«وكر» راج خان!
توقَّفَت السيارة الجيب على مسافةٍ من المعبد، وقفز منها الشياطين ورقم «٣-ب» مقتربين بجوار المعبد … فشاهدوا عددًا كبيرًا من الناس يدخل إلى المعبد … فتساءلَت «هدى» في دهشة: لماذا يدخل الناس في هذا الوقت المتأخر؟
أجابها «زيني»: إن الليلة أحد أعياد «بوذا»، وتُقام فيه الصلوات داخل المعبد!
أحمد: هذا رائعٌ، كأن الأقدار تقف في صفِّنا … فهذا ما كنَّا نحتاجه بالفعل.
تساءل رقم «٣-ب» في قلق: ماذا تقصد؟
وانتحى «أحمد» برقم «٣-ب» في أحد الأركان، وراح يشرح ما يقصده … وبعد قليلٍ سأله: ما رأيك؟
أجاب «زيني»: إنها خطةٌ رائعة … ولكني أخشى عليكم.
أحمد: لا تخشَ شيئًا!
وأشار إلى بقية الشياطين قائلًا: هيَّا بنا.
اندفع الشياطين متسلِّلين إلى داخل المعبد من المكان الذي كانوا قد غادروا المعبد خلاله قبلًا … على حين بقيَ رقم «٣-ب» خارج المعبد في أحد الأركان ينظر في ساعته.
اندفع الشياطين إلى داخل القاعة الكبيرة تحت المعبد، واعترضهم ثلاثةٌ من الحراس، ولكن قبضات الشياطين وضرباتهم أرسلَت رجال العصابة الثلاثة إلى الغيبوبة، وفوجئ «راج خان» بالشياطين الأربعة، فحدَّق فيهم ذاهلًا وقال: كيف تمكنتم من الهرب من زنزانتكم والمجيء إلى هنا؟
أجابه «أحمد»: إن الشياطين لا تُوقفها الأبواب والزنازين … وقد جئنا لتسوية الحساب القديم الذي بيننا؛ فنحن نرغب في الحصول على كلِّ ما استوليتم عليه من ذهبٍ سابق يخصُّ بعضَ الدول العربية، ضحك «راج خان» ساخرًا، وقال: إنكم تبدون واثقين من أنفسكم إلى الدرجة التي تفرضون بها شروطكم. ولمعَت عيناه بالغضب الهائل وهو يقول: والآن سوف ألقِّنكم درسًا هائلًا.
ضغط على زرٍّ بجواره، فقال «عثمان» ساخرًا: لا فائدة من ذلك، فليس هناك أيُّ حراس سيأتون لحمايتك؛ فقد أرسلناهم جميعًا إلى الجحيم، فهذا هو مصير مَن يحاول اعتراض طريق الشياطين.
أحمد: أما رجال عصابتك الذين ذهبوا للحصول على الذهب، فقد أرسلناهم إلى مكانٍ آخر، سيبقَون فيه إلى الأبد … إنه جهنم … وقد حصلنا على الذهب الغارق.
غمغم «راج خان»: أنتم كاذبون … هذا مستحيل.
ألقى «أحمد» بنظرة إلى ساعته، وقال: سنُثبت لك أننا لم نكذب أبدًا … الآن.
في نفس اللحظة دوَّى صوتُ انفجار هائل بعيد … وبرغم بُعْدِ المكان؛ فقد كان صوت الانفجار الواضح هائلًا …
هتف «راج خان»: ما هذا الصوت … إنه انفجار.
أحمد: هذا صحيح، فهو انفجار قنبلة صغيرة تركناها داخل مخزن أسلحتك وقنابلك … ولا بد أنه تحوَّل الآن إلى شعلةٍ من الجحيم.
صاح «راج خان» في غضب هائل: أيها الملاعين.
والتقط مدفعًا رشاشًا من جواره وأطلق دفعة رصاص تجاه الشياطين، ولكنهم قفزوا في اللحظة المناسبة مبتعدين عن مرمى الرصاص، وبحركة بارعة، قفز «عثمان» في الهواء وسقط خلف «راج خان»، وأمسكه من الخلف بذراع حديدية …
اندفع إلى القاع عددٌ من رجال العصابة الذين جذبهم صوتُ الرصاص، ودارَت معركةٌ هائلة بين الفريقين … وراح «عثمان» يشدد ضغطَه فوق رقبة «راج خان»، وهو يسأله: من الأفضل أن تُخبرَنا بمكان بقية الذهب وإلا …
أجاب «راج خان» في صوتٍ مُتحشرج: إنه يقع في حجرة بالسرداب بأسفل، بعد صفِّ الزنازين مباشرةً.
عثمان: هذا حسن.
وفي نفس اللحظة كان الشياطين قد انتهَوا من معركتهم مع رجال العصابة، وسمعوا أصواتَ أقدامٍ كثيرة مهرولة وصيحات غاضبة، فقالت «هدى» في قلق: هل جاء مزيد من رجال العصابة؟
ابتسم «أحمد» في غموض قائلًا: بل جاء آخرون ليسوا من رجال العصابة بكل تأكيد.
واندفع إلى الداخل عددٌ كبير من المصلين وكهنة معبد بوذا ومعهم «٣-ب» الذي أشار نحو «راج خان» قائلًا: هذا هو المجرم الذي دنَّس معبدكم ويختفي بعيدًا عن عيون رجال الشرطة. اندفع المصلُّون والكهنة إلى «راج خان»، وراحوا يلطمونه بقسوة، ثم قيَّدوه مع كل رجال عصابته وحملوهم خارجًا إلى مركز الشرطة.
قال «عثمان»: لقد كانت خطةً رائعة يا «أحمد».
أحمد: مهما كان تواطؤ رجال الشرطة مع هذه العصابة، فإنهم أمام ثورة الجماهير لن يتوانَوا عن سَجْن «راج خان» وعصابته أعوامًا طويلة.
إلهام: فلنُسرع بالحصول على الذهب.