الفصل الثاني
مغالطة المنشأ
genetic fallacy; damning the origins
الحكمةُ ضالة المؤمن، أنَّى وجدها فإنه أحَقُّ بها.
حديث شريف
خذ الحكمة ولا يضُرَّكَ من أيِّ وعاءٍ خرجَت.
حديث شريف
وإن تكن تَغْلِب الغَلْباءُ عنصرَها
فإن في الخمر معنى ليس في العنبِ
المتنبي
تُولَد الفكرة،
تنهضُ على أرجلها الخاصة،
تَتَوكَّأُ على ذاتها،
وتغادر بيتَ أبيها،
ولا تعود تسقط بسقوطهِ،
أو تَنْجَرحُ بانجراحِه.
***
قوة الفكرة لا تكمن في الأصل الذي يَنْمِيها بل في المنطق الذي يُزكِّيها.
وصواب الفكرة لا يحدده مَصْدَرُها الذي منه أَتَت بل الدليلُ الذي إليه تستند.
ثمةَ فرقٌ بين السبب الذي يجعل الناس تعتقد في شيءٍ ما ratio
credentis وبين السبب الذي يجعل هذا الشيء حقًّا أو صوابًا
ratio veritatis.
في أمثل الأحوال يكون الحق مبررًا للاعتقاد، غير أنه لا يَندُرُ أن تنعكس الآية ويستخدم
المرء مصدرَ اعتقاده (مَرَدَّه وأصله ومنشأه) كما لو كان دليلًا على صدق هذا الاعتقاد،
فيقبل الشيءَ أو يرفضه بحسب أصل هذا الشيء ومصدره، وموقع ذلك من نفسه بين القبول والرفض،
هنالك يكون قد «خرج عن الموضوع» وتنكَّب «الصلة» relevance
ووقع في خطأ منطقي عتيد يطلق عليه «المغالطة
المنشئية» genetic fallacy.
قد تُعدُّ المغالطة المنشئية ضربًا من «البخل» المعرفي أو الذهني، فالبحث والتقصي
لمعرفة
التبرير المنطقي لاعتقادٍ ما قد يكون مرهقًا ويتطلب وقتًا وجهدًا سخيًّا، ونحن قلما نسخو
بالطاقة الذهنية عندما تتوافر لدينا خياراتٌ أقل كلفة، من ذلك أن ننظر في أصل الاعتقاد
ونتخذه معيارًا لتقدير نصيبه من الصدق، لعلنا قد تَبَنَّينا هذا اللون من الاقتصاد الذهني
عبر تطورنا النوعي؛ لأنه يسعفنا في أحيان كثيرة، وبخاصةً عندما يكون الاستقصاء الدقيق
بطيئًا بدرجة خطرة، غير أنَّ علينا أن نعترف أن هذه الآلية وإن تكن مُعِينةً على البقاء
فهي
ليست أوثق الطرق لاكتشاف الحقيقة.
بالإنسان إذن ولعٌ متأصل بمعرفة مصدر الحجة، وقلَّما يُولي الناسُ ثقتَهم بآراء جاءت
من
مصدر يمقتونه، بغض النظر عن المزايا الفعلية لهذه الآراء نفسها، وكأنهم يقولون: فلتذهبْ
هذه
الآراء إلى الجحيم مع أصحابها؛ ربما لذلك تُسمَّى هذه المغالطة أحيانًا
damning the origin (لَعْن المصدر أو الأصل)، يتناسَى
هؤلاء أن الحجة إنما تنهض على أرجلها الخاصة وتستند إلى معايير صدقها وتقف بمعزل عن أصلها
ولا تَستقِي منه قوةً ولا ضعفًا.
تجد هذه الآلية الفكرية مرتعًا خصيبًا في عالم الأفكار الرائجة والصيحات الفكرية
السائدة،
فيكفي أن تجلس في جَمْع من أدعياء الثقافة وتقول «هكذا قال رولان بارت أو جاك دريدا.»
أو
«هكذا يذهب تيار ما بعد الحداثة.» لكي يحظى قولُك بالإكبار والإعجاب، كذلك حين تأتي
التزكيةُ للفكرة، أو للعمل، من مصدرٍ ذي مكانةٍ واعتبار فلا تُدرَك وجاهتُها إلا منعكسةً
من
وجاهة المصدر، كأنَّما تستعيرُ منه الهيبة والجدارة، يُذكَر أن طاغور عندما أُسندت إليه
جائزة نوبل تَنادى قومُه لتكريمه والاحتفال به، فقال في شيء من الاستهانة والازدراء «إنهم
يُكرِّمون التكريم!» أي إنهم لم يَفْطِنوا إلى قيمته من قبل، وإنما جاءوا لتكريمه بعد
أن
جاءته جائزة نوبل.
١
وفي محاورة فايدروس لأفلاطون يُبيِّن سقراط حجة معينة باختراع أسطورة صغيرة عن المصريين
القدماء، فيرد عليه فايدروس بقوله: إن بوسع سقراط بطبيعة الحال أن يخترع قصصًا عن المصريين
القدماء أو عن أي مكان يشاء، عندئذٍ يرد سقراط على هذا النقد باختراع أسطورة إضافية:
يُرْوَى أن أولى النبوءات قد صدرت عن شجرة بلوط في محراب زيوس في دودونا، ولم يكن
الناس قديمًا في بساطتهم على شاكلتكم معاشر الشباب في فلسفتكم، بل كانوا لا
يستنكفون أن يسمعوا الحقيقة ولو من شجرة بلوط أو صخرة، فبِحَسْبِهم أنها الحقيقة،
أما أنت فلا تقنع فيما يبدو بما إذا كان شيءٌ ما حقًّا أم لا، بل يعنيك مَن القائل
ومن أي بلاد تأتي الرواية.
في هذه الفقرة يذكرنا سقراط بأن ما تعنينا معرفته عن عبارة معينة هو ما إذا كانت حقًّا
أم
باطلًا، أما المصدر الذي جاءت منه العبارة، سواء كان شجرة أو صخرة أو أسطورة مصطنعة خصيصًا،
فأمرٌ خارج عن الموضوع.
وفي كتابه «النقد الفني» يصوغ جيروم ستولنيتز المغالطة المنشئية (مغالطة الأصل) صياغةً
محكمة فيقول:
وبالاختصار فإن منشأ «س» شيء، و«س» ذاتها شيء آخر، وما إن تبدأ «س» في الوجود حتى تصبح
لها حياةٌ خاصة بها، إن جاز التعبير، وسوف يصبح لها — شأنها شأن النظرية أو الكائن
البشري — تركيب وقيمة، وتدخل في علاقات مع الأشياء الأخرى، لا يمكن فهمها تمامًا من
خلال أصلها الأول، فلا بُدَّ لنا من دراسة هذه السمات لكي نعرف كُنهها.
٢
أمثلة
-
«إن مستشار ألمانيا الحالي كان طفلًا في الثالثة عندما كان هتلر في السلطة،
وبالنظر إلى هذه الخلفية فإن خطة «الإصلاح» التي يقدمها ستكون برنامجًا نازيًّا
بالضرورة.»
-
«كيف تسمح لنفسك أن تتخذ خاتم زواج (دبلة) وأنت تعلم أن هذا الرمز يعود إلى
أصول بدائية همجية، عندما كانت المرأة تُسلسل من أعقابها بعقال، كالدواب
المملوكة؛ حتى لا تفر من زوجها؟!»
-
«إن هذا الدواء مستمَد من نباتٍ سام، فهو إذن سيضر بي أشد الضرر إذا أنا
استعملته، حتى لو كان طبيبي ينصحني بذلك.» (الخطأ هنا هو في الانتقال غير
المشروع من أصل الدواء «النبات السام» إلى استنتاج أنه سام بالضرورة في أي شكل
وأي موقف.)
-
«اليوجينيا (تحسين النسل) eugenics علمٌ ضار
على نحوٍ مطلق، والعبث بالجينات عملٌ فاشي نازي، هكذا كان هتلر يحاول من قبل،
فكيف نمضي في شيءٍ بدأه شخص مثل هتلر؟!»
(١) مصدر النظرية العلمية
ويُلح فيلسوف العلم كارل بوبر في غير موضع من كتاباته على أن مصدر النظرية العلمية
هو
أمرٌ لا صلة له البتة بوضعها العلمي، أي بتحديد ما إذا كانت النظرية علمية أم لا،
فالنظرية لا تكون علمية ما لم تكن «قابلة
للتكذيب» Falsifiable، يستوي في ذلك أن تكون النظرية قد جاءت من المختبر أو من
نفحة إلهام، بالطبع قد تكون إحدى الطرق أكثر خصوبة من غيرها كوسيلة لإنتاج نظريات
أصيلة، ولكن هذا لا علاقة له بالسؤال عما إذا كانت عبارة ما هي عبارة علمية أم غير
علمية، ولا علاقة لها بالسؤال عن مدى أصالتها العلمية إن كانت عبارة علمية، ليست هناك
طريقة آلية يمكن بها للعلم أن يحقق تقدمًا، وبوبر في ذلك يرخي العنان للتأمل الخيالي
الجريء، فالعلم ليس أقل احتياجًا للخيال من أيِّ فن آخر من الفنون، وفي معرِض نقده
لفرويد لم يأخذ عليه طريقته في الكشف ولم يعرض لهذا الأمر قط، فهو لا يعنيه مصدر
النظرية بل يعنيه منطق الاختبار، وهو لا يسأل العالِم من أين جاء بنظريته بل يسأله عما
أَعَدَّ لها من اختباراتٍ قاسية، وقد لاحظ أينشتين من قبل أنه بينما يمكن للنظرية أن
تُختبر بالبينة evidence فليس هناك طريقٌ من البينة
إلى النظرية! ويُظْهِرنا تاريخ الممارسة العلمية على أن الاقتحامات الكبرى في العلم
تأتي عن طريق الحدس، ثمة دائمًا قفزة إبداعية تتجاوز المعلومات المتاحة وتضيف إليها
شيئًا ما مستجدًّا، وأحيانًا ما تأتي ومضة الاستضاءة من الأحلام بالمعنى الحرفي!
أحيانًا ما يحلم العلماء نظرياتهم حلمًا! وفي كتابهما «الإبداعية العالية: تحرير
اللاوعي من أجل انطلاق الاستبصارات» يعرض وليز هارمن وهوارد راينجولد عددًا هائلًا من
الأحلام العلمية، مثل: حلم كيكوليه بِبِنية حلقة البنزين إذ رأى في منامه أفعى تعض
ذيلها (وقيل عدة أفاعٍ تعض كل واحدة ذيل تاليتها)، وحلم نيلز بور بالنظام الشمسي كنموذج
للذرات، وحلم ديمتري مندليف بالجدول الدوري للعناصر، لا لم يكن مصدرُ النظرية مما يعني
بوبر من قريب أو بعيد، فلتأتِ النظرية من حيث تأتي، المهم أن تكون علمًا، أي قولًا يحمل
نبأ عن العالم المحدد الذي وُجدنا فيه، ويحمل في تضاعيفه تنبؤات قابلة للاختبار.
٣
ويُذْكَر أن نظرية التطور خطرت لألفرد والاس بينما كان في حالة هذيان delirium، ومن الأحاديث الشهيرة ما يؤثَر عن أرشيميدس من
أنه توصل إلى مبدأ الثقل النوعي وقانون الطفو (الإزاحة) بينما كان يغتسل، فقفز من
الحمام صائحًا «وجدتها!» Eureka!.
(١-١) منشأ الدولة عند هوبز
ذهب هوبز إلى أن أصل الدولة يرجع إلى العداوة والمنازعات المستمرة بين أشخاص
أنانيين، يعيشون خارج نطاق أي نظام اجتماعي، وأن الدولة تنشأ من محاولة الحد من هذه
العداوات، ولكن حتى لو صح هذا، لما كان تفسيرًا بالضرورة لطبيعة الدولة في الوقت
الراهن، فمن الممكن أن تتجاوز الدولة نطاق وظيفتها الأصلية، وتضع لنفسها أهدافًا
مختلفة كل الاختلاف، وتركيبًا من نوعٍ آخر، وعندئذٍ لا يمكننا القول إنَّ من طبيعة
الدولة ذاتها أن تقوم بالقمع والتنظيم، فمن الممكن أن يكون تبرير سلطتها مختلفًا كل
الاختلاف عما تصوره هوبز، الذي انتهى إلى موقفه هذا استدلالًا من وصفه «المنشئي»
genetic.
٤
(١-٢) منشأ العمل الفني
في مجال تذوق الأعمال الفنية، وتفسيرها وتقييمها، نكون عُرضة بصفة خاصة لارتكاب
المغالطة المنشئية، وذلك حين نتجه باهتمامنا كله إلى حياة الفنان وشخصيته وسيرته
الذاتية، ونظن أننا بذلك نقارب العملَ مقاربةً فنية جمالية، بينما نحن نبتعد عن
عالم الفن بقدر ما نلج في عالم الفنان الشخصي ومفردات حياته، ليس ما يهمنا، من وجهة
النظر الجمالية، هو تاريخ العمل وظروف نشأته، وإنما العمل ذاته، واقفًا على قدميه،
قد يتمكن الباحث الفرويدي، على سبيل المثال من أن يُبيِّن كيف دخل التخييل في العمل
ذاته، غير أن هذا لا يؤدي في ذاته إلى تفسير قيمة العمل، فالعمل ليس مجرد تخييل،
وإنما هو تخييل صِيغَ وشُكِّلَ في بناءٍ فني وباستخدام وسائل فنية، وهو قد أصبح
جزءًا لا يتجزَّأ من نموذجٍ من الألوان أو الأصوات أو الكلمات، فعلينا ألا ننسى
أبدًا عناصر العمل التي تجعله على ما هو عليه في طبيعته الباطنة.
٥
كذلك يمكن أن يؤثر نوعٌ متشابه تمامًا من الإحباط (على مذهب فرويد) في فنانين
مختلفين، وقد يتخيلان إشباعًا بديلًا من نوع مماثل إلى حد بعيد، ومع ذلك فإن
الأعمال التي يبدعانها قد تكون مختلفة تمامًا من حيث القيمة، فيكون أحدُهما ضئيل
القيمة والآخر عظيمًا، وعندئذٍ يكون ذلك راجعًا إلى عوامل مثل الجاذبية لا يمكن أن
توجد إلا في العمل الفني، لا في منشئه.
وما إن نفهم المغالطة المنشئية حتى يصبح كلامنا وتفكيرنا أشد حذرًا ودقة، إذ إن
هذا الفهم يجعلنا نحذر الاستدلالات المتسرعة، غير النقدية، من حياة الفنان عن طبيعة
عمله، فليس في وسعنا أن نفترض بسهولة أن كون الفنان في حالة نفسية معينة في وقت
الخلق الفني يؤدي بالضرورة إلى انعكاس هذه الحالة النفسية على العمل، ذلك أن للعمل
طابعًا خاصًّا به، بل إن هناك في الواقع فارقًا هائلًا بين الحالة النفسية التي
تشيع في العمل، وبين حالة الفنان في وقت خلقه لهذا العمل، من ذلك أن السيمفونية
الثانية البهيجة لبتهوفن كُتِبت في وقتٍ كان يُعاني فيه ألمًا شخصيًّا مبرحًا، ومن
ذلك أيضًا شهادة تشايكوفسكي الشخصية إذ يقول: «إن العمل الذي يُؤلَّف في أسعد
الظروف قد يصطبغ بألوان قاتمة كئيبة.»
٦ وهناك شهادة أخرى لكاتبة أمريكية كبيرة هي كاترين آن بورتر، تفرق
بدورها بين الحالة النفسية للخلق وبين العمل الفني، فتقول: «ليس في وسعي أن أقول لك
ما الذي يضفي على العمل حرارة حقيقية … إنها ليست متعلقة بما تشعر به في أية لحظة
بعينها، وليست قطعًا متعلقة بما تشعر به لحظة الكتابة، وربما كان البرود هو أنسب
الحالات لذلك، في معظم الأحيان.»
كذلك ينبغي تجنب مغالطة الأصل عندما يكون العامل المنشئ اجتماعيًّا لا شخصيًّا،
مثال ذلك أن كثيرًا من موضوعات الفن البدائي التي نضعها في المتاحف كانت في الأصل
تُستخدم لأغراض عملية، فهذه الأواني والملاعق والأوعية كانت من قبل موضوعات عادية
تُستخدم في الحياة اليومية، ومع ذلك لا يمكننا القول إن النظر إليها بطريقة جمالية،
بدلًا من الطريقة العملية، ينطوي على تشويه لطبيعتها الحقة، ففي هذا القول خلط بين
الموضوع، الذي يمكن النظر إليه على أنحاء شتى، وبين منشئه.
٧
(١-٣) المنشأ السيكولوجي (والاجتماعي) للأفكار
ليس هناك أدنى شك في أنَّ العوامل الاجتماعية والنفسية ضالعة في نشأة الأفكار
والمذاهب، وأنَّ فهم هذه العوامل هو شرط لا بُدَّ منه لفهم هذه المذاهب وتقييمها،
وقد دَبَّج «فيلسوف القرن» برتراند رَسِل سِفرًا ضخمًا في تاريخ الفلسفة أسماه:
«تاريخ الفلسفة الغربية: وصلته بالظروف السياسية والاجتماعية منذ أقدم العصور إلى
اليوم» (نعني أنه عرَفَ صلة هذه الظروف بفكر الفلاسفة، ولا نعني أنه اقتصر
عليها).
غير أنَّ الاقتصار على تقييم الأفكار وفقًا للظروف الاجتماعية التي اكتنفتها
والدوافع السيكولوجية التي أوقدتها، والاكتفاء بتحليل هذه الدوافع كبدليل عن تناول
الحجج ذاتها — يُعَد سقوطًا مزريًا في المغالطة المنشئية، فإذا أمكن لعلم النفس أن
يكشف شيئًا من الآليات السيكولوجية التي كانت تعتمل بنفس المفكر وهو يبدع مذهبه،
فإنه يقف أعزلَ أمام البناء الاستنباطي للمذهب والنسيج المنطقي للأفكار، فإذا ما
نزغ له مبحثه السيكولوجي أن يُعْمِل أدواته ومقولاته في تلك الأقاليم المنطقية فإنه
يَهزِل ويهتر، ويُغرِب ويغترب، ويقع في «خطأ
مقولي»
category mistake٨ فاضح فيصف الشيء بما لا يوصف به!
هذا ما يمكن أن يحدث في أمثل الأحوال ومع أعتى علماء النفس وأفقههم، أما ما يحدث
في الواقع الفعلي ويُغْثِينَا كلَّ يوم في الجرائد والكتب والدوريات ووسائل الإعلام
فهو ضرب من «السيكولوجيا الشعبية» pop psychology
الركيكة التي ترتجل الديناميات النفسية ارتجالًا وتكتفي لتفنيد الفكرة بإلصاق دوافع
سلبية لا دليل عليها، بَلْه أن تكون دليلًا على خطأ الفكرة.
-
فهذا معارضٌ للحكومة لأنه عانى في طفولته من علاقات متعسرة مع والديه
أدَّت به إلى صعوبة في تَقَبُّل السلطة، وفي تقبل كل «صورة والديه» parental figure!
-
وهذا نشأ في أسرة مفككة، أو أسرة مُعدَمة، أو أسرة ثرية بورجوازية،
وهذا تَعَرَّض للإيذاء في طفولته الباكرة، وهذا أفرط أبواه في تدليله
(أو تكديره)، وهذا كان أبوه قاسيًا (أو لَيِّنًا) … إلخ.
ومهما تكن أوضاع الخصم فلن تعدم أن تقيِّض له دوافع سيكولوجية تُوظف لتقويض
فكرته!