السؤال المشحون (المركَّب)
loaded question (complex question)
سأل ألكسينس من إليس أحد الفلاسفة على سبيل السفسطة: «هل أقلعتَ عن ضرب أبيك؟» فما كان جواب الفيلسوف إلا أن قال: «لم أكن أضربه ولم أُقلِع!»
لا تُسلِّم بالأسئلة … حلِّل السؤال قبل أن تُجيب عليه.
درسُ الفلسفة هو كيف تسأل لا كيف تُجيب.
***
«هل توقَّفت عن ضرب زوجتك؟»
فأيًّا ما كان الجواب، نعم أو لا، فإن المجيب يعترف بالفرض المسبق وهو أنه كان في وقتٍ ما يضرب زوجته، حين يكون هذا الفرض المسبق كاذبًا أو غير مبرهن عليه يكون هذا مثالًا لمغالطة السؤال المركب أو الملغوم، إنه شَرَكٌ أو أحبولة؛ لأنه يُضيِّق على المُجيب نطاق الخيارات إلى صنف واحد من الإجابة المباشرة، أو عدد ضئيل من احتمالات الجواب المباشر من شأنها جميعًا أن تزعزع موقفَه في الحوار.
انظر أيضًا إلى هذا السؤال المفخخ:
«متى أقلعت عن تعاطي المخدرات؟»
- (١)
هل كنت تتعاطى المخدرات فيما مضى؟
- (٢)
وإذا كنتَ قد تعاطيتَ المخدرات فهل توقفتَ عن التعاطي؟
- (٣)
وإذا كنت قد توقفت عن التعاطي فمتى كان ذلك؟
والرد الذكي عندما يواجَه المرءُ بهذا السؤال الملغوم هو أن يُحلل مكوناته إلى أجزاء، ثم يُجيب عن السؤال المضمر الأول أو يناقشه أو يفنده، عندئذٍ يتبدد السؤال الصريح من تلقاء نفسه.
وقد يشتمل السؤال الواحد على عبارتين متَّصلتين بحرف عطف، كما لو كانتا مرتبطتين أو كانت إحداهما تستلزم الأخرى بالضرورة، بحيث يُتوقَّع من المُجيب أن يقبلهما معًا أو يرفضهما معًا، بينما إحداهما في حقيقة الأمر مقبولةٌ لديه والأخرى مرفوضة منه!
أمثلة
-
(١)
هل تؤيد خفض الضرائب وزيادةَ رفاهية الشعب؟
-
(٢)
هل أنت مع حرية المواطن وحقِّه في استخراج ترخيصٍ بحمل أسلحة؟
-
(٣)
هل تؤيد حريةَ السوق وترك الرخاء يعم كل أرجاء العالم؟
-
(٤)
هل تؤيد المادة ٧٦ التي تنص على حرية النشر وعلى حرية إبداء الرأي، وتحكم بالسجن لمدة لا تزيد عن السنتين على مَن ينشر قولًا يؤدي إلى البلبلة ويوقع الفُرقة بين شرائح المواطنين؟
-
(٥)
هل تؤيد زيادة مصروفات التعليم العام ورفع نوعيته ومستواه؟
-
(٦)
هل تريد أن تدرسَ الموسيقى وتضيعَ وقتك؟
-
(٧)
أنت تركت العمل وأوعزت إلى زملائك بالإضراب، حدث هذا أم لا؟
من البين أن السؤال هنا يتضمن عدة أمور ويطلب الرد بجواب واحد! والصورة المنطقية لهذا السؤال هي:
هل تريد (تعتقد/توافق/فعلت …) «أ» و«ب» (و«ج» و«د» …)؟
بينما يمكن للسؤال أن ينقسم إلى:
هل تريد «أ»؟ هل تريد «ب»؟ … إلخ.
•••