الجنس البشري في مَعرِض الأحياء
يُعدُّ تطوُّر الجنس البشري من أكثرِ المسائلِ العِلميةِ المثيرةِ للجدل، وإن كانت نظريةُ «داروين» في التطوُّرِ هي الأشهرَ في هذا المِضمار، غيرَ أنها لم تَحسمِ الأمر. لا شكَّ أن البحثَ عن المجهولِ يُثيرُ دائمًا مَلَكةَ الفضولِ وحُبَّ المعرفةِ لدى الإنسانِ بصفةٍ عامة، والباحثين والعلماءِ بصفةٍ خاصة؛ ومن هذا المنطلقِ شُغفَ الكثيرُ من الباحثين في عدةِ مجالاتٍ، كالطبِّ والاجتماعِ واللُّغات، بالبحثِ عن أصلِ الإنسانِ وكيفيةِ تطوُّرِه، سواءٌ في ذاتِه أو عند مقارَنتِه بغيرِه من الكائنات. من هذه الرغبةِ انطلقَ دكتورُ التشريحِ «أحمد البطراوي» ليُقدِّمَ للقارئِ العربيِّ رؤيتَه حول التطوُّرِ الإنساني، مستخدِمًا عِلمَ التشريحِ ليُقارِنَ بين الجنسِ البشريِّ وغيرِه من الكائنات، لا سيما القريبةُ الشبَهِ بالإنسانِ الحديث؛ «القِرَدةُ العُليا». ثم يَتعرضُ المؤلِّفُ للحديثِ عن سكانِ مِصرَ منذ عصرِ ما قبل التاريخِ حتى العصرِ الحديث، وعن نبوغِ «علم التشريح» لدى القدماءِ المِصريين ومقدارِ ما قدَّموه من تطوُّرٍ في هذا العِلم.