وقد عادَت العَقْرب …
طلعَت الجريدة الكبرى باستطلاعٍ قام به الصبيُّ الذي يعملُ بها، ولو كان يعرف القراءة، ولا أقول الكتابة، لعَرفَ أن كل الآراء التي استجلَبها تؤيد ما أذهب إليه؛ فقد أردتُ هذا الذي فعلوه تمامًا، وهو أن يقولوا رأيهم في هذه المعارك.
وبعدُ، فإني أعتذر عن الصبي إلى القُراء؛ فهو يحمل اسمًا أحمله، ولكنه تربَّى في عهدٍ كانت الكارثة الكبرى فيه القضاء على القيم، وتعليم الصغار كيف يتهجَّمون على من يكبرونهم سنًّا على الأقل. وإني أُطَمئِن من يملأ نفوسَهُم الألم، لِما يرونَه من عَربدَة هذا الفتى، أنه من قلةٍ قليلة سقطَت عندها القيم تمامًا، ولم تعُد إليها بعد مايو. وأُطمئِنهم أيضًا أنني لن أعود إلى العفَن الذي انداحَ فيه مهما يُحاوِل هو أو جريدتُه على السواء.