سعادة الزواج بالتعاون الحبي
عندنا نقرأ قصة، أو نشاهد أحد الأفلام السينمائية، نجد أن المؤلف يبدأ بجهاد عاشقين مع ما يتخلله من غدر أو شهامة، ومن آلام أو ملذات، حتى ينتهي آخر الكتاب أو آخر الفيلم بالنهاية السعيدة وهي الزواج.
وهذا وضع سيئ؛ لأن الزواج يجب أن يكون بداية وليس نهاية، حتى يفهم كل من الشبان والفتيات أنهم عندما يتزوجون سيجدون دنيا جديدة من الصداقة والتعاون، وتربية الأبناء، والاشتراك في الهدف، والمعاشرة الجميلة التي قد تبلغ خمسين سنة، ومثل هذه السنين هي التي تحقق السعادة والخير للزوجين وأولادهما، وهي الجديرة بأن تُؤلف عنها الكتب حتى يهتدي بها المتزوجون.
وأسوأ شيء يضر بالحياة الزوجية أن تفهم الفتاة، أو يفهم الشاب، أنه قد «وصل» بالزواج؛ لأن هذا الفهم يجعله يهمل ويتهاون، فلا يبالي تربية نفسه أو زوجته.
ولا يبالي أن يراعي تلك الحقوق والواجبات التي تصون الزواج من العبث والمجانة والاستهتار.
وإني أود أن أجد مؤلفًا قصصيًّا يشرح في كتاب، أو في فيلم، حياة زوجين مدى أربعين أو خمسين سنة كيف بدأ زواجهما، ثم كيف نمت العائلة في الثقافة والوجاهة والخدمة والكفاح للخير البشري؛ لأن مثل هذه القصة أو هذا الفيلم يرشد الحياة إلى السعادة الزوجية التي كثيرًا ما تتحطم للجهل بأساليبها وأهدافها.