الرحيل
بعد أن أمَّ الناس في صلاة العشاء، خرج الشيخ سليم من المسجد قاصدًا داره، وفي الطريق عرَّج على دكان بقالة مجاور، فاشترى عددًا من الأرغفة وقطعتَيْن من الجبن الأبيض ومثلهما من الحلاوة الطحينية وعبوة شاي وكيسًا من السكر. قبل أن يهمَّ بصعود منزله استوقفه شابٌّ ملتحٍ، تبادلا الحديث لبعض الوقت، ثم انفرد الشيخ بالحديث، تحوَّل الحوار إلى محاضرة، وبعد فترةٍ قصيرةٍ كان الشاب قد تملَّكه الضجر أو أعوزتْه الحجة، فحوَّل بصره عن الشيخ وأخذ يتلفَّت يمينًا ويسارًا، ثم استأذن فجأةً في الانصراف، وظل يحوقل بصوتٍ مسموع حتى غاب عن الأنظار.
دقائق هي التي قضاها الشيخ سليم في منزله بعدها خرج يحمل كيسًا في يده، واتخذ طريقه صوب الكوبري الجديد، ثم سار عدة خطوات بمحاذاة الترعة الكبيرة، وأمام عشة صغيرة على شاطئها وقف ينادي على خميس الأعرج، وكرر النداء مرات ولم يجبه أحد، فافترش الأرض وأخرج مِسْبَحته.
غير بعيد، ومن بين عيدان الغاب خرج خميس الأعرج مستندًا إلى عكازه يجاهد للإسراع بالعودة إلى عشته، وما إن وقع بصره على الشيخ سليم حتى أقبل عليه مهلِّلًا واتخذ مجلسه إلى جواره.
– سامحني يا مولانا. أيُعقل أن تتنازل فتأتي لزيارتي كل يوم حاملًا معك الخير كله، وأتخلَّف أنا عن موعدك؟! لقد انزويت بعيدًا عن أعين المارة ونزلت للاستحمام في الترعة، ويبدو أنني لست معتادًا على النظافة، فما إن ارتديت ملابسي واستلقيت على ظهري منتعشًا حتى غفوت في مكاني.
رد الشيخ مبتسمًا: الحمد لله أنك بخير. لقد تركت الكيس بالداخل.
ثم نهض وألقى السلام على خميس، وهمَّ بالانصراف. استوقفه خميس قائلًا: ألم يَحِن الوقت بعد كي تتزوج يا شيخ سليم؟
– الحمد لله على ما أعطى.
– لكنني أشتاق «للطبيخ» يا مولانا.
بعد أن فرغ الشيخ سليم من تناول طعام عشائه، نهض فأعدَّ لنفسه كوبًا من الشاي، ومد يده لخزانة كتبه العامرة فأخذ كتابًا، ثم جلس حيث مكانه المفضل على أريكة وضعت تحت نافذة الحجرة، واستغرق في القراءة. بعد مدةٍ أحسَّ بثقل جفنيه وأخذ رأسه يتساقط من حينٍ لآخر، فنهض كي يتوضأ علَّه يستعيد نشاطه، وحانَت منه التفاتة نحو النافذة، فاتَّسعت عيناه وتسمر في مكانه. على البعد أبصر ألسنةً من اللهب تتصاعد من إحدى القرى القريبة، استنتج أن نيرانًا تبدو من مسافة بعيدة بهذا الحجم لا بد وأن تكون صادرة عن حريق هائل. دعا الشيخ ربه أن يلطف في قضائه، وتوكل على الله فارتدى حذاءه وخرج مسرعًا إلى الشارع. تلفَّت يمينًا ويسارًا، كان الليل قد انتصف وخلَت الشوارع تمامًا من المارة. فكر الشيخ أن يستخدم مكبِّر الصوت في المسجد لدعوة الناس لنجدة جيرانهم، لكن الأمر على هذا النحو سوف يستغرق وقتًا طويلًا. توقف للحظات ثم نادى بأعلى صوتِه يستغيث بأسماء شبابٍ عهد فيهم الصلاح والمروءة، ففتح الناس نوافذهم يستطلعون ما يحدث، وهُرع غالبية من ناداهم من الشبان وأحاطوا به يتساءلون. وبعد أن تجمَّع عدد كافٍ من المتطوعين، قادهم الشيخ نحو القرية المشتعلة.
عندما شارفوا مدخل القرية شاهدوا صفًّا من الشباب يُشهرون أسلحتهم البيضاء، ويقطعون الطريق على الداخل والخارج منها. واصل المتطوعون سيرهم فهم لا يحملون إلا النوايا الحسنة، تقدم اثنان من الشباب فاستوقفوهم، وخاطبا الشيخ سليم يستفسران عن مقصده، ولم يكد يفتح الشيخ فمه حتى صاح شخصٌ من بعيد يحذرهما بأن عربات الشرطة في الطريق، فانفرط الصف وتفرق جميع الشباب هاربين.
عمت الكارثة ناحية واحدة من القرية وكأن زلزالًا ضربها، أو ثار على أطرافها بركان لم يخمد بعد: التهمت النيران العديد من المنازل وما زالت مشتعلةً في منازل أخرى، نساء يلطمْنَ الخدود ويصرخن، وشيوخ يتضرعون إلى الله أن ينجيهم من الشر، ورجال يحملون جرحاهم، وآخرون يهرولون حاملين ما تبقَّى لهم من أمتعة، وأطفال يهيمون على وجوههم باكين، وضجيج تختلط مصادره، ودخان كثيف ينشر السواد في المكان.
انشغل الشيخ سليم ومرافقيه بإطفاء النار غافلين عن بقية المشهد، حتى بدأت قواهم تخور، وعندما تنحى البعض منهم جانبًا حتى يستردوا أنفاسهم شاهدوا عجبًا؛ حشد كبير من الناس يقفون على مسافة من المكان مكتفين بمشاهدة ما يدور، والأغرب أن منهم من يهلِّلون ويكبرون ويستبشرون بنصر من الله قريب. الآن فقط أدرك الشيخ سليم ومن اتبعه أنهم مع عدد محدود فقط من أهل القرية المنكوبة كانوا يحاولون إخماد الحريق، وأن الغالبية كانت تحتفي بالخراب. فتعالَت صيحات الاستهجان من فريق الشيخ، وجاء الرد وابلًا من السباب واللعنات والطوب من الفريق المقابل. سار الشيخ سليم بمفرده متوجهًا نحو الطرف الآخر، تقدم أحدهم ورفع يده إلى أعلى فتوقف القصف، وبلهجة الواعظ الآمر قال: لولا حسن نواياكم وجهلكم بحقيقة ما يحدث، ما تركناكم تعودون إلى دياركم سالمين. لا تنصروا كافرًا مسيحيًّا على مسلم. هل بلغت؟
«لن يثمر الحوار معهم إلَّا تعميقًا للخلاف.» هكذا حسم الشيخ سليم أمره، وآثَر الانسحاب مع أهل قريته خشية فتنةٍ أخرى قد تقع هذه المرة بين أبناء الدين الواحد. وهكذا ترك الطرفان النار تأتي على ما تبقَّى.
عاد الشيخ سليم إلى منزله مكدودًا، وخشي أن يستسلم للنوم فتفوته صلاة الفجر، نهض فاغتسل وتوضَّأ وأبدل ثيابه وأخذ مجلسه المفضل على الأريكة متأهبًا للذهاب إلى المسجد، وما هي إلا لحظات حتى غفا. انتفض الشيخ على صوت طرقة خافتة على الباب، ظن أنه تخلف عن الصلاة، نظر سريعًا إلى ساعة الحائط، فاطمأن قلبه وعاد إلى جلسته. كان في شك في أن أحدًا بالفعل قد طرق بابه، وجاءت الطرقة الثانية لتؤكد أنه لم يكن يتوهَّم وأن عليه أن ينهض فيفتح الباب، ففعل. اندفع أحد الأشخاص ودخل المنزل كمن يقتحمه، استهجن الشيخ هذا السلوك: لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأذنوا …
قاطعه الشاب: عذرًا يا عم الشيخ فالرعب أخرجني عن صوابي.
تأمله الشيخ سريعًا، كان شابًّا في حوالي الثلاثين من عمره، عاري القدمين، تلطخ جسمه وملابسه بالطين والوحل، زائغ العينين، تتملكه الرعشة بين لحظة وأخرى.
أردف الشاب: ليس لي ملجأ في الدنيا سواك يا شيخ سليم، فأنت الوحيد الذي آتمنه على حياتي. لقد سمعت عنك الكثير …
لم ينتظره الشيخ حتى يكمل، وناوله بعضًا من ملابسه وطلب منه أن يذهب ليغتسل ثم يتناول بعض الطعام، وبعدها سوف يستمع إليه.
لم يَذُق الشاب الطعام الذي أحضره الشيخ سليم، فما إن جلس إلى المائدة حتى غلبه النوم. أُذِّن بالفجر، فنهض الشاب مرتجفًا وحدَّق في عين الشيخ ينتظر قراره. طلب منه الشيخ أن يبقى في المنزل حتى عودته، على ألَّا يصدر عنه أي صوت، وانطلق إلى المسجد.
عندما عاد الشيخ سليم إلى منزله وجد الشاب قد افترش الأرض وراح يغطُّ في نومٍ عميق، بهدوء أيقظه: لماذا تنام على الأرض؟! يا بني، لا تحملني من الذنوب ما لا أطيق.
نهض الشاب من على الأرض وظل واقفًا في مكانه، فأشار الشيخ له بأن يجلس على الأريكة، ثم توجه إلى المطبخ. بعد قليل عاد يحمل صينية عليها بعض الطعام وبراد الشاي وعدة أكواب ووضعها على المائدة، ودعا الشاب ليشاركه ما أحضر. حاول الشاب الاعتذار، وأصر الشيخ: هذا ليس موعد إفطاري لكنني عجلت به من أجلك. أنت مجهد وفي حاجة للطعام والنوم.
جلس الشاب إلى المائدة، وأخذ رشفة أو رشفتين من الشاي، وشرع يقصُّ على الشيخ سليم قصته، وما إن انتهى حتى التزم الصمت وتطلَّع إلى وجه الشيخ آملًا.
قال الشيخ سليم: سيقتفون أثرك في الأيام القادمة، وذيوع خبر وجودك بالمنزل معي سوف يلفت نظرهم بالتأكيد. زوَّاري لا ينقطعون عن المكان ليلًا أو نهارًا ولن تفلح أية محاولة لإخفائك عن عيونهم.
في موعده اليومي بعد صلاة العشاء، حمل الشيخ سليم كيسه المعتاد وانطلق نحو الكوبري الجديد، لكنه اليوم كان يسير وئيدًا يتلفت يمنة ويسارًا بين الفينة والأخرى. أمام عشة خميس الأعرج توقف ثم نظر خلفه، وفي لمح البصر كان الشاب إلى جواره. خرج خميس من العشة مهللًا كعادته، ثم أمسك لسانه عندما لمح شخصًا لا يعرفه. خاطبه الشيخ: هذا يوسف الذي حدثتك عنه. سوف يبقى داخل العشة لا يبرحها ما أمكن، فإن تصادف ورآه أحد، فقل إنه قريب لي هارب من ثأر يطارده، وقد لجأ إليَّ إلى أن يجد مخرجًا، وهو يقيم عندك لأن مسكني هو أول مكانٍ سوف يقصده طالبو الثأرِ للبحث عنه. وعندما ينتقل يوسف للإقامة معي سوف يكون لنا قول آخر.
وأردف: يوسف أمانة بين يديك يا خميس.
رد خميس: اقتلني إن قصرت.
ثم التفت الشيخ نحو يوسف: خميس محل ثقتي الكاملة، فلا تقلق، لقد حدثته عنك ويمكنك أن تصارحه بما تريد دون خوف. وعليك من الآن أن تحلق شاربك وشعر رأسك وترتدي جلبابًا آخر غير جلبابك.
بعد أسبوعين كان الشيخ سليم في طريقه لأداء واجب العزاء في وفاة محمد المهدي، وإلى جانبه يسير يوسف في جلبابه الأبيض وطاقيته البيضاء. تساءل الناس عن الغريب، وكان خميس قد أعد نفسه للرد: قريب للشيخ أتى من الصعيد باحثًا عن عمل، فاستبقاه الشيخ إلى جواره يعينه على فلاحة الأرض ويؤنس وحدته.
لم يمضِ الكثير حتى كسب يوسف ثقة أهل القرية، فهو يكدح طوال النهار بهمة وإخلاص في أرض الشيخ سليم، لا يتدخل فيما لا يعنيه، يغض بصره، ويعف لسانه، ولا يتسكع في طريق أو يرتاد المقهى، ويتجنب صحبة الشباب الذين هم في مثل عمره؛ صالحهم وطالحهم على السواء. وكما أجمع أهل القرية على خصاله النبيلة، فقد أدهشهم جميعًا أن يوسف يرافق الشيخ سليم أينما ذهب إلا إلى المسجد! كيف يسكت الشيخ عن هذا السلوك وهو الإمام ويوسف هو قريبه ورفيقه؟ كان يصعب عليهم أن يتصوروا أن يكون الرجل على خلق دون أن يكون متدينًا، فما بالك ويوسف لا يؤدي فرض الصلاة. تطوع بعض المتحذلقين بتفسير الظاهرة العجيبة، قالوا إن يوسف من المتشددين دينيًّا، وإن هؤلاء — وفق فتواهم — لا يجوز أن يصلوا خلف إمامٍ يخالفهم في المذهب. وكان التفسير مُرضيًا مريحًا، ومنح يوسف توقير الجميع واحترامهم، فتقدموا إليه ينشدون النصيحة والفتوى، فامتنع قائلًا إن الشيخ لم يأذن له بعد، فتأكدت قناعتهم بأن الشيخ يعده لخلافته.
شاع بين الناس أن يوسف يعتزم الزواج من أرملة محمد المهدي، غالبية الناس استهجنوا الأمر؛ فيوسف رغم خصاله الطيبة وافد غريب، ولم تشفع محبتهم له لقبول عضويته الكاملة في القرية. في الآونة الأخيرة كان الشيخ سليم يتردد على منزل عائلة الأرملة الشابة ليتوسط في الخلاف الذي نشب بينها وبين أشقاء محمد المهدي حول توزيع الميراث، وعزز هذا قناعة الناس بصدق إشاعة لا يعلم أحد من الذي أطلقها، أما الشيخ سليم ويوسف فلم يَرِد بخاطرهما قط شيءٌ مما أشيع.
الغيرة والحقد دفعا واحدًا من الناس أو أكثر للنكاية في يوسف والتخلص منه نهائيًّا، فوشوا به لجهات الأمن زاعمين بأنه إرهابي هارب لجأ إلى بيت الشيخ سليم فآواه عنده، وكانت التهمة بالطبع جديرة بأن تؤخذ بعين الاعتبار.
اقتاد رجال الشرطة الشيخ سليم ويوسف إلى مديرية الأمن، وكان خميس الأعرج وحده هو من حاول اللحاق بهما. حاول خميس دخول مبنى المديرية فتلقَّى نصيبه كاملًا من الركل والسباب، لم يرفق به أحد لعاهته أو لمظهره البائس، فجلس على الطوار المقابل للمديرية يندب حظه ويئن مما أصابه، وتركه الجنود على مضض.
ظل الشيخ سليم واقفًا أمام مكتب ضابط الأمن، أما الضابط فقد أدار له ظهره ووضع ساقًا فوق أخرى وظل يحتسي فنجان قهوته قطرة تلو قطرة، قال: ما زلت تصر على أنك لست إرهابيًّا، لا بأس، فلدينا من الوسائل ما يجعلك تعترف.
رد الشيخ سليم: يا حضرة الضابط، هل بلغكم عني من قبل ما يجعلكم تسيئون الظن بي؟ كل ما في الأمر أن إنسانًا ضعيفًا استجار بي فأجرته، وهكذا يحضنا ديننا، لقد أنقذت إنسانًا من القتل ومنعت آخر من ارتكاب جريمة.
أدار الضابط كرسيه وحملق في الشيخ غاضبًا.
– هل يحض الدين على نصرة الإرهابيين؟!
– وهل يعد الشخص إرهابيًّا في نظر القانون لمجرد أنه يجمع التبرعات لبناء كنيسة!
– بناء ﮐﻨ… كنيسة!
– نعم هذا كل ما فعله. لقد أحرق المتطرفون من المسلمين منزله ونكلوا بأهله وتوعدوه بالقتل. أنتم تعلمون بالتأكيد تفاصيل ما حدث في تلك الليلة.
شرد الضابط للحظات، ثم سأل: ما اسم يوسف بالكامل؟
– يوسف دانيال مسيحة. إن له بيتًا وأرضًا وأهلًا، وكل قريته تعرفه.
رغم أن كل الدلائل كانت واضحة دامغة بما يكفي لبراءة الشيخ سليم ويوسف من التهمة التي حاول البعض إلصاقها بهما، فقد ظلَّا قيد التحفُّظ لثلاثة أيام داخل مديرية الأمن، وظل خميس يأتي كل صباح فيلتزم الجلوس على الطوار المقابل لمبنى المديرية من الصباح الباكر وحتى الغروب. أخيرًا أطلق سراحهما، فخرج الشيخ سليم يستند إلى ذراع يوسف وقد أحنى ظهره التعب، أبصرهما خميس الأعرج فانفرجت أساريره وعبر الطريق مسرعًا نحوهما.
– ظننت أنني سوف أبقى في انتظاركما إلى يوم يبعثون، وخشيت على ساندويتشات الفول أن تفسد، فأكلت نصفها.
على مقهى صغير في ميدان المحطة جلس الثلاثة حول مائدة واحدة، صامتين تمامًا، ينظر كل منهم إلى ناحية، يتقاسمون ما تبقَّى من الطعام الذي أحضره خميس، ويرتشفون الشاي على مهل.
قال يوسف: سأظل غريبًا مطاردًا أينما حللت.
قال خميس: أنا مثلك سوف أعيش دومًا على الهامش، فلا أرض لي ولا مسكن.
قال الشيخ سليم: أهل القرية طالبوا الأمن بترحيلي، اتخذوا قرارهم وكأنهم يُسارعون للتخلُّص من دنس علق بثيابهم. لو أن إغاثة مسيحي واحد كانت خطيئة، ألم تشفع لي سنوات طوال قضيتها بينهم أدعو صادقًا إلى الخير وأنهى عن الشر؟!
ونهض الثلاثة قاصدين محطة القطار.
أعلن المذيع الداخلي للمحطة أن القطار المتجه إلى مصر سوف يتحرك في الخامسة صباحًا.
على أحد المقاعد الخشبية جلس الثلاثة يترقَّبون بزوغ الفجر.