تزوج أمًّا لأولادك
الحكمة في الزواج أن نتزوج بتلك الفتاة التي نعرف أننا نستطيع أن نعيش معها أربعين أو خمسين سنة، ولن نستطيع ذلك إلا إذا كانت على مستوانا الثقافي، أو لم تكن بعيدة عنه بحيث ينتفي بيننا التفاهم ويعود البيت وهو مثار للمشاكل التي لا تنقطع، ولهذا يجب أن نتزوج الفتاة المتعلمة.
والحكمة في الزواج أن نتزوج تلك الفتاة التي نعتقد أنها جديرة بأن تكون أمًّا لأولادنا، ولا نعني هنا أن تكون قادرة على تربيتهم فقط، بل نعني أن تكون حائزة على الصفات الوراثية الممتازة التي سوف يمتاز بها أبناؤها، ولذلك يجب أن نختار الفتاة الذكية الجميلة التي تتسم بصحة العقل وسلامة الجسم.
والحكمة في الزواج أيضًا أن تؤثر الحب على الشهوة، وكي نميز بين الاثنين يجب أن نفهم أن الشهوة هي ثمرة اللحظة القائمة والإعجاب في الوقت الحاضر.
ولكن الحب هو ثمرة العقل والتفكير في المستقبل، والشهوة في صميمها عدوانية، وهي أقرب إلى إحساس الجوع منها إلى إحساس الرفق والبر، ولكن الحب حناني تعاوني، كله رفق وبر، فالشهوة تأخذ وتنهب وتخطف، والحب يعطي ويمنح ويسخو.
والحكمة في الزواج ألا نسأل: هل أحب هذه الفتاة الآن؟ بل يجب أن نسأل: هل أستطيع أن أحب هذه الفتاة بعد عشر سنوات أو عشرين سنة.
إننا نتزوج كي نعيش العيش الطيب، وكي ننسل النسل السليم، فيجب أن يكون نظرنا بعيدًا بصيرًا، ويجب أن نختار الفتاة التي نسعد بأن نعيش معها نصف قرن وأن نفرح بأبنائها ونعدهم كسبًا، ليس لنا فقط بل للمجتمع كله، لما سوف يكون فيهم من ذكاء وجمال وأخلاق.