قيام شحاتة البشبوري من تراب الكتب
(افتتاحية تهريجية للجوق الشعبي يستعرض فيها مهاراته وتقاليعه وفنونه بعبلها، فردًا فردًا أو جماعة، متحركًا أو ساكنًا، حسب ما يخطر على بالٍ أو يطنُّ في نافوخ رئيسه وإمكانيات أفراده.)
الجوق أفرادًا ومجاميع
:
أهلًا وسهلًا شرفتمونا، ياللي حضرتم وآنستمونا،
عشان خاطركم جايين نشخَّص، وعشان خاطرنا تشجعونا،
وصلِّ على النبي،
صلاةً تدفِّي قلبَ المكان، تُرعب خاين العيش والملح، وتطرد مِن سامرنا كلَّ شيطان.
كان يا ما كان … في بلادنا زمان … يا ما كان فرسان … أبطال
شُجعان … زي الأحلام
وانا واد فنان
يوهِب عمره لجل الأوطان … تصبح جنة من غير سجَّان
صقفة يا جدعان
غار المماليك … آه … يا ربابة
رجعوا المماليك صرنا غلابة
البر صبح جحر … ديابة … وبحور أحزان
عسكر عثمانلية … لاوندي
أومباشى وباشا وافندي
يطمع في الكتكوت لو عندي … زي الغربان
أفعالهم لما تدغدغنا
يا تجيب داغنا
يا تصحصح وتصحي دماغنا … حسب الإمكان
جهِّز أرغولك … سمِّعنا … حلو المغنى
يمكن للحلم … ترجَّعنا … نفهم معنى
وبحق اللي الليلة … جمَّعنا … ابعد يا شيطان.
رئيس الجوق (الحكاواتي)
:
في يوم من الأيام بعد أن راح عصر الفتونة والجدعنة والشجعان … حط على مصر
وعلينا عصر أزرق من النيلة، وليل أسود من القطران … ابتداه السلطان «سليم بن
عثمان» بأن شنق بلا رحمة على باب زويلة السيد «طومان».
في تلك الأيام كان يوجد رجل من أرض المنصورة — يعني منصوري … اسمه «شحاتة البشبوري» … لا جابت مِثله ولَّادة … ولا رضَّعت شبهه دادة … ولكنه يا سادة كان على غير ما جرت العادة بيحب القراية والحكايات … وتملَّك منه هذا الداء كالبلاء … فقضى أكثرَ من ثلاثين سنة وزيادة … يقرأ كتب السِّيَر والتفاسير … ويمق عينه في دفاتر القصص والأساطير … ثم فجأة،
في لحظةٍ تاريخية عبقرية مفاجأة،
قرَّر أن يهرب من بطن الكتب ويخرج لدنيا البشر … الذين كانوا يعيشون تحت حكم العسكر العثمانلي عيشة تفرس البقر.
والحقيقة صاحبنا شحاتة كان رقيق القلب … رقيق الحال.
ولم يبقَ عنده من ضهر الدنيا مال،
إلا جارية حيزبون، أخلاقها دون … وبنت فقيرة جميلة قريبة من قلبه يبدو — والله أعلم — أنها كانت بتحبه.
ومن المؤكد أكيد … أن شحاتة لما بص حواليه … سالت دموعه زي المطر على خدوده واتذكر جدوده وغنَّى بالموال على الربابة، وقال:
والليلة يا سادة حنحكي سيرة شحاتة بالتمام والكمال … يكفينا رب الفن شر السهو
والنقصان.
يمكن يا ناس شيء من حالنا يتبدَّل … أو حاجة من عاداتنا أو أفكارنا تتحوَّل.
وابدأ معانا وقسِّم يا جدع … م الأول.
في تلك الأيام كان يوجد رجل من أرض المنصورة — يعني منصوري … اسمه «شحاتة البشبوري» … لا جابت مِثله ولَّادة … ولا رضَّعت شبهه دادة … ولكنه يا سادة كان على غير ما جرت العادة بيحب القراية والحكايات … وتملَّك منه هذا الداء كالبلاء … فقضى أكثرَ من ثلاثين سنة وزيادة … يقرأ كتب السِّيَر والتفاسير … ويمق عينه في دفاتر القصص والأساطير … ثم فجأة،
في لحظةٍ تاريخية عبقرية مفاجأة،
قرَّر أن يهرب من بطن الكتب ويخرج لدنيا البشر … الذين كانوا يعيشون تحت حكم العسكر العثمانلي عيشة تفرس البقر.
والحقيقة صاحبنا شحاتة كان رقيق القلب … رقيق الحال.
ولم يبقَ عنده من ضهر الدنيا مال،
إلا جارية حيزبون، أخلاقها دون … وبنت فقيرة جميلة قريبة من قلبه يبدو — والله أعلم — أنها كانت بتحبه.
ومن المؤكد أكيد … أن شحاتة لما بص حواليه … سالت دموعه زي المطر على خدوده واتذكر جدوده وغنَّى بالموال على الربابة، وقال:
لا بد للدنيا ترجع سيرة الفرسان
حيث الشرف والكرامة ميزة للإنسان
اللي اصطفاه ربنا فرقه على الحيوان
شرع العدالة يا ناس محتاج لجراءة
وسيف وحربة وحصان وشهامة وبراءة
تعلم العثمانية، إن إحنا ناس جدعان.
يمكن يا ناس شيء من حالنا يتبدَّل … أو حاجة من عاداتنا أو أفكارنا تتحوَّل.
وابدأ معانا وقسِّم يا جدع … م الأول.