قبل الحياة على الأرض
الكون والوجود والطبيعة والخليقة والعالم والدنيا ألفاظ تُطلق — لغة واستعارة واصطلاحًا في اللغة العربية واللغات الأخرى — على معانٍ عامة ومدلولات شائعة.
والناس قد يذكرون أو يتعاورون اللفظ من هذه الألفاظ على أن معناه هو المعنى ذاته الذي تدل عليه الألفاظ الأخرى أو بعضها، وحسبنا أن نذكر هنا أنهم قد يتحدثون عن «العالم»، ومعناه لغة: الخلق كله أو صنف من صنوفه، وهم يريدون أن يعرضوا «للدنيا»، ومعناها هذه الحياة الدانية القريبة منا؛ أي التي نشهدها وتلابسنا.
ولا مرية في أن الإنسان القديم والجديد، جاهلًا كان أم مثقفًا صبيًّا كان أم شيخًا، قد خطر بباله هذا «الكون» نشوءًا وبقاءً، وتمنى أن يقف على سره ومصيره.
فأما الذين استهواهم هذا الموضوع واسترعت عقولهم عجائب الكون وغوامضه، فقد وقفوا حياتهم على حل معمياته وتوضيح مشكلاته، غير أنهم لم يوفقوا إلا إلى كشف القليل جدًّا من حقائق الدنيا، وجملة ما يقال أن المتأخرين قد أصابوا من المعرفة أضعاف أضعاف ما وفق إليه المتقدمون.
وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا قرآن كريم.
ففي مستهل القرن الثامن عشر الميلادي، لم يسهم للناس أن يعرفوا من تاريخ الدنيا ما يزيد على ٣٠٠٠ سنة. بل إنه عند بعض الدارسين أن الدنيا قد خُلقت فجأة في عام ٤٠٠٤ قبل الميلاد، على أنهم قد اختلفوا في هل وقع هذا في فصل الربيع أو في فصل الخريف!
أما مصدر الاختلاف فيرجع إلى اختلاف في تأويل بعض ما ورد في «التوراة»، وإلى تفسير بعض الأقوال والروايات التي انتهت إليهم!
وقد أسميت الأرض الكرة الأرضية؛ لأنها تماثل الكرة على وجه تقريبي. غير أنها تشبه البرتقالة؛ لأن كرة الأرض مضغوطة من طرفيها. أما طول قطرها فهو ٨٠٠٠ ميل.
ولم يدرك كبار العلماء — وما كان أقلهم — هذه الكروية إلا منذ ٢٥٠٠ سنة تقريبًا. فقد كان الناس قبل هذا — كما يبدو من التاريخ المدون — يعتقدون أن الأرض مستوية منبسطة. بل إن هناك رأيًا عصريًّا، وإن كان لا يزال شاذًّا، يقرر أن الأرض غير كروية.
وهي تتابع الدوران حول محورها في خلل الليل والنهار؛ أي في الساعات الأربع والعشرين. ثم إنها تدور حول الشمس في السنة دورة بيضوية الشكل على مبعدة منها تختلف مسافة بين ٩١ مليونًا ونصف ميل وبين ٩٤ مليون ونصف، هذا ويدور القمر حول الأرض في دائرة تبعد عن سطحها مسافة ٢٣٩٠٠٠ ميل.
(١) انفصال الأرض عن الشمس
هذا ويقال إن الأرض كانت قطعة من الشمس انعزلت عنها منذ ألفي مليون سنة تقديرًا. أما عن مرجع هذا الانفصال فالآراء متضاربة: منها أن نجمًا كبيرًا اقترب من الشمس محدثًا زيادة قوة الجذب بينهما؛ الأمر الذي نشأ عنه خروج لسان من مادتها إلى الفضاء منفصلًا عن الشمس مبتعدًا عنها دائرًا حولها، ومن اللسان تألفت الأرض والكواكب وأشباهها دائبة الدوران حول الشمس، ثم إن هذه الكتلة الغازية الملتهبة قد تحولت إلى سائل، تجمد بعضه وتألفت القشرة الأرضية بما عليها من الجبال والسهول والبحار، وانفصل القمر كما انفصلت أقمار أخرى من كواكبها.
ومن الآراء أيضًا أن الأرض انفصلت عن الشمس من غير أي احتكاك بين الشمس وجسم آخر. أما دوران الأرض حول الشمس فهو يجري في فلك قريب الشبه بالإهليلجي في سرعة قدرها ١٨ ميلًا ونصف الميل في الثانية. ويقرب نصف قطر هذا الفلك من ٩٣ ميلون ميل، وتستغرق المدة التي تمضيها الأرض في قطع محيطه سنة. وعند «چينز» أن الأرض ليست إلا ذرة تافهة في الفضاء الفلكي العام ولا تُرى إلا بالمجهر.
يقال إن «كوبرنيكس» في القرن السادس قبل الميلاد، كان أول من قال إن ما يبدو من حركة الشمس والقمر والنجوم من الشرق إلى الغرب حول الأرض قد نشأ عن دوران الأرض حول محورها من الغرب إلى الشرق؛ إذ إن الأرض والكواكب السيارة ليست إلا أجرامًا، تدور حول الشمس.
وقد تتابعت آراء الدينيين والعلماء عامة والفلكيين خاصة من منددة بنظرية كوبرنيكس إلى مقرة بها مستوعبة لتفاصيلها بعد التردد. وشاهدنا على هذا أن بطليموس وحكماء اليونان، ثم البوزجاني والبيروني والبتاني والصوفي وأضرابهم من فلكيي العرب، ذهبوا إلى أن الأرض ملكة الكون ومركزه، تحيط بها الشمس والقمر والكواكب والنجوم، وملحقاتها دائرة من فوقها نهارًا ومن تحتها ليلًا.
(٢) وزن الأرض
ثقل المادة هو مقدار جاذبية الأرض لها، وجميع المواد تتجاذب، فإذا أخذنا كرة صغيرة من الفلين مع كرة أكبر منها من الرصاص تسنى لنا أن نقيس مقدار جذب كل منها للأخرى، أما الكرة الكبرى فهي أقوى جذبًا من الصغرى، ثم إن مقدار جاذبية الأرض للكرة الصغرى (أي ثقل الكرة الصغرى) هو أضعاف مقدار جاذبية كرة الرصاص لكرة الفلين؛ أي إن الأرض هي أثقل من كرة الرصاص بعدد تلك الأضعاف، فإذا عرفت وزن كرة الرصاص فاضربه في عدد تلك الأضعاف يكن لك وزن الكرة الأرضية.
هذا وثمة طريقة أخرى وهي أن يؤخذ حجم الكرة الأرضية طبقًا لقواعد هندسة الأجسام أو الهندسة الفراغية، ثم تؤخذ كرة صغيرة من مادة نسبة كثافتها إلى كثافة الماء ٥٫٥٢ وتقيس حجمها ثم تستخرج النسبة بين هذا الحجم وحجم الكرة الأرضية، ثم تضرب هذه النسبة في ثقل الكرة الصغيرة فيكون من ذلك ثقل الكرة الأرضية؛ إذ إن متوسط كثافة الكرة الأرضية هو ٥٫٥٢ أضعاف كثافة الماء. وعند الفلكي (چينز) أن وزن الأرض ٥٨٨٥٥١٦ ألف ألف ألف ألف ألف طن.
وعند الدكتور والي الأستاذ بجامعة هارفارد الأمريكية أن القشرة الأرضية لا تزيد على ٦٤ كيلومترًا، وأن تحتها مواد أصلب من الفولاذ كثافتها ١٨٠٠ ميل، وعند قلب الأرض حديد مصهور حار جدًّا.
(٢-١) جوف الأرض
أما جوف الأرض فإن ما تحمله البوصة المربعة من الصخور والمواد المختلفة يزن أكثر من ٣٠٠ طن على عمق ١٠٠ ميل، أما الحرارة فتزيد درجة سنتيجرادية في كل مائة قدم.
(٢-٢) عُمر الأرض
وأما عُمر الأرض فقد عكف الرياضيون والفلكيون والأرضيون (علماء طبقات الأرض) على تقدير هذا العمر منذ القرن السابع عشر، مستخدمين نظريات وطرقًا، منها قياس ما يستغرق من الزمن في بناء طبقات الأرض أو نقل الأملاح الذائبة من الأنهار والسيول إلى المحيطات أو برودة القشرة، أو معرفة كمية هذه الأملاح في المحيطات، وهناك من عمد إلى قياس الزمن الذي يمضي على تحول اليورانيوم والثوريوم والراديوم والعناصر المعدنية الأخرى إلى رصاص، أو تقدير ينبوع الحرارة ومصدر النشاط الإشعاعي لهذه العناصر.
هذا ويتابع هؤلاء الاستقصاء.
(٢-٣) الفضاء المحيط بالأرض
أما الفضاء المحيط بالأرض فيتألف من طبقة جوية من النيتروچين والأوكسيچين، ومن قليل من الأركون وثاني أوكسيد الكربون والهيدروچين، ثم الكريبتون والنيون والهليوم وغيره من الغازات النادرة.
وبعد ستة أميال فوق الأرض تقل كثافة الهواء ويلطف، وينبغي على الطيار حينئذ أن يستنشق الأوكسيچين الصناعي. هذا والجو طبقات قد تصل إلى مائتي ميل. وبعد عشرين ميلًا فوق الأرض يوجد غاز الأوزون الذي يمتص الأشعة فوق البنفسجية للشمس والنجوم، ويحول دون إضرارها بالإنسان.
وتنعكس أشعة الشمس إلى كل الجهات فتضيؤها حين تقع الأشعة على ذرات الهواء وغباره وعلى الأجسام الأرضية.
(٢-٤) قلب الأرض وحرارتها
يقول الدكتور ليسون آدمز مدير المعمل الچيوفيزكي في معهد كارنيجي في واشنطون: إنه يؤخذ من دراسة أمواج الزلازل وحقائق طبقات الأرض أن على سطح الأرض قشرة ثخانتها بين ٢٥ و٣٠ ميلًا، وفي قلبها كرة ضخمة قطرها حوالي ٤٠٠٠ ميل، وما بينهما طبقة متوسطة ثخانتها ألفا ميل، وأن الكرة المركزية كثيفة ومحشوكة جدًّا لضغط القشرة وتقلص كتلة الأرض ولوجود مادة يرجح أنها معدن الحديد، ذلك أن الحديد رابع المعادن وفرة في القشرة الأرضية، وهو كثير في الرجم والنيازك، ومفروض وجوده في الشمس كما يبدو من دراسة طيفها. أما حرارة مركز الأرض، فمع أن (آدمز) يبدي ما يواجه تقديرها من صعوبة، فإنه يقدرها بثلاثة آلاف درجة مئوية.
(٣) الشمس
يبلغ حجم الشمس مليون وثلاثمائة ألف مرة مثل حجم الأرض. ولئن كانت تبدو لنا أكبر الأجسام السماوية لقربها منا. غير أن بين هذه ما يكبرها بمئات الألوف من مثلها. ولا يسع أسرع الطائرات أن يصل إليها في أقل من عشرين سنة؛ إذ إن المسافة بين الشمس والأرض ٩٣ مليون ميل تقديرًا. أما درجة الحرارة على سطح الشمس فهي ستة آلاف درجة سنتيجرادية.
هذا ويشاهد الفلكيون على الشمس كلفًا، وهي بقع سوداء، ويذهبون إلى أنها من أثر إشعاع الشمس وخروج حرارة جوفها أو برودة في قشرتها.
وعند «چينز» أن الشمس تفقد أكثر من أربعة ملايين طن في الثانية.
(٣-١) الكلف الشمسية
الكلف الشمسية هي المناطق القاتمة على سطح الشمس كما يوضحها المنظار. أما أول كاشف لها فهو جاليليو العالم الفلكي المشهور في سنة ١٦١٠، وقد كان ذلك بعيد استنباط المرقب (التلسكوب). والكلف كثيرة جدًّا تبدو كأنها حفر هائلة تسع كل ما في الكرة الأرضية، وهي تختلف حجمًا فإن بعضها لا يزيد قطره على ألف ميل، في حين أن قطر البعض الآخر قد يبلغ مائة ألف ميل. والكلف تكثر وتقل في كل إحدى عشرة سنة؛ ولظهورها واختفائها علاقة بمغناطيسية الأرض وبوقوع الأمطار والخصب والجدب، بل بوقوع كثير من حوادث العالم من حروب ومجاعات وأمراض وما إلى ذلك.
هذا ولا يزال العلماء يجهلون حقيقة هذه الكلف. والمظنون أنها مواد مصهورة غازية تخرج من جوف الشمس، وتنتشر على سطحها في فترات محددة يبلغ متوسطها ١١٫٣٩ سنة. ويكون فيها كهربائية مغناطيسية قوية.
(٣-٢) عمر الشمس وطيفها
أما عمر الشمس فهو ٧٥٥٠٠٠٠ مليون سنة. وتفقد بالإشعاع أكثر من أربعة ملايين طن في الثانية. هذا وقد يحتجب نور الشمس عنا فيسمى (الكسوف).
وهناك آلات فلكية توضح كيماوية الشمس والنجوم، منها آلة كاشفة للطيف «السبكترسكوب». أما الطيف فهو شريط ملون ينشأ من مرور شعاع النور الأبيض، كضوء الشمس، على منشور ثلاثي زجاجي، من شأنه أن يدع الأشعة تنفذ منه وتتحلل. ومتى وقعت على حاجز أبيض، ظهرت الأشعة النافذة عليه كشريط ملون طرفه الأسفل أحمر والأعلى بنفسجي، وما بين اللونين يقع البرتقالي فالأصفر فالأخضر فالأزرق فالنيلي. وقد استدل من هذه الخطوط الشعاعية على غاز الهليوم وغيره، وعلى أن في الشمس عناصر أرضية، كالهيدروچين والهليوم والكبريت والنيكل والكلسيوم والكربون والصوديوم والحديد والنحاس.
هذا وقد تم في أمريكا بناء منظار كبير — تلسكوب — قطر مرآته خمسة أمتار، وقد أعان الفلكيين على كشف نجوم جديدة.
(٤) المجرات
تستطيع العين المجردة أن ترى حوالي تسعة آلاف نجم. أما المراصد الفلكية فتستطيع أن ترى أكثر من مائة ألف مليون، ومن كل مجموعة من النجوم يتألف ما يسمى «المجرة». والمجرات تختلف عن الأرض أبعادًا بين ٣٠ مليون سنة ضوئية ومائة مليون.
وهذه النجوم المتجمعة تكون على صورة قرص مستدير منفوخ غيمي كالرغيف، ثخانته ثلث قطره، نصفها في الليل من الشمال إلى الجنوب تسمى درب التبان عند العرب، وعند الأوروبيين الطريق اللبني، وفي دائرته تقع المجرة. وهناك مجرات أخرى في الفضاء اللانهائي. والمجرة التي منها الكرة الأرضية يطلق عليها «قارة» أما المجرات الأخرى فهي متجمعة بيضويًّا، وتسمى جزرًا.
ويقول الدكتور هبل مدير مرصد جبل ويلسون في أمريكا إن في الكون مائة مليون مجرة في نطاق قطره ٥٠٠ سنة ضوئية. أما السنة الضوئية فهي المسافة التي يجوزها الضوء في سنة في سرعة قدرها ١٨٦ ألف ميل في الثانية.
هذا وقد صُنع في أمريكا تلسكوب كبير وبدئ به كشف مجرات لم تكن معروفة قبل الآن كما قدمنا.
وعند چيمس چينز الفلكي الإنجليزي أن عمر الكائنات كلها عشرة ملايين مليون سنة. أما الدكتور بوك الفلكي في مرصد هارفارد الأمريكية، فيقدر عمر الكون بعشرين ألف مليون سنة؛ أي بجزء من ٥٠٠ جزء من تقدير چينز.
وعند هنري منيور الفلكي الفرنسي أن المجرة لا تزال في طفولتها فإن عمرها لا يزيد على ٢٠ ألف مليون سنة. أما الكون فعمره نحو ألف ألف ألف مليون سنة.
(٤-١) السديم
هو مجموع كبير من المادة الغازية اللطيفة جدًّا تتقلص تدريجًا، وتتألف منها الأجسام والنجوم ثم تنفصل منه.
وهناك سدم تتألف من الغازات الملتهبة الحارة جدًّا، وخاصة من غازي الأيدروچين والهليوم.
(٤-٢) الهيولى والبروتون
الهيولى معربة معناها الهباء المنبث في جو الغرفة يوضحه خط ضوء الشمس، أو هو المتناثر من القطن. وقد أطلق هيولى على طينة العالم. والعالم الهيولي أو الهيولاني هو العالم المادي.
أما البروتون فهو أحد أركان العنصر (أو الجوهر الفرد) أو الومضة الموجبة، التي تدور مع الومضة السلبية (الإيلكترون) حول نواة العنصر كما تدور الكواكب حول الشمس.
(٥) القمر
لكل كوكب من الكواكب السيارة ملحق أو تابع أو أكثر يتقيد بها ويدور حولها. فأما تابع الأرض فهو القمر وهو أقرب الأجرام السماوية إلى الأرض، مع أنه من أصغر الأجرام، وهو أصغر من الأرض نحوًا من خمسين مرة، ويبعد عنها ٨٥٠٠٠ فرسخ ويدور حول الأرض في ٢٩ يومًا ونصف اليوم، وهذه الدورة تؤلف الشهر القمري، الذي يقال إنه كان أصل التقاويم السنوية قبل الحضارات التاريخية المعروفة، وإن بعض هذه الحضارات، ومنها الحضارة الإسلامية، قد أخذته عما قبل التاريخ؛ لأن حركة القمر ضمورًا وظهورًا استرعت، ولا شك، الإنسان البدائي، الذي كان لا يفتأ ينظر إلى السماء مفكرًا معجبًا بضوء نجومها وبأمر هذا القمر يتقلب رويدًا بين المحاق والبدر، ومن أجل هذا كان القمر من آلهة الأقدمين الذين كانوا يعزون إليه الكثير من خير الدنيا وشقائها.
هذا ويبلغ متوسط بُعد القمر عن الأرض نحو ٢٤٠ ألف ميل متأرجحة بين ٢٢٢ ألفًا، وبين ٢٥٣ ألفًا؛ لأن المدار ليس دائريًّا، ولأن الأرض تنحرف قليلًا عن مركزها إلى بؤرتها. أما قطره فيزيد قليلًا على ربع قطرها؛ أي ٢٢٠٠ ميل، أما كثافة مادته فسدس مادة الأرض.
ويبدو أنه ليس حول الوسط المحيط بالقمر غازات أو ماء، وأن جباله وفجواته على فطرتها، وأن على سطحه مساحات واسعة مظلمة أطلق عليها اسم البحار مع عدم وجود الماء بها، هذا وقد درس الفلكيون القمر دراسة واسعة، وخاصة فيما يتصل بأثره في الجاذبية وإحداث الجزر والمد والخسوف. كذلك تغنَّى الشعراء والكُتاب بوصفه وتشبيه الجمال ببدره، وسير الركب على ضوئه.
(٥-١) الحياة على القمر
هذا وقد تباينت آراء الفلكيين حول احتمال وجود الحياة بالفعل أو في المستقبل في هذا القمر؛ إذ إن الناظر إلى القمر يلمح على سطحه أشياء تبدو كأنها الجبال والوديان. على أن هناك من يقطع بأنه ليس ثمة حياة على وجه القمر، وللفريقين من النظريات والحجج ما لا يتسع المقام لإيرادها.
(٥-٢) الوصول إلى القمر
هذا ويتحدث بعض الفلكيين والطيارين عن احتمال الوصول من الأرض إلى القمر، على أن الذي يحول دون تحقيق هذا أنه على بُعد مائتي كيلومتر من سطح الأرض، توجد منطقة لا هواء فيها، ثم إن جاذبية الأرض تمنع الخروج من محيطها الهوائي.
ومما خطر ببال بعض الفلكيين والرياضيين والطيارين إعداد قذيفة صاروخية من المدفع كرسالة من الأرض إلى القمر!
(٦) الكواكب السيارة
وثمة كواكب سيارة أخرى كعطارد والزهرة تماثل الأرض والقمر في طوافها حول الشمس على مبعدة ٣٦ مليون ميل و٦٧ مليون من الشمس. أما كواكب المريخ والمشتري وزحل وأورانوس ونبتون، فتدور حول الشمس على مبعدة ١٤١ مليون ميل و٤٨٣ مليونًا و٨٨٦ مليونًا و١٧٨٢ مليونًا و٢٧٩٣ مليونًا على التوالي.
هذا ويقع مركز الأرض على عمق ٤٠٠٠ ميل من سطحها. أما الحياة، فإلى أنه لم يتحقق وجودها في غير الكرة الأرضية، فإنها لم تُعرف إلا على مبعدة ثلاثة أميال إلى جوف الأرض. أما على سطحها فهناك متسع للصعود إلى عشرات الأميال في المستقبل القريب.
ومنذ القرن الماضي نهض العلماء الباحثون لكشف عمر الكرة الأرضية، ثم التنقيب عن بداية الحياة النباتية فالحيوانية فالبشرية فيها، وكلما امتد هذا البحث، غلا المنقبون في تحديد هذا العمر. ولكل باحث الأداة التي يستند إليها والفروض التي تخطر بباله والنتائج التي ينتهي إليها بحثه. وكلها، على ما يبدو إلى الآن، ظنون لم تبلغ مرتبة اليقين والجزم، فعند بعض الباحثين أن الأرض تدور، ككوكب سيار، حول الشمس منذ ٢٠٠٠٠٠٠٠٠٠ سنة أو أكثر، وأن الشمس والأرض والكواكب الأخرى والأقمار والنجوم كانت كلها دوامة من المادة المتناثرة الشائعة في الفضاء. ذلك أن المرقب (التلسكوب) يبين لنا سحبًا حلزونية مضيئة من المادة، السدم اللولبي، الذي يبدو أنه يدور حول مركز ما.
ومما يظنه الكثيرون من الفلكيين أن الشمس وكواكبها السيارة كانت لولبية على النحو المتقدم، وأن مادتها قد كثفت وتركزت في الشكل الحاضر في غضون دهور تعاقبت بعد أن تأججت هذه المادة وصهرت عند سطحها، وكانت الشمس ذاتها تبدو شعلة أكبر مما صارت إليه الآن.
ثم إنه يفترض أن الأرض أدنى إلى أن تكون تنورًا متفجرة أو سطح حمم قبل أن تبرد، وأن الماء كان بخارًا حارًّا جدًّا في جو عاصف من الغازات الكبريتية والمعدنية، وأن تحت هذا يغلي ويدور محيط من المادة الصخرية المصهورة، وأن ومض الشمس والقمر المتحركين في سرعة، يكتسح في طريقه كل شيء كما تندفع ألسنة اللهب، وأن هذه النار المندفعة قد فقدت تأججها، وأن الأبخرة قد صارت أمطارًا، وأن الأقراص الصخرية المتجمدة البطئية شرعت تبدو على سطح البحر المنصهر ثم تهبط فيه وتحل أخرى محلها، مؤلفة هذه الكرة الأرضية بعد أن برد الجو الذي كان تغشاه تلك السحب والأبخرة، وبعد أن جرت خطوط من الماء الحار على الصخور المتبلورة، ومن البحيرات والأخاديد التي كانت تستقبل ما يجيء به ذلك الماء الجاري الحار من الرواسب والمواد المتفتتة.
في ذلك الزمن البعيد جدًّا الذي لا يحصي العد قرونه، لم تكن هناك حياة ما على وجه الأرض؛ إذ كانت الحياة مستحيلة يومئذ؛ لأن الأمطار الغزيرة كانت تهطل، ولأن الرياح كانت شديدة جدًّا وحارة جدًّا، والسحب كانت دائمة والسماء غائمة.
أما كيف عرفنا أن الأرض كانت هكذا قبل أن تُعرف الحياة فيها، فإنا نعيد القول هنا بأن كل ما قدمنا لم يزل من الفروض والظنون، ذلك أنه لم يصل إلينا ما يعد حقًّا لا ريب فيه، إنما هي آراء خرجت من نظراتنا الفاحصة فيما تركت لنا الدهور، وفيما تخلف في الأرض من الآثار في بعض البقاع.
أما الكواكب السيارة الأخرى فإن مدة دورانها حول الأرض بين ٨٨ يومًا أرضيًّا أو سنة كوكبية، وبين ٤٨ سنة أرضية وسنة كوكبية (حسب الكوكب وبعده).
(٦-١) المريخ
المريخ أكبر من الأرض ثلاثمائة مرة، وتستغرق دورته حول الشمس ١٢ سنة أرضية وسنة واحدة مريخية. ويبدو أن قلب المريخ كرة صخرية فوقها محيط من الماء البارد المتجمد، وأن على قشرته زوابع وأن جوه غائم جدًّا، وأن له أقمارًا كثيرة عرف منها ١١ قمرًا.
(٧) نور النجوم
نجم ألفا قنطورس هو — بعد الشمس — أقرب النجوم إلينا يصل نوره إلينا مرة في أربع سنوات وربع السنة. أما نجم النسر الطائر فإن نوره يصل إلينا في ١٤ سنة ونصف، والسماك الرامح في ٥٠ سنة، ومنذ ألوف السنين خرج نور السدائم والمجموعات النجومية، فقد وصل نور سديم الدجاجة إلينا منذ ٥٠٠٠ سنة، وهناك نور سديم خرج قبل ١٧٠٠ سنة. ومن السدائم ما يستغرق وصوله إلينا ١٤٠ مليون سنة.
(٧-١) مقاييس الفلكيين
يعتمد الفلكيون في نتائج رصدهم على قياس زاوية الاختلاف في النجوم القريبة من الأرض، وقياس مسافات المجموعات النجومية من سير النظام الشمسي في الفضاء، وقياس المسافة من مقارنة نور النجم المطلوب تحديد مسافته بنور النجم المعروفة مسافته، والآلة الكاشفة للطيف «السبكترسكوب».
(٨) النيازك
في شهر سبتمبر سنة ٦١٦ق.م سقط حجر من السماء وقتل عشرة أشخاص وحطم عربات، وفي القرن العاشر سقطت أحجار نارية أحرقت بيوتًا، وفي شهر نوفمبر من القرن التاسع عشر سقط حجر انفجر عند قلعة لوزير أحرق محصول القمح والأغنام.
وفي ١٨٣٢ شاهد عمال فرنسيون شهبًا لامعة منقضة، وفي ١٨٤٦ سقط حجر في (هوت كارون) أحدث دويًّا وأحرق حاصلات وأغنامًا. وفي ١٨٧٢ سقط نيزك كان يبدو كالموقد المشتعل. وفي ١٩٠٨ سقط في سيبريا نيزك كبير أحدث سقوطه دويًّا وعطبًا إلى مسافة ١٠٠ ميل.
ولم يبدأ في دراسة سقوط هذه الأحجار السماوية إلا منذ أن انقض جسم كبير في أوائل القرن التاسع عشر على إحدى مدن فرنسا، فقد مضى العلماء والمجمع العلمي الفرنسي في بحث هذه الأجسام وبواعث سقوطها، وقد تبين أنها كتل نارية من المادة تسير حول الشمس في سرعة كبيرة قابلة للقياس، قيل إنها أكثر من ٢٥ ميلًا في الثانية جُذبت إلى فلك الأرض حين اقتربت منها.
والقطعة الصغيرة من هذه الأجسام تسمى شهبًا. أما الكبيرة فأسماها (نيزك) وحرارة هذه الأجسام كبيرة جدًّا ومحدثة زيادة في كثافة الهواء والحرارة، ويبقى الشرر بضع دقائق بعد احتراق النيزك، وبينما يبقى سطح النيزك حارًّا يكون داخله باردًا. وكلما انفجر قبل وصوله إلى الأرض، ضعف ولم يغر فيها.
هذا ويرجح أن تكون النيازك والشهب مواد تقذفها الكواكب السيارة أو من بقايا السديم الأصلي الذي تألفت منه الشمس والكواكب، وحين حُللت هذه الأجسام وضح أن بها أكثر من ثلاثين معدنًا كالحديد والنحاس والنيكل والبوتاس والكلسيوم والصوديوم والقصدير والأوكسيچين والسيليكون والمغنسيوم والكوبلت والكبريت، ويقال إنها من غير الأنواع التي على الأرض.
ولما أُحميت، خرج منها غاز الهيدروچين والنيتروچين والهيدروكاربون وأول أوكسيد الكاربون وغيرها.
هذا ويبلغ عدد النيازك التي تنفصل من كواكبها خمسة عشر مليون نيزك في كل أربع وعشرين ساعة. ولكن أكثر هذه النيازك يحترق وهو بعيد جدًّا من الأرض فلا يصل إلى سطحها بل يتبدد في الفضاء، ومن الشذوذ أن يبلغ النيزك سطح الأرض، ولكن هذا نادر الحدوث، ففي ولاية كنساس الأمريكية قد لا يُقتل بسبب سقوط نيزك إلا واحد في كل أربعة عشر ألف سنة. وقد سقط النيزك الكبير في سيبريا الشمالية في سنة ١٩٠٨، فأحدث حريقًا هائلًا في غاباتها أتلف ما مساحته مائة ميل مربع مسببًا أمواجًا هوائية.
وقد صار نيزك سيبريا إلهًا تعبده بعض القبائل المقيمة هناك؛ إذ تزعم أنه إله هبط من السماء ليوقد ناره في الفجرة والعصاة.
وقد أخمدت إحدى الثورات على أثر سقوط نيزك في أمريكا الوسطى، فإن النيزك قتل زعيم ثورة إحدى الطوائف فخاف الثوار وتفرقوا.
ويغلب سقوط الأجسام ليلًا خاصة بعد منتصف الليل. وفي متحف نيويورك نيزك حجمه ٣٨٥ قدمًا، ووزنه ٣٦ ونصف طنًّا، وأكبر نيزك هو الذي سقط قريبًا من فانوفارا في سيبريا فإن وزنه ١٣٦ طنًّا.
على أن ما ينزل على الأرض من الأجسام يقدر بألوف المرات مما يشاهده الفلكيون والناس. وقد كان لسقوط الأجسام أثره قديمًا وحديثًا.
(٩) القرآن ونشوء الكرة الأرضية
آثرنا — إتمامًا للحديث عن نشوء الأرض — أن نورد هنا بعض الآيات القرآنية التي عرضت لهذا الموضوع:
جاء في سورة الأنبياء: أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا ۖ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ۖ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ * وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَّعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ.
وعند المفسرين أن السماوات والأرض كانتا مرتوقتين؛ أي مضمومتين؛ لأن الرتق هو الضم والالتحام؛ أي كانتا شيئًا واحدًا، ففتقهما الله؛ أي فتحهما فصارتا أفلاكًا وطبقات وأقاليم وأقسامًا منوعة تفتح بعضها بالماء والمطر والإنبات. كذلك جعل الله في الأرض ثابتات كراهة أن تميد؛ أي تضطرب، كما جعل فيها فجاجًا؛ أي مسالك.
وجاء في سورة المؤمنون: وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ * فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ.
وجاء في سورة النور: الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ نُّورٌ عَلَىٰ نُورٍ.
كوكب دري؛ أي مضيء متلألئ.
وجاء في سورة البقرة: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ الله مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ.
وفي سورة آل عمران: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ.
وجاء في سورة الروم: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ * وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ * وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ إلى قوله تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
وجاء في سورة لقمان: أَلَمْ تَرَ أَنَّ الله يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى وَأَنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ.
وجاء في سورة فاطر: وَالله خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا ۚ وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَىٰ وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ۚ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ * وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ.
وجاء في سورة ص: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ ذُو الْأَوْتَادِ * وَثَمُودُ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ ۚ أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ.
وجاء في سورة الدخان: وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ * مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ.
وجاء في سورة الجاثية: إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّلْمُؤْمِنِينَ.
وجاء في سورة الحجرات: إِنَّ الله يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالله بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ.
وفي سورة ق: قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ ۖ وَعِندَنَا كِتَابٌ حَفِيظٌ.
وجاء في هذه السورة أيضًا: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَأَصْحَابُ الرَّسِّ وَثَمُودُ * وَعَادٌ وَفِرْعَوْنُ وَإِخْوَانُ لُوطٍ * وَأَصْحَابُ الْأَيْكَةِ وَقَوْمُ تُبَّعٍ ۚ كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ فَحَقَّ وَعِيدِ * أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ ۚ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ.
وفي سورة الحديد: سَبَّحَ للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يُحْيِي وَيُمِيتُ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
وجاء في سورة الدهر: هَلْ أَتَىٰ عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا.
إن الاستفهام بهل في هذه الآية الكريمة هو استفهام تقرير وتقريب؛ ولذلك فُسر بقد.
وجاء في سورة يونس: وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ.