عصابة المخلب الأسود!
واندفع الشياطين إلى السرداب، وفي المكان الذي وصفه «راج خان» شاهدوا حجرةً ذات بابٍ مغلق، حطَّم الشياطين قُفْلَها بالرصاص، وما إن انفتح الباب حتى شاهدوا عددًا من الصناديق المليئة بالذهب المشغول الثمين، حملوها إلى الخارج، حتى امتلأَت بها السيارة الجيب … وقادها الشياطين مرةً أخرى تجاه الشاطئ.
أوقف «أحمد» السيارة، وقال «عثمان» متسائلًا: ما العمل الآن؟
إلهام: علينا إرسال رسالة عاجلة إلى رقم «صفر»؛ فنحن بحاجةٍ إلى إحدى السفن لننقل هذا الذهب إلى الخليج العربي.
هدى: ولكننا لا نملك جهاز إرسال.
أحمد: والوقت ليس في صالحنا؛ فربما يعترف «راج خان» بكل شيء للشرطة، فيحاولون مطاردتنا والحصول على الذهب.
هتف «زيني أمان»: إنني أمتلك جهاز إرسال واستقبال خاصًّا في منزلي، ولكن مداه صغير لا يتعدَّى حدود الهند.
أحمد: فلنحاول استخدامَه، فلعل هناك أعوانًا آخرين لرقم «صفر» يستطيعون مساعدتَنا ويوجدون قريبًا منا.
عثمان: علينا أن نقوم بإخفاء الذهب أولًا.
قام الشياطين بإخفاء بقية الذهب بجوار الصناديق الخمسة … واتجهوا إلى منزل «زيني أمان» الذي كان يقع في وسط نيودلهي، فوصلوه قرابة الفجر، وكانوا حسنِي الحظ … فقد التقط رسالتَهم أحدُ أعوان رقم «صفر»، الذي أجابهم قائلًا: لا تقلقوا فسوف تصل سفينةٌ خاصة إلى الشاطئ خلال ساعتين.
انتهى الاتصال، وقال «عثمان» مبتهجًا: إن رقم «صفر» رجلٌ رائع؛ فهو لا يترك شيئًا للظروف.
إلهام: من المؤكد أن هذه السفينة كانت تنتظر قريبًا منا دون أن ندري.
أحمد: والآن فلنَعُد إلى الشاطئ.
واتجهوا إلى السيارة الجيب التي انطلقَت تقطع بهم الطريق إلى منطقة الشاطئ والميناء مرة أخرى، وهناك كانت في انتظارهم سفينة خاصة، ما إن شاهد الشياطين الأربعة ركَّابَها حتى هتفوا من السرور والدهشة.
كان ركاب السفينة من الشياطين أيضًا، كانوا بقيةَ الشياطين وقد ارتدوا ملابس الملاحين والبحارة، تصافَحَ الفريقان في سرور، وقالت «إلهام»: هذه مفاجأة!
قال «قيس»: لقد طِرْنا خلفكم إلى «بومباي» حسب أوامر رقم «صفر»، وكانت التعليمات بألَّا نتدخل في الأمر إلا إذا تلقَّينا رسالةً منكم، وكنَّا بالطبع نعرف أن رقم «٣-ب» يمتلك جهاز إرسال، يمكنكم أن تبثُّوا منه رسالتكم، وقبلها كنَّا قد استعددنا باستئجار هذه السفينة؛ لتعود بنا مع الذهب إلى بلادنا.
خالد: كانت خطَّتُكم في إيقاع «راج خان» رائعة … فقد تأكدنا من تستُّر بعضِ رجال الشرطة عليه … ولولا هجوم الجماهير عليه وغضبها، ما وافق رجال الشرطة على حبسه وتقديمه للمحاكمة بتهمٍ عديدة، ستُلقِي به في السجن إلى نهاية عمره!
تساءلَت «هدى»: ولكن لماذا لم يُخبرونا بحقيقة شخصيتكم عندما تلقَّيتم رسالتنا؟
أجابَتها «زبيدة» ضاحكة: كانت المفاجأة ستضيع لو فعلنا ذلك.
قام الشياطين بنقل الذهب إلى السفينة …
وبعد قليلٍ كانت السفينة الكبيرة تأخذ طريقَها في قلب المحيط متجهةً إلى الخليج العربي، بعد أن أتمَّ الشياطين عملَهم بنجاح.
وقف رقم «٣-ب» يلوِّح للشياطين في سفينتهم، حتى غابوا عن عينَيه، ثم استدار عائدًا … لقد أتاح له الحظُّ أن يلتقيَ بأعجب المغامرين في العالم … وكانت سعادته تلك اللحظة تفوق كلَّ آلامه …