صورة للفنان في شبابه
«إن الروح تُولد في البداية في مثل هذه اللحظات التي أخبرتُك بها. إن مولدها بطيء وغامض، أكثر غموضًا من مولد الجسد. وحين تُولد روحُ إنسانٍ في هذا البلد، فإنهم يُلقون عليها الشِّباك ليَمنعوها من التحليق.»
يُشكِّل الدِّين واللغة والقومية مثلثَ الهُوِية الجمعية التي يشترك فيها جماعة من الناس، ولكن ماذا عن الهُوِية الفردية المعبِّرة عن الذات الإنسانية في صورتها الخاصة؟ تُحاول هذه الروايةُ الاستثنائية — التي تمثِّل جزءًا من السيرة الذاتية لكاتبها «جيمس جويس» — الإجابةَ على هذا السؤال، من خلال شخصية «ستيفن ديدالوس» الذي ينشأ في أسرة أيرلندية تحترم التقاليد وتعيش تحت مظلة الدِّين والقومية، وتُقدِّس رجال الدِّين وتسعى إلى أن يُصبح ابنُها قسيسًا، لكن «ستيفن» الذي تشبَّع بهذه الهُوِية الجمعية في طفولته، يبدأ في الثورة عليها في سعيه للبحث عن هُوِيته الذاتية، وسَبْر أغوار نفسه الإنسانية التي تبدأ في مناقشة الكثير من الثوابت التي نشأت فيها. رحلة فكرية ونفسية نعيشها مع «ستيفن ديدالوس»، تُثير فينا الكثيرَ من الأسئلة، وتُوجِّه نظَرنا إلى مساحات جديدة تخصُّنا.