١٥
القاهرة في ١٢ مارس
حبيبي محب
أبشرك أولًا بأني قد ناقشت رسالة الماجستير أمس وحصلت على الدرجة بتقدير ممتاز، وذلك بفضل توجيه وتشجيع أستاذي الدكتور عزيز. وكانت المناقشة رائعة وسلسة، وامتلأ المدرج على سعته من طلاب القسم ومن محبي ألبير كامي.
وقد أخبرني الدكتور عزيز بأن منحة البعثة التي حُجزت لي قد تم تفعيلها، وسوف أملأ أوراق السفر قريبًا إن شاء الله. ولكني رأيت أن الجامعة الفرنسية التي قبلَتِ التحاقي بها والتي اختارها لي الدكتور عزيز ليست في باريس وإنما في «ليون» وهذا ما بعث في نفسي القلق؛ لأنك في باريس، فكيف سنكون معًا؟
ما رأيك في أن أُتِم هنا في القاهرة إجراءات زواجنا عن طريق التوكيل حتى نتجنب تعقيدات الزواج بالخارج، فماذا يا تُرى؟
أتعشم أن تكون في خير حال، وأن تكون السيدة التي اكتشفت لديها مخطوط أسامة بن منقذ تعاونك كما تعاونها، ولكن حذار من فتنة الفرنسيات وإغوائهن؛ فأنا أدري بمكرهن.
أنا أضحك معك فقط فلا تهتم.
باريس في ١ أبريل
حبيبتي سهير
آسف لتأخري في الرد فلم تصلني رسالتك إلا أول أمس وعليها أختام الرقابة، وهو ما سيتم مع رسالتي هذه لك.
ألف مبروك لحصولك على الماجستير وهذا أسعدني جدًّا، ولقرب سفرك إلى فرنسا. لا أعلم لماذا يدخل شخص مثل الدكتور عزيز في كل شئونك على هذا النحو المبالغ فيه؟ ولماذا تقبلين ذلك؟ ولماذا اختار عزيز دراستك في مدينة ليون وليس باريس أو مدينة قريبة منها؟ لا بد أنه فعل ذلك عن قصد. لقد أثار ذلك في نفسي أمورًا كثيرة كانت قد ذهبت إلى أعماقي. هذا يجعلني أتردد في عقد قراننا في مصر قبل وصولك، فإن ذلك لن يتفق مع استقرارنا معًا، ويجب أن تحاولي نقل دراستك إلى باريس. وحتى إذا جئتِ هنا فسوف نبذل الجهود للتحويل إذ لا يمكن أن نكون زوجين وأنا في باريس وأنتِ في ليون البعيدة. وأعتقد أن علينا أن ندبر لك عملًا هنا مع دراستك؛ فأنت تعرفين مدى تكلفة الحياة في فرنسا.
أنا بخير والحمد لله وأعمل في تحقيق المخطوط ودراسته بدأب ونشاط.