القول في الفرق
من كانت له دعوة يحاول نشرها لا يُبالي الطرق التي يسلكها للوصول إلى مقصده، ولا يحفل ما يصيب دعوته في الآجل إذا سلم له العاجل على ما يحب ويرضى. وصاحب كل دعوة مأخوذ بتحقيق دعوته لا يحسب حسابًا إلا للحاضر. كانت هذه سيرة دعاة الفرق الإسلامية، ما أهمهم غير تكثير سواد أبناء نحلتهم بكل حيلة، وكانوا يستجيزون وضع الأحاديث لتأييد الدعوة، ويكذبون على مخالفيهم كما يكذب مخالفوهم عليهم، وأدنى نظرة في صورة تأليف هذه المذاهب تنبئ بما أتاه دعاتها في القديم من اتهام غيرهم بما لم يقولوا به.
تحامل بعض السنية على الشيعة (والشيعة فرق كثيرة)، وتحامل بعض الشيعة على أهل السنة والخوارج، تحاملًا لا يقوم على منطق، وتحامل الجماعة على الفرق الباطنية، وهذه بالطبع ما قصرت في أن تختلق لهم ما لا يقولون. ومعظم السبب في هذا التعادي تحمُّس كل فريق لدعوته، ثم ساعد الجهل على اتساع هذا الخرق.
وكان على علماء السنة — وهم السواد الأعظم من أهل القبلة وأصحاب القوة في كل زمن — أن يتساهلوا مع الفِرَق الأخرى أكثر مما تساهلوا ليعيدوها إلى الأصل المُجمَع عليه. ورأينا بعض الفرق الخارجة على أهل السنة كلما حاسنهم هؤلاء تزيد نفورًا، يصطنعون هذه النفرة مخافة أن يزول منهم بالاختلاط ما يرونه مبقيًا عليهم أَمْرَهم، وما كان هدف الفرق الإسلامية غير السياسية بادئ بدء، طمعوا في تأسيس دولة وإقامة خلافة.
ليس في تحقير الفرق على ما يجوزه ضعاف النظر شيء من الحكمة، فالإهانة لا يرضى بها الفرد، فكيف بجماعة لا تخلو من عزة في نفوسها وشمم في أُنوفها، ثم إن الكثرة الغامرة لا يضرها تسامحها إذا رأت أنها متفقة مع الفرق الأخرى في الأصول. ومن وافقتَه في مائة مسألة وخالفتَه في مسألة أو مسألتين لا يعد خلافك معه خلافًا يُذكر. ولن يقرِّب بين الفرق بعد الآن إلا أن يقيموا الصلوات في مسجد واحد، ويكثروا من الزواج بعضهم من بعض، وبهذا يجري التآلف بين القلوب المتنافرة ويُقضى على دعايات قديمة ما راعى دعاتها الحق والعدل.
غلت فرق الشيعة في نشر مذهبهم، وبناء مذهبهم على تأوهات وآهات، وعلى رثاء وبكاء، وعلى ندب حق مهضوم، وعلى دعاية لا ترقد عيون أصحابها، وعلى ثورة أبدًا ملتهب شواظها، وعلى بذل أموال للدعاة تجبى من الضعفاء والفقراء. وكانوا إلى قلة لأول أمرهم، فزاد سوادهم كثيرًا بهذه الدعايات، وما غرسوه في النفوس بالتكرار. أما أهل السنة فما أتوا ما أتاه مخالفوهم لنشر الدعوة، ذاهبين إلى أن الحق ما دام معهم لا تزيدهم الدعاية قوة إلى قوتهم، وفي العادة ألا يتذرع القويُّ بما يتذرع به الضعيف.
•••
كنت إلى ما بعد سن الشباب لا أُحسن ظني كثيرًا بمعاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد وبعض بني أُمية، وأغلو في حب عليِّ بن أبي طالب، مقلدًا في هذا الحب وتلك النفرة بعض أساتيذي، واستحكم هذا الاعتقاد في نفسي بما قرأته من الكلام المنسوب إلى أمير المؤمنين في نهج البلاغة، وبما كنت متأثرًا به من كتب التاريخ، وأكثره مما كتبه الشيعة، ونُقل عن رواتهم على غير معرفة. فلما طبعت كتب أهل السنة كتآليف ابن جرير الطبري وأبي حنيفة الدِّينَوَري والجاحظ وابن قتيبة وابن تيمية وابن حزم وأمثالهم، وأخذت أدرس الأخبار كما يدرس الحديث النبوي دَرْسَ تدبر ونقد، لا آخذ ما يعرض على نظري قضية مُسَلَّمة بادئ الرأي، تجلى لي أن بعض ما نسب إلى الإمام في النهج ليس له فيه يد، وأن العقل والنقل ينبذان ما نحله الناحلون، وأن من يجوِّز الكذب على رسول الله تأييدًا لدعوته، لا يتوقف في الكذب على ابن عمه أمير المؤمنين، وثبتت لي أغراض بعض مؤرخي الشيعة فيما رووا ودونوا، رجعت عما كاد يصبح لي عقيدة، وأخذت أُحَكِّم العقل في الحكم على الحوادث، وأتدبر النصوص ومصادرها، نازعًا ما ورثته من فكر، وأخذته بالتسليم من معتقد، وطالعته في الأسفار، وما محصته ولا محصه غيري. فعرفت بعد البحث أن عليًّا — كرم الله وجهه — كان عالمًا عظيمًا، ونابغة ببلاغته وفصاحته، وعلى صفات ممتازة يفوق بها أكثر كبار الصحابة، لكنها لا ترفعه عن الشيخين أبي بكر وعمر، وأن عليَّ بن أبي طالب كان من البشر مثل أصحابه يخطئ ويصيب، وأنه طمع في الخلافة بعد وفاة الرسول على صغر سنه وتقدَّم الشيخان عليه، وهُمَا ما هُمَا بإخلاصهما لصاحب الدعوة، وبمواقفهما المشهورة في نصرة الدين، وقيام دولة الإسلام، وأيقنت أن الرسول لو كان يؤثر عليًّا لأوصى له بالخلافة، وكان الظاهر من أقواله وأفعاله أنه يؤثر أبا بكر، ومع هذا ترك المسلمين واختيارهم.
ورأيت دعوى أحباب آل البيت أنهم لا يخطئون، وأنهم منزَّهون عن كل ما يتلوث به الآدميون، هي من الدعاوى التي ليس لها من الدين ما يدعمها، نشأتْ من البيئة الفارسية، وكان الفرس يؤلهون الملوك ويقدسونهم. وظهر لي أن الحسين بن علي — رضي الله عنهما — قد غامر في فئة قليلة ممن معه، فقاتل جيشًا لجبًا لبني أُمية فأهلك نفسه، وأن عمال الأُمويين حاولوا إرجاعه عن قصده فلم يستمع لنصحهم، وكان قتله هو ومن كان معه من آل بيته الطاهرين باعثًا على غضب المسلمين كافة. وأيقنتُ أن الخليفة يزيد بن معاوية — رضي الله عنهما — ما أمر بقتله وإنما أراد صده فقط عن الأمر، وقد ساءه وساء آل بيته قتله، فتَزَيَّدَ الشيعة في حكمهم على الخليفة يزيد، وظلموه كما ظلموا أباه أمير المؤمنين معاوية من قبل؛ لأنه طالب بدم عثمان واستولى على الخلافة بنزول الحسن بن علي سبط الرسول عنها.
وهكذا، رجعت عن كثير مما كان سَرَى إليَّ بالتقليد في مسائل علي وعثمان وبني أُمية، وأخذتُ أدين دين المؤرخ لا يتحزب لغير الحقيقة، وشرعت أُدون في كتبي ما اعتقدت صحته، فعَزَّ على بعض الشيعة سماع قولي، وأكبروا مني هذا الجهر بالحق الذي وضح لي، ومنهم من ظنوا أني أرجع عن رأيي إذا هم دغدغوني بمطاعنهم. وطلبت إلى عقلاء الإمامية إخواني الأعزة في دمشق وبعلبك وجبل عامل والعراق أن ينقدوني نقدًا علميًّا مشفوعًا بنصوص مقبولة، فأبى بعضهم إلا السكوت، واسترسل المتعصبون في طعن مبهم، وانتقاد مجمل.
ولطالما قلت لبعض أصدقائي من علماء الشيعة الاثني عشرية إني أكتبُ ما أكتب في بني أُمية، وأنا بعيد عن عوامل التعصب لهم، غير مأخوذ إلا بما يجب على المتمسك بالحق، وإني بعد أن ثبت لي أن تاريخ الأُمويين إنما كتبه أعداؤهم بعدهم، وأن الغرض ظاهر في الحكم عليهم، وليس في الأُمهات ما يبرر الحط عليهم كما يريد خصومهم — قلت: لو كانت المسألة مسألة حب لبني أُمية وبغض لمنافسيهم لتطوعت في التشيع لآل البيت. أستميل قلوب مئات الأُلوف من الشيعة في الأرض، وإني لا أتوخى إلا إنصاف بني أُمية، وليس في العالم الآن فرد واحد ينتسب إليهم لأَتَرَضَّاهُ، فالمسألة إذًا ليست مسألة حب وبغض، ولا تفضيل أموي على علوي، بل مسألة حق وباطل. والغالية من الإمامية يقولون: إن الواجب أن أُسَلِّم بكل ما قاله جماعتهم في آل البيت المعظمين، وما رواه الراوون من الأحداث التي جرت ودسوا فيها ما راقهم، وكان قولي يشق على من اصطنعوا لهم اعتقادًا قديمًا ورثوه بالعادة، ورأيًا ما رسخ في نفوسهم إلا بشدة الدعاية المتواصلة، وصمُّوا آذانهم عن سماع غيره.
نعم، حاولت أن أُزحزح بعض غلاة التشيع عن تَقِيَّتِهِمْ، وأن أجرهم إلى البحث في هذه الكائنة بحث إنصاف، فأبوا إلا أن يسيروا بعواطفهم، ويفكروا بعقول غيرهم، ويسيروا مع الهوى قدمًا، وكان منهم من إذا لقوني أكبروا جرأتي ووافقوني على كثير من أقوالي، فإذا غبت عنهم اغتابوني، خصوصًا إذا كانوا في مجالس العوام، وتراءى لهم أن كلامهم لا يبلغ مسامع المطعون عليه.
زارني أحد علماء النجف الأشرف، وكان هبط مصر وفاوض بعض علمائها لعقد مؤتمر من علماء الشيعة وأهل السنة في مدينة القاهرة، للبحث في إزالة الخلاف بين الطائفتين العظيمتين، والتوحيد بينهما توحيدًا معقولًا، وزارني بعد حين صديق لي من علماء إيران، فتفاوضنا بشأن المؤتمر، وهو مثل صاحبه جِدُّ معنيٍّ بذلك ويعقد عليه آمالًا كبارًا، وتعاهدنا على العناية بإخراج هذه الفكرة من القول إلى العمل، ووعدني السيد الإيراني إن أنا عُنيت مع علماء مصر بعقد هذا المؤتمر أن يحمل على الاشتراك فيه أربعة من كبار علماء إيران. فما كان ممن يرون هواهم في دوام الخلاف بين السنيين والشيعيين إلا أن زيفوا هذا المشروع المحمود، وشددوا الوطأة في الصحف على القائمين به من جماعتهم، ونسبوهم إلى الغرض، ولكنهم لم يجسروا أن ينتسبوا ولا أن يصرحوا بأسمائهم. قاتلوا هذا المُقْتَرح وهو جنين، شأن الجبناء يحاربون من وراء ستر صفيق بوجوه صفيقة.
لا جرم أن أكثر من يقيمون العقبات في سبيل إبطال الخلافات بين طوائفَ من أهل الإسلام متحدة في جوهرها هم من الفريق الذي يتأكل بهذه التفرقة، ويعيش بالشقاق يوسع شُقَّته بين أهل القبلة. ولا تزال العامة من الطائفتين تردد ألسنتُها مسائلَ تؤلم النفوس على غير طائل. وقد كانت الدواعي إلى هذه الخصومة سياسية محضة وزالت أسبابها منذ عصور، فحري بالعقلاء أن يسدلوا دونها حجابًا ويعملوا للإسلام فقط، وإلا فقد انحلَّ الفرع والأصل وذهبت ريح أهل السنة والشيعة من الوجود.
•••
أطلتُ التفكير فيما جنت هذه العداوة على المسلمين فما رأيت السبب فيها إلا الملوك ومن أعانهم على مقاصدهم من الفقهاء، نفخوا في ضرامها فتأججت، وحملت من المضار الاجتماعية والوطنية والدينية ما عظمت به المصيبة. اتخذوا من هذه الخصومات أدوات لتأسيس دول، وبها أنشئوا الدولة الفاطمية والدولة البويهية والدولة الصفوية وغيرها. ومن غرائب الاتفاق أن ما قام به الفاطميون في مصر من الدعاية نحو ثلاثة قرون، وصرفوا كل جهد في بث تشيعهم في أهله ما أغنى عنهم شيئًا لما أزالهم نور الدين على يد صلاح الدين، كأنهم ما كانوا أكثر من حزب سياسي يقبض على زمام الأمر، ولا يعتمد على غير جماعته، ولا يفكر في غير إرضائهم، ويبعد من إشراك مخالفيهم في الحكم والغنم.
ورب مدَّعٍ يقول: إن هذه الدعايات نفعت في وقتها، وما نفعت في الحقيقة إلا أصحاب تلك الدولة نشروا كلمتها، وقَوُوا بها بعض القوة ردحًا من الدهر. واليوم ماذا يُرجى من مثل هذه الأمور، والدول قد استقرت في نصابها، ومن المتعذر تأسيس دول جديدة باسم المذهب؟ ومسائل المذاهب نغمة من النغمات كان لها عصور راجتْ فيها كما راجت في القرون الوسطى في الغرب حكومات الرهبان. نعم اتخذت بعض الدول من هذه المذاهب مطايا لأغراضها، وذهب الأصل وهو الدولة وبقي الفرع وهو المذهب. أي: أنه قامت في الشرق باسم علي بن أبي طالب دول كما قامت في الغرب دول باسم عيسى بن مريم، ذهبت الأولى بما فيها من خير وشر، وخلدت الأخرى تحمل مدنيات وتنشئ حضارات. وكان بعض الخير من المدنيات النصرانية ولم ينشأ مثل ذلك من المدنيات الشرقية. ولما تم للساعين ما أرادوه منها لم يبق منها إلا القسم المضر وهو تمزيق شمل الجامعة والجماعة. وأَقْبِحْ به من تراث شغل الناس بالباطل، وصدهم عن التعاطف والتراحُم. وعجيب أن تنقضي القرون بعد القرون ولا هَمَّ لأصحاب هذه المذاهب إلا نشر مذهبهم، لا يَمَلُّون من مُناصبة كل مخالف العداء. وبمثل هذه العقلية كيف يتقدم مُلك وتُزهِر حضارة.
قضى الغرب زمنًا في حروبه الدينية الفظيعة، ولما انتبه لما ارتكب من شَطَط، وأدرك سبب النكبة وسرها تناسى ما حدث، وراح يفكر في سعادته لا يحفل المذاهب، وفي الشرق خَلَّفت دول التشيع القديمة انقسامات أبدية، وحزازات باعدت بين الأهل والعشير من دون ما سبب صحيح. فالواجب على كل عاقل — والأمر كما ذكر — أن يبذل الجهد لينزع من الصدور هذه السخائم، ويأتي على هذه المعتقدات التي تخرج معتقديها من نطاق العقل، ويحارب أولئك الذين يحاولون استبقاء هذا الشقاق لتسلم لهم رياساتهم ويشووا سمكتهم في حريق هذه الأمة الغافلة.
أرى عاملين اثنين للخلاف بين المذهبين: داخلي وخارجي، فالداخلي هو الذي أشرت إليه آنفًا وجمهرة من يتألف منه جماعةُ التجار بالدين، ومن يجري على آثارهم من العامة بدون روية. أما الخارجي فمنشؤه الحكومات التي يعز عليها أن يأتلف فريق مع فريق في الشرق، فكيف بملايين من البشر أصحاب هذه المدنية، وهذا الدين السماوي وهذه الأقطار الغنية.
دعي مرة لزيارة الهند أحد أصدقائي من رجال الإمامية، فرأى الشيعة وأهل السنة فيها يتطاعنون في مجلات لهم وجرائد تطاعنًا ممزوجًا بروح العداء الشديد، فأنكر على الفريقين عملهما، واستغرب صدور ذلك من رجال كان المأمول منهم أن يعمدوا قبل غيرهم إلى إزالة الخلافات المذهبية القديمة لثبوت مضرتها في هذا العصر أكثر من كل عصر، فأسر إليه بعضهم أن يكف عن عذل المقدمين من أبناء المذهبين على ما يأتون؛ لأن ذلك ليس من صنعهم بل من صنع السياسة. وما جرت العادة أن تشفق الدول على الناس إذا كان في هلاك بعضهم نجاح سياستها.
فقد حدثنا التاريخ أن السلطان سليمًا العثماني قتل على الحدود أربعين ألف شيعي لقيام دولته السنية أمام دولة الشاه إسماعيل الصفوي الشيعية، فكم قتل هذا يا تُرى من أهل السنة في بلاده وكانت أكثريتها من أهل السنة؟
قال بارتولد في تاريخ الحضارة الإسلامية: إن مؤسس الدولة الصفوية في إيران آذن بجعل التشيع دينًا للدولة فأمكنه أن يظهر حروبه مع العثمانيين جيرانه في الغرب، ومع الأزبك جيرانه في الشرق في صورة حروب دينية، فبلغت المنازعة بين أهل السنة والشيعة منذ القرن العاشر الهجري شدة لم يشاهَد مثلها في القرون الوسطى، فأخذ أهل السنة والشيعة يكفِّر بعضهم بعضًا معتمدين على رؤسائهم الدينيين، وصارت الشيعة المجادلة مادة مقدسة لإيران.
وذكر صاحب العلم الشامخ أن سنان باشا فاتح اليمن، قد صار اسمه عَلَمًا على الظلم والفتك وأُولع بسفك الدماء والتفنن بالسلخ والصلب والخنق والجلد، قال: وبينا هو في خاصته ذات يوم يتأوَّه ويبتهل إلى الله في طلب المخرج من قتله مسلمًا في الروم (بلاد الترك) إذ قيل له: إن الجماعة الذين أرسلت لهم حضروا، فأشار إليهم أن اقتلوهم من دون اكتراث ولا نظر ولا استثبات، فقال له بعض الحاضرين في ذلك، فقال: إنما أتأوه من قتل مسلم محترم وهؤلاء زيدية تحلُّ دماؤهم بدون هذا! قال: وكنت أظن أن هذا شيء نادر في سنان المشئوم وجماعته قلائل وإذا هو مجمع عليه في من هو في دولة الأروام، كأن هذا شيء يتبع الدولة وكأنما نسخت الشريعة. ا.ﻫ.
ونحن رأينا الأحقاد بين اليمانيين والترك تزيد بعد اغتيال الفاتح التركي لمن جاءوه، يلقِّنها الأب أبناءه أربعة قرون، واطردت الفتن العظيمة، وكانت المذاهب هي الباعثة عليها.