الفصل الثالث والأربعون
لاقت شعوب لبنان، من المظالم التي قام بها المصريون في سوريا، ما هو أشدها قساوة وهولًا؛ ففي المدن تقرر نزع السلاح، وفرض التجنيد الإجباري، ودفع جزية الفردة، والسخرة. كانوا يلجئون إلى ذلك — سنويًّا تقريبًا — كلما دعت إليه الظروف. بَيْدَ أن الذين كانوا يسكنون تلك المدن من مسلمين ومسيحيين لم يعاضدوا المصريين ولم يضحُّوا في سبيلهم بأي شيء — سواءٌ أكان ذلك في الرجال أو في المال — ليساعدوهم في حروبهم ويشدُّوا أزرهم في غزواتهم الخارقة العادة، التي دُعي إليها الشعب لبناء ما تهدَّم من بنايات عكا وقولق البوغاز وكرنتينة بيروت. فالجزية الشخصية (الفردة) التي فُرضت عليهم قد حلت محل «البلصات» التي كانوا يعانونها في العهد التركي.
أما الجبل فكانت تكاليفه القديمة تزداد زيادة مطَّردة، وتسير سراعًا في هذا المضمار الجديد، كان الأجدر بالمصريين — ليكونوا عادلين — أن يعفوا الجبل من هذه الضريبة الجديدة، ولكنهم لم يفعلوا شيئًا من هذا، وكأن ما أحدثوه لم يكفِهم حتى استمروا في استيفاء الضريبة القديمة التي لم تكن الضريبة الأصلية الشرعية، ولكنها تلك القيمة التي كان يضاعفها الباشوات بطريقة لا تمتُّ إلى العدالة بصلة.
وكأن السلطات قد رأت ضرورة الاعتراف بخدمات الجبليين المخلصة، فشاءت — بادئ ذي بدء — أن تُظهر بعض التساهل في جباية الضرائب. غير أنها ما لبثت أن فرضتها على الجميع غير مستثنية أحدًا؛ فاضطرتهم إلى أن يدفعوا ٢٦١٠٠٠٠ قرش (٦٢٥٥٠٠ فرنك) موزعة على ثمانية وخمسين ألف مكلَّف؛ وبِناءً على ذلك يجب على كل رأس أن يدفع مبلغ خمسة وأربعين قرشًا.
رسالة الجبليين الثائرين إلى الأمير أمين
تعرفون — كما يعرف ذلك جيدًا الأمير بشير والِدكم الجليل — مقدار ما يلاقيه أهالي جبل لبنان من اضطهاد وظلم، وما يؤدونه من ضرائب بعد أن حكم هذه البلاد جلالة محمد علي.
كنا أول من خضع له؛ فرجالنا انضموا إلى جنوده ليحاربوا معه في دمشق وطرابلس وحماة. وعندما تعاقبت ثورات صفد ونابلس وحبرون، وثورات المتاولة والنصيرية، كنا نحن الذين أخمدناها — بِناءً على أوامر الأمير بشير — بتغلُّبنا على العاصين وإخضاعهم لحكم الباشا. كانت هذه الخدمات تعللنا بحسن مصيرنا وتحسُّن أحوالنا، فكانت المكافأة الوحيدة لنا أن جُرِّدنا من سلاحنا وأُكرهنا بالقوة على التجنيد، ورأينا من المظالم ما لا يسعنا أن نصفه دون أن نرتجف هلعًا وخوفًا.
كانوا يقبضون على نسائنا عندما نأبى دفع الضرائب، وبعد أن يُشبعوهن ضربًا يعلقونهن من أذرعهن بالأشجار حتى ندفع آخر فلس. وأجبروا عائلات إخواننا الذين ماتوا في خدمة جلالته نفسه على دفع ما تبقى على هؤلاء من ضرائب أثناء حياتهم.
وعندما عثروا على الفحم الحجري في الجبل أكرهونا على استخراجه لهم دون أن نُمنح أقل بَدل. وأجبرونا — فوق ذلك — على أن نقدِّم نحن جميع المعدات اللازمة لعمليات استخراج الفحم، ثم أقاموا علينا نُظَّارًا من الجنود، فمن لم يعمل أكرهوه بالعصا على الشغل، فأوجبوا علينا نقل الفحم ودفع جميع ما استلزمته المعدات وأخشاب البناء والأعدال من نفقات وثمن. أما هم فلم يدفعوا لنا إلا الربع، متغاضين عن النفقات التي ذهبت هدرًا في سبيل تعويضات الأمراء والبلوكباشية المكلَّفين مراقبة سير الأعمال.
وعندما باشروا تشييد المحجر الصحي لاقينا نفس المعاملة التي عوملنا بها حين استُخرج الفحم الحجري. إنه ليطول تعداد المظالم المخيفة التي لاقيناها، وأنتم تعرفونها جيدًا مثلنا. لقد جعلونا بؤساء كفلاحي مصر، واقتادونا بشناعة ومَذلة، لا بل ساقونا بالعصا.
فرضوا ضرائب جديدة على طواحيننا؛ فالبناءون والحدادون وجميع من هم بحاجة إليهم قبضوا عليهم وساقوهم إلى عكا والمحجر الصحي.
خربت بيوتنا وعوملنا معاملة سيئة؛ فلم نعد نملك مواشيَ ولا أموالًا؛ فأولادنا جُنِّدوا وعُبِّئوا في جيوش منظمة، وغلالنا أصبحت لا تكفينا بعد استيفاء الضريبة منا، وبهائمنا صودرت وسُخرت، وأُجبرنا على اقتيادها لهم بأنفسنا، حتى اضطُررنا — تخلصًا من هذا الجور — إلى قتلها عندما عجزنا عن بيعها خفية بأي ثمن كان.
وعندما تواثبت الويلات إلى عنق إخواننا في حوران ونشبت الحرب هنالك، أمدتنا الحكومة بالسلاح وبعثتنا لنُخضع البلد الثائر، وقد قمنا بهذا العمل مرتين على التوالي، وكثيرًا ما فقدنا من الرجال في هذه الحرب الظالمة التي خُضناها رغمًا عنا، على أمل أن نستريح بعض الشيء من مصائبنا بعد خضوع البلاد واستسلامها. ولكننا خُدعنا بلؤم، وكلَّفتنا هذه الحملة ألفَي كيس، ما عدا الرجال الذين قُتلوا.
وأخيرًا لما كانت بيوتنا قد خربت ودُمرت، وأولادنا ماتوا، ونحن نئن تحت نير عبودية ثقيل، ويستحيل علينا احتمال نكباتنا بعدُ، فإننا نود أن نموت أو أن نكون أحرارًا. إننا نقاوم بقوة السلاح جميع الذين يريدون سحقنا.
نحن مستعدون لإيقاف مقاومتنا والخضوع؛ إذ لا نرمي مطلقًا إلى إنشاء قوة مستقلة على حدة، بل نسعى إلى زحزحة النير عن أعناقنا فحسب. إننا لا نريد أن ندفع إلا مالًا أميريًّا واحدًا عن أملاكنا. فإذا قُبل طلبنا وأُلغيت جميع المظالم والبلصات والضرائب وأعمال السخرة … إلخ … إلخ، التي لم نعرفها قبل الاحتلال المصري، فإننا نرجع عن عصياننا، ولكن لَمَّا كنا قد علمنا أنه ينبغي لنا أن لا نُخدع بأقوال جلالته وبكتاباته، فنحن لا نُلقي سلاحنا ما لم يكفل لنا ممثلو فرنسا وإنكلترا تحقيق هذه الشروط، حتى إذا لم تُنفذ بحذافيرها تَمكنَّا من استنجاد الدولتين الوسيطتين ومُطالبتهما بحقوقنا التي تعهدتا لنا بحفظها وصيانتها.
وفي انتظار الجواب فإننا باقون على ما نحن عليه، فإذا كان الجواب بالإيجاب ومُنحنا مطالبنا عاد كلٌّ منا إلى بيته، وإلا فخيرٌ لنا أن نموت من أن نظل في الحالة التي كنا عليها قبل إعلان الثورة. إنكم تعرفون الآن موقفنا وما عزمنا على القيام به، فلتحكم السلطة وتقرر ما تشاء.
أما الأمر الذي لم تأتِ هذه الرسالة على ذكره فهو أن أهاليَ الجبل — سواءٌ أكانوا مسيحيين أو دروزًا — قد عوملوا في المدن بقساوة كبيرة؛ كانت السلطات لا تفتأ تُسخِّرهم هم ودوابهم. أمر متسلم بيروت ذات يومٍ بجلد فلاح قاده إليه الشيخ؛ لأن كوفيته خضراء اللون. وهذا الشيخ الذي اشتُهر بتعصبه البالغ الحد، كان قد انهال ضربًا على هذا الجبلي في السوق العامة بعد أن مزق له تلك الكوفية.
ثم إن هنالك أشخاصًا آخرين ضُربوا على مرأًى من الجماهير لهذا السبب أو لأسباب أكثر تفاهة من تلك. ولأجل التخلص من هذه المآزق الحرجة؛ اضطُر الكثيرون إلى بيع أملاكهم بنصف ما تساوي من ثمن حقيقي، ورحلوا إلى الجبل.
والذي آلم الجبليين أكثر من سواه هو عدم الثقة التي أعربت عنه الدولة المصرية عندما أمرتهم بإعادة الأسلحة التي وهبتهم إياها كمكافأة على خدماتهم الجُلَّى في سبيل نصرة قضيتها. كان إبراهيم باشا قد سلَّم الأمير قبل مغادرته داره على أثر نزع السلاح، ألفين وخمسمائة بندقية، قائلًا له: «احتفظوا بهذه الأسلحة لحين الضرورة. إنكم تعلمون لمن تسلمونها. إني أتكل عليكم.»
وأمر فوق ذلك أن لا يُجرَّد الأمراء وزعماء القرى من سلاحهم.
كثيرًا ما كان يُقلق بال الأمراء أمرُ مصيرهم. خاب أملهم بثقة الحكومة المصرية بإخلاص الجبل لها؛ لأن مأموريها أظهروا لأهليه — في كل مناسبة — قساوة ونهمًا بالغَي الحد.
اطلع أحد هؤلاء الأمراء — في ساعة مسامرة يعود فيها الفضل للخمرة — على أمر سري تلقَّاه قائد مصري، وهو ينتهي بهذه العبارة: «أمنوا فلانًا وفلانًا وفلانًا على حياتهم مؤكدين لهم ذلك بالله، وبي، وبأبي، ومتى أصبحوا في حوزتكم بادروا إلى قتلهم حالًا.»
وهكذا قلَّت ثقتهم فلم يعودوا يصدقون ما يوعدون به. إن العثمانيين لم يحلفوا قط باطلًا، وإن انتقموا من الأشخاص الذي عفَوْا عنهم حين انتهزوا فرصة جديدة وانقلبوا عليهم.
تلاشى تقريبًا نفوذ الأمير الكبير بعد نزع السلاح في إمارته، وكانت تصرفاته تدل على أنه فقد كل أمل باستعادة سلطانه. لقد شاخ وهرم، وكثر حوله أعداؤه، وتغيرت البلاد ومن عليها؛ فهذه العناصر الثلاثة أدت به إلى إرضاء السلطات المصرية في كل مناسبة ليُنهيَ أيامه بسلام، بدون مصيبة أو كارثة.
مرَّ مثل هذا في عهد الأمير، في الفترة التي اضطرته إلى أن يستنجد بعبد الله باشا، عام ١٨٢٦ على إثر ثورة الدروز، فسمحت الأحداث لهذا الباشا أن يقدِّر قوات الأمير الحقيقية ويعرفها حق المعرفة، فناهضه في بلده نفسه إذ ألَّف حزبًا قويًّا تمكَّن دائمًا أن يتصرف به كيفما شاء.
كان عبد الله باشا ينتهز دائمًا جميع الفرص لإتعاب الأمير بشير؛ فخافه الأمير وانقاد له، ولم يعد يستطيع أن يقاومه بشيء؛ ولهذا حَوَّل الأمير وجهه شطر محمد علي منذ ذلك الحين. وعندما نال رضاه استفاد من دخول جيشه سوريا، فحاول استعادة سلطانه القديم. وعلى الرغم من إخلاف نائب الملك وابنه بوعودٍ شتى، لم يُحجم الأمير قط عن أن يُظهر لهما إخلاصًا أعمى. لم يكن يراعي أحدًا في سبيل رضاهما وكان ينكر على جميع الناس حقوقهم إذا تعارضت ومصلحة صديقيه، ظانًّا أن شكوى الناس منه لأجل ذلك تُكسبه عطفهما ونصرتهما.
ومن الإنصاف أن أقول هنا إن محمد علي لم يخب ظنًّا في شعوره الحقيقي بما يُكنُّه له الأمير بشير، وإن لم يحقق إرادته بكاملها؛ ولهذا السبب أرسل — إبان تجريد الجبل من سلاحه — أحد وزرائه ليعاون إبراهيم باشا في مهمته، ويمنعه من أن يعامِل الشعب الذي فتح له أبواب سوريا بقساوةٍ وعنف. وقد رأينا أن الأمير لم يراعِ ولم يلتفت إلى الشعب إلا بعض الشيء.
وقبل القيام بنزع السلاح، لا بل قبل أن يكون هذا الأمر موضوعًا يشغل بال الجميع، أمَر القائد العام المسيحيين أن يلزموا السكينة معتمدين على رعاية نائب الملك خاصة.
والسفارة الإنكليزية في القسطنطينية نصحت الأمير عام ١٨٣٦ أن يتصرف وفقًا لرغبة السلطان. ثم إن عدة ضباط من الروس كانوا يَظهرون، بين آونة وأخرى، في سوريا ليمدوا أصابعهم إلى بعض الشئون؛ فأحسست حينذاك بما كان يُضمر الأمير من شعور وما يُحس به من حرج الموقف.
وعلى الرغم من ذلك فالمسيحيون هم أول من ثاروا على السلطة المصرية؛ لأنها أمعنت في ظلمهم.
«إنه لمن الخطأ — يقول السيد بوجولا — الاعتقاد بأن جميع الشعوب السورية التي كانت في هيجان منذ عشر سنوات لم يدفعها إلا غريزتها وميلها الفطري إلى إعلان الثورة. يجب أن لا نعتقد أن الشعوب هنا تحركها خساسة في الفكر، ومطامح في السياسة، وغاية في النفس؛ فعندما يحمل الرجل سلاحه في هذه البلدان، وعندما يترك سكَّته، وجمله، وخيمته، فذلك يعني أنه هُدد، وانتُزعت راحته، وهُضمت حقوقه، وديست كرامته.
فالثورات المتعددة التي شهرتها جميع بلدان سوريا هي احتجاج شرعي محق ينهض في وجه الحاكمين الجدد الذين أتَوْا من الأهرام والقاهرة، وهؤلاء الموارنة الكرماء النفس، الذين اكتسبوا عطف أوروبا، لا بل أقول هؤلاء الجبليون المحقون الذين لا يتطلبون إلا قليلًا من الراحة والسكينة، فمن يمكنه أن يظن أن ما يدفعهم إلى مقاومة عدو منصور، مخيف في انتقاماته، هو ناتج عن غير قنوطهم المرير؟»
ومع ذلك فقد قبل الموارنة بإلقاء السلاح على إثر عروض الصلح. إلا أنهم عادوا إلى عملهم لما أتى بعض الجواسيس من القسطنطينية — وكانوا يعرفون مبلغ حبهم لفرنسا — وطلبوا منهم باسمها متابعة القتال.
فأول ثورة قاموا بها نتجت عن العَوْد إلى محاولة نزع الأسلحة ثانية، وكان من حق الموارنة أن يحتفظوا بها إلى الأبد، فالتفكير بنزع السلاح والإقدام عليه أحدث ضجة أخافت اللبنانيين إلى أبعد مدًى، ثم إن مصدرًا ما أكَّد أن الحكومة المصرية تنوي جباية ضرائب أربع سنوات دفعة واحدة، وهي عازمة على تجنيد المسيحيين، وقد مهَّدت لهذا العمل الخطير بنزع السلاح ليُصبح الشعب أعزل. وهل هنالك سبب أَوْجَه من هذا يمكن أن يدعوَ إلى انفصام عُرى تحالف الحكومة المصرية والموارنة؟!
أما الثورة الثانية فقد أثارها — كما سبق لي أن قلت — أناس أتَوْا يستفزون اللبنانيين زاعمين لهم أن فرنسا التي لها بعض المصلحة في موقفهم قد قرَّرت أن تُخرجهم من هذا المأزق الحرج، وأنها ستعمل في سبيلهم. وعلى كل حال لم يكن الموارنة يتجرَّءون أن يثوروا على السلطة المصرية لولا أن قنوطًا لا يقاوَم قد استفز شجاعتهم. فحكمة المسيحيين والانتقامات المخيفة التي لاقتها الشعوب الثائرة كانت تَحُول دون ذلك.
إن سكان لبنان هم الذين استقدموا المصريين إلى سوريا، وسكان لبنان أيضًا هم الذين اضطروهم — فيما بعدُ — إلى الرحيل عنها.
«إنها مقاومة عادلة لا بد منها. قال السيدان دي كادلفين وبارو كما لو كانا يتنبَّآن عما سيحدث. فالحاكم الذي يتخذ الشعب وسيلة لمضاعفة سيطرته وتقوية نفوذه، لا يمكنه أن يستخدمه طويلًا دون أن يصبح هو بدوره سببًا لثورة هذا الشعب، وسبب انقلاب أشد وأكثر طولًا من أيام حكمه.
إلا أن جميع هذه الكلمات الطنانة كانت عديمة الفائدة؛ فالمصريون لم يصغوا إليها لا في سوريا ولا في بلادهم؛ بدليل رحيلهم عن البلاد التي لم يُطردوا منها بقوة السلاح، بل بتفاعل حنق الشعوب وغيظها.
ما من شيء أصعب من وراثة أعمال تلك الإدارة البغيضة؛ فحكومة نائب الملك التي قامت في ظرف غير ملائم لم تكن تخشى تفاقم خطر الجزية والتجنيد المطبقين في مصر على بقعة تدل سكانها وتربتها على كثير من الاختلافات الملموسة. فهذه الإجراءات قوَّضت آمال السوريين وخلقت فيهم نزعة جديدة؛ هي مقاومة السلطان والحيلولة دون توطيد أركان حكمه لأنهم يتوقون إلى الاستقلال، ولأجل تحقيق هذه الغاية فتحوا للغزاة أبواب بلادهم. إن تلك الإجراءات والتصرفات دفعت إلى العمل زعماء الجبال الذين رأَوْا أنفسهم — وهم المعتادون على نوعٍ من المعيشة الفوضوية وعلى أعمال السلب والنهب في عهد باشوات الباب العالي — تحت ضغط سلطة جديدة أكثر عنفًا وأشد صرامة ودقة في تطبيق النظام من الدولة التركية.