الليلة السابعة
زارني الرُّوح الحائر، قال: «هل رأيتَ نرجسًا؟» قلت: «نعم، رأيتها.»
قال: «إنني اليوم حزين بقدْر حُزني أمس.»
قلت: «هذا يسوءُني، وماذا حدَث فزاد غمَّك؟» قال: «لقيتُ اليوم رُوح صديقٍ قديم.» قلت: «من هو؟» قال: «روح علي.» قلت: «ومن هو علي؟»
قال: إنه صديق عرفتُه في أيام الصِّبا، أيام كنتُ أمرح في نعيم الفتوة، وأسرح في وادٍ من الهناء، في تلك الأيام التي بدَّد الدهر أوصالها، إذ كان كلُّ كوكبٍ في نظري قمرًا، وكل زهرةٍ وردة، وكل مسرَّةٍ سعادة لا تنتهي، وكل كلمةٍ قيلت همسًا سرًّا لا يُنْسَى، وكل بسمة دليل إخلاصٍ أبدي.
هذه أيام الصِّبا التي ذهبت عني وولتْ كما ذهبتْ عن غيري من الأوائل والأواخر، فبكَتْها القلوب والنواظر ورَثاها كلُّ كاتبٍ وشاعر، واستعادها كلُّ شيخ هرِم، ولكنَّ قلب الشباب قاسٍ أصم، فلا يرقُّ لحالِ شاكٍ ولا يسمع صوت باكٍ، لا أبكي الشباب على الأرض ولا أستعيده فقد كانت همومه عندي أعظمَ من مسرَّاته، وحسناته أقلَّ من سيئاته، ولو لم يكن في الشباب من عيبٍ سوى حماقته وجهله لاستعذتُ منه بالشيخوخة والهرَم.
ولكن كان لديَّ أسطُرٌ في قرطاس كلَّما قلبتُ فيها أجفاني جادت عيوني باللؤلؤ الرطب على صديقٍ عرفتُه في الصبا، ذبُلت زهرتُه وذوَتْ نُضرته قبل أن أعرفه حقَّ المعرفة، مات هذا الصديق قبل أن أُدرك معنى الصداقة، وقبل أن أفقَهَ معنى الإخلاص، فلمَّا شببتُ وأدركتُ معناهما بكيتُهُ ولا أزال أبكيه، وقلت: لو اختار الإخلاص والصداقة شخصًا يسكنان قلبَه كان صاحبي ذلك الشخص.
كان صاحبي هذا عبدًا أسود، وأقول عبدًا مُفاخرًا؛ لأنني وجدتُ فيه حرًّا رفيع النفس عالي الهمَّة، ويا حبَّذا لو كان في الأحرار له مثيل!
كان لهذا العبد سيِّد، ونِعم العبد وبِئس السيد! وأظنُّه كان طبيبًا أتى بتلك الجوهرة السوداء من بلدٍ بأقصى النوبة، مُعظم أهله من العرَب.
روى لي صاحبي أنَّ أباه وأهلَه يملكون سُفنًا ولهم تجارة حسنة، وأنَّ الطبيب خدَعَه وسلَب لُبَّه وحَسَّن في نظره عيش المدنية، وكان قلبُه إذ ذاك قلبَ فتًى لا يُفرِّق بين الحق والباطل، ولا يُميِّز بين الصِّدق والكذِب، فبهرَه حُسن قول الطبيب، وفرَّ معه فرارًا رغم أنفِ أهلِه، وكانا في سفينةٍ من سُفن الجيش، فعجزوا عن ردِّه.
سافر علي مع هذا الطبيب وهو لم يبلُغ حدَّ الفتوَّة، ولكن جوانِحَه كانت تضمُّ نفسًا كبيرة وقلبًا كريمًا، وقد خاناه وغدرا به ولم يُحدِّثاه بما سوف يلقى من صنوف الشقاء وأنواع العذاب الأليم.
روى علي قال: «فلمَّا بلغْنا مصر عُنيَ الطبيب بتهذيبي وتعليمي لِما رآه فيَّ من الإقبال على العِلم والتفاني في طلبِه، وتركَني أسرح مع أطفاله، وعدَّني منهم، وكانت له زوجةٌ كريمة ترِقُّ لِحالي وترأف بي؛ فأحببتُها واتَّخذتُها بديلةً عن أُمي وأهلي، وتسلَّيتُ عن إخوتي بأبناء الطبيب، ولكنَّني ما أوشكتُ أن أبلُغ مبلغَ الصِّبا حتى تغيَّر الطبيب عليَّ، وكنتُ إذ ذاك أعمَلُ معه في فنِّ الكيمياء وأُعاونه في عملِه، فلم يكن لي همٌّ إلَّا تحليل العناصر وتجهيز أنواع الدواء وعمَل التجارب العلمية التي هدَتْني إليها كتُب عِلم الطبيعة. وكنتُ كلَّما تقدَّم سنِّي عامًا ازددتُ غمًّا وهمًّا لسببَين؛ الأول: أني كنتُ أرى نفسي في مَوضعٍ لا يليق بي، والثاني: لِما طرأ عليَّ من ضَعف البدَن عُقيب تغيير الطقس والمناخ. ولكنني كنتُ أُجاهد جهدي وأكافح ذَينك السببين، وأقضي وقتي في تعلُّم ما أهمل الطبيب تعليمي إيَّاه، حتى بلغتُ من الطب والكيمياء درجةً ارتحت إليها ورضيتُ بها، وعند ذلك شعرتُ بقليلٍ من راحة القلب؛ لأنَّ مكاني في بيت الطبيب كان مُبهمًا غامضًا؛ فلا أنا فرد من أفراد الأُسرة ألتجئ إليها إذا أرغمتْني الأيام، ولا أنا عبد أُباع وأُشرى كما تُباع الأنعام، ولا أنا حرٌّ مُطلَق أفعل ما أريد كغيري من الناس، سِيَما وقد نهاني الطبيب عشرة بنتٍ له كانت يافعةً وقد قطعْنا أمدَ الطفولة معًا، ودخلْنا باب الصِّبا جنبًا إلى جنب وخرجْنا من الصبا؛ هي إلى الشباب وأنا إلى الرجولة، فحجبَها الطبيب ونهاني عن عِشرتها فانتهيت، وأذكُر اليوم الذي دعاني فيه الطبيب إليه وقال لي: يا علي، آنَ لِزُبيدة أن تحتجِب، وآنَ لنا أن ننظُر في أمر تزويجها بِمَن هو كفؤ لها، فلا يجوز لك منذ اليوم أن تراها أو تُعاشرها. فأجبتُه بالرضا، ونفسي تكاد تحترق وقلبي يُوشك أن يُمَزَّق.
في هذا اليوم حصحص الحق وزهق الباطل، وعلمتُ أنني عبدٌ وأن زبيدة حُرَّة، وأنني لستُ كفئًا لها.
فلمَّا بلغتُ غايتي من الطبِّ والكيمياء شعرتُ بنسيم الحرية، وقلتُ في نفسي: لو لم أَلْقَ من الطبيب ما أودُّ تركتُه والتمستُ الرزق من مَورد غير مورِدِه، وهكذا أثَرُ العِلم يجعل العبد حرًّا.
وكنت أقضي زمني في قراءة الكتب ودرسها والتفكُّه بمطالعة قصص شتَّى، وأجد لذَّة كبرى في مُعالجة المرضى وتخفيف آلام الحزانى والمساكين، وكان لي في ذلك عزاء وسلوى، ولكنَّ قلبي لم يكن يستقرُّ على حال، ونفسي كأنها في وادي التيه هائمة.
وكلما كبرتُ سنةً شعرت بمطاليبَ وحاجاتٍ لم أكن أطلُبها، ولكن الطبيب كان كذلك يقسو قلبه شيئًا فشيئًا ويشتدُّ بأسُه عليَّ يومًا فيومًا، فإذا اشتهتْ نفسي أمرًا جديدًا حاربتُ الطبيب فيه فإذا انتصرتُ عليه نِلتُه بشقِّ الأنفس وإلَّا بقيتُ بدونه فكأنني أكسب حُريَّتي وأستعيد حقوقي المسلوبة شبرًا شبرًا.
وجاء يوم كان الناس فيه في عيدٍ لهم وليس لديَّ ما يَسترُني في أعيُنِهم، وكان المقدار من المال الذي أتقاضاه لا يسدُّ رمقًا ولا يستُر بدنًا؛ فالتمستُ منه زيادةً في الأجر وجزاءً على العمل، فخرج معي عن حدِّه، وعزَّ عليه أن يطلُب مسلوبٌ حقًّا، وقال لي: إنَّ حياتي دَين له عليَّ. فبُهِتُّ من سُوء فِعله، وقلتُ له: تلك العهود كيف تنساها؟ وتلك المواثيق كيف تخونها؟ ألستَ أنت الذي خطفْتَني من أهلي؟! ألستَ أنت الذي جئتَ بي من وطني؟! ألستَ أنت سالِب حريتي؟! ألستَ أنت مُسبِّب هواني ومذلَّتي؟! ألستَ أنت الذي استعبدْتَني وكنتُ حرًّا؟! ألست أنت الذي حرَمْتَني من أهلي ووطني؟! ثم عرَتْني نوبة عصبية فغاب صوابي وفقدتُ رُشدي، ولمَّا أفقتُ من غشيتي ونظرتُ في نفسي صحَّتْ عزيمتي على التحوُّل عن مكانِ الذُّل، فتحولتُ عنه، وذهبت أضرب في البلد طولًا وعرضًا حتى هداني الله إلى طبيبٍ آخر ارتضاني مُعينًا له على عمله.
ولكن صاحبي لامَني وعتب عليَّ واستغفر من ذنبه، ثم استعان بأصحابي وإخواني؛ فقبلتُ العودة إليه شريطة أن أنال ما طلبت، فوعدَني وعدًا مصريًّا.»
قال الروح الحائر: عرفت صاحبي فوجدتُ منه أدبًا عجيبًا دلَّ على طيب مَنبتِه، وميلًا للعِلم، ورأفةً بالضعاف، وإشفاقًا على المساكين، وكان حَسَن العشرة، لطيف الكلام، ذكيَّ الفؤاد، لم أسمَعْهُ ينطق بقولٍ مُنفر، وكنتُ أجلس إليه نقضي أويقات الفراغ في الحديث العذْب وقراءة الكتُب ومقارنة الأفكار والخواطر، وكان كذلك مَكمن سِرِّي وموضع ثقتي وإخلاصي، وكان يقص عليَّ ما حدث له مع أصدقائه من صنوف الوفاء والمحبة، وما كان يلقاه من بعضهم من الضرِّ والخديعة، وكان يبوح لي بحبه لزبيدة، وكانت تزوَّجَت، فيقول لي: كنتُ أحبُّها وأنا فتًى لا أعرِف الحب، فكانت إذا انصرفت إلى أمها بعد اللهو واللعب أُقبِّل مَواضع أقدامها من الأرض، وأضع أُذني على جدار حجرتها أسمع أنفاسها وهي تتردَّد في سواد الليل البهيم، فيدقُّ قلبي كلَّما تنفَّسَت، حتى إذا تنفَّس الصبح نهضتُ وأعدْنا ما كان بالأمس من سرور الطفولة وسعادتها، ولمَّا تزوَّجَت كان زوجها يأتي إليَّ، وهو يجهل ما بقلبي منها، ويقصُّ عليَّ أخبارها وما يشعُر به نحوها، وهو يظنُّ أنني جماد لا أحس، وإذا أحسستُ لا أفهم، وإذا فهمتُ لا أجسُر على الكلام، وقد صبرت في تلك الأيام صبرًا يدكُّ الجبال، ولكن ليس بعجيبٍ ممَّن اعتاد الأسْرَ والذلَّ في سائر صنوف العيش أن يحتمِلها في الحبِّ الطاهر. قال الروح الحائر: وقد دامت صداقتُنا نيفًا وثلاث سنين، ثم انتقلت من البلد الذي كنَّا فيه إلى آخَر لطلَب العِلم، وكنت أعود إليه في المواسم والأعياد، فكان عيدي لقاء علي، ولا عيد لديَّ سواه، فأُسرع إليه وأقصُّ عليه أخباري ويقصُّ عليَّ أخبارَه، وأُعطيه ما قرأتُ من الكتب ويُعطيني ما قرأ، ونعوِّض ما فاتنا في أيام البعد بمواصلة أوقات الصفاء على ضفَّة نهر أو في حقلٍ من الحقول، نُطالع كتابًا أو نتحدَّث في شأنٍ من الشئون، وفي عيدٍ من الأعياد عُدتُ إلى ذلك البلَد وأسرعتُ كعادتي إلى علي فلم أجِدْه في مكانه، فسألتُ عنه من يعرِف أخباره، فقال لي إنه ذهب ويعود، ثم قال لي إنه مريض. فظننتُ أنه يشكو داءً لا يزول. وإني لكذلك أرقُبُه وإذا بي أرى شبحًا قادمًا لا يَرى منه الرائي إلا عينَين برَّاقتين وعظامًا مُغشاة بجلدٍ أسود، وكان الطقس حارًّا، ولكن الشبح يتَّقي البرد بغطاءٍ من الصوف على كتفِه وصدره، فتبيَّنتُ القادم فإذا هو علي، فوجمْتُ لأول وهلة، ولكنني خشيتُ أن يهوله أمري فيحزن، ولكنه لما دنا منِّي لم أتمالك نفسي؛ فأجهشتُ في البكاء، فلمَّا رآني كذلك ابتسم واغرورقَتْ عيناه بالدموع في لحظة، فكان يضحك ويُلاطفني تارة، ويُكفكِفُ دمعَهُ تارةً أُخرى.
وجلسْنا صامتَين لا ننطق، وما زلنا كذلك حتى فكَّ هو طلسم السكوت بقوله: كيف حالك؟ إنني أسأل عنك، ولكنَّني لا أستطيع أن أكتُب لك. وكان في كل كلمةٍ يسعَلُ مرةً، وفي كل مرةٍ كأنه يقطع نِياط قلبه، ونظرتُ في عينَيه فإذا هما لا يستقرَّان على حالٍ من القلق كأنهما رُكِّبتا على زئبق، فقلتُ له: لعلَّ ضعفك يا صديقي يزول قريبًا. فقال باسمًا: هيهات أن يزول الداء قبل زوالي. فقلت: خفِّف عليك ولا تكن جزوعًا، ما هذا إلا ضَعفٌ ينقضي أمدُه.
قال: أُتريد تخدعني كما يخدَعُني الأطباء، وكما أخدَع نفسي؟ هذا سُلٌّ يخترِمني فإذا مِتُّ فاطلُب لي من الله الرحمة. قال هذا بثبات جأشٍ وسكون، وحاولتُ تخفيف مُصابه فلم أستطع؛ فصِرْنا نبكي ولا يجِفُّ الدمع، ولمَّا افترقنا أبى أن يعطيني يدَه وقال: إني أخشى عليك العدوى. وصممتُ أن أصافحه، وأقسَمَ ألَّا أبرَحَ المكان إلا بعدَ أن أُطهِّرَ كفِّي.
•••
كنتُ أزور عليًّا في مرضِهِ في كل يومٍ مرة، ولا حديث له إلا ذِكرى أهله وندَمِه على ما مضى منه في غروره وطَيشِهِ إذ أطاع صاحبه وخلَّى بلاده، ويودُّ لو يستطيع فيعود إلى وطنه. وكان يرثي نفسه بأبياتٍ نظمَها ويُنشِدُها بصوتٍ أجشَّ يقطَعُه عليه السعال والبكاء.
ثم جاء موعد سفري فلم ألقَهُ خشية ازدياد حُزنه؛ لأن نفسي كانت تُحدِّثني بأن لقاءنا سيكون آخِر لقاء، وعُدتُ بعد ذلك بأسبوعين وسألتُ عن صاحبي، فقيل لي: سافر. فقلت: وإلى أين؟ فقال مُخبري: إنه في بلدٍ بعيد. قلت: وأي بلدٍ لعلِّي أزوره فيه؟ قال: أتريد أن تقِف على الحقيقة؟ قلت: بلى، إنه مات؟! فقال: نعم.
فبكيتُ حتى أبكيتُ مُخبري، وقلت: هات حدِّثني كيف مات، فقال والبكاء يقطع حبل الكلام: بعد أن سافرتَ بثلاثة أيام ظهرتْ عليه علائم الصحَّة والقوة، وأراد أن يقضي ليلةً في بيت الطبيب كعادته القديمة، ولكن الطبيب كان حرَّم عليه دخول داره؛ خشية العدوى منذ اشتدَّت عليه وطأة الداء، فكان ينام تارةً في خانٍ وأخرى في غرفة حقيرة استأجرَها في أقصى البلد، ولمَّا أحسَّ بالصحة والقوة قصد دار الطبيب وقرَع الباب ففُتِح له، فلمَّا رآه الطبيب قال له: ما الذي جاء بك إلى هنا وأنت مريض بداءٍ مُعدٍ؟ أتريد أن يُصاب أولادي بما أنت مُصاب به؟! فقال له وهو تخنُقُه العبرات: أنا قويٌّ صحيح البدن. فقال الطبيب: إنك في منتهى الدور الثالث من أدوار السُّلِّ السريع، فاخرُج من بيتي. فقال له علي: أيها الرجل الظالِم القاسي، رُدَّ إليَّ حياتي فقد سلبتَها منِّي. وهجم على الطبيب، فصرَخ الجبان وقال: أأنت مجنون؟ ولكنَّ عليًّا خانته قدَماه فسقط على الأرض، فشُجَّ رأسه وطفح دمًا ولم يقُم من رقدته، ولكنه كان لا يزال حيًّا، وكان خدم الطبيب قد أسعفوه، فأمرَهم سيدهم بحمْل الميِّت الحي، فحملوه، وقال: اخرجوا به لوقتكم، فخرجوا به، وكان بجانب دار الطبيب بيت انقضَّت جدرانه وتهدَّم بُنيانه فوضعوه فيه، وأخذ الطبيب في تطهير ثيابه وأرض داره من دماء تلك الفريسة الإنسانية، وأوعز إلى رجال الحرس بنقل الميِّت الحي إلى غير هذا المكان، ولكن لم يوشكوا أن يبلُغوا المكان حتى كان عليٌّ جثةً خامدة.
•••
هذه ذكرى ذلك الصديق الذي باع حُريَّته ووطنه بثمنٍ بخس، فشراه الموت كذلك.
قلت: وكيف رأيتَ صديقك اليوم؟
قال: رأيتُ روحه كما كنتُ أراه في الأيام الأولى، ورأيته يصحَب روحًا جميلًا، فلمَّا تعارفنا توارى الرُّوح قليلًا فقال: أتعرِف روح من هذا؟ قلت: كلا. قال: إنه روح زبيدة خرجَتْ من العالَم الأرضي بعد أن خَرَجْتُ، وكنتُ أتطلَّب لقاءها فالتقَينا، ومرَّ بنا رُوح ذو لونٍ أغبر يسُوقُه جِنِّي في يده سَوط، فارتجف رُوح علي وقال: هذه هي روح والد زبيدة.
وقد لحقتْني غشيةٌ لدى هذا الحديث، فلمَّا أفقتُ كان الروح الحائر قد انصرف.