علي تمراز: (رباعية بحري ٤)
«بدَت السمكة، المخلوق الهائل، الوحش الذي لم يُرَ منه سوى عينَين ناريتَين، مساويًا لحياته. لن ينزل البحرَ ما دام الوحش في أعماقه. ما دام قد عرف رائحته، وينتظره.»
على غِرار الأجزاء الثلاثة السابقة يواصل «محمد جبريل» عَنْونة أجزاء رباعيَّته بأسماء أولياء الصُّوفية في حيِّ بحري، ليكلِّل الجزءَ الرابع والأخير باسم العارف بالله «علي تمراز». في هذا الجزء نَطَأ ميادينَ وحواري وشوارع عتيقة، ونلمس بأناملنا نقوشَ الدهر على جدرانها، وتمتلئ صدورنا برائحة البحر، مُنقادين خلفَ البُعد الصُّوفي الذي هو بمثابة مِعراج يصل بين الذات الكبرى والذات الصغرى، فنجد أنفُسَنا هائمين بين عوالم الغيب والشهادة، متلذِّذين بالبُعد الأسطوري الذي يمثِّل محاوَلة الإنسان فَهْم ظواهر الطبيعة واستكناه أسرار المجهول، متفاعِلين مع حكايات سكَّانها؛ كلُّ هذا مُغلَّف بالمناخ السياسي السائد آنذاك في مَطلع الخمسينيات.