إلى أبي
«أبي العزيز، لا أعلم كيف أبدأ رسالتي إليك، التي ربما تكون الأخيرة؛ حيث لم يَعُد أمامي الكثير، ولكني أعلم لمَ قرَّرتُ أن أكتبَها الآن لك؛ لأُرِيح قلبي من عبءٍ ثقيل يَرزَح تحته ويُثقِله، وأنا أحبُّ أن أتخلَّص من أعباء القلب في تلك المرحلة.»
بأسلوبٍ سَلِس ومتميز، تُلقي الكاتبة «نجلاء لطفي» في هذه الرواية الضوءَ على مشكلةٍ من أبرزِ المشكلات التي تُزعزِع استقرارَ المجتمع عامةً، والأسرة خاصة؛ أَلَا وهي مشكلةُ الطلاق وما يَنجُم عن انفصال الوالدَين من أزماتٍ اجتماعية ونفسية وغيرهما، يُعانيها أفراد الأسرة جميعًا. فبطلة هذه الرواية أرادت بعد سنواتٍ طِوال من انفصالِ والدَيها أن تَبعث برسالة إلى أبيها، تَصِف فيها بكلمات بسيطة ومعبِّرة تفاصيلَ ما عانَته طَوالَ حياتها من جرَّاء هذا الانفصال، وقرارِ أبيها الزواجَ من امرأة أخرى؛ وكيف تَكبَّدت هي وأسرتُها العناءَ والمآسي، فباتَت حياتها منذ تلك اللحظة الصعبة مليئةً بالاضطرابات والمخاوف من أن تعيشَ الحياةَ نفسَها إذا قرَّرت الزواج، وتقاسيَ مثلما قاست والدتُها؛ وكيف كانت ستُودي بحياتها للتخلُّص من كل هذه الآلام، لكن تُرى هل سيكون لهذه الرسالة أثَر؟!