النيل مآسي

«هذا النهر الذي يستمتع صيادُوه بصيدٍ وفير، وتشرف عليه قرًى تتوسَّط أوديةً رائعة الجمال، في أراضِي قبائل عريقة هي: التوتسي والهوتو، غطَّته الجثث فجأةً في صيف ١٩٩٤م، وسارت حوالي ٤٠ ألف جثَّة مع التيار مسافة مائة كيلومتر حيث بلغت بحيرة فيكتوريا، حيث كان يتم انتشال حوالَي ٥٠٠ جثة يوميًّا في شهر مايو.»

بعد اثنَين وعشرين عامًا يوثِّق «صنع الله إبراهيم» رحلته لدول النيل التي قام بها عام ١٩٩٤م، بطلب من شركة فرنسية متخصصة في إنتاج الأفلام، قد قرَّرت أن تُعِد أفلامًا وثائقية عن أهم عشرة أنهار في العالم، ومن بينها نهر النيل، فوقع الاختيار على صاحب القلم الحر، والضمير الإنساني اليقظ «صنع الله إبراهيم»؛ لإعداد سيناريو وثائقي للفيلم، لكن ما أعدَّه جاء مخالفًا لرؤية المخرجة عن الفيلم؛ فظل السيناريو حبيس الأدراج حتى قرر نشره، وقدَّم فيه شهادته عن دول المنبع والمصب، واضعًا الناس نُصب عينَيه، وحيواتهم، وأوضاعهم الصحية والتعليمية والمادية، وجغرافية بلادهم، وطبيعتها، وتاريخهم المليء بشتى أشكال الاستعمار السياسي والاقتصادي، والبعثات التبشيرية الإنجليزية والفرنسية، وواقعهم السياسي المرير، والانقلابات العسكرية، والأنظمة الدكتاتورية، والحروب، والتأريخ لفترة التسعينيات في رقعة مهمة من القارَّة السوداء.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الأستاذ صنع الله إبراهيم.

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ٢٠١٦.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٥.

محتوى الكتاب

عن المؤلف

 صنع الله إبراهيم: روائيٌّ مصري يساري، يُغرِّد خارج السِّرب، سُجن في عصر «جمال عبد الناصر»، وبالرغم من ذلك يُقدِّر التجرِبة الناصرية، رفض استلامَ جائزةٍ من الدولة المصرية، وسخَّر مشوارَه الأدبي في الحديث عن هموم الوطن.

وُلد «صنع الله» في القاهرة عام ١٩٣٧م، وكان لوالده أثرٌ كبير على شخصيته؛ فقد زوَّده بالكتب والقصص وحثَّه على الاطِّلاع، فبدأت شخصيتُه الأدبية في التكوين منذ الصِّغَر. درس الحقوق، لكنه سرعان ما انصرف عنها إلى الصحافة والسياسة. انتمى للمُنظَّمة الشيوعية المصرية «حدتو»، فاعتُقِل عام ١٩٥٩م ضمن الحملة التي شنَّها «جمال عبد الناصر» على اليساريِّين المصريِّين، وقبع في السجن خمسَ سنوات حتى عام ١٩٦٤م.

بعد خروجه من السجن اشتغل في الصحافة لدى وكالة الأنباء المصرية عام ١٩٦٧م، ثم عمل لدى وكالة الأنباء الألمانية في برلين الشرقية عام ١٩٦٨م، حتى عام ١٩٧١م، وبعدها اتَّجه إلى موسكو لدراسة التصوير السينمائي، والعمل على صناعة الأفلام. ثم عاد إلى القاهرة عام ١٩٧٤م في عهد الرئيس «السادات»، وتَفرَّغ للكتابة الحُرة كليًّا عام ١٩٧٥م.

تَميَّز إنتاج «صنع الله إبراهيم» الأدبي بالتوثيق التاريخي، والتركيزِ على الأوضاع السياسية في مصر والعالَم العربي، فضلًا عن سرده الكثيرَ من حياته الشخصية. ومن أشهر أعماله: رواية «شرف» التي تحتلُّ المرتبةَ الثالثة ضمن أفضل مائة رواية عربية، و«اللجنة»، و«ذات»، و«الجليد»، و«نجمة أغسطس»، و«بيروت بيروت»، و«النيل مآسي»، و«وردة»، و«العمامة والقبعة»، و«أمريكانلي»، وغيرها من الأعمال الأدبية التي تحظى بمكانة متميزة في عالَم الأدب.

أُثِير حولَه الكثيرُ من الجدل بسبب رفضِه استلامَ «جائزة الرواية العربية» التي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، عام ٢٠٠٣م.

نال العديدَ من الجوائز العربية المهمة، مثل «جائزة ابن رشد للفكر الحر» عام ٢٠٠٤م، و«جائزة كفافيس للأدب» عام ٢٠١٧م.

رشح كتاب "النيل مآسي" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥