الألفاظ الملقمة: الألفاظ المشحونة (المفَخَّخَة)
Loaded words; prejudiced language; question-begging epithets
بواسطة الدعاية الذكية والمتواصلة يمكنك أن تحمل الناس على أن ترى الفردوسَ جحيمًا، والعكس أيضًا أن ترى أشقى أنماط الحياة على أنها النعيمُ المقيم.
«أنا» صارم … «أنتَ» عنيد … «هو» خنزيري الرأس.
***
- (١)
«ق» غير صادقة.
- (٢)
قائل «ق» يعرف أنها غير صادقة،
- (٣)
القائل يقصد أن يقول «ق»،
- (٤)
القائل يقصد أن يجعل المستمع يعتقد «ق».
صارم | عنيد |
واثق | متعجرف |
ودود | مداهِن |
مجامِل | متملِّق |
متساهل | متسيِّب |
سهو | إهمال |
كائن متعايش | طفيل |
مجتمعٌ نامٍ | مجتمع متخلف |
بدائي | همجي |
بسيط | ساذج |
يقول | يدَّعي |
مدقِّق | مُوسْوس |
ليست كل لغة مشحونة هي لغة مغالطة بالضرورة، وإلا لكان كثير من الدراسات، وكل الأدب والشعر، ركامًا من المغالطات! ونحن نريد، في حقيقة الأمر، أن نكون قادرين في بعض الأحيان أن نُسَخِّر الطاقات الانفعالية والخيالية للكلمات في خدمة الحقيقة، نريد أن نقول للقتلة الدمويين: أنتم سفاحون مجرمون، ولا نقول: أنتم حراس النظام الجديد ومبطلو الثورة المضادة! ونريد أن نقول للإرهابي: أنت أناني مشوَّش تتوهم حلًّا سحريًّا لمأزقك الوجودي وتُؤمِّن لنفسك مستقبلًا أخرويًّا على حساب غيرك. وأن نقول للمتزمتين: أنتم تغالبون ربكم، وتريدون إزالة اللون من لوحة الدنيا، وأن تجعلوا الحياة هامشًا سمجًا على متن الموت.
ما أتعسنا حقًّا لو تخلينا عن انفعالية اللغة وقصَصنا أجنحة الكلمات، وكم تَرِينُ البلادة على أحاديثنا لو أننا توخينا الحيادَ العلمي في كلِّ شيء، وبدلًا من أن نقول مع الشاعر (الشريف الرضي):
قلنا (وما أبْلَدَنا إذ نقول): وبقيت أدرك الأطلال بحاسة البصر، فلما أصبحت خارج مجالي البصري بدأت أستدعيها في الذاكرة.
ومهما يكن من شيءٍ فإن الألفاظ المشحونة كثيرًا ما تكون فخاخًا منطقية تدفع المرءَ إلى أن يقفز إلى استنتاجاتٍ تقويمية غير مشروعة، وتأتي المغالطة حين يستخدم المجادِلُ ألفاظًا مشحونةً بدلًا من الحجة، أو حين يتأثر المتلقي باللغة الملونة التي تغلَّف بها الحجة بدلًا من أن يلتفت إلى مناقب الحجة بحد ذاتها.
أمثلة
-
(١)
يَدَّعي السيد نبيل سالم أن التصدير سوف يؤدي إلى ارتفاع الأسعار. (لاحظ أن كلمة «يدعي» تفترض ضمنًا أن ما يقوله السيد نبيل كاذب أو باطل.)
-
(٢)
بديه أن يجدَ اقتراحُنا رفضًا من البيروقراطية الحكومية. (قارن: بديه أن يجد اقتراحنا رفضًا من مسئولي الحكومة.)
-
(٣)
كل عاقل في هذا البلد يعرف أن الإجراءات المُتخذة لا تصب في مصلحة المواطن. (لاحظ أن كلمة «عاقل» قد صادرت بصواب العبارة المطروحة.)
-
(٤)
مرة ثانية تُضبَط إنجلترا وهي تتملق الديكتاتوريات. (قارن: مرة ثانية نرى إنجلترا تَعمِد إلى أن تحتفظ بعلاقات ود مع الأنظمة المتشددة.)
-
(٥)
سرقت اسكتلندا هدفًا في الشوط الأول، ولكن إنجلترا في الشوط الثاني نشطت واستفاقت، وتُوِّجت جهودُها بهدف. (بوسعك بالطبع أن تتعرف على انتماء المعلِّق.)
-
(٦)
بوسع الجماهير أن تفرق بين رشاوى مرشحي العُمَّال وعربونات مرشحي المحافظين.
-
(٧)
ألستَ متأثرًا بالقضية العادلة التي يلهج بها ألوف المتظاهرين الواعين بالخارج؟
هيهات أن أنجرف بثُغاء حشدٍ من الغوغاء!
(١) النعوت المصادِرة على المطلوب
وصفوة القول أنَّ الحجة السديدة تتطلب أن يبذلَ المرءُ جهدًا واعيًا لكي يصوغَ حجتَه صياغة محايدة قدر المستطاع، بحيث تقف حجتُه على قدميها ولا تتوكأ على عكازاتٍ انفعالية وتقويمية مقحَمة عليها ومن غير جنسها.