العواطف الجنسية
تلك الميول القائمة بين الإنسان والإنسان وبين الذكر والأنثى، وبين الإنسان وبعض أنواع الحيوان، هذه كلها «عواطف»، على رأسها «العواطف الجنسية»، التي من عواقبها وثمارها الحب والزواج وما يدور بين العاشقين والزوجين من ألوان المخاصرة والمعانقة والقبلة، وبين الأقربين والأصدقاء من صلات المودة، وما يتفتق عن المجتمع الإنساني من حلقات الرقص ومجالس الطرب والموسيقى، وما ينبعث في النفس من آيات السرور والضحك، ومن أجل هذا أرصدنا هذا الفصل لكي نتحدث هنا عن العواطف.
(١) الحب
الحب قديم جدًّا، فهو قائم على رنين ملحق بالجهاز الصوتي، وممتد إلى غور اليد ومعين الذكر على إيجاد منفس له إلى الصرخة المحبة المرددة الفاتنة للأنثى، التي ليس لديها هذا الجهاز، ومن هنا كانت قانعة، بأن تصغي إلى ذلك الصوت وهي بعيدة عن مصدره إلى أن يستولي عليها تأثيره المطرد فتستجيب إلى هذا النداء، أو قل هذه الأغنية؛ إذ إن ذكور جميع أنواع الحيوان ومنه الحشرات تتولى «الإذاعة»، أما إناثه فتصغي إليها، ويحدث مثل هذا في القردة العليا والإنسان؛ إذ تتبع الفتيات نداء الفتى وأغنيته، وفي السادسة عشرة؛ أي في سن البلوغ، تستيقظ الغدد الجنسية وتشرع في تأدية مهمتها، وتبرز مواد كيماوية «الهرمونات»، التي تمضي في مجرى الدم، فتتسع الحنجرة وتتأثر الأحبال الصوتية ويخشن الصوت، ويشعر الفتى البالغ بالحياء حين ينظر إلى الفتاة ويفكر في حبها، وتتسع حنجرتها قليلًا.
ويؤدي هذا إلى أن يتبعها، جاهدًا في الاستحواذ عليها، وفي الشعوب الهمجية يقترن هذا السعي باستعمال العنف، وقد تقاوم الأنثى إلى أن تستسلم من الإعياء.
(٢) الزواج
عندنا أن الزواج على الصورة التي نعرفها الآن لم يعرفه الإنسان البدائي، ذلك أن المفروض أنه لم يكن يعرف للأسرة نظامًا ثابتًا ولا للعلاقات الجنسية حرمة، وليس ببعيد أو بمستغرب أنه كان يتصل اتصالًا جنسيًّا بأمه وجدته وأخواته وبناته وحفيداته، غير أن غريزة التملك والاستئثار قد هدته، على تعاقب الدهور والقرون، إلى الحرص، ولو إلى وقت قصير، على إحدى النساء باختطافها والهرب بها بعيدًا عن مواطنيه ومساكنيه، خاصة حين يكون مرغوبًا فيها من أنداده ولداته أو غيرهم.
ولقد كان الإنسان البدائي يعقد زواجه على من يشاء أو من يستطيع أن يقربه من النساء في غيرما تفريق بين الأقارب والأصهار كما قدمنا، فيقترن الرجل بأخته وابنته وأمه وحماته، وقد اقترن «آدم» بامرأة من ضلعه «حواء»، واقترن أولاده بأخواتهم، وتزوج «إبراهيم» من أخته لأبيه، واقترن أخوه «ناحور» بأخت أخيه «حارام» أو بابنة أخته، واقترن «يعقوب» بأختين معًا، وكان الأثينيون يجيزون الاقتران بالأخوات لأب والاسبرطيون بالأخوات لأم، والمصريون والآشوريون بالإخوة والأخوات لأب أو أم.
لم يعرف الإنسان قيود الزواج إلا بعد أن ظهرت الشرائع السماوية المنظمة.
هذا ولا يزال الزواج بالإخوة والأقربين جاريًا بين الهمجيين في أفريقيا وأمريكا وأستراليا، بل إن عند القليل من الفلاسفة العصريين أنه ينبغي أن يعود الإنسان إلى حياته الطبيعية؛ أي إلى حياته البدائية ونشأته الهمجية فيتزوج ما يطيب له في غيرما قيد ولا حد.
وهكذا تقلبت الصلات بين الرجل والمرأة في مختلف الطرز وألوان العرف، تبعًا للضرورات الاقتصادية والدفاعية والهجومية، فاتخذ الزواج من المقدمات والمراسيم والمواثيق ما لا يقف عند حصر قبل التاريخ وبعده إلى العصر الحاضر، فتعدد طوعًا للنظم السياسية والدينية القائمة، كالإسلامية والكنسية والمدنية والشيوعية والإلحادية والشرائع الوثنية.
على أن بعض أشكال الزواج البدائية لا تزال قائمة عند هنود أمريكا وسكان أستراليا الأقدمين وزنوج أفريقيا، فعند هنود نهر الأمازون أن طالب الزواج يسعى عند رئيس القبيلة؛ لكي يوافق على زواجه من المرأة التي يختارها، فإذا ما أذن الرئيس، كان على العريس أن يأتي بالعروس إلى الغابة قبل غروب الشمس، وهنا يمضي مصحوبًا بشاهدين في ربط العروس بجذع شجرة ثم يلهب عروسه بسوط تطهيرًا لها في نظر القوم، وعندئذ تصرخ متألمة فيقبل السحرة محيطين بها راقصين هاتفين هتافًا عاليًا مزعجًا، ويشعل — في أثناء هذا — أحد الشهود النار في كومة حشائش وحطب عند قدوم الفتاة التي تتلوى متألمة إلى أن يغمى عليها، وعندئذ يسرع الشاهد الآخر إلى حل وثاقها، ويهتف السحرة مهللين فرحين؛ لأن الأرواح الشريرة قد خرجت منها، ثم تُحمل العروس إلى كوخ عريسها، وهناك مراسم تجيء بعدئذ.
(٢-١) المهر
عُرف المهر قديمًا في بابل وآشور واليونان القديمة والبلاد اليهودية، فقد كان الشاب إذا أحب فتاة طلبها له والده أو بعض أقاربه من والدها، ويتراضون على مال أو عقار يدفعه الرجل مهرًا لوالد الفتاة، أما الفقير فيقوم بخدمة حميه، فقد ورد في سفر التكوين ص٢٩ : ٢٠ أن يعقوب قد خدم حميه لابان سبع سنوات حتى زوَّجه ابنته راحيل، وورد في سفر الخروج ص٢ : ٢١، وص٢ : ١ أن موسى أقام عند حميه بترو كاهن مديان، يرعى غنمه مهرًا لابنته.
(٣) البغاء
لازم البغاء الإنسان قبل عصر التاريخ وبعده، فقد كان في مصر وآشور وكنعان وفينيقيا والكلدان وإيران شعائر دينية تمارس بضروب الخلاعة والفساد، وكانت معابد إيزيس رمولك والبعل وعشتاروت ومليتة ملآى بالشعائر الشهوانية، وكانت الديانة البابلية تتطلب من المرأة ممارسة البغاء كطقوس دينية، واقتصرت الشريعة اليهودية على حصر البغاء بين الأجنبيات وتحريمه بين اليهوديات، وإحراق بنات الكهنة، وسن صولون قانونًا يحصر البغايا في دور خاصة وفي أزياء خاصة.
(٤) السرور والضحك
رافق السرور والضحك الإنسان البدائي والمتحضر، فهو من الغرائز. عند علماء النفس أن كل ما يحس به الإنسان، يصل إليه إما من الخارج: كما يسمع ويرى ويذوق ويلمس، وإما من الداخل: كالحرارة والبرودة وحركة الدورة الدموية والجهاز التنفسي والأمعاء وأعضاء التناسل وغيرها من الاختبارات. هذا وإن ما يحس به إما أن يسبب له ارتياحًا ولذة، أو انقباضًا وألمًا، وهو ما نسميه وجدانًا، وهو ذو مظاهر خارجية من احمرار الوجه أو اصفراره، وابتسامته أو عبوسته، وكوقوف الشعر، وخفقان القلب، وانقباض اليدين، وارتعاش البدن؛ أي الانفعالات التي تدل الناس على وجدان صاحبها؛ فالرجل الضاحك المبتسم يوافق وجدانه السرور، هذا وإذا ما ضمرت أو ماتت عضلات الوجه لقلة الاستعمال، كان هذا سيئ الأثر في الوجدان ذاته، وخاصة أن الانفعالات قد تسبق الوجدان؛ أي إننا نضحك ونحس بالسرور، ونذرف الدمع ثم نحس بالحزن، كما في الحركات البدنية وحلقات الذكر بسبب الانفعالات الدينية، وإذا ما بكى الممثل أو غضب أو خاف تأثر الموقف، ومن يتصنع المرض يكاد يدركه المرض، كما يذهب إلى هذا كارل لانج الدنمركي، ووليم چيمس الأمريكي، وعند علماء الأمراض العصبية أن من يتوهمون أنهم غير مبتسمين ينظرون إلى الدنيا بمنظار أسود، هذا وللمران والعادة الأثر في هذا الميل.
ومن النظريات الوجدانية النظرية المنطقية، وهي أن الجهاز العقلي في تأدية وظيفته، قد يلقى عوائق في طريقه، وهنا يحس صاحبه بالألم أو الانقباض وفي غير هذا يحس بالسرور، أما النظرية المادية فهي أن الألم الناتج عن الانقباض وعدم الارتياح هو نتيجة إتلاف للأنسجة البدنية، أما السرور فهو نتيجة بناء للأنسجة البدنية، فإذا ما وضعت أصبعك في الماء الساخن أحسست بألم، وما هذا الألم سوى نتيجة لازمة لإتلاف أنسجة بدنية متصلة بالأوعية الدموية، وكذلك الألم الذي يجيء عن حزن أو غم، أو غضب، أو كراهية، أو حسد، أما الرجل الذي يغلب عليه الضحك، فإنه يعمل على بناء أنسجة وخليات جديدة في جسمه، والناس الذين يمزجون حديث المائدة بالبسط والمزاح والضحك، ينتفعون بالطعام من المادة الغذائية فيه، ومن بناء الأنسجة بالمرح، وثمة نظرية تكاد تكون مناقضة لسابقتها في الظاهر، ولكنها تؤدي المعنى ذاته، وهي أن الوجدان الذي يتصل به سرور يساعد الجسم على التخلص من الأنسجة الميتة المتراكمة التي لا يحتاج إليها صاحبها، وهذا يفسر ظاهرة الحالة النفسية التي يكون عليها الرجل الذي يتناول كأسًا، أو مقدارًا معتدلًا من الخمر، تكون هذه الكأس سببًا في التخلص من الأنسجة المتراكمة، وينتج عن ذلك أن يحس شاربه بالارتياح الوقتي.
(٤-١) سبب الضحك
لما كان الضحك هو انبساط الوجه الناتج عن حركة عضلات ولا سيما عضلات الشفتين، كان في الواقع حركة أكثر ما تكون غير مقصودة، مع ظهور العينين بمظهر خاص يشف عن الفرح والانشراح وارتياح النفس، ويكون هذا المظهر مصحوبًا بانطلاق الهواء من الرئتين انطلاقًا منقطعًا وبصوت يخرج من الحلق، فإن لم يكن مصحوبًا بصوت وبظهور الأسنان فهو التبسم، الواقع أن الإنسان لا يضحك من حركة واحدة ولا من كلمة واحدة بل من مجموعة حركات أو كلمات، وهذا يحمل البعض على تعليل الضحك بقولهم إنه يجمع بين حركات أو ألفاظ على وجه مبهج غير منتظر، إلا أن هذا التأويل لا يعلل جميع الحوادث والمناظر والأقوال التي تدعو إلى الضحك، كما أن الاختبار يدل على أن الضحك هو عمل نسبي، فقد تضحك أنت من شيء لا يضحك غيرك، وقد تقهقه من نكتة لا يقهقه لها جليسك، وهذا دليل على أن للمزاج أيضًا علاقة بالضحك، فأصحاب الأمزجة الباردة لا يتأثرون بالنكات بالسهولة التي يتأثر بها أصحاب الأمزجة العصبية، وقد يكون أصعب عليك أن تضحك الرجل الإنجليزي من أن تضحك الرجل الفرنسي.
وخلاصة القول أن العلماء لم يتفقوا على تعليل الضحك تعليلًا صحيحًا، وإن اتفقوا على أن غريزة الضحك رافقت إنسان ما قبل التاريخ.
(٥) القبلة
القبلة: هو ضغط الشفتين أو لمسهما خدًّا أو يدًا أو شفة لآخر استجابة لعاطفة الحب والود والاحترام أو التحية، هذا ويبدو أن القبلة من أقدم العادات البشرية، وكان قدماء اليونان يقولون: إن القبلة مفتاح الجنة. وهناك أنواع للقبلة تبعًا للغرض منها؛ فالقبلة على الجبين واليد رمز للاحترام، وعلى الخد دليل على الصداقة والمحبة، وعلى القدم رمز للعبودية، وعلى الفم آية على الغرام.
وقد رافقت القبلة الإنسان البدائي فقد كانت المرأة تقبل صغيرها قبلة الحنان، ثم انتقلت القبلة إلى لثم الراحتين والمخلفات الدينية وإلى إدخالها في الطقوس الدينية وتعميد الأطفال.
هذا والقبلة عند بعض الهمجيين وبعض أنواع الحيوان تكون باللسان، أما قبلة الكلب فهي مسح رأسه في ثياب سيده، وقبلة الفيل بتحريك خرطومه، ومن الأطفال والرجال من يلعقون الجلد وهي صورة من صور القبلة حين تؤخذ بالمعنى الأوسع، وهو اللمس المنبعث من حرارة العاطفة، وهذه العاطفة الحارة تبعث في نفس ما تنطبع عليه القبلة، نشوة وابتهاجًا وتأججًا في العاطفة أو الحب.
(٦) الرقص
الرقص من أقدم العادات التي مارسها الرجل البدائي محاكيًا الحيوان في تجمعه وتحركه، والأشجار في اهتزازها، والسيول في جريانها، أو محيطًا بالمرأة أو زعيم القبيلة أو رأس الأسرة ابتهاجًا أو تحمسًا ودفاعًا أو احترامًا وتقديسًا.
والرقص، لغة: مشية فيها تفكك وخطران ينتقل بها الراقص مترددًا في وقت الطرب، أما من الوجهة الفلسفية فإن الرقص حركة فطرية ناشئة عن تراكم القوى الحيوية في الجسم وتزايدها إلى درجة يحملها على طلب منفذ لتخفيفها، وعلى هذا كانت الحركات التي يأتيها الطفل هي من قبيل الرقص.
كان الرجل البدائي يقف في حلقة الرقص واثبًا وممسكًا بالعصا أو سلاح ما يحركه حركة يرمي به إلى التدليل على شجاعته وقوته، والمرأة واقفة أمامه في زينتها وخطرتها ورشاقتها وملاحتها وصباحة وجهها وتبرجها، وكان عرب الجاهلية يعرفون نوعًا من الرقص يسمى «الزفن» و«الفنزج»، وفيه يأخذ بعض الراقصين بأيدي البعض الآخر، ويمارسون الرقص في الأعياد والحفلات الدينية، بل إنه كان ملازمًا للآلهة ونوعًا من العبادة.
هذا وقد عرفت مصر الرقص قبل عصر التاريخ وبعده. قال «لوسيان»: «كان الرقص والغناء مقدسين عند قدماء المصريين ومن لوازم احتفالاتهم الدينية، وكانت حركات رقصهم تماثل في سرعتها انحدار الماء وتموج الشعلة النارية في الهواء، وكبرياء الأسد وغضبة الفهد وترنح الغصن.» هذا وكان لهم رقص حربي يمارسه الجند المسلحون، ورقص اعتيادي يمارسه أعضاء الأسرة أو العشيرة، ولكل حالة من حالات النفس عند اليونان رقصة خاصة بها.
أما طبيعة الرقص فهو اهتزاز العضلات ناشطة من تلقاء نفسها بتأثير شعور قوي كفرح اجتماعي أو حفل ديني، واجتماع معين لحركات ظريفة تؤدي للمرح الذي يستمتع به الراقص والناظر إليه، والرقص حركات مرتبة يراد منها محاكاة أعمال بعض الأمم وعواطفها، وتذهب بعض القبائل إلى حد الهوس والجنون، ومحور الرقص (التناسق)، أما في تيجري بالحبشة فالرقص يعقد في دائرة أو حلقة بتحريك الأكتاف، وهز المرفق أمامًا وخلفًا، أما البوشمان فيمسكون العصي (تحت أسقف دورهم الواطئة)، وبينما أحد القدمين لا تتحرك، ترقص الأخرى رقصًا وحشيًّا، وفي الهند يرقصون زوجين، العين إلى الأرض والذراع قريب من الجسم، وعند نقطة معينة يهز الراقص رأسه فجأة ويديرها، أما نساء البلتوه فيرقصن في دائرة متحركاتٍ أمامًا وخلفًا في انحناء. وأحيانًا يعبر الرقص عن عاطفة شهوانية، كما في (تسمانيا وأندمان)، أما في نيو كاليدونيا فهو عدة حلقات حول الجسم مع القفز، أما في المكسيك فيمسك الراقصون والراقصات بأيديهم ويعانق بعضهم بعضًا والذراع على الرقبة.
هذا ويرقص المئات في رقصة البرفيان، أو يمسكون الأيدي أمامًا وخلفًا ٣ درجات، وعند قبائل الزولو وتاهيتي يرقصون ويغنون عند الحرب والصيد، وعند قبائل الإستياك تسأل المرأة ويجيب الرجل، وفي آسيا الشمالية يماثل الرقص حركة الحيوان.
(٧) الموسيقى
لسنا نعلم متى أصبحت الموسيقى فنًّا مهذبًا في البلاد الإنجليزية بل في غيرها من بلاد العالم أيضًا، كذلك لسنا نستطيع أن نذكر كيف اتخذت الموسيقى لنفسها هذا الإهاب والنمط، غير أن من المحقق أن ثمة مدارج قد درجت فيها الموسيقى قبل أن تبدو في شكلها المعروف، مدارج لم تصل أنباؤها إلى التاريخ بعد، إذ إنه منذ آجال بعيدة كان الناس يرقصون ويغنون، ومن بواعث الأسف من الناحية التاريخية، أن الموسيقى كانت تتناقلها الأسماع والتقاليد، بل إنه حين كان هناك شيء من نظام النوتة بقيت أمدًا طويلًا ناقصة، فلم تكن أكثر من مذكِّر — بتشديد الكاف — غامض عما كان يعرفه الموسيقيون بالتعليم عن طريق السماع، ولا يزال مجهولًا متى وصل الموسيقيون إلى الهرموني في شكله البدائي، وقد أكد المؤرخون أن الأغنية الساذجة، وهي ليست هرمونية، تمثل أولى مراتب الموسيقى كخطوة كبيرة سبقت كشف الهرموني، ومن المظنون أن النماذج بين نوتتين أو أكثر لم يعرفه أحد قرونًا طويلة.