مصبات النيل: حسب عقيدة القدماء
لإحصاء هذه الجداول خطأ غير مقصود، وإن تناوله الناقلون خلفًا عن سلف منذ العصور الأولى،
وخلاصة القول أن مصبات النيل «أي جداوله» سبع، وممن سرى إلى رواياتهم الخطأ في إحصائها
الفيلسوف الشهير سنيك.
وقد قال المؤرخون القدماء أن مصبات النيل سبع، ويظهر أن مصباته الأصلية اثنان، وهما
الفرعان اللذان ينقسمان تحت مدينة القاهرة، ومنهما تفرع باقي المصبات في عهد الفراعنة،
توصلًا لإرواء المسافات الكبيرة التي كانت محرومة من الري والزرع، وباقتضاء العمران توسعوا
في الاستفادة من هذه الفروع، فتدفقت منها الخيرات على العباد والبلاد، وشكروا الأيدي
العاملة التي قامت بهذه المشروعات النافعة، والمصبان الطبيعيان المذكوران هما الكانوبي Canopique في الجهة الغربية، والبلوزي Pelissiane في الجهة الشرقية.
وقال هيردوت في كتابه الثاني الفصل ١٧ في القرن الرابع ق.م: «إن مصبات النيل من الجهة
الشرقية إلى الجهة الغربية من جهة البحر خمس، وهي: البلوزي Pelusiane والصعيدي Saitique والمنديزي Mendésique والسبنيتي Sebennytique والكانوبي Canopique.»
وقال سترابون في كتابه ١٧ الفصل الأول في القرن الأول ق.م: «إن مصبات النيل من الشرق
إلى
الغرب سبع وهي: البليزي والتانيتي Tanitique والمنديزي Mendésique، والفاتنيتي Phatnitique، والسبنيتي Sebennytique،
والبلبيتي Bolbitique والكانوبي.»
وقال ابن الحكم من علماء القرن الثالث للهجرة: «إن مصبات النيل سبع، ولم يتفق مع العلماء
إلا في العدد فقط، وهي: (١) بنها. (٢) الفيوم. (٣) ممفيس. (٤) سردوس. (٥) دمياط. (٦)
سخا. (٧)
إسكندرية.»