السؤال الآخر
«وهكذا، تم تكريس الواحدية الشُّمولية الدينية، مع تضخُّم الذات وتورُّم الأحلام؛ فحصلنا على أجسام الديناصورات بالتكاثر والتناسل الذي نُجيد، حقًّا وصدقًا، لكن مع عقول دمرتها الخرافة والمناهج الواحدية.»
يُعَد مشروع «سيد القمني» واحدًا من أكثر المشاريع الفكرية إثارةً للجدل؛ إذ ينزِع إلى الثوابت فيُفككها بروايات معاصريها، محاولًا إبرازَ التناقض بين الروايات؛ ليترك للقارئ الحكمَ والوصول إلى الرأي الصائب. وفي هذا الكتاب يحاول «القمني» تقديم رؤيته عن أسباب حالة التخلف الراهنة التي آل إليها المجتمع، وتحديد المسئول عن تدهور الوضع الديني، مُرجِعًا ذلك إلى التعليم وما يَغرزه فينا من قِيَم سلبية، ودور الإعلام في تأكيد رؤية بعض المشايخ الذين لا يتحرَّج «القمني» من وضعهم تحت مجهر النقد اللاذع، رغم مكانتهم التراثية، مؤكدًا ضرورة الاجتهاد مع وجود النص، مستشهدًا — حسَبَ فَهمه — بالصحابيَّين عمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل. بهذا يتوجه «القمني» إلى طرح ما سمَّاه «السؤال الآخر»، بوصفه السؤال الأكثر حساسيةً وإزعاجًا، ولكنه، برأيه، في الوقت نفسه الأكثر فاعليةً وعلاجًا.