خمس عشرة وصية أخرى للشعراء
-
(١)
حرروا صناعتكم من «قفا نبك» و«سائق الأظعان» — إن عندكم اليوم الطيارات لتسوقوا النجوم.
-
(٢)
حرروا أنفسكم من القيود التي تحول دون الإبداع والتجدد، ودون الصدق في الشعور والحرية في التفكير.
-
(٣)
خذوا بيانكم — مجازكم واستعاراتكم — من لوح الوجود، ومن الحياة لا من الكتب والدواوين.
-
(٤)
ليكن في خيالكم حقائق كونية وبشرية؛ وليشع من هذه الحقائق الخيال.
-
(٥)
انظروا إلى الكون من خلال أنفسكم الشاعرة الباصرة، ولا تنظروا إلى أنفسكم من خلال الأوهام؛ الشاعر صوت ونور وما فيه سوى ذلك هو باطلٌ زائل.
-
(٦)
لا تسرفوا في البيان ولا تطنبوا في بث لواعج النفس، فإن من أفصح الكلام الوقف، ومن أبلغ المعاني الإشارة بل السكوت.
-
(٧)
حافظوا على التناسب والتوازن بين الصيغة والمعنى، وبين القلب والروح، إذا كنتم طائرين مثلًا ليكن القول خفيفًا مجنحًا، وإذا كنتم متألمين أو ناقمين لتكن الأمواج اللغوية من ذوب الحديد.
-
(٨)
تجنبوا السخافة في الفكر والوصف، وفي الصور الشعرية والخيال، لا تسخروا القمر والشمس مثلًا لما سخرهما قبلكم ألف شاعرٍ وشاعر.
-
(٩)
لا تدخلوا المواضيع من الأبواب التي دخلها قبلكم جميع الشعراء المقلدين، فتتعثرون بعظامهم ولا تنجون من قبورهم.
-
(١٠)
ليكن لقصائدكم بدايةً ونهاية، فلا تُقرأ طردًا وعكسًا على السواء.
-
(١١)
لا تعصروا قلوبكم كأن تتعلمون رقة الشعور، ولا تعقدوا أفكاركم كأن تتعمدون الغموض والإبهام.
-
(١٢)
تحروا البساطة والصدق والإخلاص فكرًا وصناعةً وخيالًا.
-
(١٣)
لا تنسوا وطنكم في حبكم الإنساني، ولا تنسوا الإنسانية في نزعاتكم الوطنية.
-
(١٤)
ارفعوا للناس مشاعل الإباءة والشرف والقوة والعدل والشجاعة والثبات والأمل والإيمان.
-
(١٥)
وقبل كل شيء وبعد كل شيء كفكفوا دموعكم، كفكفوا دموعكم، فالشمس لا تزال لكم، والقمر لا يزال رفيقكم، والربيع لا يخونكم.