ذَنْبٌ بالتداعي
يقع المرء في هذه المغالطة حين يذهب إلى أن رأيًا ما هو باطلٌ بالضرورة بالنظر إلى معتنقيه، أو أن دعوى معينة هي كاذبةٌ لا لشيءٍ إلا لأن أناسًا يبغَضُهم يقبلونها ويأخذون بها، فيعمد إلى رفض الدعوى؛ لأنَّها «مرتبطةٌ» في ذهنه بما لا يحب.
يتخذ هذا الاستدلالُ الصورةَ التالية:
من الثابت أن أناسًا (أنظمة، جماعات، …) يبغضهم الشخص «س» يقبلون الدعوى «ص»؛
إذن «ص» كاذبة.
غنيٌّ عن البيان أن هذا استدلالٌ خاطئٌ فاحش الخطأ: إن نفور المرء من أن يُقرن بمن يبغضهم هو أمرٌ سيكولوجي لا دخل له بصدق القضايا، ولا يُبرِّر رفض أي دعوى، إن سَفِلَة الناس يعتقدون (شأنهم شأن عليتهم) بكروية الأرض فهل ينال ذلك من هذه الحقيقة؟! أو هل ينبغي أن يسُوءنا الاقتران بهم حين نعتقد في هذا الأمر اعتقادَهم؟!
وهو قياسٌ خاطئٌ صوريًّا، وكثير من الأمثلة الأخرى لمغالطة «ذنب بالتداعي» تقع في نفس الخطأ.
أمثلة أخرى
-
(١)
كان النازيون دعاةً ﻟ «اليوجينيا» (تحسين النسل) eugenics؛
إذن لا بُدَّ من أن يكون تحسين النسل شرًّا مستطيرًا.
-
(٢)
كان هتلر نباتيًّا vegetarian؛
إذن النباتية إثمٌ ينبغي اجتنابه.
-
(٣)
كيف تؤيد ملكية الدولة للصناعات الحيوية؟ ألا تعلم أن ستالين أيضًا كان يفعل ذلك؟
-
(٤)
كيف تضيف الثوم إلى الثريد (الفَتَّة)؟ ألا تعلم أن اليهود أيضًا يفعلون ذلك؟
-
(٥)
لن أُصَوِّت أبدًا للدكتور حسان لعِمادة الكلية، أعرف أنه أجدرُ المرشحين وأكثرهم كفاءةً ونزاهة، ولكني أعرف أيضًا أن الخنزيرين سلمان ومؤنس يؤيِّدانه ويُصوِّتان له.