الصورة والآخر: رهانات الجسد واللغة والاختلاف
«حين يقتحم الرحَّالة فضاء الآخَر يكون الجسد مكوِّنًا محوريًّا من مكونات العلاقة البصرية، بَيدَ أن الجسد الرائي يكون هو نفسه جسدًا مرئيًّا. والعلاقة الغَرابية بين الجسد الشخصي وجسد الآخَر تخضع لمجموعة من المحدِّدات المتعالقة التي يتداخل فيها الأنطولوجي بالنفسي، بالأنثروبولوجي.»
يتناول «فريد الزاهي» في هذا الكتاب تمثُّلاتِ الجسد في الثقافة العربية، والعلاقة مع الآخَر عبر مرآة الجسد، فيتطرَّق إلى قضية النوع؛ الذكر والأنثى والعلاقة بينهما، وتَمحوُرها حول مؤسسة الزواج، ودعم الإنتاج الفقهي لهذه العلاقة وَفقًا لقِيَم الدين وتعاليمه. ويتطرَّق أيضًا إلى قضية الألم الناجم عن العشق، فيكشف انعكاسات الحب على أجساد المحبين وما يعانونه من آلام، ومصيرَ الجنون أو الموت الذي يئول إليه بعضهم. هذا فضلًا عن تناوله قضايا أخرى، منها تصوُّرات الجسد عند المتصوِّفة، وخاصةً «ابن عربي» الذي يرى أن الجسد الأصلي الآدمي انفصم لتنجم عنه الذكورة والأنوثة، ولكي تكون المُفاضَلة الأصلية بين الذكر والأنثى عرَضية لا جوهرية. ويتخذ «الزاهي» أيضًا من الجسد بُعدًا تأويليًّا يُفسِّر من خلاله العلاقة مع الآخر الأوروبي، من خلال كتابات الرَّحالة المغاربة إلى أوروبا.