قضايا معاصرة (الجزء الأول): في فكرنا المعاصر
«ليس الفكر كلمةً تُقال، بل شهادةٌ على العصر. وتعني الشهادة كلمة الحق التي تفصل بينه وبين الباطل، وهي حُكمٌ على الواقع وكشفٌ لحقيقته. والمفكر هو هذا الشاهد، والشاهد هو الشهيد، فليست الشهادة فقط إظهارًا للواقع على أنه حقيقة، بل هي أيضًا فعلٌ شعوريٌّ يُعبر عن وجود المفكر؛ فوجود المفكر في حد ذاته في العصر شهادة.»
عقب هزيمة ١٩٦٧م فزع المثقفون، وأفاقوا على كارثةٍ كبرى، وهي غياب وعي المجتمع العربي بنفسه وبمشاكله؛ فقد كانت العلاقة بين المثقفين والشارع في حالة نفور وابتعاد، جعلتها الهزيمة أشد ابتعادًا. والدكتور «حسن حنفي»، بوصفه مفكرًا وشاهدًا على الهزيمة والسنوات التي تلتها، أراد توثيق هذه الحال عبر هذه المقالات التي ناقش فيها «فكرنا المعاصر» ووضْع الأنا العربية، وناقش في هذا الجزء تحديدًا دور المفكر في الدول النامية ومفاهيم الأصالة والمعاصرة والإصلاح وثقافة الجماهير وعلاقتها بالمعركة وأدب الحروب. وقد نُشرت هذه المقالات بين عامَي ١٩٦٨ و١٩٧١م، في العديد من المجلات العربية آنذاك.