الفصل الثاني
لم يمكث بينجلي وزوجته في نيذرفيلد طويلًا بعد زواجهما. كان بينجلي رجلًا متسامحًا حسنَ النية إلى حدٍّ بعيد، لكن جين أدركت أن القرب بهذا الشكل من والدتها لن يُسهِم في راحة زوجها أو راحة بالها. كانت جين تتَّسم بالحنان بطبيعتها كما كان حبُّها وولاؤها لعائلتها قويَّين، لكن سعادة بينجلي تأتي أولًا. وكان كلاهما يتوقُ للاستقرار بالقرب من بيمبرلي، وحين انتهى عقدُ إيجارهما في نيذرفيلد، مكثا مدةً قصيرة في لندن مع السيدة هيرست — وهي أختُ بينجلي — ثم انتقلا في شيءٍ من الارتياح إلى بيمبرلي، وكانت بيمبرلي بالنسبة إليهما تُعد محورًا ملائمًا للبحث عن منزلٍ دائم لهما. وفي هذا كان دارسي قد شارك بفاعلية. كان دارسي وبينجلي يذهبان إلى المدرسة نفسِها، لكن الفارق في العمر بينهما — رغم أنه لا يتخطَّى العامَين — كان يعني أنهما لم يرَيا من أحدهما الآخر الكثيرَ في مرحلة الصِّبا. إنما أصبحا أصدقاءَ في أوكسفورد. كان دارسي متفاخرًا ومتحفظًا ولا يشعر بالراحة أثناء وجوده بين ناسٍ كثيرين، ووجد الراحة في طبيعة بينجلي الكريمة السخيَّة وروحه الاجتماعية السلسة، وافتراضه المبهِج بأن الحياة ستُحسن معاملته دومًا، وكان بينجلي يؤمن كثيرًا بحكمة دارسي الفائقة وذكائه بحيث كان مترددًا في اتخاذ أيِّ إجراء في أي مسألةٍ مهمة من دون موافقة صديقه واستحسانه.
كان دارسي قد نصح بينجلي بأن يشتريَ منزلًا بدلًا من أن يبنيَ واحدًا، وحيث إن جين كانت حُبْلى بالفعل في طفلِهما الأول، فقد بدا من المحبَّبِ أكثرَ أن يجد منزلًا بشكلٍ عاجل، وأن يكون المنزل قابلًا لانتقالهما فيه ولا يوجد به سوى أقلِّ قدْرٍ من العوائق. وكان دارسي هو مَن وجدَ منزل هايمارتن — إذ سعى في ذلك نيابةً عن صديقه — وكانت جين وزوجها كلاهما مسرورَين به منذ أن وقع بصَرُهما عليه للمرة الأولى. كان المنزل جميلًا وعصريًّا ومبنيًّا على أرضٍ مرتفعة، ويُطل على مناظرَ جذابة من كلِّ نوافذه، وكان المنزل مريحًا كثيرًا للحياة الأسرية، وبه حدائقُ جيدة التصميم، وعزبةٌ كبيرة بما يكفي لكي يتمكنَ بينجلي من عقد حفلات صيد من دون أن يستدعيَ ذلك مقارناتٍ غيرَ مواتية مع بيمبرلي. وكان الدكتور ماكفي — الذي كان يرعى عائلة دارسي وسكان بيمبرلي سنواتٍ طِوالًا — قد زار المنزل وصرَّح بأنه صِحِّي وأن الماء به نقي، فسُوِّيت الأمور الرسمية سريعًا. وكانت المتطلبات قليلة عدا شراء الأثاث وعملية تجديده، وكانت جين — بمساعدة إليزابيث — مسرورة كثيرًا أثناء الانتقال من غرفةٍ إلى أخرى وتحديد ألوان ورق الحائط والدهان والستائر. وفي غضون شهرَين من إيجاد المنزل، سكنَته أسرة بينجلي، واكتملت سعادة الأختَين في زيجاتهما.
كانت الأسرتان يزور بعضهما بعضًا باستمرار، وقليلةٌ هي تلك الأسابيعُ التي لا تنتقل فيها العربة بين هايمارتن وبيمبرلي. وكان من النادر أن تغيبَ جين عن أطفالها الثلاثة لأكثرَ من ليلة — وهم توءمان تبلغان من العمر أربعةَ أعوام وتُدعَيان إليزابيث وماريا، وصبيٌّ يُدعى تشارلز إدوارد الذي يقترب عمره الآن من السنتَين — لكنها كانت تعلم أن بإمكانها أن تتركَهم آمنين في يدِ السيدة ميتكاف التي تتمتَّع بالخبرة والكفاءة، وهي المربية التي كانت ترعى زوجها حين كان رضيعًا؛ ولذا فكانت جين سعيدة أن تقضيَ ليلتَين في بيمبرلي من دون مواجهة المشكلات الحتمية الناتجة عن نقل ثلاثة أطفال ومربيتهم من أجل زيارةٍ قصيرة كهذه. وكالعادة، أتت جين من دون وصيفتها، لكن وصيفة إليزابيث البارعة اليافعة — واسمها بيلتون — كانت سعيدةً لأن تهتمَّ بأمر الأختين. وأُرسِلَت عربة أسرة بينجلي وسائقها إلى ويلكنسون وهو سائق دارسي، وبعد صخب التحية، صعدت إليزابيث وجين على الدرج كلٌّ منهما متأبطةً ذراعَ الأخرى، وتوجَّهَتا نحو الحجرة التي خُصصت لجين أثناء زيارتها، وكانت حجرة ملابس بينجلي مجاورةً لها. وكانت بيلتون قد تولَّت بالفعل أمرَ صندوق ملابس جين، وكانت تُعلِّق ثيابها التي ترتديها مساءً والرِّداء الذي سترتديه في الحفل، وفي غضون ساعة كانت ستحضر إليهما من أجلِ أن تُساعدهما في ارتداء الملابس وتمشيط شعرهما وتزيينه. وكانت الأختان اللتان تشاركَتا غرفةً في لونجبورن رفيقتَين مقرَّبتين بعضهما من بعض منذ طفولتهما، فلم يكن هناك أمرٌ لا تستطيع إليزابيث أن تحادث جين بشأنه، عالمةً أن جين مؤتمنة على أسرارها، وأن أيَّ نصيحة ستُسديها إليها ستكون نابعةً من قلبها الطيبِ وحبها لها.
وبمجردِ أن انتهَتَا من الحديث مع بيلتون ذهبتا كالمعتاد إلى الحضانة لتمنحا تشارلز الحلوى والعناق اللذَين ينتظرهما، ولكي تلعبا مع فيتزويليام وتستمعا إلى قراءته — حيث كان من المقرَّر أن يُغادر الحضانة عن قريبٍ لينتقل إلى حجرة الدرس والتعليم والحصول على معلِّم — وتجلسا للتحدث مع السيدة دونوفان حديثًا موجزًا لكن ممتعًا. كانت السيدة دونوفان والسيدة ميتكاف تمتلكان من سنوات الخبرة مجتمِعتَين ما يُقارب ٥٠ سنة، وتلكما المسئولتان الخيِّرتان كانتا قد أسَّستا لتحالفٍ وثيقٍ مبكِّر — في حالتَي الهجوم والدفاع — وكانتا هما الأعلى مقامًا في حضانتَيهما، فكانتا تحوزان على حبِّ المسئولين منهما وعلى ثقةِ الآباء، على الرغم من أن إليزابيث كانت تظنُّ أن السيدة دونوفان ترى أن الوظيفة الوحيدة للأمِّ هي إمداد الحضانة بطفلٍ جديدٍ بمجرد أن يكبُر الطفل على ملابسه الأولى. وروت جين الأنباء عن التقدُّم الذي يحرزه تشارلز إدوارد والتوءمان، وناقشت السيدة دونوفان النظامَ الذي يتبعونه في هايمارتن وأثنَت عليه، ولا عجب في ذلك حيث كان هو النظامَ نفسَه الذي تتبعُه هي. حينها لم يكن يتبقَّى سوى ساعةٍ واحدة قبل أن يحينَ وقتُ ارتداء الملابس استعدادًا للغداء؛ لذا ذهبَتا إلى غرفة إليزابيث لتتحدَّثا على راحتهما وتتبادَلا تفاصيلَ صغيرة من الأحداث التي تعتمد عليها السعادةُ المنزلية بشكل كبير.
وربما كان من المريح لإليزابيث أن تُسِرَّ إلى جين بشأنِ موضوعٍ أكثرَ أهمية، وهو نية الكولونيل ليتقدَّم للزواج من جورجيانا. لكن وعلى الرغم من أنه لم يوعِز إليها برغبته في السرِّية، فإنه لا بد أن يكون قد توقَّع أنها ستتحدث أولًا إلى زوجها، وشعرت إليزابيث أن شعور جين المرهَف بالاحترامِ والشرفِ سيتضرَّر، كما سيتضرَّر إحساسها هي بالاحترام والشرف أيضًا، إن وصلت تلك الأخبارُ إلى أختها قبل أن تَحْظى إليزابيث بفرصةِ الحديث مع دارسي. لكنها كانت تتوقُ للتحدُّث عن هنري ألفيستون وكانت مسرورةً حين طرحت جين اسمه بقولها: «من اللطيفِ منكِ أن تُضمِّني السيد ألفيستون مرةً أخرى في دعوتكِ. فأنا أعرف كم يعني له الحضورُ إلى بيمبرلي.»
قالت إليزابيث: «إنه ضيفٌ محبوب، ويُسعدنا كلينا أن نحظى بزيارته. إنه مهذَّب وذكي ومفعَم بالحيوية وبهيُّ المحيَّا، ومِن ثمَّ فإنه نموذجٌ للشباب. ذكِّريني كيف أصبحت علاقتكما وثيقة. ألم يلتقِ به السيد بينجلي في مكتب المحامي الخاصِّ بكما في لندن؟»
«بلى، لقد التقاه قبل ١٨ شهرًا، حين كان تشارلز يزور السيد بيك ليتحدَّثا في بعض الاستثمارات. كان السيد ألفيستون قد استُدعيَ إلى المكتب بُغيةَ أن يُمثِّل أحدَ موكلي السيد بيك في المحكمة، وحيث وصل الزائران كِلاهما مبكرًا، تقابلا في غرفة الاستقبال وقدَّمَهما السيد بيك فيما بعدُ بعضهما إلى بعض. وكان تشارلز معجبًا كثيرًا بالشابِّ وتناولا العشاء فيما بعدُ معًا حيث أسرَّ إليه ألفيستون بخططه لإعادة إحياء ثروةِ الأسرة والتَّرِكة الخاصة بها في مقاطعة سري، التي كانت أُسرتُه تمتلكها منذ عام ١٦٠٠، وبصفته السليلَ الوحيد فإنه يشعر تجاهَها بالتزامٍ وتعلُّقٍ قويَّين. ثم التقيا مرةً أخرى في نادي تشارلز، وحينها دعاه تشارلز باسمَينا ليقضيَ بضعة أيام في هايمارتن؛ وذلك حين راعَه مظهرُ الإعياء على الشاب؛ ومنذ ذلك الحينِ أصبح السيد ألفيستون زائرًا منتظمًا ومرحَّبًا به متى ما استطاع أن يبتعد عن المحاكم. نحن نعلم أن والد السيد ألفيستون — وهو اللورد ألفيستون — يبلغ من العمر ٨٠ عامًا، ولا يتمتَّع بصحةٍ جيدة وكان غيرَ قادر على مدار عدةِ سنوات على بذل الجهد أو القيادة اللذَين تحتاج إليهِما تلك التركة، لكن تلك البارونية هي واحدةٌ من أقدم البارونيات في البلاد، وتحظى عائلته باحترامٍ كبير. وقد علم تشارلز من السيد بيك — ومن آخَرين أيضًا — أن السيد ألفيستون يَحْظى بالاحترام في جمعية «ميدل تمبل»، وهكذا أحبَبْناه كلانا. إنه بمثابةِ بطلٍ في نظر تشارلز إدوارد اليافع كما أن التوءمَين تُحبانه جدًّا ودائمًا ما تستقبلانه لدى زيارته بالرقص والابتهاج.»
كان السبيلُ الأقصر إلى قلبِ جين هو معاملةَ أطفالها معاملةً طيبة، فاستطاعت إليزابيث أن تفهمَ سبب انجذاب قاطني منزلِ هايمارتن إلى ألفيستون. كما أن حياة الأعزب المنهَك من العمل في لندن تُقدِّم القليلَ من الراحة، ومن الواضح أن ألفيستون وجد في جمال السيدة بينجلي وفي عطفها وصوتها الحَنون وفي الحياة الأُسَرية في منزلها تَباينًا مرحَّبًا به في مقابل التنافس الصاخب والمتطلَّبات الاجتماعية التي تتميَّز بها العاصمة. وكان ألفيستون — مثله مثل دارسي — قد اضطلعَ مبكرًا بأعباءِ الوفاء بالتوقُّعات والمسئوليات. وكان قراره باستعادة ثروةِ الأسرة جديرًا بالإعجاب، وعلى الأرجح فإن أولد بيلي — بتحدياتها ونجاحاتها — تُعَد نموذجًا بدائيًّا لنضالٍ شخصي أكثر.
ساد الصمت برهةً ثم قالت جين: «آمُل يا أختي العزيزة أنكِ والسيدَ دارسي لا تجدان غضاضةً في وجوده هنا. لا بد لي أن أعترف؛ لقد رأيتُ شعورَه الواضحَ بالسرور هو وجورجيانا وهما معًا، وفكَّرت في أن السيد ألفيستون ربما يكون واقعًا في الحب، وإن كان مِن شأن هذا أن يتسبَّب في الكدَر للسيد دارسي أو جورجيانا؛ فإننا سنحرصُ بالطبع على أن تتوقَّف زياراته. لكنه شابٌّ جدير بالاحترام وإن كنتُ محقةً في ظنوني، وكانت جورجيانا تُكِن له المشاعرَ نفسَها، فإنني واثقةٌ تمامًا من أنهما سيكونان سعيدَين معًا، لكن ربما تكون لدى السيد دارسي خططٌ أخرى لأخته، وإن كان هذا هو الأمر، فقد يكون من الحكمةِ واللطف ألا يأتيَ السيد ألفيستون مرةً أخرى إلى بيمبرلي. لقد لاحظتُ أثناء زياراتي الأخيرة أن هناك تغيرًا في سلوك الكولونيل فيتزويليام تجاه قريبته، فهناك رغبةٌ أكثرُ في الحديث معها والوجود بالقرب منها. سيكونان ثُنائيًّا رائعًا وستكون هي زينةً له، لكنني أتساءل كم سيكون مقدارُ سعادتها في تلك القلعة الشمالية الشاسعة. لقد رأيت صورةً لها الأسبوع الماضيَ في كتاب في مكتبتنا. إنها تبدو كحصنٍ جرانيتي حيث تتلاطمُ أمواج بحر الشمال على جُدرانه. كما أنها تبعد كثيرًا عن بيمبرلي. من المؤكَّد أن جورجيانا ستكون تعيسةً بسبب بُعدها عن أخيها وعن المنزل الذي تحبه كثيرًا.»
قالت إليزابيث: «أعتقد أن بيمبرلي تأتي في المقام الأول بالنسبة إلى كلٍّ من السيد دارسي وجورجيانا. إنني حين كنتُ أزورهما مع عمي وعمتي وسألني السيد دارسي عن رأيي في المنزل، أتذكَّر أن سروري الواضحَ به أسعده كثيرًا. وإن كان قد بدا مني ما هو أقلُّ من حماسةٍ صادقة تجاهه فإنني أعتقدُ بأنه لم يكن ليتزوجَ بي.»
ضحكَت جين قائلةً: «أوه، أعتقد أنه كان سيفعل يا عزيزتي. لكن ربما ينبغي لنا ألا نُطيل في هذا الحديث أكثرَ من هذا. فالانهماك في الحديث عن مشاعرِ الآخرين ونحن لا نستطيع أن نفهمها بصورة كاملة — وربما لا يفهمونها هم أنفسُهم بصورة كاملة — قد يكون سببًا في الشعور بالكدر. ربما كنتُ مخطئة في ذكر اسم الكولونيل. إنني أعرف يا عزيزتي إليزابيث مقدارَ حبِّك لجورجيانا، وحيث إنها تعيش معكِ بصفتك زوجةَ أخيها، فإنني أقول إنها صارت امرأةً يافعة وأكثرَ جمالًا وثقةً في نفسها. وإن كان هناك اثنان من الخاطِبين لها فلا بد وأن يعود القرار إليها بالطبع، لكنني لا أستطيع أن أتخيَّل أنها ستقبل بالزواج على عكس رغبة أخيها.»
قالت إليزابيث: «ربما يصل الأمر إلى ذروته بعد الحفل، لكنني أعترف بأن هذا الأمر يُشكِّل مصدرَ قلق لي. لقد أحببت جورجيانا كثيرًا. لكن لِنَنأى عن الحديث في هذا الأمر الآن. فلدينا الغداء العائليُّ لنتطلَّع إليه. وينبغي لي ألا أُفسد هذا الغداء على أيٍّ منا أو من ضيوفنا بفعلِ همومٍ قد لا يكون هناك أساسٌ لها.»
ولم تتحدث أيٌّ منهما بأكثرَ من ذلك، لكن إليزابيث كانت تعلم أنه لا توجد ثَمة مشكلةٌ بالنسبة إلى جين. كانت تؤمن تمامًا بأنه من الطبيعي لشابٍّ وفتاةٍ يافعَين متصاحبَين أن يقعا في الحب، وأن ذلك الحب سيَنتج عنه زيجةٌ سعيدة. وعند هذا الحد لن تكون هناك أيُّ مشكلة بشأن المال؛ فقد كانت جورجيانا ثريةً، وكان السيد ألفيستون يرتقي في مهنته. لكن المال لم يكن المشكلةَ بالنسبة إلى جين؛ شريطةَ أن يكون هناك ما يكفي منه لكي تعيش الأسرة في هناءٍ ورغد، لكن الأمر المهم يكمن في مَن يكون الشريكَ الذي يُقدِّم المال في تلك الزيجة؟ وحقيقة أن الكولونيل الآن كان يحمل لقب فيكونت، وأن زوجته بمرور الوقت ستحصل على لقب كونتيسة، في حين أن السيد ألفيستون سيحصل على لقب بارون فقط لن تكون ذات وزن لدى جين — رغم أنها حقيقة قد تكون ذاتَ أهمية قُصوى للآخرين. وقرَّرت إليزابيث أنها ستُحاول ألا تُفكِّر في الصعوبات المحتملة لكنها — وبعد الحفلة — ستُسرع في إيجاد فرصة مبكرة للحديث مع زوجها. لقد كان كِلاهما مشغولًا بدرجةٍ كبيرة بحيث إنها لم ترَه منذ الصباح. ولن يكون هناك ما يُسوِّغ لها أن تُخمِّن بشأن مشاعر السيد ألفيستون إلا إذا طرح السيد ألفيستون أو جورجيانا الأمرَ، لكن ينبغي أن يتمَّ إخباره في أقرب فرصة ممكنة عن نية الكولونيل في الحديث عن أمله أن تقبل جورجيانا به زوجًا لها. وكانت إليزابيث تتساءل عن السبب الذي يجعل التفكيرَ في هذه الزيجة يتسبَّب لها في شعور بعدم الارتياح — رغم أنها زيجة رائعة على ما يبدو — وفي سبب عدم استطاعتها أن تجد مبررًا لذلك، وقد حاولت أن تتخلَّص من هذا الشعور. وهنا أتت بيلتون وكان الوقت قد حان لكي تتجهَّز هي وجين لتناول الغداء.