع هو البحث عن بطارية في غرفة المكتب، ولكن لم ينسَ إعادة إغلاق القبو مرة أخرى. واشتعل جسدُه بالنشاط … وعقله بالرغبة في حلِّ هذا اللغز … وكشف هذا المجهول. فقطع الطريق إلى المكتب ذهابًا وعودة في أقل من ثانية … وقام بفتح القبو … وسلَّط ضوء البطارية عليه … إنه غرفة واسعة، وبها درجاتُ سُلَّمٍ حديدي مثبتة على الجدار، فتسلَّقها «فهد» هابطًا ببطءٍ وحذرٍ … وهو يدور بضوء البطارية بين جنباتها، فوجدها مزدحمة بالصناديق المغلقة … وبفتح إحداها وقع على سرٍّ آخر … إنه مخزن أسلحتهم.
فعاد ﻟ «أحمد» مسرعًا، وأنبأه بما وجد، وبأن هذه الأسلحة هدية من الله لهم. ﻓ «جو» لم يظهر حتى الآن … وإن كان قد هرب بالفعل ووصل ﻟ «بيتر»، فسيعجل هذا بمواجهةٍ غير مجدية.
وقد تكون في غير صالحهما؛ لذا … فتحصينُ القصر أمرٌ حيويٌّ ومهمٌّ …
عاد «أحمد» إلى القبو، وحملوا ما استطاعوا حملَه من مدافع آلية، وقنابل يدوية … وأمضوا ليلةَ عملٍ شاقٍّ في تثبيت هذه المدافع خلف النوافذ الزجاجية، وربط زنادها بحبلٍ يحمل ثقلًا موضوعًا على حافة النافذة. فإذا ما سقط هذا الثقل انضغط الزناد وخرجت الطلقات.