الفصل التاسع
دخلت البارونة مرثا برجن إلى خدر سيدتها الإمبراطورة، فتلقتها هذه باسمة وقالت: لقد نجحت المناورة يا مرثا، فقد تأكدت أن الدر فون كيس بات عند زوجته تلك الليلة، ولم تستطع أن ترفضه بوجهٍ من الوجوه … مالي أراك مقطبة يا مرثا؟
– نعم، لقد نجحت المناورة أولًا يا سيدتي، ثم أخفقت بعدئذٍ.
فأجفلت الإمبراطورة ثم قالت: عجبًا كيف ذلك؟
– لقد ساومت تلك الشيطانة زوجها وزادت الجعل، فباعها حريتها بثمنٍ أزيد.
– يا للنذالة! يا للخسة! يا للدعارة! كنتُ أظن ذلك الزنيم يصون شرفه بما عيَّناه له من الراتب الذي يسد فم زوجته ويلقم حلق شهواتها.
– أجل، ولكن هناك مَن يغالبنا في هذا المزاد.
– نزيد أيضًا يا مرثا، نزيد.
– وغيرك يزيد أيضًا، فهل تريدين أن تتحول ثروة النمسا إلى تلك الهاوية الدنسة؟
فتنهدت الإمبراطورة وقالت: يا ويلتاه، هل ذهب الشرف وتولى الفجور؟ إذا لم تهجر تلك الإبليسة فينا، فإني أهجر النمسا كلها، لا أطيق هذا الحال يا مرثا لا أطيقها، هلمي معي إلى بافاريا إلى بيت أبويَّ.
– الإمبراطورة لا ترمي سلاحها لساقطة يا سيدتي، نحن في حرب وسنحارب. وهل علمت؟
– ماذا؟
– لقد تعيَّن فون درفلت الكاتب الأول في سكريتارية الإمبراطور، أو بالأحرى ثاني السكرتير.
فأجفلت الإمبراطورة وقالت: وابنك البارون هرمن؟
– تعيَّن الكاتب الثاني فقدَّم استعفاءه؛ لأنه يأبى أن يكون تحت سلطة فون درفلت.
فلطمت الإمبراطورة خدها وقالت: يا لله هذا لا يطاق، لا يطاق يا مرثا، هل فقد الإمبراطور شرف الكلمة؟ لقد وعدني وعدًا صريحًا، فماذا جرى له؟
فحرقت مرثا الأُرَّم وقالت: تلك الداهية، تلك اللعينة توسطت لفون درفلت.
فتنهدت الإمبراطورة من أعماق رئتيها ووضعت رأسها بين كفيها كأنها تكفكف دموعها، ثم قالت: إلى بافاريا يا مرثا، يجب أن نبرح فينا حالًا.
– كلا يا حبيبتي، بل نحارب.
– لا قِبَل لي على حرب رجسة كهذه.
– دَعِي القيادة لي، فإني أنزهك عن أن تمدي أصبعك للحرب الرجسة.
– ماذا تنوين أن تفعلي يا مرثا؟
– ستعلمين كل شيء في حينه يا حبيبتي، فهوِّني عليك وخفِّفي من غمك.