الفتوحات الباريسية
«كان اليوم يومَ أحد، وهو اليوم الذي يخصِّصه مُحِب في كل شهر لارتيادِ متحف اللوفر وغيره من المتاحف الباريسية؛ لأنه يعطي لنفسه إجازةً من الدراسة وارتياد المكتبات، ليسرِّح طرْفَه في أرجاء المتاحف ممتِّعًا ذهنَه وعينَيه على السواء. وكان قد اتَّفق مع زميلته المصرية كميلة الجرَّاح التي تَدرُس في «البوز آر» لمقابَلته أمام اللوفر ليَريا معًا لأول مرة عددًا من الأجنحة التي تشوِّقهما.»
تستحضر هذه الرواية التاريخَ الإنساني في مدينة النور من خلال «مُحِب»؛ الشاب الجامعي الذي درَس التاريخ في جامعة القاهرة، ثم سافَر إلى باريس عام ١٩٦٩م للحصول على درجة الدكتوراه في التاريخ الإسلامي بمساعَدة حبيبته «سهير»، التي سعت سعيًا حثيثًا لكي يُقبَل في هذه المنحة. وفي باريس يعيش «مُحِب» الكثيرَ من أحداث التاريخ، من خلال النوبات التي تنتابه من آنٍ لآخَر منذ كان في الرابعة عشرة من عمره؛ ففي ميدان الكونكورد الفسيح يعود «مُحِب» إلى عام ١٧٩٣م ليرى مشهد إعدام الملِك الفرنسي بالمِقْصلة، وغيره من المشاهد التاريخية التي تَرِد على ذهن «مُحِب» تَتْرى. وبالتوازي مع استحضار التاريخ تسلِّط الرواية الضوءَ على قِصة الحب التي جمعَت بين «مُحِب» و«شانتال»، والالتقاء الحضاري بين الشرق والغرب، والمَعالِم الساحرة التي تميَّزَت بها باريس، وحياة الطلاب المصريين المُقِيمين بها، وأثر هزيمة يونيو على هذا الجيل.