من النقل إلى الإبداع (المجلد الثالث الإبداع): (٣) الحكمة العملية: الأخلاق – الاجتماع والسياسة – التاريخ
«إذا كانت الحكمةُ النظرية تشمل المنطق، ثم الطبيعيات والإلهيات، ثم النَّفْس؛ فإن الحكمة العملية تَضمُّ الأخلاق، ثم الاجتماع والسياسة، ثم التاريخ؛ فالعلمُ يَسبِق العمل، والعملُ مثالٌ للعلم. العلم مقدمة، والعمل نتيجة. العلم بداية، والعمل نهاية.»
يَختِم الدكتور «حسن حنفي» سلسلة «من النقل إلى الإبداع» بالحديث عن «الحكمة العملية»، مُتناوِلًا كلًّا من «الأخلاق» و«الاجتماع والسياسة» و«التاريخ». يُمثِّل ختامُ السلسلة هذا تقديمًا عمليًّا لِما يجب أن تَكون عليه علومُ الحكمة في العصر الحديث، فيُحوِّل الأخلاقَ الفردية المتعلِّقة بالنَّفْس وترويضِها إلى أخلاقٍ اجتماعية عامة، مُصنِّفًا إياها إلى أخلاقٍ نفسية وعملية ونظرية وطبيعية ودينية وإنسانية وإشراقية؛ وذلك من خلال إنتاجِ كلٍّ من «الكِندي» و«الفارابي» و«إخوان الصَّفا» و«أبو حيَّان». ويُحوِّل أيضًا الاجتماعَ إلى سياسة؛ ويَعني بالسياسة تلك الأخلاقَ الاجتماعية التي تَسُوس الجسدَ والنَّفْس والأصحاب على الترتيب. بعد ذلك يَجعل لفلسفة التاريخ مكانًا في كل العلوم؛ فيَضعُ لها قَدمًا في عِلمَي أصول الدين وأصول الفقه، وعلومِ الحديث والتفسير، والتصوُّف والإلهيات، انتهاءً بعلوم الفلك والجغرافيا والطب.
تُمثِّل سلسلة «من النقل إلى الإبداع» المرحلةَ الثانية من المشروع الفكري الضخم للدكتور «حسن حنفي» المُعنون ﺑ «التراث والتجديد». وتشمل هذه السلسلة ثلاثةَ عناوين كُبرى، يضم كلٌّ منها ثلاثةً أخرى فرعية؛ الأول «النقل» ويحوي «التدوين» و«النص» و«الشرح»؛ والثاني «التحوُّل» ويحوي «العرض» و«التأليف» و«التراكم»؛ والثالث «الإبداع» ويحوي «تكوين الحكمة» و«الحكمة النظرية» و«الحكمة العملية».