الفصل السادس والعشرون
مغالطة التأثيل
etymological fallacy
ثمة اعتقادٌ خاطئ يَقِر في أذهان الكثيرين مفاده أن المعنى الحقيقي لأي كلمة يجب
أن
يُلتمَس في الأصل التاريخي الذي أتت منه الكلمة، أو ما يُسمى في اللسانيات بالإتيمولوجيا
أو
«التأثيل»
etymology، «والتعريف اليوناني لكلمة
إتيمولوجيا يوضح هذا المفهوم: فهو تَفَتُّح الكلمات الذي من خلاله تبدو معانيها الأصلية
جلية»،
١ هذا الاعتقاد بأن المعنى كلَّه قابعٌ في أصل اللفظة هو اعتقاد خاطئ فيه تبسيطٌ
مفرِط لطبيعة اللغة ومنشئها وقوانينها المسيِّرة:
- (١)
من ذلك أن كلمة «فنان» تأتي من كلمة «فن» وهو اللون (في لسان العرب: قال أبو
منصور واحدُ الأفنان إذا أردت بها الألوان فن)، قد تُلقي هذه المعلومة ضوءًا ما
على استخدامنا الحديث لكلمة «فن» وكلمة «فنان»، غير أنه ضوءٌ شحيحٌ واهنٌ لا
يُغني كثير غناء في دراستنا لمعنى الفن وفلسفته وتجلياته وتذوقه وتقويمه
ووظيفته في الزمن المعاصر والأزمنة السالفة.
- (٢)
وليس ما يمنع أن ينبري متحذلقٌ بتسفيه كلِّ أدبٍ شفاهيٍّ مرويٍّ، باعتبار أن
كلمة literature (أدب) مشتقةٌ من الكلمة
اللاتينية litera التي تعني الحرف الأبجدي
(المكتوب).
- (٣)
ولا ما يمنع أن يجبهنا متحذلقٌ آخر بأن التعليم لا ينبغي أن يكون إلزاميًّا،
باعتبار أن كلمة education (تعليم) مشتقةٌ من
الكلمة اللاتينية educere التي تعني يغريه
بالكلام بحرية، وقد تفيد معنى الملاطفة والاجتذاب كمقابلٍ للقَسر
والإرغام.
- (٤)
يعني ذلك إذن أن كلمة prevent (يمنع) كان
ينبغي لها أن تعني «يسبق» أو «يستبق» لأنها مشتقة من الكلمة اللاتينية
prae وتعني «قبل»، وكلمة
venire وتعني «يذهب»!
- (٥)
أو أن كلمة nice كان ينبغي أن تكون لفظة
ازدراءٍ وقدحٍ؛ لأنها مشتقةٌ من كلمةٍ فرنسية قديمة تعود إلى القرن الثالث عشر
وتعني «أحمق» أو «غبي»!
إنما يُعَوِّل مستخدمو اللغة على السياق لاستشفاف المعنى المقصود للكلمة،
٢ ولا يفكرون كثيرًا في «التأثيل»
etymology؛
أيْ ردِّ الكلمة إلى أصلها التاريخي، والذي قد لا يكون واضحًا على الإطلاق وبخاصةً إذا
كان
مؤسَّسًا على لغةٍ أجنبية أو لغةٍ قديمةٍ بائدة.
تتناسى مغالطة التأثيل أن اللغة ليست كيانًا كلسيًّا ثابتًا، وأن هناك تغيراتٍ كثيرةً
تعتري اللغة، منها التغير الصوتي، والتغير النحوي، والتغير الدلالي (وهو ما يعنينا في
هذا
المقام)، وللتغير الدلالي semantic change أنواع عديدة
منها ما يعرف ﺑ «الانحدار الدلالي» semantic deterioration
وهو تغير يلحق بمعنى اللفظة فيُكسبها دلالةً سلبية، مثال ذلك ما حدث لكلمة
notorious التي كانت في الأصل تعني «مشهور» ثم انحدرت
دلالتُها وصارت تعني «مُشَهر» أي مشهور بشيءٍ قبيح، وكلمة
dogmatic التي كانت تعني «موقن» أو «راسخ الاعتقاد»
وصارت الآن تعني «جازم متصلب غير عقلاني في اعتقاده»، وتقابل ظاهرة الانحدار الدلالي
ظاهرة
«التحسن الدلالي» amelioration حيث تكتسب اللفظة دلالة
إيجابية أو يزايلها ما كان لها في الأصل من دلالةٍ سلبية، مثال ذلك كلمة
minister (وزير) فقد كانت قديمًا تعني «خادم» (وما تزال
تُستعمَل كفعلٍ بمعنى يسعِف أو يعين أو يقدم خدمة)، وكلمة
nice سالفة الذكر، والتي كانت تعني قديمًا «غبي» أو
«أحمق»، وهناك أمثلةٌ أخرى يخطئها الحصر.
تعود تسمية هذه المغالطة (
etymological fallacy) إلى
جون ليونز
John Lyons، ويعني بها خطأ التأثيليين حين
يحاجون بأن كلمة ما تعود إلى أصل يوناني أو لاتيني أو عربي … إلخ؛ ولذا فإن معناها ينبغي
أن
يكون مطابقًا لما كانت عليه في الأصل، ويبدو زيف هذه الحجة في أن الافتراض الضمني بوجود
«صلة حقيقية» أو «مُناسَبة» في الأصل بين المبنى والمعنى، وهو ما تستند إليه هذه الحُجة،
هو
شيء لا يمكن التحقق منه.
٣
لقد كانت المسألة الهامة التي أثارها الإغريق، والتي تركت بصماتها على الدراسات اللغوية
اللاحقة حتى عصرنا الحاضر، تتعلق بطبيعة اللغة ونشأتها، فقد رأى بعضهم أن اللغة ظاهرة
طبيعية، وأن الكلمات وأصواتها جزء لا يتجزأ من المعنى، بينما رأى الفريق الآخر، ومنهم
أرسطو، أن اللغة ظاهرة اجتماعية وأن أصواتها رموز اصطلاحية ليس لها بالمعاني علاقة طبيعية
أو مباشرة، وقد نشأت عن هذا الاختلاف النظريتان المعروفتان: النظرية التوقيفية والنظرية
الاصطلاحية (أو التواضعية)، واللتان امتد الجدل فيهما حتى العصر الحاضر، وقد نشأ عن النظرية
الأولى نظريات متعددة عن أصل اللغات جميعًا منها: أن اللغة «توقيف» ووحي من الله، ومنها
أن
أصل اللغات جميعًا يرجع إلى محاكاة أصوات الطبيعة أو أصوات الحيوانات إلى آخره، ووصل
الأمر
بالبعض إلى أن يقول إن للصوت بحد ذاته قيمة تعبيرية.
٤
وقد تأثر العرب بكلتا المدرستين، واتخذ بعضهم، مثل ابن فارس في القرن الرابع الهجري،
موقف
المدافع عن النظرية التوقيفية، واتخذ آخرون، مثل ابن جِنِّي (في بعض فقرات «الخصائص»
دون
بعضها الآخر)، النظرية الاصطلاحية، يقول ابن جني «إن أكثر أهل النظر على أن أصل اللغة
إنما
هو تواضعٌ واصطلاح، لا وحيٌ وتوقيف.» كان ابن فارس يستشهد في نظريته التوقيفية بالآية
الكريمة
وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا، أما ابن جني
فيئول الآية بأن المقصود بكلمة «عَلَّم» هو «أقدر» أي أن الله أعطى آدم القدرة على الكلام
والتسمية وترك له الوضع والاصطلاح بالنسبة للتفاصيل.
٥
في محاورة «كراتيلوس» عرض أفلاطون منطق التأثيليين عرضًا مسهبًا، وبيَّن أنهم يعتقدون
بوجود علاقة طبيعية (غير اصطلاحية) وضرورية بين الدال والمدلول، وأنهم بالتنقيب في الماضي
عن أصل الكلمة، والكشف عن معناها الحقيقي إنما يصلون إلى حقيقة من حقائق الطبيعة، أو
يميطون
اللثام عن «ماهية» الشيء الذي تدل عليه الكلمة!
وشبيه بهذا ما يفعله بعض الباحثين عندما يُفسِّرون المعنى الاصطلاحي لمفهوم ما بمعناه
اللغوي، مع احتمال ألا يكون المعنى الاصطلاحي مرتبطًا بالمعنى اللغوي ارتباطًا وثيقًا،
وقد
سبق لابن تيمية وابن قيم الجوزية أن اعترضا على استخدام أنصار المجاز للمنهج التاريخي
في
التمييز بين الحقيقة والمجاز رغم صعوبة التثبت من أصل اللفظ، وعدم وجود ما يفيد تاريخيًّا
بسبق أحدهما على الآخر.
٦
والحق أن التأثيل منهج مستخدم اعتمد عليه الكثير من اللغويين اعتمادًا كبيرًا، وبخاصة
في
القرن التاسع عشر، حيث أقيم على أسسٍ أمتن مما كان عليه قبل ذلك، وما زال مستخدمًا حتى
الآن، ويُعد فرعًا معتبرًا من اللسانيات التاريخية (الدياكرونية)، وله دعائم منهجية خاصة
تتوقف على كمية الشواهد المؤيدة ونوعها، إلا أنه بات واضحًا للتأثيليين في القرن التاسع
عشر، وسلَّم به اللسانيون عامة في الوقت الحاضر، أن معظم كلمات المعجم في أي لغة لا يمكن
أن
تُعزَى إلى أصولها، وقد انتكس المنهج التاريخي بعد دعوة دي سوسير إلى الفصل بين الدراسات
التزامنية (السينكرونية) والدراسات التاريخية (التعاقبية/الدياكرونية)، وكرَّس مبدأ
«اعتباطية العلامة اللغوية» arbitrariness of the sign
على نحوٍ نهائي حاسم، ومنح الصدارة للسينكروني على الدياكروني، ولفت الانتباه إلى أهمية
الدراسة الوصفية التي تقتصر على النظر إلى «حالات» اللغة، وضرورة استبعاد العامل التاريخي
عند دراسة «حالة» من حالات اللغة، فاللغة عند سوسير هي مجرد نسق أو نظام وتؤدي وظيفتها
باعتبارها «بنية» لا تنطوي في ذاتها على أي بُعد تاريخي، من ذلك أن تاريخ كلمةٍ ما كثيرًا
ما يكون بعيدًا كل البُعد عن أن يُفيدنا في فهم المعنى الراهن لهذه الكلمة.
(١) اعتباطية العلامة اللغوية
يقول سوسير: إن العلاقة التي تربط «الدال»
signifier
ﺑ «المدلول»
signified علاقة اعتباطية، ولما كنتُ أعني
بالعلامة اللغوية النتيجة الإجمالية للربط بين الدال والمدلول، فإن بوسعي القول بإيجاز
وبساطة: العلامة اللغوية علامة اعتباطية، ففكرة «الأخت»
sister لا ترتبط بأية علاقة داخلية مع السلسلة المتتابعة من الأصوات
s-o-r التي تستعمل كدالٍّ بالنسبة لهذه الفكرة في
اللغة الفرنسية، إذ يمكن تمثيل هذه الفكرة باستخدام أي سلسلة أخرى من الأصوات، وأكبر
دليل على ذلك هو الفروق القائمة بين اللغات، بل وجود لغات مختلفة: فللمدلول «ثور» الدال
b-o-f على طرف من الحدود (الفرنسية-الألمانية)،
و
(ochs) o-k-s على الطرف الآخر،
٧ لقد استُخدم لفظ «رمز»
symbol للدلالة على
العلامة اللغوية، أو على وجه الدقة للدلالة على ما نسميه «الدال»، ولكن هناك بعض
المصاعب التي تمنعنا من اتخاذه؛ وذلك بسبب مبدئنا الأول نفسه، فللرمز خاصية أنه لا
يُدرك دومًا اعتباطيًّا، فهو ليس فارغًا، بل فيه بقية من رابطة «طبيعية» بين الدال
والمدلول، فرمز العدالة مثلًا، أي الميزان، لا يمكن أن يُستبدل به أي شيء آخر: دبابة
مثلًا أو عربة!
٨
يستدعي لفظ «اعتباطية» الملاحظة التالية: فهذه الكلمة لا ينبغي أن تعطي انطباعًا
بأن
أمر اختيار الدال متروك تمامًا للمتكلم (وسنرى أنه ليس بمُكنة أي أحد أن يغير شيئًا من
علامة لغوية استتبت في مجتمعٍ لغويٌّ ما) إنما أعني بالاعتباطية أن العلامة اللغوية ليس
لها من سبب؛ أي أن العلاقة بين الدال والمدلول بها لا تقوم على أية رابطة طبيعية.
٩
(٢) ليونارد بلومفيلد: بؤس الإتيمولوجيا
في كتابه «اللغة» يعرض ليونارد بلومفيلد لمنهج التأثيل، ويكشف لنا بؤس الإتيمولوجيا،
ويبين أن منهج الحفر التاريخي في اللغة لا يُفضي إلى شيء، يقول بلومفيلد: خذ مثلًا كلمة
blackbird (الشحرور) وتتكون من
black و
bird، وتطلق
على نوع من الطير، وهذا النوع من الطير إنما سمي بهذا الاسم بسبب لونه الأسود، وهذه
حقًّا تسمية صادقة تصدق على هذه الطيور: فهي طيور، وهي سوداء … وجريًا على هذا المنطق،
أكان من الممكن أن يستنتج علماء اليونان أن ثمة صلة باطنة عميقة بين اﻟ
gooseberry (عنب الثعلب) واﻟ
goose (الإوز)! … إن التحليل في جميع اللغات لا
يسمح بذلك ولا يجود به، ولنا في اليونانية والإنجليزية أمثلة كثيرة من الكلمات التي
تستعصي على هذا النوع من التحليل الذي يتصوره التأثيليون: كلمة
early أي مبكرًا، تنتهي بمثل ما تنتهي به كلمة
manly بمعنى رجولي، فاللاحقة
ly مضافة إلى
man
(رجل)، ولكن إذا جردنا الكلمة الأولى من اللاحقة
ly
فماذا يتبقى؟ يتبقى
ear (أُذن)، فهل تعطي فائدة؟ إنها
بقية غامضة لا تفيد … وكذلك كلمة مثل
woman (امرأة):
إنها تلتقي مع كلمة مثل
man (رجل)، ولكن ما دور المقطع
wo في هذا؟ إن هذا المقطع هو الذي يفصل بين دلالة
هذه الكلمة ودلالة الكلمة الأخرى من الناحية الشكلية الصوتية، ولكن ما قيمة هذا المقطع
الأول
wo في التحليل الاشتقاقي، إنه لا دور له، ولا
دلالة له كذلك … وعلى هذا النحو تواجهنا صعوبات في تحليل الكلمات القصيرة أو البسيطة،
التي هي أقل من السابقة، فكلمات مثل
man, boy, good, bad, eat,
run … وغيرها كثير، لا يعين فيها التحليل الإتيمولوجي
(التأثيلي/الاشتقاقي) على كشف صلة بين الكلمة وما تُشير إليه … ولكن علماء اليونان،
ومثلهم تلامذتهم من علماء الرومان كانوا في مثل هذه الحالات يلجئون إلى الحدس والتخمين
… إن صيغ الكلام تتغير وإنها قابلة للتغير لأنها ثابتة على حين أن المسميات لا تتغير،
وكذلك المعاني ثابتة لا تتغير … أي أنه لا توجد علاقة طبيعية ضرورية، أو منطقية عقلية،
بين الاسم والمسمى أو بين الدال والمدلول … وصفوة القول عند بلومفيلد أن التحليل
التأثيلي لا يؤدي إلى شيء، وأنه لا طائل من ورائه … وإنما هو دليل على أنه لا توجد
علاقة ولا رابطة عقلية ضرورية بين الاسم والمُسمَّى.
١٠
(٣) ابتذال المصطلح العلمي
تبلغ المغالطة التأثيلية مداها، وتصبح مسخًا كاريكاتوريًّا، حين تُعمل أدواتها
التاريخية في المصطلح العلمي أو التكنيكي حيث الطابع الاصطلاحي المطلق للعلامة، وتحاول
أن تفهم المصطلح الفني المتخصص بمعناه اللغوي الدارج! وهو ما يمكن أن نُطلق عليه
«ابتذال المصطلح»
vernacularization،
١١ إن اللفظ اللغوي العادي حين يوضع بين هلالين ويتحول إلى مصطلح علمي فإنه
يفارق دارَه وينسَى ماضيه، ويكتسي معنى جديدًا قد لا يكون له بمعناه اللغوي الدارج أيُّ
علاقة، وبالتالي فليس يُجدي نفعًا تنقيبنا عن أصله وفصله ولا يقرِّبنا إلى فهم المصطلح
في وضعه الجديد، يقول جاستون باشلار في كتابه «المادية والعقلانية»: «إن اللفظ عندما
يوضع بين مزدوجتين فهو يَبْرُز وتحتدُّ نغمتُه، إنه يأخذ فوق اللغة العادية نغمةً
علمية، ما إن يوضع لفظٌ من ألفاظ اللغة العادية بين مزدوجتين حتى يكشف عن تغير في منهج
معرفة تتعلق بميدان جديد للتجربة، وبإمكاننا أن نذهب حتى القول من وجهة نظر الباحث
الإبستمولوجي إن هذا اللفظ علامة على قطيعةٍ وانفصالٍ في المعنى، وإصلاحٍ للمعرفة.»
١٢
•••
وبعد، فحين يحاج المرءُ بأن دعواه صائبة لا لشيءٍ إلا لأن الأصل اللغوي نفسه للكلمة
يفيد ذلك، فإنه يقع في ضربٍ من الاستدلال الدائري، وفضلًا عن ذلك فإن افتراض أن الكلمات
يجب أن تبقى لصيقةً بمعناها التاريخي الأول هو افتراض ينطوي على إغفالٍ عبثي للطبيعة
الاصطلاحية للغة وتقييد لا مبرر له لنموها وتطورها.
إن اللغة لفي سيرورةٍ دائمةٍ وتحوُّلٍ دائب، وهناك ألف سببٍ يُلح على الألفاظ أن تخرج
من جلدها وتكتسي معانيَ جديدة غير ذات صلة بمعناها القديم، وما دامت اللغة في تغير
مستمر فمن الطبيعي أن تواكبها في ذلك علوم اللغة المنوط بها رصد الظاهرة اللغوية وضبط
حركتها، وأن يكون نهج العلوم توترًا محسوبًا بين «المعيارية» و«الوصفية»: معيارية تصون
اللغة من التحلل والانهيار، ووصفية تفتح لها آفاقًا للتطور والارتقاء.