متى يحسن أن يقع الطلاق
من الكلمات التي تؤثر فتذكر؛ لأنها تدل وتنير، كلمة قالها كاتب إنجليزي هي: إن خير الأوقات للطلاق هو وقت الخطبة، والمعنى واضح، وهو أن الفتيات والشبان يجب ألا يتزوجوا إلا بعد أن يختبر كل منهم الآخر في أيام الخطبة، حتى إذا وجدوا أن هناك خلافات أصيلة تحول دون الوفاق الزوجي، قطعوا هذه الخطبة، وعمد كل منهم إلى البحث عن نصفه الآخر في تعقل وتبصر.
ولذلك يجب أن تطول مدة الخطبة حتى تتسع الفرصة للتعارف الصحيح بين الخطيبين، وحتى ينكشف المستور من أخلاقهما، وصحيح أن الخطيبين يبديان أحسن ما عندهما من أخلاق قبل الزواج، ولكن إذا طالت المدة وزادت الألفة فإن الحقائق تتضح، فإما وفاق فزواج، وإما خلاف فطلاق.
وهو طلاق بالاسم؛ إذ ليست هناك تبعات من أطفال أو غير ذلك.
وإذا جاء ميعاد الزواج بعد خطبة طويلة قد بلغت عامًا أو أكثر، فإن هذا الزواج الذي يُبنى على النور والمعرفة يدوم؛ لأنه لم يجئ مطارئًا، ولم يكن ثمرة الطلاء السطحي والهوى الوقتي.
إن أسوأ ما ينكب به إنسان هو الطلاق؛ لأن النكبة هنا تشمل المسيء والمحسن من الزوجين، وتشمل الأطفال، وهؤلاء الأطفال «المطلقون» لا يختلفون عن اليتامى إلا في إحساسهم الدائم بأنهم قد ظُلموا، ولم يستمتعوا بحب الوالدين، ولو أن مدة الخطبة كانت طويلة، والاختلاط بين الخطيبين كان كبيرًا، لقل الطلاق بين الأزواج إلى حد الندرة والعدم.
وعلى كل شاب أن يتوقى الطلاق وقت زواجه بألا يتزوج إلا بعد أن تطول الخطبة، وبعد أن يعرف أخلاق خطيبته المعرفة الصحيحة.