الليلة الثانية
زارني الروح الحائر في بطن الليل وفي يده مصباحه، فقال: إنني مُتعَب ولا أقوى الليلة على الحديث. قلت: لماذا؟ وهل تتعب الأرواح؟
قال: إن تعب الأرواح أشد من تعب الأجسام؛ لأننا نشعر بآلام لا تشعرون بها أنتم.
قلت: وكيف صار لك هذا التعب؟
قال: ألا تعلَم أنني لا أستقر على حال، وأنني أفتأ أضرب في الأرض شرقًا وغربًا أهبط السهول وأصعد في الجبال مستطلعًا أحوال العالَم؛ لعلِّي أجد حلًّا لبعض المسائل؟
قلت: لم أعلَم هذا من قبل.
قال: إنني قادم من بلاد قصِيَّة تسكنها أمة عجيبة اسمها أمة الهوز، ولم أكن وردتُها من قبل، ولكنَّنا في حالِنا الروحية أُوتينا علم الألسن البشرية، فرأيت جمعًا عظيمًا في سفح جبل عالٍ على ضفاف نهرٍ قديم، فدنَوت فإذا في القوم خطيب يخطُب، فاستمعتُ إلى قوله وقد وعيتُ معظمه.
فتوسَّلت إلى الروح الحائر أن يعيد على سمعي بعض ما سمع.
قال: قال الخطيب: أخذ بعض المصلحين من أفراد المجتمع الذي يُسَمَّى بالأمة الهوزية يُنهضون الهمم وينبهون العزائم؛ ليوقظوا قومًا مضت عليهم قرون وهم في سُكر لا يعقبه صحو، بل موت لا حياة بعده، وتبِعهم فريق من الناس يحسبون أن لهذه الأعمال الجسام أثرًا سوف يظهر في تلك الأجسام، ويعلِّلون أنفسهم بحياة قومية وبنهضة أمة تعيد مجد الأمة المرنية ويعلو نجمها؛ نجم الأمة الضرغمية، ولا يزال هؤلاء وأولئك في غيِّهم حتى يُسفر الحق ويزهق الباطل ويظهر للجماعتين أن معجزات الأنبياء وعجائب المرسَلين لا تفيد فيمن سُلبت منهم أسباب الحياة، وحينئذٍ يبدو لهم صدق قول القائل: لا يُصلح العطار ما أفسده الدهر.
ولا يسبقن إلى ذهن من يسمع هذا الكلام أنني أنطق بلسان الناقم أو الحاقد، إنما أنا أنطق بلسان الناصح المُوجِع، ومثلي كمثل ولدٍ علَّمه أبوه الطب ولحِق أباه مرض عتيد فاستدعاه وسأله رأيه، فقال له ما يعلم ويعتقد.
ولا يخطرن ببالكم أنني أقول هذا القول المُحزن جزافًا وأرمي حبل الكلام على غاربه، إنما أنا أقول ما أعتقد وأقرر ما أيَّد صدقَه لديَّ الاختبارُ، وقد ولَّد ذلك الاختبار في نفسي أدلة وبراهين يستحيل نقضُها ويصعب دحضها.
رأيت أن في الأمم الراقية أربع علامات لا تخلو منها أمة، وإن خلت من بعضها لا تخلو من معظمها، ويكون فيها جراثيم بعض تلك العلامات إن كان ذلك البعض خفيًّا.
العلامة الأولى: التضامن الجنسي، والثانية: ظهور أفراد لدى الشدائد والأزمات يُنيرون ظلمة الشك ويقضون على عوامل الضعف وينهضون بالأمة نهضة ممدوحة تستجدُّ بها ما فقدته في كَبْوتها، والعلامة الثالثة: تفاني قُوَّاد الرأي في المنفعة العامة وتلاشيهم في خدمة الأمة؛ وبعبارة أخرى موت عاطفة الأثرة من نفوسهم، والعلامة الرابعة: ظهور آثار النشوء والارتقاء في أفراد الأمة. تلك العلامات الأربع ما خلَتْ منها أمة إلا كان ذلك إيذانًا بموتها ودليلًا واضحًا على دنوِّ أجلها ودمارها.
أما العلامة الأولى، وهي التضامن الجنسي، فرابطة لا يُجْهَلُ نفعها؛ لأنني إذا لم تربطني بجاري رابطة غير الجوار كصُحبة متينة أو نفعٍ مشترك دائم لا يسوءني ما يسوءه ولا يسرني ما يسره إلا تظاهرًا ومجاملة، كذلك إذا لم تربطني بأبي رابطة سوى أنه أنفق عليَّ في طفولتي وسهر عليَّ في فتوَّتي؛ فلا يأتي يوم زوال تلك المنفعة إلا وهو لي كغيره من الرجال؛ إذن لا بدَّ من رابطة دمٍ ومبدأ وفكر، أو بعبارة أوضح رابطة تُشبه ما يربط أفراد الأسرة أو أسرات القبيلة، فإذا لم تكن هذه الرابطة في الأمة فلا يمكن أن يُوَفَّقَ بين أفرادها إلا ريثما تهدأ العاصفة.
وهذا مجموعنا، انظروا فيه حيثما شئتم، وافحصوه كيفما أردتم، لا ترَون به أثرًا لتلك الرابطة الجنسية، وقد قال لي أجنبي عاقل: لقد حاولت أن أَعُدَّ الشعوب والأمم التي تألَّف منها مجموع سكَّان الجمهورية البانجلوسية الكبرى، فأفلحتُ في ذلك، وحاولت مثل ذلك العمل في بلدكم فلم أُفلح. وقد صدق هذا القائل؛ فإن فينا من كل معنًى طربًا، بل تُوجد في الشخص الواحد آثار مائة أمة، وهذا راجع إلى أجداده وآبائه ومولده والوسط الذي عاش فيه والتربية التي نشأ عليها وطباعه الغريزية وأخلاقه التي اكتسبها، فإذا كان في الفرد كل تلك العجائب فما بالك بالمجموع؟!
هذه أمة هوز لا يُوجد فيها اثنان يتفقان على رأي واحد في أهم ما لديهم من المسائل، وإن اتفقا في الفروع اختلفا في الأصول، وليس هذا الاختلاف عجيبًا أو مُستغربًا، إنما هو نتيجة الاضطراب، وهيهات أن ينتج التعدُّد وحدة أو تلِد الفوضى نظامًا!
هذه الجمهورية البنجالوسية العظيمة مؤلَّفة من عنصرَين عظيمَين؛ الأول: عنصر معروف يربط أفراده الدين واللسان والطبع والمنفعة، وهو العنصر الغيصوني. والعنصر الثاني: خليط من أُمم أخرى آوى إلى رحاب العنصر الأول وألَّف على ممرِّ الزمن وتعاقب السنين عنصرًا جديدًا هو عنصر الدخلاء. ولما كان من نواميس الطبيعة الثابتة أنَّ الكل يجتذِب الجزء، كذلك تمكن العنصر الغيصوني بقوَّتِه من اجتذاب عنصر الدخلاء، فالتحما ووقف في حروب تلك الجمهورية الغيصوني إلى جانب الدرعي والإيطالي إلى جانب الإسباني واليوناني إلى جانب الزنجي، كلهم تحت لواء واحد وإمرة واحدة يدفعون عدوًّا واحدًا ويدافعون عن غرض واحد، أما نحن في هوز فهيهات أن يجمعنا ما هو أشدُّ من الموت.
أما العلامة الثانية وهي ظهور أفراد أشدَّاء لدى الأزمات والشدائد، فمثلها في الأمم كمثل السُّمِّ في الأفعى والقرن في الثور والأظفار في الأسد، فهذه قوى كامنة لا تُظهرها إلا الأخطار ولا تُخرجها من حيز السكون إلى حيز الحركة إلا الأهوال والمصائب، اصدَعْ أفعى تلذعك، وهِجْ غضب ثورٍ ينطحك، وغِظْ أسدًا يفترسك، كذلك الأمم الحيَّة إذا اغتَصبتَ حقوقها حاربتك، وإذا آلمتَها آلمتك، وإذا كان بينها وبينك ثأر لا تنساه وتثأر لنفسها، وإذا أردنا ضرب الأمثال قلبْنا صحف التاريخ رأينا ثمستوكل وديموستين في أثينا، وهنيبال في قرطاجنة، وقيصر وتراجان في رومة، ومحمد في بلاد العرب، وشارل مارتيل ونابليون في فرنسا، وكرومويل في إنكلترا، ووشنجتون في أمريكا، وبطرس الأكبر في روسيا، ومتسوهيتو في اليابان، وبيسمارك في ألمانيا، وغاريبلدى في إيطاليا، وكوشوت في النمسا؛ هؤلاء الأشخاص وغيرهم ممن أنهضوا الأمم ولمُّوا شعثها وأحيوا أمواتها وأعادوا لها قوتها، هم أسلحة الأمم، هم قرن تلك الشعوب وبراثنها، هم خلاصتها وزبدتها، فردُهم بأمة، وواحدهم بألوفٍ مؤلَّفة. خذ واحدًا من هؤلاء الأبطال وأمعن النظر في تاريخ نشأته ترَ أن فيه صفاتٍ شتَّى وقوى مختلفة وغرائز كثيرة لم تجتمع لغيره، وكلها مجتمعة في أُمَّته، هؤلاء هم روح جسم الأمة، وقد يظهر ذلك بأجلى وأعظم مظاهره إذا التقى اثنان منهم في ميدان، فقد التقتْ أمَّتان، فهما إذا تشابها فقد تشابَهَ شعبان، وإذا اقتتلا وفاز واحدٌ فقد فاز عنصر على عنصر وانتصر عضو من جسم الإنسانية على عضو آخر. ظهر كل بطل من هؤلاء الأبطال في وقتٍ بلغ فيه الضنك والضيق من الأمم مبلغها، فما هي إلا طرفة عين إلا انفرجت أزمتها وزالت مُصيبتها وحسُن طالعها وعلا نجمها، كلهم قاسَوا أهوالًا شدادًا وعاكسهم الزمان وقاومتهم أحوال لا عدد لها، ولكن كلهم خرج من ميدان الوغى منصورًا ظافرًا، وكلهم خطَّ على جبين الدهر اسمه بأحرُفٍ لا تزول. إنَّ موسى نبي بني إسرائيل وواحدُهم لمَّا أن عجز عن هديِهم وفشِل في إصلاح شئونهم أتى بمعجزةٍ أعجب عندي ممَّا يُقال عن قلب نظام الطبيعة باختراق البحر وإغراق فرعون وجنوده؛ هي أنه أطلق هؤلاء الضالِّين في وادي التيه وهو بينهم أربعين عامًا حتى مات شيوخُهم ونشأ منهم جيل بعد جيلٍ وشعب جديد لا يُشبِه الشعب القديم، ومات موسى كغيره وقد أثمر عملُه بعد موته، موسى بطل نفع قومَهُ بموته كما نفع محمد قومَه بحياته.
انظر إلى بلادنا واسْتَعِدْ تاريخها منذ أخنى الدهر على دَورها الأول، دور المجد الباذخ والعز الشامخ، فهل ترى فيها واحدًا من هؤلاء الأبطال؟ عجبًا أيُخْلَقُ ثور بلا قرن، ويُولَدُ أسدٌ بلا براثن؟! كلا، لا غرابة في الأمر ولا عجب، إنما هوز حيوان عجيب ليس له نوع يُعْرَفُ ولا جنس يُوصف، وقد يكون من فلتات الطبيعة، وإذا نَسينا ذلك الماضي ونظرنا إلى الحاضر فأين سلاحنا؟ إن أجنبيًّا أقامنا وأجنبيًّا أقعدَنا وأجنبيًّا أحيانا وآخر يُميتنا.
لقد ظهر فينا رجال في أشد أزماتنا، فكان مثلهم كمثل شبح والد همليت، يُنذر بالويلات ويشحذ الهمم إلى حين، ثم يعود فيصير أول المخذولين من قومه، وهم قوم يبوحون بالأسرار، ولا يطلبون بالثأر، ولا يفرُّون إذا لاح ضوء النهار. إننا اليوم وغدًا في أزمة من أشد الأزمات، وقد وقعت بنا نكبة من أفظع النكبات، فأين السُّمُّ الذي نقاوِم به؟ وأين القرن الذي نُهاجم به؛ قرننا؟ بل أين الذَّيل الذي نذبُّ به الحشراب والهوام؟
إنه من المستحيل أن يُناقض المرء نفسه، ولكن الإيغال في الحيرة يفقد المرء صوابه، وقد فقد الباحثون في أمر هذه الأمة صوابهم، وغاب عنهم رشدهم، وتسامح بعضهم فاستباح فرضًا مستحيلًا، وقال: لنفرضنَّ أن لهذه البقرة قرونًا، وأن بيننا رجالًا يعملون، فهل تمَّ فيهم الشرط الثالث وهو العلامة الثالثة؟ هل يتفانى قُوَّاد رأينا في المنفعة العامة؟ وهل يتلاشَون في خدمة الأمة؟
لو كان للتأكد ألفُ نوع لأكَّدت نفي ذلك الشرط وأنكرتُ تلك العلامة بِسائر أنواع التوكيد جميعًا.
أليس من العار أن يسجل المرء على نفسه عارًا لا يمحوه الدهر؟ أليس من نكَد الدنيا على المرء أن يرى في ذاته عيبًا وليس له من الإقرار به من مَفر؟ ولكن أليس الحق أحقَّ بأن يُتَّبع؟ أليس هذا الأمر من الجلاء بحيث لا يحتاج إلى بيان؟ أجل، إن الحقيقة مؤلمة، ولكن دواءها في الإقرار بها.
إن قادة رأينا هم الأشباح التي تروح وتغدو أمامنا، يخدعنا مظهرها ويحزننا مخبرها، إن تلك التماثيل ليست إلا آلات في يد مُحرك يحركها، ولا تظهر عيوبها كلها إلا بمحك الحوادث، وقد ظهرت تلك العيوب وبانت كحُفَر الجدري في وجه المُصاب فأغضَينا وتعامَينا وقلنا: هذا القُبح حُسن باهر، وذلك العَيب جمال ظاهر.
أيُّ لصٍّ دنيء ممن يُسمُّون نفوسهم بالباطل عظماء ورؤساء لا يسكن قصرًا فخمًا، ولا يركب عجلةً غالية، ولا يكنز الذهب، ولا يطير لبُّه وراء الرُّتَب؟! بل أي كلبٍ من تلك الكلاب الرجسة لا يَدعي غير ما يُبطن ويُظهر غير ما يُخفي؟ وأي فحلٍ من فحولنا لم تُغيِّره الأيام ولم تُبدِّله الحوادث؟ بل أي خنزيرٍ من تلك الخنازير لم يَقُلْ في سِرِّه إن لم يَقُلْ في جهره: «بعدي الطوفان؟»
تعسًا لك أيتها الأسلحة، فإنك لا تجرحين، وسُحقًا لك أيتها القرون، فأنت لا تنطحين، وا أسفاه عليك أيتها الأمة، فأنت بلا مُدافعٍ شجاع ولا حارس أمين.
أما العلامة الرابعة، وهي أُم تلك العلائم، وبُرهانها أقوى البراهين؛ وهي ظهور آثار النشوء والارتقاء في أفراد الأمة، والمقصود بتلك العلامة أن يكون الحفيد أرقى من الوالد، والوالد أرقى من الجد، وهذه العلامة مُشاهدة في الأُمَم الحية الراقية، فالمؤلِّف العظيم يُخلِّف مؤلفًا أعظم، والشاعر الكبير يلِد شاعرًا أكبر، والطبيب الماهر يمنح وطنه طبيبًا أحذقَ منه وأمهر، وليس من الشروط المهمة أن يكون الولد في حرفةِ أبيه إنما الشرط المهم أن يكون أرقى منه بأية حال، وأسباب ذلك راجعة إلى روح النشوء والارتقاء الظاهرة بأجلى مظاهرها في عناصر الطبيعة وفي حياة الإنسان منذ الخليقة إلى الآن، ولست أقصد بما ذكرت النوابغ الأفذاذ في كل أمة، فقد يرُد عليَّ منتقد بأن نابليون أخلف غلامًا ضعيفًا ضئيلًا، وأن فيكتور هيجو لم يلِد غلامًا ذكيًّا، وليس هذا ما أقصد؛ لأن هؤلاء كما ذكرتُ خلاصة الأمم، وهم أرقى ما وصلت إليه الطبيعة في خلْق الإنسان، فلا يُعْقَلُ أنها تخرُج عن حدِّها وتُنتج أعظم منهم وإلا كان ذلك الخلَف الأعظم هو المقصود بالذات، إنما أقصد عامة الأمة وأوساطها، وقد دلَّت التجارب والاختبار أن الأمم في إبَّان نهضتها تُنتج جيلًا أرقى من جيل، وكانت هذه النظرية من أصول حصر إرث المُلك في الولد الرشيد.
وهذه الأمة الهوزية قد دلَّت الخبرة فيها على عكس ذلك، فابن اليوم أقل من والده ذكاءً وأضعف جنانًا وخُلقًا وأمْيَل إلى الذلِّ وألصقُ بالجهل، وكذلك حال أبيه بالنسبة إلى جدِّه. وقد عرفتُ أسرةً عاشرتُ أفرادها فردًا فردًا، فإذا الجدُّ رياضي ماهر يحلُّ المُعضِل والمُشكل ولم يكن تعلَّم تعليمًا حديثًا، فلمَّا أخلف ولدًا لم يألُ جهدًا في تهذيبه أرقى تهذيب، فجاء الولد أضعفَ في فنِّهِ من والده، ثم أخلف هذا الولد ولدًا فلم يُهمِل شأنه وزاد على تربيته أنْ سيَّرَه على دربه وخرَّجه في حرفته بعد أن حاول أن يُعلِّمه غير عِلم، فلم يُفلح.
هذا قولي، قلتُه في ملأ منكم، مُعتقدًا أنني أقول الحق غير هيَّابٍ فيه اللوم والذم، ومن كان لديه قول ينقُضُه أو أدلة تُفنده فإنني أُصغي إليه وأنصحكم باتباع رأيه.
فرأيتُ في الجمع هرجًا ومرجًا، وصعدتْ أصواتهم إلى عنان السماء، وانبرى كثيرون إلى المنبر المنصوب، ولكن قد تولاني التعَب ونزل الحزن بنفسي ممَّا سمعت، فأسرعتُ عائدًا، فطفتُ في طريقي بجبالٍ شامخة ووديانٍ خصبة وأنهُرٍ عذبة.
قلت للروح الحائر: كيف تفسر هذا القول من مُصلحٍ واعظ يخطب في قومه فينعِيهم لأنفسهم ويرثيهم على مسمعٍ منهم؟ قال: أظنه أراد أن يُنهض هِمَمهم فعمد إلى الاستحثاث بالتخويف والاستنهاض بالوعيد. وأستودعك الله ليلتنا هذه، وموعدنا الليلة الثالثة.