التنقيب عن الآثار
- (١)
دراسة الكتب القديمة ولا سيما التاريخية؛ فقد توضح المناطق التي قامت فيها الدول والحضارات أو تشير إليها، ولا يزال كتاب هيرودوت عمدة الكتب، وكذلك الوقوف على اللغات القديمة وقراءة الرسوم؛ مما يعين على تحقيق هذه الغاية.
- (٢)
ما يتناقله الرواة والسكان الحاليون؛ فقد يلتمس المنقب من أقوالهم وأساطيرهم شيئًا يفيده.
- (٣)
ما يشاهده المنقب العالم في رحلاته بين أيدي السكان السذج من أشياء لا يعرفون قيمتها، وإن كانوا قد يعرفون مصدرها في المدافن والمعابد؛ فقد يكون بيد الساذج جمجمة بشرية أو إناء خزفي أو قطعة نقود أو قرط أو عظام.
- (٤)
ما ينتهي علمه إلى العلماء حين تحفر الترع أو تهدم الدور القديمة؛ فقد تبدو صناديق وأكفان وأوانٍ وأدوات.
- (٥)
ما يكشف عنه علم طبقات الأرض (الچيولوچيا) من صخور وأحافير.
- (٦)
ما يكشف عنه علم الطب والعلوم الزراعية والهندسية وغيرها من أسرار حياة الإنسان القديم.
- (٧)
الجهة الغربية من موقع المدينة المطمورة أو موطن آثار الحضارة البائدة؛ إذ إنه يكاد يكون من المحقق وجود مقابرها، خاصة متى كان العشب الذي ينمو فوقها أشد خضرة من العشب الذي ينمو في مكان آخر.
- (٨)
جس طبقة الأرض أو الطَّرق عليها حين يظن المنقب أن هذه المنطقة أثرية.
- (٩)
ساعد الطيران المنقبين في كشف المواقع الأثرية، التي عجزوا عن الوصول إليها بوسائل النقل الأخرى.
- (١٠)
الاستدلال على المواقع من أشياء صغيرة، إذا استقرأها المنقب، وسعه أن ينقب في الموقع الصحيح، وذلك كأن يتبين أن مطالع الجدران الأثرية رقيقة؛ إذ إن هذا يدل على أنها جدران لدار مؤلفة من طبقة واحدة، أما الجدران الغليظة فإنها تشير إلى أن المنزل كان طبقتين أو أكثر، وكأن يستدل من قياس قاعدة أحد الأعمدة على طول ارتفاع المبنى، وقد استطاع العلماء رسم بناء معبد بعد قياس قاعدة العمود وبقايا أحد جدرانه، وقد رسم قصر الملك أخناتون استنادًا إلى هذه الطريقة.
ومما تجلوه بقايا الأطلال وبقايا المقابر ورسومها، بيان مرتبة الحضارة القديمة وحالة السكان من فقر ورغادة وحروب وكوارث ومجاعات، فقد أبانت الحفائر في بلاد الإسكيمو عن حضارة راقية بائدة.
ويستدل من التراب الأرجواني على أن في موقعه إناء فضيًّا، وقد عمد المنقبون في منطقة أور الكلدانية إلى صب جبس في حفرتين غائرتين، وبعد أن تم جفافه ظهر أنموذج قيثارة يرجح أنها صنعت في ٣٢٠٠ق.م، كما أنه كان على الأرض آثار خطوط ضئيلة هي آثار أوتار القيثارة.
ومما يعين المنقبين والعلماء الباحثين ما خلفه الأقدمون من الأدوات والأواني العديدة إلى جوار الجثث المدفونة، إما من باب إجلال الميت وتقديسه بدفن ما كان لديه معه لكي لا يستخدمها غيره؛ وإما لأن القوم كانوا يذهبون إلى أن الميت سيعيش في مقبرته وسينتفع بما أودع المقبرة من الزاد والأدوات.
وقد تقدم علم الآثار تقدمًا كبيرًا، ورصدت له الحكومات والجمعيات العلمية والأغنياء الأموال الكبيرة، وقد استهوى هذا العلم الألوف من الناس، كذلك مرن على التنقيب الألوف، ومنهم العمال المصريون، فقد رأيناهم — وأكثرهم من «قفط» في قنا — يعرفون بالمران أين توجد الآثار وما نوعها، مرشدين للعلماء المنقبين ذاتهم.
هذا وقد وفق الدكتور كانديلا، الأستاذ بجامعة بروكلين الأمريكية — كما جاء في العدد ٢٣ من مجلة كرونيك ديچيبت ص٤١ سنة ١٩٣٧ — إلى استخراج بقايا الدماء القديمة داخل عظام ١٣٠ موميا مصرية تاريخها ٣٣٠٠، مودعة متحف بروكلين، وإلى الوقوف على فصيلة الدم في عظام مصريات تاريخهن ١٥٠٠ق.م؛ أي في الأسرة الثامنة عشرة، ثم إلى أن هنود أمريكا وسكان الباسك في شمال إسبانيا والكلت من الفصيلة الدموية الثانية من الفصائل الأربع التي ينقسم إليها دم الإنسان، أما سكان الهند وقبائل الأمازون في أمريكا الجنوبية فمن الفصيلة الثالثة.
هذا ولما كان قد ثبت أن المادتين (أ) و(ب) اللتين تخولان تقسيم الدم البشري أربع فصائل لا تزالان في عضلات المومياوات وأعضاء أجسامها، فإن: المادة (أ) نسبتها ٣٧٪ بين سكان القاهرة و٣٤٪ في أسيوط الحالية، والمادة (ب) ٢٥٪ في القاهرة و٣٠٪ في أسيوط، وهو ما ثبت وجوده في المومياوات القديمة، ومنها مومياء تاريخها أكثر من ٥٠٠٠ سنة.
(١) أدوات التنقيب والاختبار
هي الفئوس والمجارف والمعاول والمقاطف وعربات نقل الأتربة والميكرسكوب والمنظار المكبر، والقواطع والمقصات والسكاكين وفرش لتنظيف الآثار من التراب والمواد الكيمائية لاختبار بعض مواد الآثار، وأقلام الرصاص والدفاتر.
هذا وقد يصحب العلماء المنقبين، المهندسون والمصورون والحاسبون الكاتبون والصحفيون وطلبة الجامعات وكبار رجال الدولة وضيوفها.