ﻫ. ﺟ. ولز
في ١٩٤٦ مات «ولز» وهو في التاسعة والسبعين. وقد كتبتُ عقب موته هذا الفصل التالي في مجلة «الكاتب المصري» ورأيت إثباته هنا:
كان «ﻫ. ﺟ. ولز» أديبًا علميًّا يكتب باللغة الإنجليزية. ولكنه كان آخر من يرضى بأن يصف نفسه بأنه إنجليزي في قوميته، فقد كان يكافح القوميات ويصف العالم بأنه «قريتنا الكبرى» وقد كتب كثيرًا لهذه الدعوة العالمية التي نسير إلى تحقيقها على الرغم من الدعوات الانفصالية التي يزدحم بها عالمنا الحاضر من أثر العقائد الدينية والوطنيات واللغات والمذاهب والإمبراطوريات.
وربما ننسى أشياء كثيرة من «ولز» في المستقبل. ولكن ليس شك في أننا سنذكر بأنه الأب الروحي للعالم الجديد المتحد، وبأنه أول من عمد إلى وضع التفاصيل لحكومة عالمية ولغة عالمية وموسوعات عالمية، بل أيضًا لوضع النصوص والشروط التي يستطيع أن يعيش بها أبناء هذا العالم وهم آمنون من استبداد الحاكمين والأولياء حتى الآباء.
وإذا شئنا أن نعين الطراز الذي ينتسب إليه «ولز» وجدناه أقرب إلى رجال النهضة الأوروبية (من ١٤٠٠ إلى ١٦٥٠) منه إلى عصرنا، فهو من طراز «دافنشي» الرسام الجيولوجي البشري المستقبلي. والاختلاف بينهما بسيط، لأن الأول استعمل الريشة، والثاني استعمل القلم، ولكن كليهما عرف قيمة العلم، وكان على وجدان بمغزاه في مستقبل البشر وعلى تفاؤل بهذا المستقبل.
وقد رُوِيَ عن «دافنشي» أنه حين مات حطت على رأسه حمامة، فكانت رمزًا لطيران الإنسان، هذه الأمنية التي فكر فيها هذا المفكر في القرنين الخامس عشر والسادس عشر. وكذلك مات «ولز» وهو يرى بعينيه في العام الأخير من حياته هذا الكشف العالمي، كدت أقول الكوني العظيم: الطاقة الذرية، تخدم الإنسان. وصحيح أن هذه الخدمة كانت للشر والدمار، ولكن ماذا في هذا؟
أجل، لقد اهتز «ولز» من هذا الكشف، بل تزعزع وتكلم في تشاؤم. ولكن ما كان أحراه لو أنه عاش سنوات بعد هذا الكشف أن ينهض ويكافح، وفق سيرته الماضية، لاستخدام هذا العلم الجديد في خدمة الإنسان. ولا بد أنه كان يظفر، فقد سبق أن حدثنا في خيال علمي، بديع، مرعب، عن غارة أبناء أحد الكواكب البعيدة على أرضنا، وكيف استولوا في أيام قليلة على الأرض والبحر والسهل، وكيف شرعوا يربوننا كما نربي نحن الأرانب، فإذا جاعوا مصوا دماءنا، ثم كيف نجونا منهم بالميكروبات، هذه الميكروبات التي يزخر بها عالمنا وقد تعودتها أجسامنا، ولكن أجسام هؤلاء الغرباء لم تتعودها؛ ولذلك تعفنوا وهلكوا.
وجاءت الطاقة الذرية في العام الأخير من حياة «ولز» ترمز إلى هذا الخيال، كما حطَّت الحمامة على رأس دافنشي ترمز إلى صعود الإنسان إلى السماء. وقد تحققت الرؤية الأولى؛ رؤيا «دافنشي» فهل تتحقق رؤيا «ولز» في استعمار الكواكب؟
وهذا الطراز الجديد من الأدباء يتكاثر في أيامنا. أجل، أولئك الأدباء العلميون الموسوعيون الذين عرفوا القوة التحريرية في العلم؛ أي تلك القوة التي تحرر الناس من الكد وتبسط لهم آفاقًا في الحياة الطويلة العريضة، حين يكد لنا الحديد والكهرباء والذرة، ولا يكون لنا بعد ذلك من همٍّ واهتمام سوى الاستمتاع بالدراسة والكشف والاختراع والوقوف على أسرار الطبيعة. ولو أن «ولز» عاش أيام النهضة الأوروبية حوالي ١٥٠٠، لكان واحدًا من رجال النهضة لأنه كان يدعو في حماسة إلى «البشرية» وكان يكافح «الغيبية». وقد تغير معنى «البشرية» من أيام النهضة لأيامنا. كانت قبلًا دعوة إلى قراءة مؤلفات الإغريق والرومان القدماء. أما الآن فهي في معناها الأمريكي الأوروبي دعوة إلى مقاطعة الغيبيات.
وليس غريبًا أن تنشأ هذه الدعوة في الولايات المتحدة الأمريكية حيث العلم مزاج نفسي، وتطبيق عملي، ومذهب ديني، وليس من شكٍّ أن لكل هذا نقائصه، بل شروره. ولكن للحوادث حتمية تتجاوز النيات البشرية. ومن هنا الحاجة الملحة إلى مثل «ﻫ. ﺟ. ولز» كي يعمل للتوفيق بين المعارف فلا يجعل إحداها تتمكن منا وتوجهنا بدلًا من أن نتمكن نحن منها ونوجهها. وقد أوشك أن يحدث مثل هذا من الطاقة الذرية.
عمد «ولز» إلى القصة، وهو بلا شك قصاص ماهر، ولكنه لو خُيِّرَ لآثر على القصة الشرح الموضوعي. وهناك قصص ألَّفها في الفترة الأولى من حياته الأدبية يبدو أنه الْتَذَّ كتابتها وسُرَّ بما فيها من براعة فنية، ولكنه في السنين الأخيرة، أو بالأحرى منذ بداية الحرب الكبرى الأولى إلى الآن، جعل القصة وسيلة إلى نشر بحوثه الاجتماعية العلمية. ولكن يجب ألا نخطئ فنزعم أنه اختار هذا الطراز من القصة العلمية لأن الاختيار لا مكان له. ذلك أنه حين ابتدأ يكتب في العقد الأخير من القرن الماضي كان العصر والظرف، كلاهما، يتيح إلى حدٍّ ما نبوغًا فرديًّا أو اقتحامًا شخصيًّا، فكان هناك مجال للبطل في القصة، ينوي فيعمل، ويريد فينجح، أو على الأقل كان هذا هو الفهم العام. والأغلب أنه كان فهمًا مخطئًا حتى في ذلك الوقت. ولكن منذ بداءة هذا القرن أخذ الوسط يتغلب على الفرد. كان وسط القوات الاقتصادية الآلية، فصارت الأعمال «تكيف» النيات وتوجِّه الإرادات؛ ولذلك أصبحت قصص «ولز» رسائل مسهبة في التحليل النفسي أو التضخم الاقتصادي أو الاتجاه السياسي، وانحطَّ شأن الفرد في القصة لهذا السبب.
سألني ذات مرة أحد القارئين عن أحسن كتاب قرأته في اللغة الإنجليزية من حيث الأسلوب، فقلت له ببديهتي: كتاب داروين «أصل الأنواع». ولم أكن مازحًا في هذا؛ لأني أحس أن أسلوب التفكير الذهني عند «داروين» خير ألف مرة من أسلوب العاطفة المزيفة أو الخالصة عند «أوسكار وايلد» لأن الفن الذهني خير من الفن العاطفي.
وأسلوب «ولز» الأديب العلمي هو أسلوب «داروين»، لا أسلوب «أوسكار وايلد». ولو أن «ولز» نفسه سئل عن أسلوبه من أي الطرز هو لأجاب بقهقهة عالية؛ لأنه لو استطاع أن يكتب بالعامية وأن يصل منها إلى غايته في سعة الانتشار لما أحجم.
وقد استخدم «ولز» العلم بمهارة كبيرة في القصة أكبر من المهارة التي استخدمه بها «جول فيرن» ولكنه وجد أن القصة لا تؤاتيه على إيضاح أغراضه، فتركها وعمد إلى ما وصفناه بأنه «رسالة مسهبة» في شرح الموضوعات التي يتماس فيها العالمان: المادي والاجتماعي.
ولعل أعظم ما حمله على ترك القصة أنه رأى أن إغفال البطل منها يجعلها ماسخة؛ لأن حيوية القصة بأشخاصها. وأغلب القصص يجعل مرتكز هذه الحيوية الغريزة الجنسية، فما تفتأ جميع القصص تتحرش بهذه الغريزة. والانتقال من هذا التحرش العامي إلى البحوث السياسية والاجتماعية والاقتصادية الخطيرة يحدث للقارئ صدمة لا تتفق وفن القصة. وهذه القصص الخطيرة التي عالج فيها «ولز» مشكلات المجتمع لن تعيش؛ لأن هذه المشكلات تتغير ويجد غيرها بتغير الوسط الاجتماعي الاقتصادي، لأن ما لنا من عواطف وأمانٍ، وما يرافقهما من سلوك وتفكير، إنما هو كله ثمرة الوسط الاجتماعي الاقتصادي. ولذلك فإن القارئ لقصص «ولز» الاجتماعية بعد عشرين أو ثلاثين سنة سوف يجدها غريبة عن قلبه وعقله، في حين أن تلك القصص الأولى التي تحوي «أبطالًا» سوف تُقرأ في لذة مهما طال عليها الزمن، وخاصة تلك التي يعمد فيها «ولز» إلى فكاهاته التي تقارب، بل أحيانًا تطابق ما خلفه «ديكنز» أحد أمراء القصة في القرن التاسع عشر.
لقد استغرق كفاحي لأجل نشر المعارف المثمرة جزءًا كبيرًا من حياتي الوجدانية، فقد حاولت أن أجمع المعارف الراهنة كي يستطاع استغلالها في المعيشة البشرية، وكي أحمل غيري ومن هم أكفأ مني على أن يقوموا مثلي بهذا العمل، وكذلك عملت كي أجمع بين النظم غير المتناسقة من التفكير بشأن الحقائق. وهي نظم، يتجاهل كلٌّ منها الآخر، في بلادة الذهن وإضاعة الفرصة، كما أن كثيرًا من التشويش الذهني في التفكير البشري يعود إليها. ذلك أن هذه الفلسفات والغيبيات المناقضة، التي لم تتناسق، تزحم الذهن البشري. وعدم تناسقها هذا يرجع إلى أن كلًّا منها يتجاهل الآخر وأنا لا أطيق هذه المتناقضات؛ لأني حين أعالجها أجد أنها تقلقني وتربكني. وما لذهني من ميزة خاصة أو نقص خاص إنما يرجع إلى صفة واحدة، فإذا مُدحت لقيت أن عقلي يجابه المشكلات، وإذا ذممت قلت إنه لا يفطن للخفايا، فأنا لا أطيق التفاصيل المربكة أو الأكاذيب العرفية لأني أخشاها جميعًا … وأنا أطرق فكرتي كما لو كانت سندانًا …
أجل، لقد طرق «ولز» طائفة من الفكرات، ودق عليها في تكرار. ولكن، في كل مرة، كان يختار ناحية أخرى منها غير تلك التي دق عليها من قبل. ولذلك انتقل من القصة إلى المقال الاجتماعي، ثم جعل القصة تتناول بحوثًا اجتماعية مختلفة. وأخيرًا ترك القصة، أو كاد، إلى تأليف الكتب الضخمة في الاجتماع.
وقد نجح كلٌّ من «إبسن» و«شو» في استخدام الدرامة للبحوث الاجتماعية. واحتفظ الأول بمائة في المائة من فن الدراما، واحتفظ الثاني بأكثر من خمسين أو ستين في المائة. ولكن لا يمكن أن يقال إن «ولز» نجح في استخدام القصة حتى إلى الحد الذي بلغه «شو». والحق أن المسرح يتيح للمؤلف معالجة المشكلة الاجتماعية أكثر مما تتيحه القصة؛ لأن الأشخاص على المسرح يجسمون المشكلة بلا شرح مسهب لما تحويه من عقد ولكن مؤلف القصة يضطر إلى مثل هذا الشرح، فتنقلب القصة إلى بحث اجتماعي، كثيرًا ما يتعارض مع أصول الفن فيها.
عندما أتأمل حياة «ولز» ومؤلفاته أحس أن شهوته الذهنية الأولى هي العلم، فقد تتلمذ للعظيم «توماس هكسلي» جد «جوليان» و«ألدوس» الذي جعل من نظرية التطور مذهبًا كفاحيًّا، وقضى حياته في مكافحة المظلمين والغيبيين، كي يجعل هذه النظرية مألوفة تتحدث عنها الصحف ويسلِّم بها العامة. وقد نجح في ذلك. وشيء من هذا الروح الكفاحي قد انتقل إلى «ولز»، فإنه حين ألَّف «خلاصة التاريخ»، بل حتى في أواخر السنين من عمره، لم يكن ينسى أن ينبِّه إلى أننا كنا سمكًا قبل ٣٠٠ أو ٤٠٠ مليون سنة، فكيف نكون بعد مثل هذه الملايين من السنين في المستقبل؟ وقد نبعت تكهناته المختلفة، الخيالية والحقيقية، من هذه البؤرة، فمن التكهنات الخيالية هاتان القصتان: «حرب العوالم» و«ناس كالآلهة». ومن التكهنات الحقيقية الحرب الأوروبية الكبرى الثانية، والدبابات والطائرات، والقنبلة الذرية. وكانت بصيرته، لسوء حظ البشر، صادقة في كل ذلك.
ولكن «ولز» انقطع عن البحث العلمي؛ لأنه اضطر عقب حصوله على درجة «بكالوريوس في العلوم» إلى أن يسعى لرزقه، فاختار القصة الخيالية والفكاهية أولًا، حتى إذا زالت عنه الحاجة الملحة عمد إلى البحوث العلمية الاجتماعية أو كما قال هو «محاولة التنسيق بين المعارف المادية والنظام الاجتماعي». وكأنه بهذه البحوث قد استأنف إشباع شهوته العلمية الأولى ولكن في الميدان الاجتماعي.
وكتاب «خلاصة التاريخ» يعد حسنًا من حيث إنه محاولة أولى في اعتبار العالم أمة واحدة تسير متساندة في موكب الحضارة: الكتابة في مصر، والورق في الصين، والمطبعة في ألمانيا. ثم بعد ذلك انفجار الثقافة على العالم كله. أو، من قبل ذلك: الزراعة في مصر، ثم نقود «الإسكندر» وجيوشه وفتوحاته، ثم انفجار الحضارة الإغريقية المصرية الرومانية في البحر المتوسط. ثم يتصل العالم ويتشابك، حتى إننا نرى ملكًا هنديًّا في بداية القرن الثاني قبل الميلاد يبعث إلى الإسكندرية يدعو المصريين إلى البوذية. ثم يزداد التشابك بمخترعات القرن التاسع عشر، ثم القرن العشرين، إلى أن يعود استقلال الأمم وانفرادها مستحيلًا، بل ضارًّا؛ إذ يجب التوحيد السياسي للعالم بحكومة واحدة.
وقد عاش «ولز» أيام طفولته في بدروم. وكانت أمة خادمة للأسرة التي تعيش في الطبقتين العليين. وكانت أمه، كما هو الشأن في الخادمات، تخشى صعوده إلى إحدى الطبقتين. ولذلك هو يذكر من أيام طفولته ذلك البعبع الذي يسكن في الطبقة العليا. وقد أتاح له نجاحه أن ينتسب بعد ذلك إلى الطبقة المتوسطة، ولكن بقي في نفسه خوف الفقر إلى يوم وفاته. وعندي أن هذا الخوف هو، في سيكولوجية الأعماق الفرويدية التحليلية، السبب لكراهته للاشتراكية الماركسية أو حرب الطبقات؛ لأنه أبى أن يمثِّل طبقات العمال الذين وُلد معهم في ظلام البدروم. وأصبحت دعوته إلى الاشتراكية هي الدعوة الفابية؛ أي اشتراكية التطور السلمي بالإصلاحات المتدرجة التي يمكن أن يقبلها أبناء الأمة جميعهم فقيرهم وثريهم.
وقد زار روسيا مرتين، فلم يرتح إلى اشتراكيتها، وفهم منها مثلما فهم «برنهام» الأمريكي في كتابه «الثورة الإدارية». أي إن القائمين بإدارة المصانع والمزارع والمكاتب قد أخذوا في النظام الجديد مكان المالكين في النظام القديم، من حيث التمتع بامتيازات الأجور أو الرواتب العالية وغيرها. ولكن ليس شك في أن حجة «ولز» ضعيفة جدًّا في مكافحته للماركسيين. وقد أنفق كثيرًا من جهده في هذه المكافحة العقيمة، وكان في مستطاعه أن يتركها، وخاصة لأن موضوعه الأصلي وهو «الحكومة العالمية» لا يحتاج إلى مثل هذه المكافحة، فقد آمن هو بالاشتراكية، ووجد أنها ضرورية للسلام والطمأنينة للأفراد والأمم. ومشاجرته هنا للماركسيين الاشتراكيين تشبه مشاجرته القديمة في ١٩٠٦ حين وقف في الجمعية الفابية، وهي جمعية تدعو إلى الاشتراكية السلمية التدرجية، يدعو إلى الكفاح السياسي، في حين كان زعماؤها قانعين بالكفاح الثقافي. ووجد نفسه أيضًا ضد مبادئ ماركس؛ أي ضد حرب الطبقات، والمنطق الكلامي، والدوليات. مع أن هذه «الدوليات» كانت الطليعة للبرنامج العالمي الذي انتهى إليه هو بعد ذلك. ولكن يمكن الدفاع عن «ولز» هنا بأنه أيقن في تلك السنين أن المزاج الإنجليزي أقرب إلى المبادئ الفابية السلمية منه إلى المبادئ الماركسية. وحكومة العمال القائمة الآن، بعد أربعين سنة من مشاجرته مع الفابيين، تدل على أنه صدق هنا أيضًا في تكهنه السياسي، كما سبق أن صدق في تكهناته العلمية. وفي تلك الفترة وضع كتابه عن الاشتراكية «عوالم جديدة للقدامى»، وغايته أن يثبت أن الأثرياء والمتوسطين يجب أن يقبلوا النظام الاشتراكي مثل العمال؛ لأن مصلحتهم تقتضي ذلك.
-
المستقبل المرجح للبشر.
-
مشروع الدولة العالمية.
-
من التوسع الوطني إلى الدولة العالمية.
-
إنجيل الحضارة.
-
تعليم البشر.
-
الكلية، والجريدة، والكتاب.
وهذه الفهرست لا تحتاج إلى شرح. فهو يقترح إيجاد حكومة عالمية تهيئ البشر جميعهم بتعاليم موحدة إلى وطنية عالمية.
-
كيف أصبح الإنسان حيوانًا اقتصاديًّا.
-
كيف تعلم الإنسان التفكير والتسلط على القوة والمادة.
-
التسلط على المسافات.
-
التسلط على الجوع وكيف يغتذي الإنسان.
-
التسلط على المناخ.
-
كيف تُشترى السلع وتُباع.
-
كيف ينظَّم العمل.
-
لماذا يعمل الناس.
-
كيف يُكافأ العمل وكيف تُجمع الثروة.
-
الغني والفقير وخصومتهما التقليدية.
-
مهمة المرأة في عمل العالم.
-
حكومات البشر والقتال الحربي والاقتصادي.
-
عدد البشر وصفاتهم.
-
الطاقة الفائضة للبشر.
-
كيف يعلم البشر ويدربون.
-
طوالع البشر.
ثم كتابه «أشكال الأشياء القادمة» وهو تعقيبات وشروح وتكهنات عن الكتاب السابق. وقد وضعه في ١٩٣٣.
وأخيرًا كتابه «طوالع الإنسان» وقد ألَّفه في ١٩٤٢. وهو أيضًا مثل الكتاب السابق تعقيبات وشروح.
وصفحات هذه الكتب الأربعة تبلغ نحو ألفي صفحة كبيرة. وهي جميعها حافلة بالإحصاءات والإشارات إلى دراسات أخرى.
ومن هذه العجالة يرى القارئ أن «ولز» طراز جديد من الأدباء. أجل، هو أديب علمي، سوف نرى في هذا القرن مئات يسيرون على الطريق الذي شقَّه. ولن يكون هذا للتقليد، ولكن لأن أدباء القرن العشرين سيجدون من واجبهم أن يقفوا حياتهم على حل المشكلة القائمة، وهي التقدم الرائع في العلوم المادية مع الجمود التام في العلوم الاجتماعية، وما ينتجه هذا من الرعب في جميع المتبصرين المتكهنين الذين يرون الطاقة الذرية تصطدم بالغيبيات، والاختراع العلمي يصطدم بالوضع الاجتماعي.