ثالثًا: من الاجتماع إلى السياسة
وكما تحوَّلت الأخلاق إلى اجتماع يتحوَّل الاجتماع إلى سياسة، مثل سياسة الأبدان والنفوس والأصحاب عند إخوان الصفا، أو أنواع الرياسة عند الفارابي، أو الإمامة وضرورة السلطة في المجتمع عند ابن سينا.
ولم يُساهم في السياسة فقط الحكماء، فلاسفة البلاط في الدولة السُّنية، بل ساهم فيها أيضًا حكماء العامة، فلاسفة الجماهير في المعارضة الشيعية، أبو حاتم الرازي، وأبو يعقوب السجستاني، وحميد الدين الكرماني.
وكما يتأرجح موضوع النفس بين الطبيعيات والإلهيات في الحكمة النظرية، ويتأرجح أيضًا في الحكمة العملية بين الأخلاق والاجتماع والسياسة، كذلك يتأرجح موضوع السياسة بين الأخلاق الاجتماعية في علاقة الفرد بالآخرين، برئيسه وندِّه ومرءوسه، وبالأخلاق الدينية في علاقة الفرد بنفسه وبالله، وبالنبوة نظرًا لضرورتها في المجتمع، وبالمجتمع المدني في النُّظم الاجتماعية، وفي أنواع المدن طبقًا لأهدافها وطبيعة الرياسة فيها، وأخيرًا بالإمامة التي تحوَّلت من علم الكلام إلى علوم الحكمة؛ فتحليل قُوى النفس هو أساس الأخلاق والاجتماع والسياسة.
(١) الأخلاق والسياسة والتربية
وهي بدايات السياسية وعلاقاتها بالأخلاق والتربية والبدن والكون قبل أن تتحول إلى علم السياسة وتحليل السلطة في المجتمع.
(أ) السياسة الأخلاقية
وبعد الانتقال من سياسة الجسد إلى سياسة النفس إلى سياسة الأصحاب، الأقرب فالأقرب، والأبعد فالأبعد، يتم الوصول إلى الله. ويظهر موضوع العبادة والقرابين قُربةً إلى الله وتقربًا إليه. والقرابين نوعان؛ قربانان مقبولان ودعاءان مُستجابان، وقربان غير مقبول ودعاء غير مُستجاب.
(ب) الأخلاق السياسية
والتحول من السياسة الأخلاقية إلى الأخلاق السياسية هو تحوُّل إلى قلب علم السياسة، السلطة السياسة. والسياسة عند إخوان الصفا لا تظهر مباشرة، بل بطريقٍ غير مباشر على لسان الحيوان، أو بتحليل دورات الأفلاك، أو بتصفية النفس وتجنيد الجماهير والاستعداد حتى يحين وقت الثورة؛ ومن ثَم يصعب الفصل بين الأخلاق والاجتماع والسياسة.
وإخوان الصفا هم الوحيدون الذين تعرَّضوا لقضية تجنيد الجماهير باعتبارهم قضيةً سياسية من أجل سلب المجتمع وتفريغه من مضمونه، وإسقاطه من الداخل عن طريق تكوين الحركات السِّرية وتجنيد الأفراد ريثما يتم الانقضاض على ما تبقَّى من الدولة كنظامٍ سياسي، وإلى أن يأتيَ هذا الحين تُمارس التقيَّة.
فالطريق إلى زعزعة الحكم هو تفريغ الدولة من الداخل بعد تجنيد ذوي الجاه والسلطان والمال؛ حتى يتم انتزاع السلطة السياسية القديمة إلى السلطة الدينية الجديدة قبل تحويلها إلى سلطةٍ سياسية.
ويتم التجنيد عن طريق إرسال مندوبين إلى ذوي الرئاسة والجاه والمال، والتلطف في دعوتهم واستمالتهم إلى المذهب ليُساندوهم فيما نالهم من اضطهاد.
ويأتي الأحداث والأغرار بالصِّبية لإدخالهم في الدعوة إلى الكاهن بيده مصباح، وبالأخرى بخور، ويُلزمه بالسر. ويتلو الكاهن على رأسه سبعة وثمانين اسمًا من أسماء الملائكة، وإسماع السر للرجال والنساء. ويحذِّر العامِّي من علوم النجوم والطلسمات والكيمياء والطب من أجل استدراجه إلى السحر ونزع المقاومة العقلية والإرادية منه. وفي قصص الأنبياء أدلة على ذلك، مثل قصة هاروت وماروت، والهداية من الشيخ والداعية والمرشد والإمام المستور.
والسؤال هو: إذا كان الإخوان حركةً مُعارضة سِرية، فكيف تكون إشراقية؟ ربما لأن تفسير المضطهَدين أقرب إلى الانفعال منه إلى العقل، وإلى الاندفاع منه إلى التريُّث. ومع ذلك فالتريُّث في الخروج على أُولي الأمر تقيةً أفضل من الخروج قبل الساعة.
(ﺟ) التربية السياسية
ولأول مرة تتحول السياسة من أخلاقٍ سياسية أو سياسةٍ أخلاقية إلى تربيةٍ سياسية قبل أن تصبح علمًا سياسيًّا دقيقًا. وتكون التربية السياسية عن طريق نظرية في التعليم بين مُعلم ومُتعلم.
وقد يكون التعليم شفاهيًّا كما هو الحال في الثقافة العربية الإسلامية قبل التدوين، وقد يكون مدوَّنًا.
والتعليم والتأديب على مستوى المدن والأمم جميعًا، وليس على مستوى مدينة بعينها أو أمة خاصة؛ مما يُوحي بضرورة وجود نظام دولي، شرطي للعالم، كما هو الحال هذه الأيام بتهذيب وتأديب المدن والأمم التي تخرج على النظام الدولي الجديد كي تدخل بيت الطاعة.
والسؤال هو: كيف يتم الجمع بين الطبع والإرادة، بين التعليم والتأديب، بين الطوع والكره؟ الطبع فطرة لا تحتاج إلى تهذيب، والإرادة حرة في حاجة إلى تعلمٍ طبيعي. التأديب ضد الطبع والإرادة في آنٍ واحد.
والمُعتاصون والمُشاغبون هم المُعاندون؛ أي المُلحدون والطاغون، وكأن الفِرق الهالكة في علم الكلام ما زالت حاضرة في الذهن، ودعوة السلطان لاستئصال الخارجين عليه والمُعارضين له.
والسؤال هو: هل أساليب الترغيب هي أساليب الترهيب والوعد المعروفة في الدين؟ التعليم ممكن، أما التأديب بالقوة والقهر فهي أخلاق العبيد وأخلاق القوة والسيطرة. ولا عجب من الفارابي العقلاني المنطقي الإشراقي الفنَّان تبرير استعمال العنف لتأديب المُتعلمين المُتمردين المُعتاصين بالإكراه. وهو ما يتفق مع تصوُّره للمُتمردين في المدينة الفاضلة وبَتْرهم، فمن الأفضل بَتْر العضو الفاسد حتى يبرأ الجسد كله. وقد يكون ذلك تبريرًا لما يُسمى الآن غسيل المخ وإعلام الدولة والقهر والسجن والتعذيب.
ووسائل الإقناع أربعة؛ التأثير أي الخطابة، والإقناع أي الجدل، والإذعان أي السفسطة، والتخمين أي الشعر، والبرهان أي الحكمة، دون حدود فاصلة بين منطق الظن. فالتعليم إما إقناعي انفعالي تمثيلي أو نظري برهاني. الأول للعامة، والثاني للخاصة.
تُتعلم الأشياء النظرية أولًا بالطُّرق الإقناعية ثم التخييلية، خاصةً الأشياء التي لا يمكن أن تُعرَف إلا بمعلوماتٍ كثيرة، وخاصةً المبادئ القصوى. فالعامة في حاجة إلى مثالات لها وإقناعات بها. وتختلف أمة عن أمة، ومدينة عن مدينة، وطائفة عن طائفة، حتى يحصل للجميع الفضيلة الفكرية، وتحصل لهم الفضائل النظرية. الإقناع والتمثيل للعامة أولى فضائل العلم. وتختلف الصور طبقًا للشعوب نظرًا لتعدُّد الأذواق الفنية والأمثال الشعبية. البداية بالإقناع والتأثير، ثم بعد ذلك الخيال. والغاية من الأقاويل الانفعالية الخلقية الإذعان والخشوع والتسليم، وهي وسائل أكثر قوةً تهدف إلى مجرد الإقناع. ويتفرد الخيال بين الأمم والمدن والطوائف من أجل الإقناع بالفضائل الفكرية التي تحصل من الفضائل النظرية.
وقد أتت هذه القسمة في طُرُق البرهان لأن تفهيم الشيء إما بعقل ذاته أو تخيُّل مثاله، وأن إيقاع التصديق إما بالبرهان اليقيني أي التصور، أو بالإقناع أي التخيل، وكل تعليم يلتئم بهذين الشيئين؛ تفهيم الشيء وإقامة معناه في النفس وإيقاع التصديق به. ويكون إما بالبرهان، وفي هذا الحالة يكون العلم فلسفة، أو بالتخييل، وسمَّاه القدماء ملَكة. وإذا أخذت الفلسفة واستعملت فيها الطُّرق الإقناعية، سُميت الملَكة الفلسفية الذائعة المشهورة. والبترائية ملَكةٌ مُحاكية للفلسفة. وكلاهما يُعطيان الغاية القصوى للإنسان، وهي السعادة. الفلسفة تُبرهن، والملَكة تُقنع. الفلسفة تُعطي المبدأ الأول وذوات المبادئ الثواني غير الجسمانية، المبادئ القصوى المعقولة، والملة تتخيَّلها بمثالاتٍ مأخوذة من المبادئ الجسمانية، وتُحاكيها بنظائرها من المبادئ المرئية، وتُحاكي أفعال القُوى والمبادئ المرئية، وتُحاكي الأفعال الإلهية. كما تُحاكي أفعال القوى والمبادئ الطبيعية بنظائرها من القوى والملكات والصناعات الإرادية؛ أي تشخيص الطبيعة، كما يفعل أفلاطون في «طيماوس» تمثلًا للوافد في إطار الموروث.
والسؤال هو: هل الصناعة العملية تُعلَّم بالإقناع والانفعال أم بالعقل كحِرفة؟ وإذا كان التخيُّل عن طريق الشعر للعامة، والإقناع والتأثير عن طريق الخطابة لتعليم الصناعات، فهل يمكن أن يؤديَ ذلك إلى تعليم صناعة تقوم على علمٍ نظري دقيق؟ قد تعني الصناعة العملية هنا فنون البلاغة والخطابة؛ أي فنون القول. وقد تعني الحاجة إلى الأساليب الإقناعية الانفعالية التمثيلية الحسية الأولى في تعلم الأطفال الأمور التجريدية البسيطة مثل صناعة الحساب، والأقاويل الإقناعية هي في النهاية من صناعة المنطق.
إلى هذا الحد بلغ الإعلاء من شأن الفلسفة اعتزازًا بالفلسفة في مجتمعٍ ديني ناشئ يُسيطر عليه الفقهاء والسلاطين والصوفية، وبدت الملَّة أقل منها؛ لأن الملة تُدرَك بالمثالات وتُحاكي النظائر، أما الفلسفة فتتصوَّر المبادئ الأولى. محاكاة الأفعال الإلهية في الملة وقوع في التخييل، وابتعاد عن البرهان؛ فالملة أقل من الفلسفة، والفلسفة أعلى من الملة. ويستعمل الفارابي لفظ الملة وليس الدين للدلالة على أن الدين اجتماعي بالضرورة بعد أن يتحول إلى طبيعة أو بنيةٍ اجتماعية؛ فهو ليس دينًا مجردًا، بل دينٌ اجتماعي.
وليس التخييل أقل من النظر العقلي أو الإدراك الحسي، بل يتجاوزهما؛ لأنه يتطلب أولًا معرفة الأمور الحسية وتصوُّراتها العقلية، ثم تجاوزهما بالخيال. هل الخيال أقل من العقل، والنبي أقل من الفيلسوف، والخيال أكثر قدرة على التصوير والإدراك؟ لا توجد عند الفارابي صراحة نظرية في النبوة والخيال كما هو الحال عند ابن سينا، ولكنها موجودة في طرق الإقناع، وهو ما سمَّاه ابن رشد بعد ذلك أنواع الأقاويل حتى عُرِف به دون مصادره.
وربما تحوَّلت الفلسفة إلى نوع من الأرستقراطية اليونانية؛ لذلك يظل علم الكلام فلسفة الحِرفيين؛ الخياط والغزال والنشار والنجار والحداد.
ويبدو أن التعليم المقصود شيء بين التعليم العام والتربية الوطنية والإعلام، كما هو الحال في هذه الأيام في الخلط بين التربية والتعليم، والثقافة والإعلام، والعلم والإرشاد القومي. وهي علومٌ أربعة؛ الأولى الفضيلة النظرية التي تحصل بها الموجودات المعقولة ببراهين يقينية، وهي أعلى العلوم؛ علوم الخاصة. والثانية حصول المعقولات بطريقٍ إقناعي، وهي في الحقيقة ليست علومًا مُنفصلة كموضوعات، بل هي أقرب إلى المناهج. والثالثة العلوم التي تحتوي على مثالات المعقولات مُصدَّقةً بالطُّرق الإقناعية، وهي أيضًا أقرب إلى المناهج منها إلى الموضوعات، الشعر بدلًا من الخطابة. والرابعة العلوم المُنتزَعة من الثلاثة الأولى طبقًا لعدد الأمم، وهي العلوم التي تأخذ بعين الاعتبار الثقافات الشعبية والوطنية، جدل العام والخاص. ونظرًا لأن البرهان أفضل طرق الإقناع كانت الفلسفة أقدم العلوم وأعلاها رياسةً، وبها تحصل السعادة القصوى. وقسمة العلوم إلى برهانية أو إقناعية تخييلية إما ناتجة عن قسمة المجتمع إلى طبقتَين عليا ودنيا، خاصة وعامة، رئيس ومرءوس.
وتتحول الأخلاق السياسية إلى تربيةٍ اجتماعية عن طريق السلطة السياسية أو الدينية أو الفكرية في التعليم والتأديب. تحصل الفضائل في الطبع من ذوي النفوس القوية والطبائع العظيمة؛ أي في الأقلية الفاضلة. وإذا حصلت الفضيلة الأولى حصلت الفضائل الجزئية؛ فالأعم يتضمَّن الأخص.
ومن ثَم فالمُعلمون هم الأئمة والملوك والحكماء وواضعو النواميس، وهم الأنبياء، والرئيس الأول، وهو الله. وفي غياب الأئمة والملوك يظهر الحكماء دون ذكرهم صراحةً كمُعلمين للأئمة والملوك. يُعلمون جميع أوائل العلوم، ويتبعون في ذلك الطُّرق المنطقية كلها. ويرتقي الملوك في الرياسات الجزئية حتى يصلوا إلى رتبة الملوك، ولهم تعليمٌ خاص عن باقي الصِّبية؛ فتعليم الخاصة مُخالف لتعليم العامة، وعلوم الخاصة ليست علوم الجمهور. فالطبقية في العلم أيضًا، يُعلمون أوائل العلوم ومقدمًا حتى يمكن بعد ذلك الاستنباط منها. وهي بلغة العصر المناهج وليست النظريات، كيف يكون العالم عالمًا، وليس بماذا يكون العالم عالمًا، العلم وليس المعلومات.
وقد تقوم الطوائف، أي الأقليات، بالتأديب. ويمكن استعمال أكثر من طائفة في التأديب، أو تقسيم طائفة واحدة إلى أصغر أجزائها كما هو الحال في العشائر والبيوت، وربما الأحياء والقرى والبلدات.
ويتفاضل الناس، أهل الطبائع المُتساوية في الرئاسة. من لديه قدرة في الاستنباط في جنس رئيس ما ليس له قدرة على استنباطٍ ما في ذلك الجنس، وهو التفاضل الكلي والجزئي. ومن لديه قدرة على استنباط أشياء أكثر له الرئاسة على من له قدرة على استنباط أشياء أقل. ومن له القدرة على جودة الإرشاد والتعليم رئيس على من ليس له قوة على ذلك. ومن يتأدَّبون بأفضل ما في ذلك الجنس رؤساء على من تأدَّبوا بأخس ما في ذلك الجنس. والفائق بالطبع في جنس وتأدُّب بكل ما أُعدَّ له بالطبع رئيس على من لم يكن في ذلك الجنس فائقًا بالطبع، سواء تأدَّب أو لم يتأدب، أو تأدَّب بشيءٍ يسير. والرئيس لديه قدرة على الاستنباط من تلقاء نفسه، وعلى أن ينهض غيره نحو شيء. فلا بد من باعث على التعليم من خارج ومُنهض، ولا بد لمن يُعرفهم بذلك.
والفطرة العظيمة الفائقة في الجنس دون ترويض أو تأديب قد تُبطل قوتها على طول الزمان؛ فالتأديب ضروري، وفلسفة التربية ضرورية لكل الفِطر المُحتاجة وغير المُحتاجة. ويتفاضل الناس بالطبع في أجزاء الجنس؛ فالمُعدُّون بالطبع إلى الجنس الأخس أقل من المُعدِّين بالطبع للجزء الأشرف. كما يتفاضل الناس حسب الاستعداد؛ نقصه وكماله، ويكون التأديب بالأشياء التي هم مُعدُّون نحوها. إذا كان التأديب بالأشياء الخسيسة يخرج الاستنباط في الخسائس من جنسها. ويتفاضل المُتأدبون بالتساوي في تفاضلهم في الاستنباط. ومن تأدَّب من ذوي الطبائع الناقصة في جنسٍ ما أفضل ممن لم يتأدب بشيء من أهل الطبائع الفائقة.
والغاية من التعليم نيل السعادة. فإذا كانت السعادة القصوى مقصود الإنسان فعليه معرفتها. والنظر سابق على العمل؛ حتى يستطيع أن يقوم بالأشياء التي بها ينال السعادة، بل يحتاج إلى مُعلم ومُرشد. البعض يحتاج إلى إرشادٍ يسير، والبعض الآخر إلى إرشادٍ كبير. وليس كل إنسان قادرًا على التعليم وإرشاد غيره. هناك من هو قادر على تلقِّي الإرشاد وهو ليس رئيسًا أصلًا، بل مرءوس. علاقة المُعلم بالتعلم إذن علاقة الرئيس بالمرءوس، وليست علاقة الند للند بين طرفَين مُتكافئين، يتحاوران ويتجادلان، بل طرف يُعطي وطرف يأخذ كما هو الحال في مناهج التلقين.
(٢) الدين والبدن والكون
ويتم التحوُّل من الاجتماع إلى السياسة عن طريق تحليل الدين في المجتمع، ومقابلة المراتب الإلهية بالطبقات الاجتماعية، ثم تقابل البدن والمجتمع، علم الطب والعلم المدني، وأخيرًا تقابل المجتمع والكون، والتحوُّل من السياسة المدنية إلى السياسة الكونية، ومن العلم المدني إلى علم الوجود. وهي نفس البيئة الثقافية التي خرجت منها رسائل إخوان الصفا.
(أ) السياسة الدينية والاجتماعية
والسياسة مهنةٌ مثل الصنائع والعلوم، والتصرف والتجارة والبطالة والحكمة. والمهن سبع من أعلاها إلى أدناها؛ الأولى الحِكم والمعارف لأهل العلم والدين والمُستنبطين للناموس. والثانية الملك والسلطان والأجناد وأرباب السياسات. وهم طائفتان؛ الخلفاء في الملك والرياسة في أمور الدنيا والتدبير والسياسة وحفظ ظاهر أحكام الناموس على أهله، والخلفاء في أسرار أحكام الناموس، الأئمة المهديُّون والخلفاء الراشدون. والثالثة العلوم والآداب، أصحاب البنايات والعمارات والأملاك، لا فرق بين العلوم الهندسية التطبيقية والعلوم البلاغية. والرابعة العمل والتصرف للمُتصرفين والخدَّامين والمُتعيشين يومًا بيوم، عمالة الأجر اليومي. والخامسة التجارة والبيع والشراء لأرباب التجارة والمعاملات والأموال. والسادسة الصنائع والحِرف لأرباب الصنائع والحِرف والأعمال. والسابعة البطالة والفراغ للزَّمِن والعاطل. وكأن البطالة حِرفة، والصدقة أجر.
(ب) السياسة البدنية
وتُقاس المدينة والمنزل على البدن عند الفارابي؛ فالبدن هو الأصل، والمدينة والمنزل هي الفرع. البدن مؤتلف من أجزاءٍ مختلفة محدودة العدد، بعضها أفضل وأحسن من بعض، مُتجاورة مرتَّبة. الكل منها فعل، وكلها تجتمع بالتعاون حتى يتحقق غرض البدن. كذلك يتألَّف المنزل والمدينة من أجزاءٍ مختلفة محددة العدد، بعضها أحسن من بعض، وبعضها أفضل من بعض، مُتجاورة مرتَّبة. ويجتمع من الكل التعاون على تحقيق الغرض. المنزل جزء من المدينة، وتتكون المدينة من منازل تتعاون على الكمال. غرض المدينة قياسًا على البدن. البطن والرأس والصدر والظهر واليدان والرجلان منازل كالمدينة.
وكما يُعالج الطبيب كل عضو قياسًا على جملة البدن والأعضاء المُجاورة، كذلك يدبِّر مدبِّر المدينة كل جزء بالقياس إلى جملة المدينة دون إضرار بالكل. وكما يُعالج الطبيب العضو بحيث لا يضرُّ بسائر الأعضاء، كذلك يفعل رئيس المدينة. وإذا خشي الطبيب على البدن من فساد عضو فإنه يُبتَر، كذلك رئيس المدينة يقطع الأعضاء الفاسدة حفاظًا على صلاح الكل. ومع ذلك فإن عدم الإضرار بالغير شرط الاستنباط في الطب والمدينة. قد يستطيع الإنسان استنباط المُتوسط في الأفعال والأخلاق بمفرده، مثل استنباطه للأغذية بمفرده؛ فالاستنباط في كلا الفعلين الطبي والمدني واحد، ومع ذلك يجب الاحتراس فيه من الإضرار بسائر البدن، وإلا كان طبًّا فاسدًا، وكانت صناعة المدينة فاسدة.
ويتضمن هذا التحليل تصورًا سكونيًّا للبدن والمجتمع؛ فالأجزاء مُترتبة مُتجاورة مع أن الأجزاء في حركةٍ عضوية مُتآزرة. كما يغلب عليه تصوُّر المركز والمحيط أو القمة والقاعدة لفهم وظائف البدن وطبقات المجتمع؛ فأعضاء البدن تتعاون فيما بينها في الفضل والخسة، مع أنها كلها مُتساوية في أداء الوظائف. ما زال التصور الرأسي مُسيطرًا؛ الأعلى والأدنى. ولو اختلَّ عضوٌ خسيس في وظيفة لاختلَّت وظائف الأعضاء الفاضلة؛ ومن ثم فهو فكرٌ يعبِّر عن اقتضاء ومطلب، وما يجب وما ينبغي، بالرغم من قياس الفرع وهو المدينة، على الأصل وهو الطب. ويبرِّر الفارابي قطع اليد كما يبرِّر النفي والتغريب والاستبعاد والتشريد والعزل والسجن والقتل حتى يصح البدن كله والمجتمع كله.
وعلم الطب مثل العلم المدني، علمٌ استنباطي يقوم على التحليل العقلي واستنباط حد المتوسط والاعتدال في الأفعال البدنية والمدينة، وكأننا في قياسٍ منطقي شرطه الاستغراق. المدينة الفاضلة تصورٌ مِعياري للمجتمع، مثل الرئاسة الفاضلة التي يصح المجتمع بسببها دون أن يدخلها شيء من السياسات الجاهلة؛ فهي كلها أمراضٌ تعرض للمدن الفاضلة؛ ومن ثَم يُشبه العلم المدني علم الطب في حفظ الصحة وحماية البدن من التعرُّض لشيء من الأمراض. والعلم المدني علمٌ علاجي، والرئاسة علاجية. والمدينة الفاضلة المجتمع الصحيح، والمدينة الجاهلة المجتمع المريض. الطب علمٌ مدني، والعلم المدني طب. كلاهما لعلاج البدن؛ بدن الفرد أم بدن المجتمع. هناك إذن تطابق أو توازٍ بين الطب والسياسة، بين عمل الطبيب وعمل الرئيس.
والسؤال هو: هل هناك ملك في ذاته دون شعب، أو إله دون عالم؟ هل الملك الذي لا يُطاع يكون ملكًا؟ كيف يحكم الملك بلا آلات؛ أي مؤسَّسات ووزراء؟ وكيف يكون ملكًا في كل الأوقات مدى الحياة كما يحدث هذه الأيام؟ أليست هذه صفات الله دون أفعاله؟ وهل هناك طبيب بلا مرضى وبلا آلات؟ إلى هذا الحد بلغ استغناء الرئيس عن المرءوس مع أنهما مُتضايفان مثل الأب والابن، والزوج والزوجة، والكبير والصغير، والغني والفقير.
يحتاج طبيب الأبدان إلى معرفة البدن، كل واحد من أجزائه وأمراضه وأعراضه وكمها ووجه إزالتها، وهيئات البدن التي بها يصح وتكمُل الأجزاء. كذلك يُعالج المدني والملك الأنفس، ويعرف أسرار النفس وأجزاءها، نقائصها وأرذالها، عوارضها وكمها، وهيئاتها التي تتم بها الخيرات وكمها، ووجه إزالة الرذائل عن البدن، ووسائل حفظها في نفوس المدنيين. وكما يعرف الطبيب من أمر البدن ما يلزم في الصناعة، يعرف من أمر النفس مقدار ما يلزم في الصناعة.
فإذا كانت صحة البدن هي اعتدال المزاج، والمرض الانحراف عن الاعتدال، كذلك أيضًا صحة المدينة في اعتدال أخلاق أهلها، ومرضها هو التفاوت. وإذا كان الطبيب هو الذي يرد الاعتدال إلى المدينة، يشترك الطبيب والمدني في الفعل، ويختلفان في الموضوع. الأول البدن، والثاني النفس؛ أي المجتمع. ولما كانت النفس أشرف من البدن، فإن المدني أشرف من الطبيب. موضوع الصحة في الحالتين هو الاعتدال، والمرض هو التطرف.
واضحٌ أن الطب علمٌ كمِّي تشخيصي تشرعي وظيفي. فإذا كان علم الطب هو علم الأبدان، فإن العلم المدني هو علم النفوس؛ أي إنه علم الأخلاق أو علم النفس الاجتماعي. فالمدني يشمل النفس والأخلاقي والاجتماعي. الطب هو الأصل، والمدني هو الفرع في القياس التمثيلي. والسؤال هو: هل الصحة اعتدال، والمرض تطرُّف؟ إذا كان ذلك صحيحًا في الطب، فهل التطرف الاجتماعي مرض؟ وماذا عن الثورات الاجتماعية التي قد يُحكَم عليها بأنها تطرُّف؟ هل كان الفارابي طبيبًا وهو يتحدث عن الطب ويأخذه كمقياس للتشبيه؟ لقد رد على جالينوس دفاعًا عن أرسطو، ولكن في إطار الفلسفة وليس في إطار الطب. هل الطب ثقافةٌ شعبيةٌ عامة، الأصل الذي تحتكم إليه السياسة والعلم المدني؟ هل لذلك مصادر موروثة في بعض الأحاديث التي تُشبِّه المجتمع بالبدن، وعلاج المجتمع بعلاج الأبدان؟
والمدينة الفاضلة مثل البدن التام الصحيح. وكما تتكاتف أعضاء البدن على سلامة الجسد كذلك الحال في المدينة. وكما تتفاضل أعضاء البدن بالفطرة والقوى، وبها عضوٌ رئيسي هو القلب، كذلك الحال في المدينة. وكما تتفاوت أعضاء البدن في مراتبها طبقًا لقربها أو بعدها من الرئيس، كذلك الآخر في المدينة. وكما أن كل واحد فيها بالطبع قوة يفعل بها بالطبع غرض الرئيس، كذلك الأمر في المدينة. وهناك أعضاءٌ أخرى تفعل حسب أغراضه، وليس بينها وبين الرئيس واسطة، تكون في الرتبة الثانية حتى تصل إلى أعضاء تُخدم ولا تُرأس أصلًا طبقًا لنظرية الفيض، الرئيس الذي لا يكون مرءوسًا لآخر من أعلى، والمرءوس الذي لا يكون رئيسًا لأحد من أسفل، كذلك الأمر في المدينة التي تتفاوت أجزاؤها بالفطرة وتتفاضل بالهيئة، بها رئيس وآخرون يقتربون منه. وفي كل واحد هيئةٌ وملَكة يُقضى بها غرض الرئيس، وهم أولى المراتب الأولى، ودونهم من يُحقق أعراضهم. وهؤلاء هم المرتبة الثانية إلى أن تنتهيَ إلى رتبة يخدمون ولا يُخدمون، وهم أدنى المراتب.
وكما أن أعضاء البدن التي تقترب من العضو الرئيس تقوم بأفعالها الطبيعية حسب غرض الرئيس الأول بالطبع بما هو شرف، وما دونها يقوم بأفعالٍ أقل شرفًا، إلى أن ينتهيَ إلى الأعضاء التي تقوم بالأفعال الأخس، كذلك الأجزاء التي تقترب في الرياسة من رئيس المدينة، تقوم بالأفعال الإرادية بما هو أشرف، ومن دونهم بما هو أقل شرفًا، إلى أن ينتهيَ إلى الأجزاء التي تقوم بأخس الأفعال. وخسَّة الأفعال قد تكون خسَّة موضوعاتها أو عنايتها أو سهولتها. وربما يكون القيام الأفعال الطبيعية بحسب غرض الرئيس تناقضًا وخلطًا بين مستوى الطبيعة ومستوى الغائية. والغاية في الطبيعة هي الوظيفة، أما الغرض أو القصد فلا يكون إلا إنسانيًّا. كما أنه لا توجد وظائف أشرف ووظائف أخس، سواء في البدن أم في المجتمع لعنائها أو لسهولتها. ولا فرق بين رئيس المدينة وزبَّالها في أداء الواجب إن لم يكن الزبَّال هو المُحافظ على صحة الرئيس من الأوبئة والأمراض.
ومع ذاك هناك فرقٌ واضح بين الرئيس والمدينة في القياس. فإذا كان كل شيء في البدن يحدث بالطبع فمن الداخل، أما في المدينة فمن الخارج؛ أي غرض الرئيس، إلا إذا كان الرئيس في قلب المدينة داخل كل مُواطن مثل الله.
فإذا كان للبدن والمدينة نفس النشأة والتكوين ابتداءً من القلب والرئيس، فهل يتكون الجسد ابتداءً من القلب؛ أي النطفة أو من الدماغ؟ وهل يتكون المجتمع من الرئيس أم من المرءوسين، والرئاسة عقد وبيعة واختيار؟ وهل يجوز التشبيه بين عالمَي الضرورة والاختيار، وقياس المجتمع على البدن؟
وتدخل العبارات الإنشائية، مثل أتم وأكمل وأفضل وأشرف، في وصف الطبيعة والمجتمع؛ فالعضو الرئيسي هو بالطبع أكمل الأعضاء وأتمُّها في نفسه، وأفضل الأعضاء التي تُشاركه، ودونه أعضاءٌ أخرى رئيسية لما دونها، ولكن رياستها دون رياسة الأول وتحته. وكذلك رئيس المدينة أكمل أجزائها فيما يخص، وأفضل كل من شارك فيه غيره، ودونه مرءوسون، ويرأسون آخرين. وهو حكمٌ مُطلَق عام لا استثناء فيه، حكم مبدأ وليس وصفًا لواقع. كما يتَّضح من تحليل العبارات أفعال «ينبغي» و«يجب»؛ أي إن التحليل لما ينبغي أن يكون وليس لما هو كائن. فكما أن القلب يتكون أولًا ثم يصبح هو السبب في تكوين أعضاء البدن، والسبب في حصول قُواها وترتيب مراتبها إذا اختلَّ عضو منها، كان هو المُزيل لهذا الاختلال، كذلك رئيس المدينة «ينبغي» أن يكون هو أولًا ثم يصبح هو السبب في حصول أجزاء المدينة والملكات الإرادية وترتيبها، وإن اختلَّ فهو المسئول عما يُزيل اختلاله.
وربما يكون هذا التحليل كله تنظيرًا غير مباشر لحديثٍ مشهور يقوم على نفس القياس، وتأويلًا له عن طريق تحليل التجربة البشرية: «كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته»، أو «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدُّ بعضه بعضًا».
(ﺟ) السياسة الكونية
ولما كان البدن أحد مراتب الفيض يدخل علم الطب كأحد موضوعات العلم المدني في نظرية الفيض بعد الانتهاء من النزول من المراتب السماوية حتى النفس، ومن النفس إلى البدن قبل الدخول في عالم الأسطقسات. قبل المدينة الفيض هو الأساس، والبدن مجرد مثال.
ثم يظهر التقابل بين الكواكب والمجتمع؛ فكلاهما بنيةٌ واحدة للرئاسة. الشمس ملك، والكواكب الجنود والأعوان والرعية، والمريخ صاحب الجيش، والمشتري القاضي، وزحل الخازن، وعطارد الوزير، والزهرة الحرم، والقمر ولي العهد. وقد يكون السبب في ذلك التشخيص الغالب على نفسية المُضطهَدين، تشخيص السماء كقُوًى فاعلة أقوى من البشر، ونزع التحكم في الأرض عن البشر إلى السماء كنوع من أيديولوجية التحرُّر. الحاكمية للسماء، والعبودية للأرض. وكل ما يدور على الأرض محكوم بدوران الأفلاك، وأحوال الكواكب هي المُتحكمة في أحوال الناس أفرادًا وجماعات.
في المريخ يكون الملك فظًّا غليظًا شتَّامًا بذيئًا، وفي زحل حقودًا لوَّامًا عسيرًا بخيلًا، وفي الشمس كثير الجماعات، وفي المشتري صدوقًا وفيًّا وعالمًا، وفي عطارد مُفكرًا داهيةً وأديبًا، وفي الزهرة كثير الأموال، وفي القمر جريئًا.
كما يُشير كل كوكب إلى أحد مظاهر الدولة؛ الشمس للخلفاء، المشتري لولاة العهد، المريخ لأصحاب التنور، زحل للفهارمة، جمع فهرمان وهو مستشار الملك ومدبِّر ملكه، عطارد للوزراء والكُتاب، القمر للعمال، الزهرة للقُواد.
والسؤال هو: ما العلاقة بين البرج والصفة؟ معظم الصفات شخصيةٌ فردية مثل شروط الأمانة. ألا يوجد إصلاح في الأرض إلا إذا توافر البرج في السماء؟ وهل تتدخل الشمس أو القمر لزلزلة السلطان القائم وإيجاد نظام جديد؟ هل الطبيعة الحتمية أقوى من حرية البشر؟ وهل يجوز تنوير الناس بالغيب والأساطير مثل الصهيونية والنازية حاليًّا، أم بالعمل والتحليل الاجتماعي لأسباب الظلم والقهر؟ متى تكون السياسة موضوعًا لعلم السياسة وليست خاصة لأحكام النجوم؟ يحتاج الملوك إلى مُنجِّمين عندما تتحكم الدروشة في السياسة كما هو الحال عند بعض رؤساء العصر. إنما يكشف التحليل عن الواقع السياسي وسوء الأحوال السياسية وعلاقة الحاكم بالمحكوم والراعي بالرعية.
أيام الإخوان | الفلك | الإسلام | الأعياد الفلسفية | الصورة الإنسانية |
---|---|---|---|---|
الأول | الربيع | الفطر | الحمل | الصِّبا |
الثاني | الصيف | الأضحى | السرطان | الشباب |
الثالث | الخريف | الوداع | الميزان | الكهولة |
الرابع | الشتاء | القبض | الجدي | آخر العمر |
الطبيعة | المجتمع السياسي |
---|---|
الشمس | الملك |
الكواكب | الجنود والأعوان والرعية |
المريخ | صاحب الجيش |
المشتري | القاضي |
زحل | الخازن |
عطارد | الوزير والكاتب |
الزهرة | الخدم والجواري |
القمر | ولي العهد |
الكونيات | السياسيات |
---|---|
الأخلاق | الأقاليم |
البروج | البُلدان والسودان والحدود |
الوجوه | المدن |
الدرجات | القرى |
الدقائق | المحال والأسواق |
الثواني | المنازل والدكاكين |
الكواكب في البروج | الأرداج في الأجساد |
الكوكب في بيته | الرجل في بيته وعشيرته |
الكوكب في شرفه | الرجل في عزه وسلطانه |
الكوكب في مثلته | الرجل في منزله أو دكانه أو ضيعته |
الكوكب في وجهه | الرجل في زيِّه ولباسه |
الكوكب في حده | الرجل في خلقه وسجيته |
الكوكب في أوجهه | الرجل في أعلى مرتبته |
الكوكب في حيزه | الرجل في حاله اللائقة به وفي أصحابه ورفاقه |
الكوكب في وباله | الرجل المختلف (المتردد) المدبر |
الكوكب في غير حيزه | الرجل في حالٍ منكر |
الكوكب في برج لا حظ له فيه | الرجل الغريب في بلدةٍ غريبة |
الكوكب في هبوطه | الرجل الذليل المهين |
الكوكب في حضيضه | الوضيع الحال الساقطة عن مرتبته |
الكوكب تحت الشعاع | الرجل المحبوس |
المحترق | المريض |
الواقف | المتميز في أمره |
الراجع | العاصي المخالف |
السريع السير | المقبل الصحيح |
البطيء السير | الضعيف الذاهب القوة |
الكوكب في التشريق | الرجل النشيط |
الكوكب في التغريب | الرجل الهرِم |
الناظر | الطالع الذاهب نحو حاجته |
المتصرف | قاضي وطره |
المقترنات من الكواكب | القرينان من الناس |
الكوكب في الوتد | الرجل الحاضر للشيء الحاصل فيه |
مائل الوتد | الجائي المنتظر |
الزائل | الذاهب أو الغائب |
الكوكب في الطالع | المولود في الظهور أو الشيء في الكون |
الكوكب في الثاني | المنتظر الذي سيكون |
الكوكب في الثالث | الذاهب إلى لقاء الإخوان |
الكوكب في الرابع | الرجل في دار آبائه أو الشيء في معدنه |
الكوكب في الخامس | الرجل المستعد للتجارة أو الفرحان بما يرجو |
الكوكب في السادس | الهارب المنهزم المتعوب |
الكوكب في السابع | المُبارز المُنازع المُحارب |
الكوكب في الثامن | الخائف الوجل |
الكوكب في التاسع | المسافر الوحيد من الوطن الزائل من سلطانه |
الكوكب في العاشر | الرجل في عمله وسلطانه المعروف المشهور به |
الكوكب في الحادي عشر | الوادُّ المُوافق المُحب |
الكوكب في الثاني عشر | المحبوس الكاره لموضعه المُبغض لما هو فيه |