العرب والنموذج الأمريكي
«إنَّ أمريكا بحُكمِ تكوينِها ومَصالحِها الحيويَّة، لا تستطيعُ إلا أنْ تكونَ كذلك، أمَّا نحنُ فما زالت أمامَنا فرصةٌ للاختيار.»
تَتعالى صيحاتُ البعضِ مطالِبينَ بتطبيقِ النموذجِ الأمريكيِّ في عالَمِنا العربي، فما إمكانيَّةُ تحقيقِ هذا؟ يُناقِشُ «فؤاد زكريا» هذه الفرضيَّةَ مُؤكِّدًا استحالةَ تطبيقِ التجرِبةِ الأمريكيَّة؛ نظرًا لصعوبةِ تَكرارِ نفسِ الظُّروفِ والاستثناءاتِ التي قامتْ عليها أمريكا؛ فكما يقولُ علماءُ التاريخ: «التاريخُ لا يُعِيدُ نفسَه»، زمانيًّا أو مكانيًّا. ويُرجِعُ المؤلِّفُ اهتمامَ الوِلاياتِ المتحدةِ بالشرقِ الأوسطِ بعدَ الحربِ العالميةِ الثانيةِ إلى ثلاثةِ مَحاور؛ الأوَّلُ وجودُ دولةِ إسرائيلَ والرغبةُ في حمايتِها، والثاني البترولُ وسَعْيُ الوِلاياتِ المتحدةِ للاستفادةِ منه، والثالثُ رغبةُ أمريكا في تطبيقِ أيديولوجيتِها في الشَّرق. وأخيرًا، فإنَّ أمريكا كما يَرى مؤلِّفُنا ليستْ قُوى شرٍّ مُطلَقٍ أو خيرٍ مُطلَق، وإنَّما هي دولةٌ تَسعى للحفاظِ على مَصالحِها، وعلى الشَّرقِ أنْ يختارَ الطريقَ الذي يُحقِّقُ له الخير.