الفصل السادس
بنفادِ صبرٍ أمضى دوميني ذلك المساء ساعةً في غرفة جلوسه في فندق كارلتون، في انتظار سيمان. لم يظهر إلا قرابة الساعة السابعة.
سأله دوميني: «هل تعلم أن الأميرة إيدرستروم تنتظر أن أزورها في الساعة السابعة؟»
أجاب سيمان: «أثقُ في كلامك؛ ولكن لا أرى أيَّ مأساة في هذا الموقف. فالأميرة امرأةٌ عاقلة ولديها رؤية سياسية. وعلى الرغم من أنني لا يمكنني أن أوصيَك بالثقة فيها ثقةً عمياء، ما زلت أظن أنه يمكن اتِّباع حلٍّ وسط بحكمة.»
صاح دوميني: «هُراء! بصفتي ليوبولد فون راجاشتين، فإن للأميرة مزاعمَ لا جدال فيها بشأني وبشأن حريتي، مزاعم من شأنها أن تتعارضَ تمامًا مع حياة إيفرارد دوميني المهنية.»
بدقة منهجية، وضعَ سيمان قبَّعته وقفازَيه وعصا المشي على الخِزانة. ثم نظر إلى غرفة النوم المتصلة، وأغلق الباب وأوصده، واستراح على مقعد مريح.
قال: «اجلس قبالتي، يا صديقي. سنتحدث معًا.»
أطاعه دوميني بقليلٍ من التجهم. لكن رفيقه تجاهل سلوكه.
قال وهو يضرب على راحة يده بأصبع يده الأخرى: «الآن، يا صديقي، أنا تاجرٌ وأفعل الأمور بطريقة تجارية. دعنا نُقيِّم موقفنا. هذا الأسبوع سيكون قد مرَّ ثلاثة أشهر منذ التقينا وفقًا لموعدٍ سابق في فندق معيَّن في كيب تاون.»
تمتم دوميني: «ثلاثة أشهر فقط.»
تابع سيمان: «لم يكن يعرف بعضنا بعضًا.» وأضاف قائلًا: «كنت قد سمعتُ فقط عن البارون فون راجاشتين بوصفه مواطنًا ألمانيًّا مخلصًا ووطنيًّا، وأنه يُشارك في مشروعٍ مهم في شرق أفريقيا بوساطة خاصة من القيصر، بسبب حدثٍ مؤسف في المجر.»
قال دوميني ببطء وعيناه مثبَّتتان على عيني رفيقه: «قتلت رجلًا في مبارزة. لم يكن فعلًا لا يُغتفر.»
«يوجد العديد والعديد من المبارزات. لم يكن القتال بين شابَّين، دفاعًا عن شرف سيدة شابة في مكانتهما الاجتماعية أو لكسب رضاها، مخالفًا لأعراف البلاط الملكي. من الناحية الأخرى، يُنظَر بشكلٍ مختلف جدًّا إلى مسألة كونك عشيقًا لزوجةِ واحد من أعظم النبلاء في المجر، واستحواذك عليها بقتل الزوج في المبارزة التي كانت حتميةً للحفاظ على شرفه.»
احتجَّ دوميني على ذلك قائلًا: «لم تكن لديَّ رغبةٌ في قتل الأمير، ولم تكن مقابلتنا بناءً على رغبتي مطلقًا. قاتل الأميرُ مثل المجنون وانزلق، بعد اندفاع جامح، على حد سيفي الثابت.»
قال سيمان: «لنتجاوز ذلك الأمر.» وأضاف قائلًا: «أنا لستُ من مكانتك الاجتماعية وقد لا أفهم آداب هذه الأمور. أنا ببساطة أنظر إليك بوصفك مذنبًا في نظر الرب، وأشعر أن له الحقَّ في أن يطلب منك الكثير عن طريق التضحية الشخصية.»
سأل دوميني: «هل بوسعك أن تُخبرني ماذا يمكنني أن أعطيه أكثرَ من ذلك؟ لقد أمضيت سنوات مرهقة في بلد ملحدٍ ومليء بالحمَّى، وأعددت للقتال مجموعة كبيرة من السكان الأصليين. لقد توليت لجانًا سياسية أخرى في المستعمرة قد تؤتي ثمارها. كان يتعيَّن أن أتولى العمل الذي كان مخصصًا لي في الأصل، والذي تلقيتُ تعليمًا باللغة الإنجليزية من أجله. ذهبت إلى إنجلترا، وفي ظل هذه الهوية كما أفترض بعد التشاور معك في كيب تاون، سأجعل نفسي قدرَ الإمكان «شخصًا مرغوبًا فيه» في ذلك البلد. أنا لا أنتظر لقاءنا. أرى فرصةً عظيمة وها أنا ذا أغتنمها. فأنا أحوِّل نفسي إلى رجلٍ نبيل من الريف الإنجليزي، وأعتقد أنك ستعترف بأنني فعلتُ ذلك بنجاح كبير.»
وافق سيمان على ذلك قائلًا: «كلُّ ما تقوله صحيح. قابلتَني في كيب تاون بهُويتك الجديدة، وبدا أنك تتقمَّصها بشكل رائع بالتأكيد. لقد جعلتها باهظةَ الثمن بشكلٍ غير مألوف، لكننا لا نكره المال.»
أوضح دوميني: «لم أستطِع العودةَ إلى منطقة فقيرة في دياري.» وأضاف قائلًا: «لم يكن ينبغي أن أحتلَّ أيَّ مكانة في الحياة الاجتماعية الإنجليزية، ولم يكن ينبغي أن أتلقى أيَّ ترحيب من أولئك الذين أتصورُ أنك ترغب في أن أكون على وفاقٍ معهم.»
أعلن سيمان: «مرةً أخرى، أنا لا أشكو.» وأضاف بجديةٍ قائلًا: «لا يوجد حدود لحبِّنا للمال. ويجب ألا يكون هناك أيُّ حدود لولائنا.»
احتجَّ دوميني قائلًا: «في هذه الحالة، لا يتعلَّق الأمر بالولاء. لا يمكن لإيفرارد دوميني أن يُلقي بنفسه عند قدَمَي الأميرة إيدرستروم، المعروفة بكونها واحدةً من أكثر النساء عاطفيةً في أوروبا، بينما لا تزال علاقتها الغرامية مع ليوبولد فون راجاشتين في الذاكرة. تذكَّر أن مسألة هُويتينا قد تظهر في أيِّ يوم. كنا أصدقاء هنا في إنجلترا، في المدرسة والجامعة، ولا يزال يوجد كثيرون ممن يتذكَّرون الشبهَ بيننا. على الرغم من أنني قد ألعب دوري على نحوٍ مثالي، فقد تظهر شكوكٌ من وقت لآخر. ولن تكون هناك شكوك بعد ذلك إذا سحبَتني عجلات عربة الأميرة.»
سكت سيمان للحظة.
واعترف بعد وقتٍ قصير: «إن ما تقوله منطقي.» وتابع: «هذا لبضعة أشهر فقط. ما اقتراحك؟»
اقترح دوميني بلهفة: «أن تُقابل الأميرة بدلًا مني على الفور.» وأضاف: «وضِّح لها أنه في الوقت الحاضر، ولأسباب سياسية، يجب أن أبقى إيفرارد دوميني، في نظرها وكذلك في نظرِ بقية العالم. دعْها تكتفِ بهذا القدر من الصداقة والإعجاب الذي يمكن أن يُقدِّمه السير إيفرارد دوميني بشكلٍ معقول لامرأةٍ جميلة التقى بها اليومَ للمرة الأولى، وأنا سأكون في خدمتها بالكامل وبكل قلبي. لكن دعْها تتذكَّر أنه حتى بيننا، نحن الاثنين، سأكون إيفرارد دوميني فحسب، سواءٌ كنا بمفردنا في غرفتها أو في قاعة الاستقبال حيث قد نلتقي، حتى تنتهيَ مهمتي. ربما تظن أنني أركِّز على هذا بلا داعٍ. غير صحيح. أنا أعرف الأميرة وأعرف نفسي.»
نظر سيمان إلى الساعة. «في أيِّ ساعة كان موعدك؟»
أجاب دوميني: «لم يكن موعدًا، لقد كان أمرًا.» وأضاف قائلًا: «قيل لي أن أكون في ميدان بلجريف في الساعة السابعة.»
وعد سيمان وهو يرفع قبَّعته: «سأتفاهم مع الأميرة.» وأردف قائلًا: «تناوَل العَشاء معي في الطابَق السفلي الساعة الثامنة لدى عودتي.»
نزل دوميني بعد نحو ساعة، ووجد صديقه سيمان جالسًا بالفعل على طاولة صغيرة بعيدة معَدَّة في أحد الأجزاء الخفية في مطعم المشويات. لوَّح له سيمان مُرحِّبًا بمجيئه، وطُلِبَت المشروبات على الفور.
أعلن سيمان: «لقد أنجزت مهمَّتك.» وتابع قائلًا: «منذ زيارتي، لا بد لي من الاعتراف بأنني أُدرك قلقكَ إدراكًا كاملًا.»
«ربما لم تُقابل الأميرة من قبل؟»
«لم أفعل. يجب أن أعترف بأنني وجدتُها سيدةً ذات مِزاج متسلِّط إلى حدٍّ ما. أتخيَّل، يا صديقي الشاب» تابع سيمان، مع رِعشة في جانب شفتَيه: «أنه في يومٍ ما في شهر أغسطس من العام المقبل ستكون مشغولًا جدًّا.»
كان الردُّ الرائع: «لن أَشغَل بالي بأغسطس من العام المقبل.»
تابع سيمان: «في الوقت الحالي، تتفهَّم الأميرة الموقف وهي، على ما أظن، متأثرة. على أي حال لن تُقْدِم على أي تصرُّف متهوِّر. ستلتقي أنت وهي في غضون الساعات القليلة القادمة، ولكن وفقًا لشروطٍ معقولة. لنمضِ قُدمًا! أثناء عودتي إلى هنا بعد مقابلتي مع الأميرة، قرَّرت أن الوقت قد حان لمقابلة الشخص المسئول بشكل رئيسي عن وجودك هنا.»
«تيرنيلوف؟»
«بالضبط! لقد التزمتَ، يا صديقي الشاب»، أكمل سيمان بعد توقُّفٍ قصير، أحضر خلاله نادلٌ المشروبات وتلقَّى آخرُ طلبَهما للعشاء، «بصمتٍ شديد التكتُّم، وجديرٍ بالثناء فيما يتعلق بتلك التعليمات الإضافية التي وُعدت بها فورَ وصولك إلى لندن. هذه التعليمات لن تُكتَب أبدًا. إنها هنا.»
لمس سيمان جبهتَه وتجرَّع ما تبقَّى من كأسه.
علَّق دوميني: «تعليماتي هي أن أثق بك ثقةً مطلقة، وحتى تندلعَ الأحداث الكبرى، أن أركِّز الجزء الأكبر من طاقاتي في أن أعيشَ الحياة الطبيعية للرجل الذي اتخذتُ اسمه ومكانته.»
وافقه سيمان: «بالضبط.»
جال بناظِرَيه في الغرفة لحظة أو اثنتين، كما لو كان مهتمًّا بالناس. وبعدما شعر بالرضا أخيرًا لعدم وجود فرصةٍ لأن يسمعه أحد، تابع:
«الفكرة الأولى التي يجب أن تُخرجها من رأسك، يا صديقي العزيز، إذا كانت موجودة، هي أنك جاسوس. أنت لستَ كذلك. أنت لست مرتبطًا بأدنى درجةٍ بنظام تجسُّسنا المثالي على نحوٍ رائع. أنت عميل حرٌّ في كلِّ ما قد تختار أن تقوله أو تفعلَه. يمكنك أن تؤمن بألمانيا أو تخشاها — أيًّا كان ما تريد. يمكنك الانضمامُ إلى زوج ابنة عمك في حملته للخدمة الوطنية، أو يمكنك الانضمام إليَّ في جهودي لتوطيد أواصر الصداقة والمودة بين مواطني البلدَين. نحن حقًّا لا نهتمُّ على الإطلاق. اختر دورَك. انخرِط انخراطًا تامًّا في حياة السير إيفرارد دوميني، البارون، من دوميني هول، نورفولك، واتَّبع بالضبط المسارَ الذي تظنُّ أن السير إيفرارد نفسه كان من المحتمل أن يسلكه.»
اعترف دوميني: «هذا تفكير واسعُ الأفق للغاية.»
كان الرد السريع: «إنه المنطق السليم.» وتابع قائلًا: «مع كل قدراتك، لا يمكنك في غضون ستة أشهر التأثيرُ بشكل ملحوظ على الموقف في كلتا الحالتين. لذلك، نختار أن تُركِّز كلَّ طاقاتك على مهمةٍ واحدة، ومهمة واحدة فقط. إذا كان ثمة أيُّ شيء يتعلق بالتجسُّس في مهمتك هنا، فليست مسألة إنجلترا أو الإنجليز هي ما يجب أن يَلفت انتباهَك. نطلب منك التركيز بشكلٍّ كامل على تيرنيلوف.»
أصاب الذهول دوميني.
كرَّر: «تيرنيلوف؟» وتابع قائلًا: «كنت أتوقَّع العمل معه، لكن …»
أمرَ سيمان: «أفرِغْ عقلك من كل الأفكار المسبَقة.» وأردف قائلًا: «سوف تعتاد واجباتَك المتعلقة بتيرنيلوف تدريجيًّا مع تطوُّر الموقف.»
علَّق دوميني قائلًا: «لكنني لم أقابله حتى الآن.»
«كنتُ على وشك إخبارك، في وقت سابق من محادثتنا، أنني حددتُ موعدًا لك لمقابلته في الساعة الحادية عشرة ليلًا في السفارة. ستذهب إليه في تلك الساعة. تذكَّر، أنت لا تعرف شيئًا، أنت تنتظر التعليمات. دعِ الحديثَ له وحده. احرص حرصًا خاصًّا على ألا تترك له تلميحًا عن معرفتك بما سيحدث. سوف تجده راضيًا تمامًا عن الموقف، راضيًا تمامًا. احرص على عدم إزعاجه. إنه مبشِّر بالسلام. وأنت أيضًا.»
قال دوميني بتمعُّن: «بدأتُ أفهم.»
وعَدَه سيمان قائلًا: «ستفهم كلَّ شيء عندما يحينُ الوقت لتقدِّم يدَ العون، ولا تنسَ في خضمِّ حماسك، يا صديقي، أن النفع الذي ستُسديه لقضيتنا العظيمة سيعتمد إلى حدٍّ كبير على قدرتك على توطيد موقعِك بوصفك رجلًا إنجليزيًّا نبيلًا والحفاظِ عليه. هل تسير الأمور على ما يُرام حتى الآن؟»
أجاب دوميني: «على نحوٍ مثالي، على حدِّ علمي.» وتابع قائلًا: «يجب أن تتذكَّر، مع ذلك، أن لك دورًا عليك فعْله. ستتلقى برلين رسائلَ محمومةً من شرق أفريقيا بخصوص اختفائي. وذلك لأنني لم أُطلِعْ حتى زملائي المقربين على السر.»
أكَّد سيمان لرفيقه: «كلُّ هذا مفهوم.» وأردف قائلًا: «أنفق طبيبٌ صغير يُدعى شميدت الكثيرَ من أموال الحكومة في برقياتٍ محمومة. لا بد أنه كان يُحبك جدًّا.»
«لقد كان زميلًا مخلصًا جدًّا.»
«لقد كان صديقًا مزعجًا للغاية. يبدو أن قصص السكان الأصليين اختلطَت فيما يتعلَّق بسَمِيِّك، الذي يبدو أنه لقي حتفَه في الأدغال، وشدَّد شميدت باستمرار على وعدك بالسماح له بمعرفةِ الأخبار من كيب تاون. ومع ذلك، فقد تم التعامل مع كلِّ هذا على نحوٍ مُرضٍ. الأخطار الحقيقية الوحيدة موجودة هنا، وحتى الآن يبدو أنك واجهتَ الأخطار الرئيسية.»
صرَّح دوميني: «لقد قُبِلتُ، على أي حال، من قِبَل أقربِ قريبة لي على قيد الحياة، وبالمصادفة اكتشفتُ الشخص الوحيد الذي يتمتَّع ببُعد نظر في إنجلترا والذي يعرف ما يُخبئه لنا المستقبل.»
توتَّر سيمان لحظة.
«مَن تقصد؟»
«دوق ورسستر، زوج ابنة عمي، الذي كنتَ تتحدَّث عنه للتو.»
استرخى وجه الرجل القصير.
وقال: «إنه يُذكرني بالشخص الغبي الذي أنقذ مبنى البرلمان الأميركي، رجل بلا عقل مهووس بفكرة واحدة. من الغريب أنه غالبًا ما يكتشف هؤلاء المتعصبون الحقيقة. ذلك يُذَكِّرني بأمر» أضاف، وهو يُخرج دفترَ مذكرات صغيرًا من جيب الصدرية ويُلقي نظرة خاطفة عليه: «نيافته لديه لقاء الليلة في مبنى بلدية هولبورن. سأقوم بواحدة من مقاطعاتي المعتادة.»
استفسر دوميني: «إذا كان لديه عدد صغير جدًّا من الأنصار، فلماذا لا تدَعُه وشأنَه؟»
كان الرد الهادئ: «يوجد آخرون مرتبطون به، ممن لا يُستهان بهم. علاوة على ذلك، عندما أقاطع أعلِن عن هوايتي الصغيرة.»
علَّق دوميني وهو يُلقي نظرةً خاطفة على الغرفة بعد توقُّف قصير لكن مدروس: «هؤلاء … نحن الإنجليزَ أناسٌ غريبون.» وأضاف قائلًا: «نحن نعلن عن ثروتنا الهائلة ونتفاخر بها، ومع ذلك فنحن غير قادرين على بذلِ أدنى التضحيات بالنفس من أجل الحفاظ عليها. كان يمكن للمرء أن يتصوَّر أن فلاسفتنا، ومؤرِّخينا، سيُحذروننا من المستقبل بعباراتٍ لا تُقاوم، من خلال استنتاج عِلمي دامغ.»
غمغم سيمان بانحناءة بسيطة: «تحياتي لكم.» وتابع قائلًا: «بمناسبةِ ما كنت تقوله، لن تتمكن أبدًا من جعل رجل إنجليزي — أستميحك عذرًا، أحد أبناء وطنك — يدرك أيَّ شيء غير سار. إنه يُفضِّل أن يُبقيَ رأسه مرتاحًا في الرمال. ولكن لنترك التعميم جانبًا، متى تُفكر في الذَّهاب إلى نورفولك؟»
أجاب دوميني: «في غضون الأيام القليلة المقبلة.»
أعلن رفيقه: «سأتنفس بحريةٍ أكبرَ عندما تستقر بأمان هناك.» وأضاف قائلًا: «أشياء عظيمة تنتظر قَبولك الكامل، في الريف وكذلك في المدينة، بوصفك السير إيفرارد دوميني. هل أنت متأكد من أنك تفهم تمامًا مكانتك هناك فيما يتعلق بشئونك الداخلية؟»
كان الرد القاسي نوعًا ما: «أفهم كلَّ ما هو ضروري.»
رد سيمان بانفعال: «كلُّ ما هو ضروري لا يكفي.» وأردف قائلًا: «ظننت أنك انتزعت القصةَ بأكملها من ذلك الرجل الإنجليزي المخمور؟»
«قال لي معظمَها. كانت ثَمة نقطة أو نقطتان فقط تتجاوز الحدود التي يمكن فيها الاستجواب.»
عبس سيمان بغضب.
واشتكى قائلًا: «بعبارة أخرى، لقد تذكَّرت أنك رجل نبيل وليس أنك ألماني.»
قال دوميني: «الرجل الإنجليزي الذي يتمتَّع بمكانةٍ معينة، على الرغم من كونه منحطًّا، يتميز بعنادٍ معيَّن، مرتبط بشكل عام بشيء معيَّن، لا يمكن لأي شيء كسرُه. تحدَّثنا معًا في تلك الليلة الأخيرة حتى الصباح؛ وشربنا الخمر والبراندي. وانتزعتُ من داخلي قصة نفيي وأفشيتُ له بها. ومع ذلك، كنتُ أعرف طوال الوقت، كما أعرف الآن، أنه أخفى عني شيئًا ما.»
كان هناك توقفٌ قصير. خلال الدقائق القليلة الماضية، تسلل التوترُ بين الرجلين. ومعه، بدا أن خصائصهما الشخصيةَ ازدادت حدَّة. كان دوميني أرستقراطيًّا أكثرَ من أي وقتٍ مضى؛ وسيمان متآمرًا عاميًّا، بلا خجل وبشكل جاد للغاية. بعد وقت قصير مال قليلًا نحو الطاولة. وضاقت عيناه لكنهما كانتا لامعتين مثل الفولاذ. وكانت أسنانه بارزةً أكثر من المعتاد.
قال بإصرار: «كان يجب أن تنتزعه من حلقه.» وتابع قائلًا: «ليس من واجبك رعايةُ المشاعر الشخصية الجميلة. أنت لقد تعهَّدت بقلبك وروحك بأمورٍ عظيمة. لا يمكنني في هذه اللحظة أن أعطيَك أيَّ فكرة عما قد لا تعنيه لنا بعد حدوث المشكلة، إذا كنتَ ما زلتَ قادرًا على لعب دورك في هذا البلد بوصفك إيفرارد دوميني، من دوميني هول. أعلم جيدًا أن الإحساس بالشرفِ الشخصيِّ بين الطبقة الأرستقراطية البروسية هو الأفضل في العالم، ومع ذلك لا يوجد رجلٌ واحد من مكانتك ليس مستعدًّا للكذب أو الغش من أجل بلاده. يجب أن تصطفَّ مع زملائك. مرةً أخرى، ما يجعل الاعترافَ بك بوصفك إيفرارد دوميني مهمًّا جدًّا لنا، ليس مهمتك المتعلقة بتيرنيلوف فقط. إنها الأشياء التي ستأتي لاحقًا. هيا، كفانا حديثًا عن هذا الموضوع. أعلمُ أنك تفهم. أصبحنا جادَّين جدًّا. كيف ستقضي مساءك حتى الساعة الحاديةَ عشرة؟ تذكَّر أنك لم تكن ناسكًا عندما تركتَ إنجلترا يا سير إيفرارد. يجب أن يكون لديك وسائلُ الترفيه الخاصة بك. لماذا لا تُجرِّب قاعات الموسيقى؟»
اعترض دوميني على ذلك قائلًا: «إن عقلي مشحونٌ للغاية بأشياءَ أخرى.»
اقترح الرجل القصير: «إذن تعالَ معي إلى هولبورن.» وأضاف قائلًا: «ستستمتع بها. سوف نفترق عند الباب، وتجلس في آخر الصالة، بعيدًا عن الأنظار. ستستمع إلى البلاغة المؤثِّرة لزوج ابنة عمِّك. ستسمعه وهو يُحاول تحذير رجال ونساء إنجلترا من الخطر الذي يترقَّبهم من الأمة الألمانية العظيمة والجشعة. ما رأيك؟»
أجاب دوميني بفتور: «سآتي.» وأردف قائلًا: «ستكون أفضلَ من قاعة الموسيقى، على أي حال. لست متأكدًا على الإطلاق، يا سيمان، من أن أصعبَ جزء من مهمتي هنا لن يكون هذه الحاجة إلى وسائل الترفيه التي سأفرضها على نفسي.»
ضرب رفيقُه الطاولةَ بلطفٍ ولكن بنفاد صبر بقبضته المضمومة.
وصاح: «يا رجل، أنت شاب!» وتابع قائلًا: «أنت مثلُ بقيتنا. ما زلتَ في مقتبل حياتك. لا تُنعش أحزان الماضي. ألقِ ذكراها بعيدًا. لا يوجد شيء يُضيِّق على الرجل أكثر من الكآبة. لديك ماضٍ قد يجلب الأشباح حولك أحيانًا، لكن تذكَّر أن الخطيئة لم تكن بالكامل خطيئتَك، وثَمة تكفيرٌ يمكن أن تبدأ في تنفيذه بطريقة محسوبة متى شئت. لقد قلتُ ما يكفي عن ذلك الأمر. العظمة والبهجة صِنوان. أرأيت! كنتُ فيلسوفًا قبل أن أصير أستاذًا للدعاية. جيد! أنت تبتسم. هذا شيء مُحْرَز، على أي حال. الآن سنأخذ سيارة أجرة إلى هولبورن وسأريك شيئًا مضحكًا حقًّا.»
عند مدخل مبنى البلدية، افترق الرجلان، بتحريض من سيمان، وشقَّا طريقهما إلى الداخل من بابَين مختلفين. وجد دوميني مقعدًا منعزلًا تحت شرفة، حيث من غير المرجَّح أن يتعرف عليه أحدٌ من المنصة. من الناحية الأخرى، شغل سيمان موقعًا أبرز في نهاية أحد الصفوف الأمامية للمقاعد. لم يكن الاجتماع بأي حال من الأحوال مكتظًّا أو مفرطَ الحماس أو مفرطًا في أي شيء. كانت توجد صفوفٌ من المقاعدِ الفارغة، والكثيرُ من الأزواج الشباب الذين بدا أنهم قد أتَوا بحثًا عن ملجأ من الليل العاصف، وقلةٌ من التجار الأقوياء الذين يتمتَّعون بمظهرٍ محترم والذين جاءوا لأن هذا يبدو شيئًا محترمًا يجب القيام به، وعددٌ قليل من المهتمِّين اهتمامًا حقيقًا، ومتحمسون متناثرون هنا وهناك، على الرغم من أنهم كانوا بالتأكيد أقلية. على المنصة كان الدوق، مع شخصياتٍ مدَنية بارزة على جانبيه؛ جندي مشهور، وعضو في البرلمان، ونصف دُزينة أو نحو ذلك من سكان الحي العاديِّين، والنقيب بارترام. كان الاجتماع على وشك البدء عندما استقرَّ دوميني في ركنه.
بادئ ذي بدء، نهض الدوق، وقدَّم صديقه الشاب النقيب بارترام ببضعِ جملٍ مبتذَلة، ولكنها جادة. وهذا الأخير، الذي اندفع على الفور إلى منتصف موضوعه، كان متوترًا وفظًّا إلى حدٍّ ما. أوضح أنه استقال مِن عمله ومن ثَمَّ كان يملك حرية التعبير عن رأيه. وتحدَّث عن الاستعدادات العسكرية الهائلة في ألمانيا والجوِّ العام لتوقُّع التوتر. وضد مَن كانت هذه الاستعدادات؟ من دون شك مادي ضدَّ منافس ألمانيا الأكبر، الذي فضَّل الملايينُ من شبابه، حتى في هذه الساعة الخطرة، لعبَ كرة القدم أو الكريكيت أو مشاهدتها في أوقات بعد الظهر أيامَ السبت عن إدراك واجبهم. قاطع ختام الخطابَ غيرَ الهادف، بالرغم من كونه جادًّا، الدخولُ المختلس إلى القاعة لصبيٍّ صغير يبيع الصحف المسائية، وتوقَّف الجزءُ الأصغر سنًّا من الجمهور مؤقتًا عن الاهتمام بسير الجلسة، بينما استمتعوا بمعرفة نتيجة مختلف مباريات الكأس. عندئذٍ باغتَهم عضوُ البرلمان بإعصار من الخطابة وبأسلوبه الأفضل في مجلس العموم. تحدَّث عن السُّحب السوداء والنسيم البارد الذي حلَّ قبل العاصفة الرعدية القادمة. وأشار إلى انهيار كلِّ أمة عظيمة عبر التاريخ أهملَت فنون الدفاع عن النفس. وناشد شبابَ الأمة أن يستعدوا لحماية نسائهم، ومنازلهم، وتراب بلادهم المقدَّس، وفي تلك المرحلة قاطعه فردٌ ناعس من الجمهور، بدا أنه قد استيقظ في تلك اللحظة، بصوت جَهْوري.
«ماذا عن البحرية، أيها المحافظ؟»
تحرَّك الخطيب بسرعةٍ نحو المُقاطِع بطريقته الشهيرة على المنصة. وأعلن أنه يمكن الوثوقُ في جميع الأوقات في أن البحرية ستؤدي واجبَها، لكنها لا تستطيع القتال في البحر والبر. هل سيفعل الشابُّ الذي قاطعه للتو ذلك، ويُسجل اسمه للتدريب والخدمة الوطنية في ذلك المساء؟ — وما إلى ذلك. أطلق الجنديُّ المشهور الذي كان يعاني نزلةَ برد، بعضَ جُمل بصوتٍ أجشَّ، على صوت جولات من التصفيق. اختُتِمَت الفعاليات بواسطة الدوق، الذي كان من الواضح أنه، باستثناء الجندي المشهور، كان أكثرَ جدية من أيٍّ منهم، وحصل بشكل عام على اهتمامٍ يتَّسم بالاحترام. وذكر بعض التلميحات التاريخية، ودعا إلى وجود روحٍ أكبرَ من الجدية والمواطنة بين رجال البلد، وناشد حتى النساء تنميةَ إحساسهن بالمسئولية، وجلس وسْط موجة من التصفيق الحماسي. كان اقتراحُ توجيه خطاب شكر للرئيس على وشك الحدوث عندما ناشد السيد سيمان، واقفًا في مكانه، الرئيسَ للسماح له بقول بِضع كلمات. نظر الدوق، الذي كان لديه بعضُ الخبرة مع السيد سيمان من قبلُ، إليه بحدَّة، لكن الابتسامة التي نظر بها السيد سيمان حوله للجمهور كانت لطيفةً للغاية وجذابة، لدرجةِ أنه لم يكن لديه بديلٌ سوى الموافقة. صعد سيمان الدَّرَج إلى المنصة، وسعل معتذرًا، وانحنى للدوق، واستحوذ على الاجتماع. بعد كلمة أو كلمتين من المجاملة للرئيس، أدلى باعترافه. لقد كان مواطنًا ألمانيًّا — لقد كان بالفعل أحدَ أبناء ذلك العِرْق المتعطش للدماء. (بعض الضحك.) لقد كان أيضًا، وكان ذلك مبرِّرَه للوقوف هناك، مؤسسَ وسكرتيرَ رابطةٍ معروفة جيدًا لهم بلا شك، رابطةٍ لتعزيز المزيد من العلاقات الودية بين رجال الأعمال في ألمانيا وإنجلترا. وقد تألم بشدةٍ من بعض الملاحظات التي سمعها ذلك المساء. كثيرًا ما ذهب بداعي العمل إلى ألمانيا، وباعتباره ألمانيًّا، فسيُعتبر مقصرًا في واجبه إذا لم يقف هناك ويُخبرهم أن الألماني العاديَّ يحبُّ الرجل الإنجليزي مثل أخيه، وأن هدف حياته هو الدخول في صلةٍ أكبر معه، وأن ألمانيا حتى في تلك اللحظة كانت تقف ويدُها ممدودة إلى أقاربها عبر بحر الشمال، ترجو تعاطفًا أعمقَ، وفهْمًا أكبر. (تصفيق من الجمهور، وهمهمات معارضة من المنصَّة.) وفيما يتعلَّق بتلك الاستعدادات العسكرية التي سمعوا عنها كثيرًا (مع نظرةٍ فاحصة للنقيب بارترام)، دعْهم ينظرون لحظةً واحدة إلى حدود ألمانيا، دعْهم يُدركون أن ألمانيا من ناحية الشرق تتعرض لضغوطٍ مستمرة من قِبل عدوٍّ قديم وتاريخي يتمتع بقوة هائلة. ولن يُضيع وقتهم في إخبارهم بالصعوبات السياسية التي كان على ألمانيا أن تُواجهها خلال الجيل الأخير. بل سيُخبرهم ببساطة بهذه الحقيقة العظيمة — أن العدو الذي اضطُرَّت ألمانيا من أجله إلى اتخاذ هذه الاستعدادات العسكرية العظيمة هو روسيا. وإذا استُخدِمَت في أي وقت، فسيكون ذلك ضدَّ روسيا، وباستفزاز من روسيا. وبطريقته المتواضعة كان يسعى إلى تحسين العلاقات بين البلد الحبيب الغالي الذي وُلد فيه، والبلد المحبوب بنفس القدر الذي تبنَّاه. تلك الاجتماعات، التي أُقيمت، كما بدا له، لنشر شكوكٍ غير عادلة وغير مبرَّرة، كانت واحدةً من أكبر الصعوبات في طريقه. لم يكن يمكنه الشكُّ للحظة في وطنيةِ هؤلاء السادة على المنصة. وسيُثبتون ذلك بشكلٍ أكثرَ إفادة، سواءٌ لأنفسهم أو لبلدهم، إذا تخلَّوا عن حملتهم الحاليَّة المتحيزة والضارة، وأصبحوا أنصارًا لرابطته.
كانت انحناءةُ سيمان البسيطة للرئيس مرحةً، ومتسامحة، وحزينة بعضَ الشيء. لم تفعل كلماتُ الدوق القليلة، التي استُهِلَّت باحتجاجٍ ساخط على تدخُّل داعيةٍ ألماني في اجتماع وطني إنجليزي، شيئًا لإبطال التأثيرِ الذي أحدثَه هذا الغريبُ غير المرغوب فيه. عندما انفضَّ الاجتماع، كان من غير المؤكَّد ما إذا كان قد اكتُسِب نصيرٌ واحد لقضية الخدمة الوطنية. عاد الدوق إلى المنزل مفعمًا بالغضب، وضحك سيمان ببهجةٍ حقيقية عندما صعد إلى سيارة الأجرة التي كان دوميني قد أوقفها، عند زاوية الشارع.
علَّق: «لقد وعدتُك بالترفيه.» وأضاف قائلًا: «اعترف أنني أوفيتُ بوعدي.»
ابتسم دوميني بغموض. وقال: «لقد نجحتُ بالتأكيد في استغفال عددٍ من الرجال المحترمين وذوي النوايا الحسنة.»
قال سيمان موافقًا: «إن المعجزة تمتدُّ إلى أبعدَ من ذلك. والليلة، مع بساطتها، هي مثال سامٍ على الحماقات المتعالية للديمقراطية. فإنجلترا تختنق ببطءٍ وتتقيَّد بالكثير من الحرية. إنها مثل طفلة أفرطَت في أكل المربَّى. تخيَّل، في بلدنا العزيز، أن يُسمح لرجلٍ إنجليزي باعتلاء المنصة والتحدُّث بإسهاب دون إزعاج بدعاية إنجليزية في معارضةٍ مدمِّرة للمصالح الألمانية. إن ما يُسمى بحريةِ الرجل الإنجليزي مثل الوقواق في عُشِّه السياسي. يجب أن تُحكم البلدان. لا يمكنها أن تحكم أنفسها. وقت الحرب سيثبت كلُّ ذلك.»
تساءل دوميني: «مع ذلك، في أي أزمةٍ كبيرة في تاريخ أمة، من المؤكد أن ثَمة أمانًا في وجود العديد من المستشارين، أليس كذلك؟»
أجاب سيمان: «سيوجد دائمًا عددٌ كبير من المستشارين في ألمانيا كما في إنجلترا. مشكلة هذا البلد هي أنه سيُعَبَّر عنهم جميعًا علنًا وفي الصحافة، وسيكون لكل رأي أنصارُه، وستُقَسَّم الحكومة إلى أحزاب. في ألمانيا، يُقَرَّر المصير الحقيقي للبلاد في الخفاء. يوجد مستشارون هناك أيضًا، مستشارون جادون وحكيمون، لكن لا أحد يعرف وجهات نظرهم المختلفة. كلُّ ما يعرفه المرءُ هو النتيجة، التي تنطق بها شفتا القيصر، ويُنطَق بها على نحوٍ حاسم.»
كان دوميني يُظْهِر أماراتِ اهتمامٍ نادرٍ بمحادثة رفيقه. كانت عيناه لامعتَين، وبدا أن ملامحه التي عادة ما تكون فاقدة الحس قد زادت قدرتُها على الحركة والتعبير عن القلق. وضع يده على ذراع سيمان.
وقال: «اسمع، نحن في لندن، وحدنا في سيارة أجرة، آمنان من أي تنصُّت محتمل. أنت تُبشر بميزة أن يقودَ القيصرُ بلدنا. هل تعتقد حقًّا أن القيصر هو الرجل المناسب للمهمة القادمة؟»
لمعت عينا سيمان الضيِّقتان. ونظر إلى رفيقه بارتياح. تجعَّد جبينه، واختفت ابتسامتُه الدائمة. كان رجلًا ذكيًّا.
صاح: «ها أنت ذا تستيقظ من سُبات أفريقيا يا صديقي! لقد بدأتَ في التفكير.» وتابع قائلًا: «كما سألتَني، سأجيب. القيصر حالم مغترٌّ متحذلق، أكبرُ مغرور عاش على الإطلاق، بشخصية مريضة، وتوقٍ متواصل للأضواء. لكنه أيضًا عبقريٌّ في الحكم. أعني أنه وسيط رائع للتعبير عن القوة العقلية لمستشاريه. سوف تمرُّ كلماتهم من خلال شخصيته، وسوف يُصدِّق أنها كلماته. علاوة على ذلك، سوف تبدو كأنها كلماتُه. سيرى نفسه الفارسَ ذا الدرع اللامع. وسوف تنحني كل أوروبا أمام هذا القيصر الخيالي، ولن يُدرِك أحدٌ غيرنا، نحن الذين في الخلفية، مدى حماقته. لا يوجد أيُّ شخصٍ آخر قابلته في هذا العالم مناسب تمامًا لقيادة أمتنا العظيمة إلى المصير الذي تستحقه. والآن، يا صديقي، غدًا، إن شئتَ، سنتحدَّث عن هذه الأمور مرة أخرى. لديك الليلةَ أمورٌ أخرى لتُفكِّر فيها. أنت ذاهبٌ إلى الأماكن العظيمة التي لا أتدخَّل فيها أبدًا. لديك ساعة لتغيير ملابسك والاستعداد. يتوقَّع الأمير فون تيرنيلوف مجيئك في الساعة الحادية عشرة.»